- كيف يسهم الصوم في تعزيز كفاءة إنتاج الجسم للطاقة؟
- كيف يساعدنا في تنظيف أجسامنا من السموم؟
- علام يُستحب لنا أن نفطر وأن نتسحر؟
_____
للصوم فوائد روحية عديدة، طالما يحدثنا عنها علماء الدين، وتنضاف إلى هذه الفوائد جملة فوائد صحية ونفسية، التي يتطلب تحقيقها الالتزام ببعض التوصيات حتى لا يتحول صيام المرء إلى مسبب للاضطرابات الهضمية والمشكلات الصحية، فمثلا يُعد تناول كميات كبيرة من الطعام على وجبة الإفطار بعد ساعات صوم طويلة، والإكثار من المشروبات ذات المحتوى العالي من السكريات، كل ذلك قد يؤدي إلى سوء الهضم وما يرافقه من مشكلات مزعجة، وكذلك فإن إهمال وجبة السحور، أو التبكير كثيرًا في تناولها، قد يؤدي إلى الإرهاق الشديد وهبوط مستوى السكر في الدم في أثناء النهار بشكل يؤثر سلبا على الوضع الصحي العام.
ومن أهم الفوائد الصحية التي يمكن أن يحققها الصوم ولا يسع الإنسان الاستغناءُ عنها أنه:
الصوم منتج طاقتنا النظيفة
يُعزز الصيام عملية استقلاب الغلوكوز، وهي عملية التمثيل الغذائي التي يُعزى إليها توليد الطاقة من الغذاء الذي نتناوله، مما يخفّض مستويات السكر في الدم، وهذا يؤدي إلى خفض إنتاج الأنسولين من البنكرياس، مما يساعد على راحة البنكرياس.
كما يسرِّع الصيام عملية حرق الدهون لإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، مما يخفّض مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
الخسارة المربحة، خسارة الوزن!
يحفّز الصيام عملية خسارة الوزن باستهلاك الدهون المتراكمة في عملية توليد الطاقة. ولانخفاض الوزن إلى مستوى صحي تأثير إيجابي على توازن ضغط الدم، ومن شأنه أن يحسم المعركة ضد أمراض مثل السكري، والكبد الدهني، وغيرها من الأمراض.
مَحْرَقَة لسموم وقمامة الجسم
يعزز الصيام عملية التخلص من السموم، والتي يُبتلى أجسامنا بها عن طريق استهلاكها غير المباشر، إذ ترِدُ إلينا المواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون والقوام، وغيرها من الإضافات الغذائية التي تتحول إلى سموم داخل الجسم ويتم تخزينها داخل خلاياه، وهنا يبرز دور الصوم البطولي، ففي أثنائه يتم حرق تلك الخلايا التي تختزن تلك السموم والنفايات، فيتخلص الجسم من السموم من خلال الكبد والكلى. والتخلص من السموم المتراكمة من شأنه أن يخفض نسبة التخمر في الأمعاء، الأمر الذي ينعكس على تقليل حدوث الدمامل والبثور، وهذا يُكسب المرء بشرة نضرة خالية من الاضطرابات والحساسية الجلدية، ، ويقلل من حدة بعض الأمراض الجلدية الأخرى كالصدفية، كما يساعد على شفاء بعض الالتهابات كالتهاب المفاصل والنقرس.
وقايتنا في مناعتنا.. ولعلكم تتقون!
أصبح معلوما من الطب بالضرورة أن الصوم يعزز من فاعلية الجهاز المناعي، عن طريق زيادة عدد كريات الدم البيضاء والحمراء وعدد الصفائح الدموية، إضافة إلى دوره البارز في تحقيق فوائد أشير إليها سلفا، كالتخلص من سموم الجسم، وخفض الدهون، وكل هذه فوائد مباشرة تتحصل من مجرد الامتناع عن الطعام لعدد معين من الساعات يوميا. كذلك هناك فوائد غير مباشرة للصوم، وتتحصل للجسم من خلال تناوله عناصر غذائية ضرورية كالفيتامينات والمعادن التي يتناولها المرء بصورة الخضراوات والفواكه التي يكثر تناولها في رمضان، وتلك الفيتامينات والمعادن يُعزى إليها تحفيز تجدد الخلايا بعد التخلص من الخلايا الضعيفة والمريضة، كل ذلك يساعد على تقوية جهاز المناعة.
كما يساعد الصوم في التغلب على مشكلات إدمان النيكوتين والكافيين وغيرهما من المخدرات والمنبهات، إذ يجبر الصائم على إيقاف التدخين أو شرب القهوة طوال النهار، وهذا يعزز إرادته للتخلص منها، ثم يحفز المخ لإنتاج تلك المثيرات بصورة طبيعية، فيستغني الجسم شيئا فشيئا عن طلب هذه المثيرات من الخارج.
صوم صحيح من إفطار صحي
من أهم التوصيات ليكون طعام الإفطار صحيا بعد يوم الصوم
إن وجبة الإفطار هي الوجبة الرئيسة التي يتناولها الصائم بعد يوم الصوم، ولتكون هذه الوجبة صحية يوصى بما يأتي:
- تجنَّب الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الأملاح والبهارات والتوابل، واستبدل ذلك بتناول الخضروات والفواكه الطازجة.
- لا تُسرف في تناول المقبلات والمخللات لتتجنب نقص السوائل وسوء الهضم .
- لا تكن نهما شرها، فتصاب بالتخمة وسوء الهضم.
- لا تُسرع في تناول طعامك، لتتمكن من مضغه جيدا، فتيسر على معدتك هضمه، وكذلك تقلل من سرعة ملئها، فتشعر بالشبع دون تناول الطعام بمقادير كبيرة.
- مارس الحركة المعتدلة كرياضة المشي يوميًا بعد تناول الإفطار بساعتين، ومن الجيد أداء صلاة التراويح.
- اشرب كمية وافرة من الماء (ثمانية أكواب على الأقل) في الفترة ما بين الإفطار والسحور.
الترتيب الصحيح للإفطار الصحي
من الجيد تناول وجبة الإفطار وفق الترتيب الموصى به من خبراء التغذية، وهو ترتيب إعجازي أشارت إليه تعاليم السنة النبوية، وتمثل في الابتداء بتناول بعض حبات التمر، ويُنصح بذلك بالذات من يعانون من الصداع والتعب والدوار خلال ساعات الصوم، فالتمرة الواحدة كبسولة من فوائد عديدة، فهي تمنح الطاقة السريعة للجسم لاحتوائها على السكريات البسيطة، وكذلك تحتوي على الألياف الغذائية التي تسهم في الشعور بالشبع، ومحاربة الإمساك، وتوفر الفيتامينات والعناصر المعدنية التي يحتاج إليها الصائم.
ثم على الصائم تناول كوب من الماء أو اللبن لتعويض نقص السوائل والمساهمة في استعادة نشاطه وطاقته.
ثم عليه تناول الحساء الدافئ ليعوِّض الفاقد من سوائل الجسم أثناء الصوم، كما أن الحساء الدافئ يليِّن المعدة، ويُحضّر الجهاز الهضمي لاستقبال الوجبة الرئيسة.
ثم لا تنس تناول السلطة، فطبق السلطة يحتوي على نصف العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، كما أن من محامده أنه لا يسبب التخمة، ويساعد على الشبع بطريقة صحية، فلا تهمله أبدا.
ثم يأتي دور الطبق الرئيسي، والذي يُفضَّل احتواؤه على نوع من النشويات كالخبز أو الأرز أو المكرونة أو البطاطا، وذلك إلى جانب شيء من البروتين الحيواني كاللحم الأحمر أو لحم الدجاج أو السمك، أو البروتين النباتي المتاح من الفول أو العدس أو الحمص.
وإن في السحور بركة
تعد وجبة السحور ذات أهمية كبيرة للصائم توازي بأهميتها وجبة الإفطار، فهي التي تمد الجسم بالطاقة خلال النهار، لذلك يوصى بأن تكون صحية ومتكاملة شأن وجبة الإفطار، لذلك ينصح بما يأتي:
تجنب الإكثار من الأطعمة والمشروبات ذات المحتوى العالي من السكريات والنشويات المكررة كالأرز الأبيض والمعجنات والخبز الأبيض، لأنها سريعة الهضم والامتصاص وترفع سكر الدم بشكل سريع ثم تخفضه بشكل سريع أيضًا، ما يعجل الشعور بالشبع ومن ثم الشعور بالجوع.
تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، كالحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه، لأنها تبطئ من عملية الهضم والامتصاص وترفع سكر الدم، ما يزيد من الشعور بالشبع، ولأنها تحوي كميات عالية من الماء، ما يسهم في تعويض سوائل الجسم وتقليل الشعور بالعطش.
يفضّل أن يشتمل سحورك على أغذية عالية المحتوى بالماء والبروتين لإطالة مدة الشعور بالشبع والرِّي، ومن الأغذية الموصى بها في هذا السبيل البطاطا المسلوقة والبرتقال والتفاح.
تجنب المكسرات المملحة والمخللات لتجنب فقدان السوائل والشعور بالعطش.
تجنب تناول المنبهات وقت السحور حتى لا تزيد من فقدان السوائل.
تجنب قدر الإمكان الأغذية المتبلة وذات البهارات
اشرب الماء بكميات مناسبة، ولكن إياك أن تُسرف في شربه قبيل الفجر مباشرة لأن ذلك يحفز الكلى على التخلص من الكمية الزائدة، ما يسبب اضطراب النوم والشعور بالتعب والإرهاق خلال ساعات الصوم، ويجب شرب الماء بعد السحور بفترة قليلة لأن شربه خلال تناول السحور يقلل من تركيز العصارات الهاضمة، ويجب تجنب المشروبات الغازية لأنها تحد من كفاءة الهضم وتملأ المعدة.
أخروا السحور
من السنة تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر بفترة قصيرة، والوقت الأمثل لتناولها هو قبيل أذان الفجر بساعة واحدة على الأكثر، ومن الخطأ تناولها بعد منتصف الليل بقليل ثم النوم.
ولا يُستحب النوم مباشرة بعد أي طعام، وكذلك بعد وجبة السحور مباشرة.