- مم تنشأ سوسة الأسنان؟
- كيف يمكن مقاومتها؟
___
من منا لم يسمع عن سوسة الأسنان والأوجاع التي تسببها للمصاب؟ فما هي تلك السوسة الشريرة؟ ومن أين تأتي؟ وكيف تأكل السن بالرغم من قوته وصلابته؟
لنأخذ جولة داخل الفم ونتعرف عليه بما أنه مقر إقامة السوسة وترعرعها. حيث يحتوي تجويف الفم ذلك العالم الصاخب المزدحم رغم صغر حجمه.. على غشاء ظاهري رقيق يغطي باطن الخد كاملا، وإلى جانبه اللثة المحيطة بالأسنان جميعا وبسقف الحلق، واللسان بحجمه الكبير وعليه الحليمات الذوقية، واثنين وثلاثين سنّا.
لا شك أن مكانا بهذه الصفات والمكونات يجعله المحيط الأنسب للسوسة وتحديدا في غياب النظافة الفموية!… فالسوسة تحب الظلام.. والرطوبة.. وتعشق بقايا الطعام المتروكة بين الأسنان وعلى اللثة..
وبهذه المعطيات نستطيع التعرف على السوسة بشكل جيد:
إنها بكتيريا ضارة جدا تنمو في التجويف الفموي، تتغذى على بقايا الطعام الموجودة على الأسنان بعد أن تُحللها وتفككها (خاصة السكريات) فينتج عن ذلك مادة حامضية قوية جدا تسبب تآكل طبقة الميناء للسن وإذا بقي الأمر على هذه الحال تتعمق البكتيريا إلى منطقة العاج وهي المنطقة التي تحيط بعصب السن فينتاب المريض الشعور بالألم وبعد فترة يتآكل السن كله وفي نهاية المطاف يضطر إلى قلعه.
وكما أسلفنا الذكر فهذه البكتيريا تحتاج إلى بقايا الطعام على الأسنان حتى تستطيع العيش والتكاثر في جو مظلم ومغلق ورطب. لذلك علينا أن ننظف أسناننا كل يوم مساء قبل النوم لأن الليل هو الوقت الطويل من اليوم الذي يكون فيه فمنا مغلقا فتسرح البكتيريا وتمرح داخله حتى الصباح وتتآكل أسناننا رويدا رويدا دون أن نشعر!
إذن: علينا المحافظة على نظافة أسناننا وصحتها باستخدام معجون الأسنان والفرشاة وإذا كان هناك تراكب في الأسنان علينا استخدام الخيوط السنية وليس أدوات معدنية! ومن حين لآخر من الجيد استخدام المضماض الفموي لكن دون الاكثار منه لأنه يسبب موت البكتيريا الجيدة النافعة في الفم فتتكاثر البكتيريا الضارة (السوسة) أكثر.
فالسن الطبيعي خلقه الله تعالى بأجمل صورة، ولا يمكن أن نعوض خلق الله مهما حاولنا.
لذلك فإن القانون الأول في طب الأسنان هو الحفاظ على السن الطبيعي قدر الإمكان ومعالجته بشتى الوسائل قبل اتخاذ قرار القلع.