رمضان.. مدرسة البذل  والجود والعطاء

رمضان.. مدرسة البذل  والجود والعطاء

التحرير

  • شهر رمضان شهر مضاعفة الحسنات ورفعة الدرجات ومغفرة الذنوب والسيئات وإقالت العثرات. تفتح به أبواب الجنة،  وتغلق أبواب النار وتصفّد الشياطين.
  • في رمضان تهجد وتراويح وذكر وتسبيح.
  • في رمضان يشعر المسلم بشعور المحتاجين،  ويحس بجوع  الجائعين.
  • في رمضان يتربى المسلمين على عفة اللسان وسلامة الصدور ونقاء القلوب وتطهيرها من أدران الاحقاد والبغضاء والحسد والشحناء.

__

لقد هيأ لنا الله مناسك عظيمة تصقُلُ الإيمان في القلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، تنمي الطاعات وتُضيّق مجال المعصيات، وتُلقِّن المسلمين دروسا في الوحدة والإخاء، والبرّ  والطُهر والنقاء. إنها منهل عذب، وحصن حصين للطائعين، وفرصة لا تُعوّض للمذنبين المفرّطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتهم مفعمة بفضائل الأعمال ومحاسن الأفعال.

ولا شك أن من أجلّ هذه المناسك قدرًا، وأعظمها أثرا شهر رمضان الكريم.. شهر مضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات، ومغفرة الذنوب والسيئات، وإقالة العثرات. تُفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين. من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه.

تمرّ الأيام وتمضي الشهور، ويحلّ بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، لما له من خصائص ومزايا، ولما أُعطيت فيه الأمة من الهبات والعطايا، وخصّت فيه من الكرامات والمزايا. فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير؛ تفتّح الجنات، وتتنـزل الرحمات، وترفع الدرجات، وتغفر الزلات.

ولا شك أن كل من يحتاج إلى فترات من الصفاء والراحة والنقاء؛ لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما تهدم من أركان، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي يجد فيها فرصة لإصلاح الأوضاع. إنه محطة لتعبئة القُوى الروحية والخُلُقية، التي يحتاج إليها كل مسلم. إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات.

في رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح.. في رمضان تلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، ذِكر وابتهالات. في رمضان تتقوى الإرادة وتتحقق به الوحدة والمحبة والإخاء. في رمضان يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين.. فالصيام مدرسة للبذل والجود والعطاء؛ فهو حقًا معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة. من صامه حقا صفت روحه، ورقّ قلبه، وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأُرهفت أحاسيسه.

حري بكل مسلم أن يجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة هجرة الله وتعاليمه إلى حياة الاستغفار والتوبة النصوح وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغيّر في المناهج والأفكار والآراء

فحري بنا أن يكون استقبالنا لرمضان بالحمد والشكر لله جل وعلا، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي. كما يجب الخروج من المظالم والعمل على استثمار الأيام والليالي صلاحًا وإصلاحًا؛ فبهذا الشعور والإحساس تتحقق الآمال. أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليدًا موروثًا، وأعمالاً محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعلّ البعض الآخر يزداد سوءًا وانحرافًا – والعياذ بالله – فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة.

في رمضان تتربى الأمة على الجدّ، ولا يختلف اثنان أن أمة الهزل هي أمة مهزومة. ففي رمضان يتربّى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء، والحسد والغلّ والشحناء.

لقد جهل أقوام حقيقة الصيام؛ فقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق الكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان العنان؛ لتقع في الذنوب والعصيان. إنه حري بكل مسلم أن يجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة هجرة الله وتعاليمه إلى حياة الاستغفار والتوبة النصوح وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغيّر في المناهج والأفكار والآراء، لتكون موافقةً للمنهج الحق الذي جاء به كتاب الله وسنة نبيه عليه  أفضل الصلاة والسلام. وإن في أدبيات الجماعة الإسلامية الأحمدية رحيق الكتاب والسنة فهلُّموا مشعر المسلمين وانهلوا منها ما يشفي غليلكم ويطمئن قلوبكم.

فلنتق الله وندرك حقيقة الصيام وحكمه وآدابه ولنعمر أيامه ولياليه بالعمل الصالح ونصون صومنا عن النواقض والنواقص، ولنجدد التوبة ونحقق شروطها لعل الله يتجاوز عن ذنوبنا ويجعلنا من المرحومين ويرزقنا جنة الدنيا والآخرة. اللهم آمين، وصل اللهم على من أرسلته رحمة للعالمين سيدنا ومولانا محمـد المصطفى وعلى آله وصـحبه أجمعـين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك