الأستاذ طه محمـد القزق في ذمة الله

الأستاذ طه محمـد القزق في ذمة الله

  • لقد نشر مجلدان من التفسير الكبير على
  • كان منخرطا في نظام الوصية وخلال ياته كان بيته مركزا للجماعة

__

بمزيد من الحزن والأسى تنعى أسرة «التقوى» الأستاذ الفاضل طه محمد القزق. نسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، آمين.

ولقد رثاه حضرة مرزا مسرور أحمد -أيده الله- في خطبة الجمعة بتاريخ 14آب/ أغسطس 2009 وإليكم النص في ما يلي:

“والآن أريد أن أذكر لكم خبرا حزينا وهو أن أخانا الحبيب والمخلص والوفي جدا من الأردن  السيد طه محمد القزق المحترم قد توفِّي قبل يومين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

كان المرحوم والمغفور له ينحدر من عائلة معروفة بعائلة القزق في حيفا. كان والده الأحمدي الثاني في حيفا إذ كان المرحوم رُشدي البُسطي قد انضم إلى الجماعة قبله. ومن هنا انتشرت الجماعة في قرية مجاورة “الكبابير” وذلك حين وصل حضرة جلال الدين شمس إلى هناك كأول داعية للجماعة.

كان السيد طه القزق يقول: كنت صغيرا حين انضم والدي إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، وقد واجه معارضة مريرة جدا. كان الأشقياء يرمونه بالطماطم والبيض الفاسد بتحريض من المشايخ. وفي إحدى المرات ضرب المعارضون والدي ضربا مبرحا حتى أغمي عليه. كان المشايخ يقولون إن الأحمديين صاروا كفارا لأنهم غيّروا القرآن وغيّروا القبلة أيضا. كنت أراقب والدي خفية لأرى هل فعلا غيّر القرآنَ والقبلة. ولكني كنت أرى أن حضرة الوالد يقرأ القرآن نفسه الذي كان يقرؤه من قبل ويستقبل عند الصلاة نفس القبلة التي كان يستقبلها من قبل. فكنت أستغرب من كذب المشايخ من ناحية ومن ناحية أخرى كان إيماني يتقوى بالمسيح الموعود . فالمعارضة كانت في الماضي أيضا تقوي إيمان الصغار كما تقويه اليوم. كان والد المرحوم طه القزق قد دخل الأحمدية بناء على رؤيا رأى فيها أن أحد أقاربه الميتين يقول له: “يا حاج محمد أسرعْ فإن الأحمديين قد فتحوا المدينة المنورة. ففي اليوم التالي بايع على يد المرحوم جلال الدين شمس .

وظل المرحوم طه القزق يزداد إخلاصا ووفاء، وبدأ حضوره في الجلسة السنوية في ربوة من السبعينات من القرن المنصرم. وظل يحضرها بالتزام ما دامت الجلسات تُعقَد في باكستان. ثم بدأ بالحضور في الجلسات هنا في بريطانيا. وحين هاجر الخليفة الرابع رحمه الله من باكستان إلى لندن حضر للقائه في اليوم التالي من وصول حضرته رحمه الله. كان على علاقة مخلصة للغاية مع الخلافة، وكان ذلك واضحا جليا من كل عمله. بقي يزور لندن إلى ما قبل سنتين من الآن تقريبا. وكلما قابلني وجدته كأن روح التضحية تترشح منه. كان بفضل الله تعالى موصيا وقد أوصى بـ 13 بالمئة من دخله وعقاراته. وكان يخاف أنه من الممكن أن تعترض المشاكل في أداء وصيته بسبب الظروف السائدة في بلاده وبسبب الحظر المفروض على الجماعة لذا كان يخدم الجماعة بماله بسخاء. عندما بدأ سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله مشروع ترجمة التفسير الكبير باللغة العربية – وقد نُشر مجلدان في حياته، أما في الأعوام الستة الماضية فقد نُشرت ثمانية مجلدات والتاسع  قيد الترجمة بفضل الله تعالى- قال المرحوم لحضرته أنه يود أن يتبرع بكافة نفقات نشر هذه الترجمة ولا زالت تلك الترجمة تُنشر على حسابه هو.

كان بيته مركزا للجماعة، كان المرحوم يحترم كثيرا دعاة الجماعة وغيرهم من مملثي المركز. وقد اشتد به المرض منذ بضعة شهور حتى بقي في غيبوبة إلى فترة ونُقل إلى إثرها إلى قسم العناية المشددة في المستشفى، ثم انتقل إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 12 آب/ أغسطس 2009، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ترك وراءه ثلاثة أبناء وثلاث بنات، وحوالي عشرين من الأحفاد. أحد أحفاده – السيد حسام القزق – على صلة متينة ومخلصة جدا مع الجماعة. ندعو الله تعالى أن يقوي هذه العلاقة أكثر فأكثر ويزيد بقية أولاده أيضا في الإخلاص والوفاء مع الجماعة. تغمد الله المرحوم بواسعة رحمته وغفر له ورفع درجاته وجعل في أحبائه مثواه، آمين. بعد صلاة الجمعة والعصر سوف أصلي على المرحوم صلاة الغائب بإذن الله.”

Share via
تابعونا على الفايس بوك