رسالة عزاء إلى القيادة الفلسطينية

بعث حضرة أمير المؤمنين، مرزا مسرور أحمد، أيّده الله بنصره العزيز، رسالة عزاء إلى القيادة الفلسطينية بوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، رحمه الله. كما تُليت هذه الرسالة من قِبل وفد الجماعة الإسلامية الأحمدية في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، حيث موقع تقبّل العزاء، صباح الرابع عشر من تشرين الثاني 2004م، وقد تم بثّها على القناة الفضائية الفلسطينية.

وإليكم فيمايلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونُصلي على رسوله الكريم

وعلى عبده المسيح الموعود

لندن 12/11/2004

السيد محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

السيد روحي فتوح الرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية

السيد أحمد قريع رئيس الوزراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

نبثُّ إلى مقامكم الكريم أخلص مشاعر العزاء والمواساة بوفاة فقيد الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني، سيادة الرئيس ياسر عرفات، رئيس دولة فلسطين، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

لقد كان الفقيد فذّاً ورمزاً لصمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بحقوقه الثابتة والمشروعة بإقامة الدولة الفلسطينية على تراب الوطن وعاصمتها القدس الشريف.

ولقد عمل الفقيد طوال سنّي حياته على إبراز القضية الفلسطينية، قضيةَ العرب والمسلمين، وحملها إلى المحافل الدولية وإبقائها حيةً في ضمير العالم. ولقد مارس شتّى أنواع النضال بكل جدٍّ واجتهاد من أجل تحقيق حقوق شعبه، ونال احترام العالم بسبب تصميمه ومثابرته، وبسبب شخصيته الفذّة التي تركت بصماتها على حقبة هامة من حقب التاريخ.

لقد ارتبط تاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية في البلاد العربية ارتباطاً وثيقاً بفلسطين وقضيتها العادلة، ويشكّل أفراد الجماعة من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، في كل الوطن الفلسطيني وفي الشتات، جزءاً هامّاً من النسيج الوطني الفلسطيني. فإنَّ القضية الفلسطينية كانت في صلب اهتمام الجماعة الإسلامية الأحمدية دوماً. ربما تذكرون حين كانت مؤامرة تقسيم فلسطين قيد التخطيط قام سيدنا ميرزا بشير الدين محمود أحمد – إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية آنذاك – بتوجيه تعليمات هامة إلى المسلمين شعباً وقادةً في الوطن العربي وفي العالم أجمع، نبَّههم من خلالها بخطورة الموقف والتحرّك السريع للتصدّي للمؤامرة الخبيثة. كما لا يمكن أن تُنسى خدمات السير محمد ظفر الله خانْ – الابن البار للأحمدية – التي أدَّاها للدفاع عن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى.

نأمل من الله تعالى أن تستمر هذه الروابط المميّزة وأن تتقوّى وتزدهر في الحاضر والمستقبل، آمين.

ندعو الله تعالى أن يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته وأن يرفع المعاناة والقهر عن الشعب الفلسطيني، وأن تستمر مسيرة الشعب الفلسطيني بخطى ثابتة نحو أمانيه في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني. كما ندعو الله تبارك وتعالى أن يهبكم السداد والرشاد لكي تضطلعوا بالمسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقكم. كان الله معكم ووفَّقكم لما فيه الخير للأمة والوطن. وإنَّا لله وإنّا إليه راجعون. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المخلص

مرزا مسرور أحمد

إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية

Share via
تابعونا على الفايس بوك