تعالوا ننسج معاً ثوب الإسلام العالمي

تعالوا ننسج معاً ثوب الإسلام العالمي

التحرير

الإسلام هو دين عالمي يجمع تحت مظلته كل الجنسيات في تناسق جميل فنجدهم جميعاً ينسجون ثوباً مطرزاً يعجب الزراع ويغيظ الكفار.

وإذا كان باستطاعة أحدنا أن يجمع الإفريقي إلى جانب الآسيوي ومعهما الأوروبي والعربي والأمريكي وحتى الأسترالي ومن ثم يستمع إليهم وهم يلقون خطباً وحوارات تبرز مجد الإسلام وجمال علومه، أفلا يكون ذلك هو غاية دين الحق الإسلام. أليس هذا هو ما تحلك به كل تلك الصيحات التي تنادي بيقظة إسلامية شاملة تعم أرجاء العالم؟؟

عزيزي القارئ قد تستغرب إن قلنا لك إنه بإمكانك حقيقة رؤية هذا الثوب المطرز إذ أُتيحت لك فرصة زيارة منطقة جميلة بالقرب من لندن أطلق عليها اسم (إسلام آباد)، وهي تضم كل عام لقاءً عالمياً يجمع كل جنسيات العالم تحت مظلة واحدة هي مظلة الإسلام فنجدهم يتحاورون ويتناقشون بمنتهى الحرية والدفء حول كل ما يخص هذا الدين الحنيف..

إن هذا التقليد السنوي هو ما يعرف بالمؤتمر العالمي السنوي للجماعة الإسلامية الأحمدية حيث يجتمع المسلمون الأحمديون وضيوفهم من مختلف الجنسيات ويرسمون خارطة مستقبل الإسلام الذي يريد غزو القلوب لا البلدان.

لقد دأبت الجماعة الإسلامية الأحمدية على ترسيخ هذا التقليد السنوي ليكون بمثابة محفل لتلاقي وتلاقح جميع الثقافات ومن ثم انصهارها في بوتقة واحدة هي بوتقة الدين العالمي (الإسلام).

وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد جعل أعداءها يلفقون التهم والأكاذيب. فمنهم من بدأ يحاول إيهام المسلمين أن الأحمديين يحجّون (والعياذ بالله) إلى مكان قرب لندن ويمارسون طقوساً غريبة هناك!!.. ولكن أمواج السماء كشفت كذب وأباطيل هؤلاء، فلقد رزق الله الجماعة الإسلامية الأحمدية بقناة تلفزيونية إسلامية تبث للعالم أجمع كل ما يدور في ذلك المؤتمر يوماً بيوم وحدثاً إثر حدث، مما قطع الطريق على أولئك المغرضين.. لا بل جذب قلوب الكثيرين الذين أذهلتهم مشاهد رائعة من الأخوّة والمحبة التي تجمع بين المؤمنين.. فهل هناك أجمل من ان تشاهد رجلاً أوربياً يلبس القبعة الإسلامية ويلقي خطاباً يشرح فيه ملامح سيرة الرسول الكريم وكفاحه في سبيل الحق.. وهل هناك أجمل من أن تسمح لأخ مسلم من أمريكا يتحدث عن رؤيا شاهدها بعد دعاء ذُرفت فيه الدموع وكانت السبب في اعتناقه الإسلام.. وإذا كان لقراء التقوى حظاً في المتابعة التلفزيونية لأحداث المؤتمر السنوي فسيشاهدون حتماً تلك الأفواج من الجنسيات المختلفة.. تلتقي سوياً.. تتعانق.. وتهتف باسم الإسلام.

والمؤتمر أيضاً يضم حدثاً فريداً من نوعه لطالما اشتاق المسلمون لتطبيقه، واستطاعت الجماعة بفضل من الله جعله واقعاً منذ زمن طويل.. إنه (مجلس الشورى) حيث تجتمع وفود ممثلة لكل بلد توجد فيه الجماعة في قاعة واحدة وتحت قيادة واحدة وتشكل لجان لدراسة كافة الاقتراحات التي طرحت على مدار السنة.. وتعمل هذه اللجان في هدوء لتخرج بقرارات تعرض في الاجتماع الأخير على إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية. وما يحكم تلك القرارات هو صالح الإسلام.. ومدى تأثير محتوى تلك الاقتراحات على المسار الأخلاقي لأفراد الجماعة. وبعد النقاش الديمقراطي الهادف يصل الجميع إلى الشكل النهائي لتلك القرارات.

وبعد أن تنتهي كلمات البيعة.. يرفع الجميع أيديهم ويبدأ الدعاء.. تمر لحظات رهيبة.. ما تلبث أن تسمع زفرات وآهات.. ثم أناة التائبين.. وأخيراً تسمع عويل الذين حركت قلوبهم مشاعر الرغبة في وصال رب العالمين.

إن (مجلس الشورى) هو أشبه بهيئة أمم مصغرة لأنه يضم ممثلين عن بلدان كثيرة وجنسيات متنوعة.. ولكن هيئة الأمم هذه لا تخضع قراراتها إلى تحكم من إحدى الدول الغنية بسبب مصالح معينة، بل إن ما يحكم قراراتها هو قربها أو بعدها عن تعاليم الإسلام، ويقف هنا إمام الجماعة كصمام أمان يصل بتلك القرارات إلى بر الأمان وذلك بما وهبه الله من حكمة وفطنة.

إن أكبر مشاهد المؤتمر تأثيراً هو مشهد البيعة العالمية التي تكررت عدة مرات ودخل فيها الآلاف في صفوف الجماعة الإسلامية الأحمدية، كنت تشاهد أرتالاً من البشر جلست في صفوف متوازية كل صف يمثل بلداً، وما سيثير دهشتك هو ذلك السلك الخفي الذي يربط الجميع بعضهم ببعض ففي حين يضع أوائل هذه الأرتال أيديهم في يد الخليفة، يلمس الآخرون أكتاف بعضهم البعض ونرى ذلك السلك الخفي يمتد إلى ما لا نهاية وكأنه يجمع كل الموحدين على وجه الأرض.

وبعد أن يبدأ الخليفة الرابع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية في ترديد كلمات البيعة، يردد الآخرون نفس الكلمات.. كل يرددها بلغته فترى فضاء من الكلمات يردد ألفاظاً مشتركة في اللغة التي اختارها الله لكتابة قرآنه.. اللغة العربية.. نجد الجميع يرددون:

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

وبعد أن تنتهي كلمات البيعة.. يرفع الجميع أيديهم ويبدأ الدعاء.. تمر لحظات رهيبة.. ما تلبث أن تسمع زفرات وآهات.. ثم أناة التائبين.. وأخيراً تسمع عويل الذين حركت قلوبهم مشاعر الرغبة في وصال رب العالمين.

عزيزي القارئ.. التقوى تدعوك أن تعيش لحظات المؤتمر العالمي السنوي للجماعة الإسلامية الأحمدية.. وإذا كان من الصعب أن تكون في (إسلام آباد) يمكنك أن تشاركنا في بثنا الحي والمباشر لجميع أرجاء العالم عبر القناة الإسلامية الأحمدية.

إن العالم الإسلامي يبحث حثيثاً عن صحوة إسلامية تصبغ الكوكب الأرضي بصبغة الإسلام، فقط تأمل عزيزي القارئ في فصول المؤتمر العالمي السنوي وستجد بشائر تلك الصحوة على ملامح وجهك.. ابتسامة مشرقة لن تغادرك بإذن الله.

Share via
تابعونا على الفايس بوك