مشكلتي مع الكمبيوتر

مشكلتي مع الكمبيوتر

صيد الإنترنت

مقتطفات من الشبكة العربية

مشكلتي مع الكمبيوتر

عندي في المكتب كمبيوتر معقم مبستر، نصف دسم، مكندش، مخصخص. ومشكلتي هي في خصخصته، فهو كمبيوتر لي وحدي، ويشتغل بكلمة سر لا يعرفها غيري. ما هي هذه الكلمة؟ المشكلة أنني أنساها في الصباح، وعندما أذكرها يكون الكمبيوتر قد شك في أمري، فيرتج علي.

وكنت ألصق الكلمة على الكمبيوتر نفسه، ولكن خبير الصيانة أصر على تجنب ذلك، لأن كلمة السر لا تعود سرًا، وسيستطيع من يشاء أن يدخل على جهازي، ويكشف أسراري.

وصدقته زمنًا، ثم تذكرت أنه ليس عندي أسرار، وأنني لا أتصور أن أحدًا يريد أن يسرق أخبارًا أو مقالات، نحن نبيعها في سوق الكساد. وهكذا طلعت منتصرًا من معركة كلمة السر، بإلغائها، ولكن خسرت كل معركة بعدها. ليس صحيحًا أن الكمبيوتر يوفر عليك استخدام الورق في المكتب.. أو يجعلك تستغني عن الموظفين. كذلك، لا يوجد شيء اسمه “صديق للمستعمل” وهي تعني أن الكمبيوتر سهل الاستعمال. يتبع ذلك أنه لم يكتب بعد ذلك الكتالوج السهل الذي يمكنك من استخدام الكمبيوتر باليسر والسرعة اللذين تدعيهما له الشركة المنتجة.

إياك ثم إياك أن تجعل الكمبيوتر يعرف أنك مستعجل وتريد نتيجة سريعة، فهو يعصلج كفرس حرون.

صحيح أن الكمبيوتر يضم بنك معلومات هائلاً، ولكن الإنسان الذي يعرف ما يكفي لإخراج المعلومات من بنك المعلومات هنا، لا يحتاج إلى بنك معلومات. أيضًا، لا يوجد برنامج خال من الأخطاء ولم يبرمج بعد برنامج مقاوم للفيروس، فهو عادة مبرمج ضد أي فيروس معروف، ولكن ما يصبه جديد لم يبرمج له بعد.

وتسمع، أن انتظر سنة وسيصبح ثمن الكمبيوتر، أو البرنامج أقل. كذلك نسمع، انتظر سنة ينتج كمبيوتر أفضل من الموجود وأسهل استعمالاً. غير أننا نسمع مثل هذه الآراء منذ سنوات، وسنظل نسمعها وننتظر السنة المقبلة.

شخصيًا، الكمبيوتر في مكتبي موضوع إلى جانبي. وعندما أكتب شيئًا مثل هذه السطور، فإنني لا أراه، وكنت في البداية صدقت أنه صديق للمستعمل، غير أنني بعد أن تدهورت علاقتي معه، أصبحت أخشى أن يقفز علي يومًا ويزهق أنفاسي، لذلك قررت لمراقبته أن أضع مرآة صغيرة في نظارتي، كتلك التي نقرأ في الروايات البوليسية أن الجواسيس يستعملونها، وأعتقد أن قيمة الكمبيوتر مبالغ فيه، لأنه يفترض فيه أن يحل أي مشكلة باستثناء مشكلتي. بل أنه يخلق مشاكل من عنده، فإذا تغيرت قوة التيار الكهربائي، أو انقطعت الكهرباء لحظة ضاعت ذاكرة الكمبيوتر كلها، أي جهد أسابيع وشهور وعندما يحدث شيء مثل هذا تكتشف أنك خدعت من اليوم الأول، فكل بائع كمبيوتر يقول لك أن جهازه مبرمج لمقاومة تغيير التيار أو انقطاعه. ولكن الذاكرة الكمبيوترية تمحى رغم الوعود. وتتصل بالشركة البائعة وتكتشف خدعة أخرى. فنظام الخدمة بعد البيع الذي وعدت به غير موجود إلا في مخيلة البائع وتجد بعد ذلك أن تصليح الكمبيوتر يكلف أكثر من شراء جهاز جديد: أو هو في استحالة اعادة محكوم عليه بالإعدام على الكرسي الكهربائي إلى الحياة بعد أن يكون صعقه تيار بقوة 40 ألف واط.

وكنت بعد أن زودت الكمبيوتر استعملته، ثم أتعبني، وعدت إلى الكتابة على ورق أبيض بخط رقعي رفيع. وخفت بعد ذلك أن يتأثر الكمبيوتر من إهمالي له، فأصبحت أستعمله قليلاً وفي أمور بسيطة، ولم تمر صفحة اليوم على شاشته، خشية أن يأكلها وبراءة الأطفال في عينيه. فقد كتبت وبيدي الأخرى تخفي أوراقي، كما كنا نفعل صغارًا في الامتحان حتى لا يسرق عنا زميل الدراسة الكسول الجالس قربنا.

وأعتقد أنني سأستطيع التعامل مع الكمبيوتر فور أن أكمل تربيع دائرة، هي بين يدي من قبل عصر الكمبيوتر.

جهاد الخازن (مجلة الوسط)

الأدب الساخر

-الأفكار التي لا تترجم إلى أعمال هي حبات مسبحة تسلي وتطقطق وليس منها فائدة إلا قتل الوقت.

-ليس في المغامرات ألذ من أن تكون رأسماليًا بغير فلوس.

-فرح الحمار حين ربطوه في اصطبل الحصان، فأكل في معلف الجواد ولبس سرجه، ثم شاء أن يظهر فنهق ولم يصهل.

-أشد أنواع العمى حين لا يستطيع الواحد أن يرى وجهه بالمرآة.

-ثلاثة أمور ليس باستطاعة أحد أن يقوم بها منفردًا: الزواج، والقتال، واستدانة المال.

-ليس من الضروري أن تعلق على قفص الأسد لافتة: “ممنوع الدخول”.

-مصيبتنا في الأقطار العربية أننا نولي أمورنا أناسًا لا نسألهم من أنتم، بل من كان جدكم الأعلى.

-ألا خزى الله رجلاً يؤمن بشيء ويجبن أن يقاتل من أجله.

سعيد تقي الدين (أديب عربي)

Share via
تابعونا على الفايس بوك