الوصيـة
  • عدم سب وشتم الصحابة والأولياء.
  • غضب الله لهم ونصره لأولياءه.
  • الأولى إرضاء الله وإتباع أوامره.

__

سرُّ الخلافة (16)

إنّ من المشهود أن القدح يوجب القدح، والمدح يوجب المدح. فإنك إذا قلتَ لرجل إنّ أباك رجل شريف صالح، فلن يقول لأبيك إنه شرير طالح، بل يرضيك بكلام زكّاه، ويمدح أباك كمثل مَدْحٍ مدحتَ به أباه، بل يذكره بأصفاه وأعلاه، وأما إذا شتمتَ فيكلّم كما كلّمْتَ. فكذلك الذين يسبّون الصدّيق والفاروق، فإنما هم يسّبون عليًّا ويؤذونه ويُضيعون الحقوق. فإنك إذا قلتَ إن أبا بكر كافر، فقد هيّجتَ محبَّ الصدّيق الأكبر لأن يقول إنّ عليًّا أكفرُ؛ فما شتمتَ الصدّيق، بل شتمتَ عليًّا وجاوزتَ الطريق. وإنك لا تسبّ أبا أحد لئلا يسبّوا أباك، وكذلك لا تشتم أُمَّ مَن عاداك، ولكن لا تبالي عزّةَ بيت النبوة، ولا تعصمهم من سوء هذه السلسلة، ولا تنظر إلى فساد النتيجة مع دعاوي التشيع وتصلُّف المحبّة، فكل ذنب السبّ على عنقك يا عدو آل رسول الله والخمسة المطهرة ومتطبعا بطباع المنافقين.

الشيخ عبد الحُسين الناكفوري

سأل عني بعض الناس في أمر الشيخ عبد الحسين ناكفوري، وقالوا إنه يدّعي أنه نائب المهدي الموعود، وأنه من الله رب العالمين. فاعلموا أنّي ما توجهتُ إلى هذا الأمر، وما أرى أن أتوجه إليه، ويجرّد الله كلَّ حقيقة من أستارها، وكلّ شجرة تُعرَف من ثمارها، فستعرفون كل شجرٍ من ثمره إلى حين. والذي اتّبعَنا في مشربنا فهو منّا، والذي لم يتّبع فهو ليس منّا، وسيحكم الله بيننا وبينهم وهو أحكم الحاكمين. إن الذين يبسطون يديهم إلى عرض الصحابة ويحسبون صَحْبَ رسول الله من الكفرة الفجرة، أولئك ليسوا منا ولسنا منهم، فرّقوا دين الله وكانوا كالمفسدين. أولئك الذين ما عرفوا رسول الله حق المعرفة، وما قدروا حق قدرِ خيرِ البريّة، فقالوا إن صحبه أكثرهم كانوا فاسقين كافرين. ما اتقوا الفواحش، وخانوا كل خيانةٍ، ما ظهر منها وما بطن، وكانوا منافقين. فصرف الله قلوبهم عن الحق، يتكبّرون في الأرض بغير الحق، يقولون نحن نحبّ آل رسول الله وما كانوا مُحبّين.

يريدون أن يُرضوا قومهم بالسب والشتم، والله أحقُّ أن يُرضوه إن كانوا مؤمنين. ألا إنهم على الباطل، ألا إنهم من المفسدين. وغشِيهم من التعصب ما غشيهم فانثنوا كالعَمين. فلن يكون منهم وليُّ الرحمن أبدًا، ولهم عذاب أليم في الآخرة، وهم من المحرومين. إلا الذين تابوا وأصلحوا وطهّروا قلوبهم وزكّوا نفوسهم، وجاءوا رب العرش مخلصين، فلن يضيع الله أجرهم ولن يُلحقهم بالمخذولين. وتجدون أنوار عشق الله في جباههم، وآثار رحمة الله في وجوههم، وتجدونهم من المحبين الصادقين. كُتب في قلوبهم الإيمان، وحِيلَ بينهم وبين شهواتهم، فلا يتبعون النفس إلا الحق، وخرّوا على حضرة الله متضرعين. وبنوا لمحبوبهم بنيانا في قلوبهم، وبرزوا له متبتلين. يتبعون أحسنَ ما أُنزلَ إليهم من ربّهم، ويتقون حق التقاة، فتراهم كالميّتين. يجتنبون سبَّ الناس وغيبتهم، ويتّقون الفواحش مُستغفرين. ويتبعون الرسول حق الاتباع فتراهم فيه كالفانين. وكذلك تعرف الفاسقين بسيماهم وشِركهم ونَتَنِ كذبهم، وما للأُسود والثعالب يا معشر السائلين؟

ثم اعلموا أن معرفة الأولياء موقوفة على عين الاتقاء، فلا تجترئوا ولا تعجلوا على أحد، فتنـقلبوا مجرمين. وسـارِعوا إلى حسن الـظن ما اسطعتم، وأحسنوا والله يحب المحسنين. ولا يجرِمَنّكم شقاق أحد أن تعادوا قومًا صالحين. إن الله يمنّ على من يشاء من عباده، ولا يُسأل عما يفعل، فلا تنكروا كالمجترئين. ولا تستخفّوا سبَّ أولياء الله، إنهم قوم يغضب الله لهم، ويصول على معاديهم، وإنهم من المنصورين. ولا تجاوروهم إلا بالتي هي أحسن، ولا تجترئوا ولا تعتدوا إن كنتم متقين. ومن عادى صادقا فقد مسّتْه نفحة من العذاب، فيا حسرة على المستعجلين! وإن كان أحد منكم يُعادي الصادق فأَعِظُه أن يعود لمثله أبدًا إن كان من المتورّعين.

ومن جاءه الحق فلم يقبله وزاورَ ذاتَ الشمال فسيبكي أسفا، وما كان الله مُهلِكَ قوم حتى يُتمّ حجته عليهم، فإذا أبوا فيأخذهم مليكٌ مقتدر، فاتقوه يا معشر الغافلين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك