إذا زل عالـم زل معه عالـم

• قصة محكمة الغراب
• القلب مركز التفكير
• طلوع الشمس من مغربها
• انشقاق القمر
• إنزال الحديد من السماء
• جمع الشمس والقمر

__

الرسالة التالية بعثها الأستاذ هاني طاهر إلى بريد الدكتور زغلول النجار أربع مرات خلال شهر كامل، ولم يردّ عليها، رغم أنه ردّ على رسالة سابقة سأله فيها فيما إذا كان هذا بريده، فقال نعم. ولم يكن الأستاذ هاني طاهر يودّ أن ينشر هذه الرسالة، بل كان يودّ أن يحاور الدكتور زغلول وينصحه بحكمة وهدوء، ولكنه اضطر لنشرها لما لم يجد أي تجاوب. “التقوى”

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة الدكتور زغلول النجار،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أيام ونحن نحاول أن نتصل بكم هاتفيا على الأرقام التي وضعتموها في موقعكم، ولكن لا يرفع سماعة الهواتف أحد.

معروف عنـكم سـعة علمكم واطـلاعكم، ولكني قرأت خلال الآونة الأخيرة عددا من المقالات لكم، وشاهدتُ عددا من البرامج التلفـازية معكـم، ففوجـئت من بـعض المعلومـات التي قلتمـوها.. وغَلَـب على ظنّي أنّكم تسرّعتم بنشـرها من دون تحقّق، ويبدو أنكم وثقـتم بمن زوّدكم بهذه  المعلومـات، وهو ليـس محلّ ثقـة.

على كل مسلم أن يتنبّه إلى أنه على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتيّن من قِبله.. وإنّ مَن نسب إلى القرآن الكريم تفسيرات خاطئة فإنما يعرّض الإسلام للنقد، وقد يضلّ بسبب هذا النقد عددٌ من النـاس. لذا كان واجبا على مَن صدر منه قول غير دقيق فيما يتعلق بالقرآن الكريم أن يتراجع عنه؛ خصوصا إن كان عالما معروفًا حتى صارت أقـواله موثوقا بها. كما أن مِن واجـب الآخرين أن ينبّهـوه إلى خـطئه.

وسأذكر فيما يلي بعض المواضيع التي جانـبتم الصواب فيها، آملا أن تعيدوا النظر فيها، وتُعلنوا على الملأ تخليكم عن قولكم فيها..

الموضوع الأول:

 قصة محكمة الغراب

قلتم: ”ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان؛ وفيها تحاكِم الجماعةُ أيَّ فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها، وهذه أمثلة:

جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار: العقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزًا عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها.

وجريمة اغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جـديد لصـاحب العـش المعتدى علـيه.

أما جريمة الاعتداء على أنثى غراب آخر: فتقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت”.

وتابعتم تقولون: “وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد، ويُجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه، ويخفض جناحيه، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه.

فإذا صدر الحكم بالإعدام، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يتواءم مع حجم جسده، يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما لحرمة الموت”.

أقول: أين دراسات سلوك عالم الحيوان هذه التي تحدثتم عنها؟ ما عنوانها؟ في أي مجلة علمية نُشرت هذه المعلومات؟ هل يمكن ذكر اسم عالم من العلماء الذين لاحظوا هذه الأمور كلها؟ وما عنوانه؟

الغراب طائر غير عاقل، وهذه الأمور التي ذكرتموها لا يقوم بها غير البشر العقلاء؛ ولو قام بها الغراب لكان مكلَّفًا. وهذا لم يقله أحد.

إنني أرى أنكم خُدعتم بتصديق هذه المعلومات، وقمتم بنشرها من دون تحرٍّ.

الموضوع الثاني:

القلب مركز التفكير

قلتم أن القلب هو مصدر التفكير، وقلتم أن قلْبَ شاعر قد نُقل إلى سائق شاحنة لم يقرض الشعر في حياته قط ولم يتذوقه، فصار شاعرا.

فبالله عليكم، ما اسم هذا الشاعر، وأين شعره؟ وما اسم سائق الشاحنة، وأين شعره بعد أن نُقل هذا القلب إليه؟ وفي أي مشفى كانت هذه العملية لنتابع الأمر؟

وقلتم إن قلب موسيقار مشهور قد نُقل لإنسان لم يعزف قط فصار يعزف.

وقلتم إن قلب إنسان قتل غيلة قد نُقل إلى آخر، فصار صاحب القلب الجديد يرى في المنام مَن قتله واستطاعت الشرطة أن تقبض على القاتل.

فبالله عليكم، اذكروا لنا كل المعلومات المتعلقة بالمثالين هذين كما في المثال السابق.

هذه الأمور يا حضرة الدكتور لا تُنشر من دون توثيق، وإلا لجاز لمن شاء أن يقول ما شاء. وأرى أن هذه معلومات ليست صحيحة البتة، إذ لو صحّت لملئت بها مجلات البحث العلمي وانتشرت في الآفاق، إذ إن هذه المجلات تنشر ما هو أقل قيمة من ذلك. وقد سألنا عددا من الأطباء فاستغربوا من ذلك، وظنوها نكتة، وبعضهم وصفها بالسخافة، وقال دكتور ثالث: هذا لم يُنشر في دورات علمية طبية معتـمدة، فلا يُعتـدّ به.

الموضوع الثالث:

طلوع الشمس من مغربها

قلتم إن الأرض كانت تدور بسرعة هائلة حول محورها، وكانت السنة 2200 يوم، ثم ظلَّت تتباطأ حتى صارت كما هي الآن، وهي الآن في تباطؤ، حيث تنقص سرعتها جزء من الثانية كل قرن من الزمان.. وستظل تتناقص حتى تُجبَر على التوقّف، ثم تعكس اتجاهها كما قالت الدراسات المخبرية!!!!

بالله عليكم، من هم هؤلاء العلماء الذين يقولون بذلك؟ وأين هي هذه الدراسات المخبرية!! وهلا أطلعتمونا على رابط لها على الانترنت.

ثم إذا كانت سرعة الأرض تتباطأ جزءا من الثانية كل قرن، فمعنى ذلك أنها ستتوقف بعد مليارات السنين، فهل ستقوم القيامة بعد كل هذه المليارات من السنين؟

ثم ألا تنجذب الأرض إلى الشمس مباشرة إذا توقفت؟ بل إنها ستنجذب نحو الشمس بمجرد انخفاض سرعتها وقبل توقّفها.. معلوم يا حضرة الدكتور أن هناك قوتين متساويتين ومتعاكستين تتحكمان بدوران الأرض حول الشمس، وبدوران كل كوكب حول نجمه: هما قوة الجاذبية المتبادلة بينهما، وقوة الطرد المركزي الناتجة عن الحركة الدورانية، فلو زادت سرعة الدوران فإن الكوكب يخرج من مداره ويبتعد، وإذا قلّت هذه السرعة فإن الكوكب ينجذب نحو النجم الذي يدور حوله؟

أما حديث طلوع الشمس من مغربها فيمكن تفسيره بطرق أخرى؛ تفسيرا مجازيا وحقـيقيا أيـضا.

الموضوع الرابع:

انشقاق القمر

قلتم: إن مسلما بريطانيا حكى لكم أنه شاهد مذيعا في قناة بريطانية مع ثلاثة علماء فضاء أمريكان يسألهم عن مبررات إنفاق 100 مليار دولار على رحلة فضائية، فقال له أحد العلماء إنهم اكتشفوا أمرا أهمّ من هذا المبلغ، وهو أن القمر كان قد انشقّ والتحم ثانية!!

فبالله عليكم، أين نجد هذا الحوار؟ لماذا كررتم ما قال هذا البريطاني المسلم من دون تثبّت؟ مَن عالِم الفضاء هذا الذي قال ذلك؟ ألا يمكنكم أن تتأكدوا من صحة هذه المعلومة من وكالة ناسا قبل أن تنشروها بين الناس؟ لو أنّ روّاد الفضاء رأوا أن القمر كان قد انشقّ، فهل تراهم يُخفون هذه الحقيقة؟ لماذا لا نجدها في أي مصدر؟ لماذا صار شائعا بين المسلمين أن روّاد الفضاء رأوا أن القمر قد انشقّ بينما لا يعرف ذلك أي إنسان في الغرب؟ ماذا لو أفصح مسلم الآن في الغرب عن هذا الأمر ثم صار أُضحوكة القوم! لماذا نعرضه لمثل هذا؟

الموضوع الخامس: إنزال الحديد من السماء

قلتم إن الأرض كانت كومة رمادية، ثم صار الحديد ينـزل عليها من النجوم العملاقة ويستقر في باطنها بعد اختراق قشرتها! وقلتم إن مليونًا إلى 2 مليون طن حديد يصل إلى الأرض من النيازك سنويا! وقلتم إنه ثبت للعلماء أن كل الحديد في الأرض أُنزل إنزالا من النجوم!!

فبالله عليكم أن تذكروا لنا مرجعا لهذا؟ بالله عليكم أن تذكروا لنا أسمـاء هؤلاء العلمـاء! وما عنـاوين الأبحاث التي أجـروها حتى تأكّـَدوا مِن هـذا؟

الموضوع السادس:

جَمْع الشمس والقمر

قلتم إنّ جمْعَ الشمس والقمر أصبح حقيقة علمية، لأن القمر يتباعد عنا بمعدل 3 سم من السنة، وهذا سيدخله في نطاق جاذبية الشمس فستبتلعه، وأن هذا بداية تدمير النظام الكوني.

ألا يتعارض هذا مع الآية الكريمة:

ثم لو تباعد القمر عن الأرض فهل تلتقمه الشمس؟ ألا يمكن أن يلتقمه كوكب آخر؟ أين المصدر لهذه المعلومات كلها؟

ثم إن الآية السابقة لآية (وجمع الشمس والقمر) تتحدث عن خسوف القمر، فهل يسبق جمعَها خسوفُ القمر؟ وما قيمة ذكر الخسوف قبل جمعهما؟ أليس الخسوف حدثا طبيعيًّا؟ هل من الحكمة أن تَذكر الآيةُ حَدَثًا عاديا قبل حدث يُدمِّر الكون؟

أرى أنكم فهمتم بعض الآيات  القرآنية والأحاديث النبوية خطأً، ثم رحتم تبحثون عن إعجاز علمي لها، فتلقّفتم ما قيل لكم من غير تثبّت.

آمل أن تعلنوا تراجعكم عن هذه الأقوال حتى لا تساهموا في تشويه الحق والحقيقة، وحتى لا يُمنح أعداء الإسلام فرصة ليمارسوا هوايتهم في تشويه هذا الدين العظـيم.

 alsabiil.110mb.com

www.hanitaher.com