الصحة الجسدية وعناية الاسلام بها

الصحة الجسدية وعناية الاسلام بها

هديل لقمان رشيد

  • اهتم الاسلام بصحة الفرد لأنها تشكل صحة مجتمع كامل

__

لقد بيَّن القرآن الكريم أن الإنسان هو المخلوق المكرم عند الله ، وللحفاظ على هذه المنة الإلهية العظيمة وجب إحاطة مخلوق الله المكرم بسياج من الضمانات التي قررتها الآيات القرآنية  والأحاديث النبوية.

والصحة في نظر الإسلام ضرورة إنسانية وحاجة أساسية. وقد جاء في الكثير من أحاديث رسول الله  تبيان أن صحة البدن وعافيته هي من أكبر نعم الله على الإنسان في الدنيا، فقد أورد الترمذي أبي هريرة عن النبي أنه قال: ” أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك ونروك من الماء البارد”. وهناك أحاديث كثيرة في شأن الصحة والعافية وهي تمثل  أكبر دليل على اهتمام الإسلام ورسوله الكريم بحفظ الصحة والعناية بها.

دعا الإسلام إلى تطبيق أسس الرعاية الصحية الثلاثة وهي الوقاية والعلاج والتأهيل، كما أن الإسلام أوجب وقاية الجسم من حدوث الأمراض نتيجة الإهمال في قواعد الصحة العامة أو تفريط في الطعام أو الشراب. فمن باب الوقاية من الأمراض- فقد نهى الإسلام عن الإسراف في الطعام حيث قال تعالى:

وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ

لقد وضع الإسلام  قواعد الوقاية الصحية  من الأمراض المعدية حيث قال رسول الله “لا يوردن ممرض على مصح” وبهذا الحديث أرسى رسول الله قاعدة طبية مهمة تعتبر من أقوى النظريات في الطب الوقائي وهي نظرية العزل الوقائي،  وذلك منعا لانتشار الأمراض في المجتمع.

وفي مجال السلامة والوقاية من الحوادث وضع الإسلام القاعدة الأساسية لهذا العلم الذي لم يتبلور إلا في أواخر القرن العشرين، فلكل حادثة سبب، ولتجنب الحوادث يجب على المسلم إزالة أسبابها وقايةً لنفسه وللمجتمع. ورحم الله من قال: الوقاية خير من العلاج.

أوجب الإسلام على المسلم الاهتمام بنظافة الطعام، والتخلص من الفضلات وما ينشأ عنها من روائح غير طيبة.  كما شدد رسول الله    على تطهير الفم وتجلية الأسنان، وتنقية ما بينها فقد قال: “تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي”  والذي يشهد أمراض الفم واللثة والرائحة الناتجة من إهمال تنظيفهما وتطهيرهما يدرك سر تأكيد الإسلام على نظافة الأسنان.

وفي الطب، العلاجي، أمر الإسلام بالتداوي أمرا صريحا وحازما، ولا يجوز للمسلم أن يهمل العلاج ويتركه.

أما في مجال التأهيل: فيهدف الإسلام إلى منع العجز بسبب المرض فالإسلام يعوّد المسلم أن لا يستسلم للعجز، بل يصلي ولو بجفن عينيه.

لقد بين الإسلام أن صحة الأجسام ضرورة لا غنى له عنها، وما أحرانا في هذا العصر، مما نرى من تقدم هائل في المعرفة الطبية، أن نتخذ من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، التي تتعلق بصحة الأجسام خطوطا عريضة نهتدي بها في أبحاثنا الطبية، وفي ممارساتنا الصحية، وفي اتجاهاتنا النفسية إزاء النظافة والوقاية والمعالجة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك