نصب وشواهد على ضحايا الكارثة في "لاهور"

نصب وشواهد على ضحايا الكارثة في “لاهور”

موسى أسعد عودة

مترجم، كاتب وشاعر
  • تلك المدينة التي ابتعدت كل البعد عن الاسلام جاء فيها النذير ولم تستيقظ بل زاد كفرها وطغيانها.
  • قتل الابرياء اوهم يقيمون الصلاة في المسجد له ظلم عظيم.

__

هنيئًا لكِ يا جنّةَ الفردوس، أيُّ شرفٍ عظيمٍ هذا الّذي حلّ فيكِ على مرأًى من السّماء…؟

قـومي أيّتها الجنّةُ وتهيّأِي، فإنّ على بابِكِ رجالاً وُجـهاء، عاهدوا الله على الصّبرِ والوفاء،

حتّى سقطوا قتلى على أرضِ الجامعِ الكبير، وسجاجيدُ الصّلاةِ ترضعُ من دمائِهم أنَفَةً وإباء،

وهـم يُنشِـدون أناشـيدَ الصّـبرِ والوفـاء.

فاضت دماؤُهم الزّكيّةُ تسقي بقايا كرامةِ الإنسان،  في بلادٍ تنكّرت للكرامةِ وتنكّرت للوفاء وتنكّرت لحُرمة الإنسان…

آهِ يا باكستان! يا قاتلةَ الأبريـاءِ والأوفيـاء، لقد عقَقْتِ اليدَ الّتي رَعَتكِ، وانتشلتكِ جَمرةً ذابلةً من وسطِ الرّماد،

 كيما تستـردّي لِذاتِكِ صفـاتِ الدِّفْءِ والنّور، فكانَ طَبْعُـكِ الغَـدْر…

“وكـلُّ امـرِئٍ عـائـدٌ يـومًا لشِـيـمَتِهِ              وإن تخـلّـَقَ أخـلاقًا إلى حِـيـنِ”

وإنّ هذه الدّمـاءَ الزّكيّـةَ الّتي سالـت في سهل “المُلتان” الخصـيب،

قد تبخّرت مِسْـكًا وسَلَكت طريقَها إلى رحابِ باريها آمنةً مُطمئنّة…

وأمّـا أنـتِ يا “لاهــور”! فـلكِ نقـول:

زلزال “لاهور” 2010

تبّت يدا “لاهورَ”، وانتفضَ المدى

أنّى أُريقَ دمُ الشّهيدِ تعمُّدا

.

يا ويحَهُم! سفكوا دماءَ أئمّةٍ

وقفوا بمحرابِ الصّلاةِ تعبُّدا

.

قومٌ يُناجون السّماءَ تضرُّعًا

تسمو بهم روحُ الفِداءِ تشهُّدا

.

وَكَفَوْكِ يا “لاهورُ” كُلَّ مُلِمَّةٍ

وَهَبُوكِ صَرْحًا لِلْفَخارِ مُشيَّدا

.

فَعَقَقْتِهِم وضَرَبتِ كفَّ مُعلِّمٍ

أسْدى إليكِ على الزّمانِ تودُّدا

.

هل كنتِ إلاّ كربلاءَ شماتةً

ودمُ الحُسين على ثراكِ تبدَّدا؟

.

“لاهورُ” وَيْحَكِ! كيفَ يذكُرُكِ الأُلى

جَعَلوكِ عاصمةَ البلادِ تفرُّدا

.

يجري بواديكِ “الشَّنابُ” تحدُّرًا

فيُعانقُ السّهلَ الخصيبَ مُغَرِّدا

.

وحُماةُ مجدِكِ إذْ أتَوْكِ بواسِلٌ

نَصَبُوا على أُفُقِ الزَّمانِ شَواهِدا

.

الغَزْنَوِيُّ هنا سما بحضارةٍ

نَقَشَت على نَصْلِ السّيوفِ أوابِدا

.

فَعَلْوتِ فخرًا، وانتصَبتِ أبِيّة

وأنَرْتِ للدّاجينَ دَرْبًا يُقتدى

.

ماذا دَهاكِ اليومَ يا “ابنةَ عامرٍ”

حلّ الظّلامُ عليكِ ليلاً أسوَدا

.

فإذا الجهالةُ فيكِ شرٌّ جامحٌ

لا يرتضي غيرَ الجريمةِ مورِدا

************************

“لاهورُ” وَيْحَكِ! ما دَهاكِ وما بَدا

حتّى أرَقْتِ دمَ الشّهيدِ تعمُّدا

.

أغْفَلْتِ مجدَ الأحمديّين الأُلى

شَدُّوا وِثاقَكِ للعُلى فتَخَلَّدا

*********************

السِّير محمّد ظـفر الله خـان رحمه الله، رفع لـواءَ باكستانَ الفتيّةِ في جميع المحـافل الدَّوْليّة، حتّى هـابـهُ جمـيعُ السّيـاسيّين في العـالم… فأيـن هي مـهابـةُ باكسـتانَ اليـوم؟!

أغْفَلْتِ ذِكْرَ الأحمديّين الأُلى

عَقَدُوا لواءَ العِلمِ فوقَكِ فرقَدا

******************

الأحمـديّون جـاءُوا إليـهم بجـائـزة نوبل في عِلـم الفـيزيـاء الذّرِّيّـة، بوسـاطةِ العالِم الأحمـديّ الفذّ البروفـسور محمّد عبـد السّـلام رحمه الله… فهـل هناك باكستانيّ آخرُ حـصل على جائـزة نوبل في أيِّ مـجال كـان؟!

********************

هذِي أياديهِم عَليكِ سخيّةٌ

أفَلا يكونُ جميلُ طبعِكِ راشِدا

.

اللهُ يا “لاهورُ” فوقَكِ غاضبٌ

أوْ يستقيمَ بكِ الضّميرُ فيَرْشُدا؟

**********************

ها نحنُ يا “لاهورُ” ننهضُ والأسى

جُرحٌ، يظلُّ مع الفؤادِ مُضمَّدا

.

إنْ كانَ عزمُكِ في الجريمةِ مِدفَعًا

فدُعاؤُنا الزّلزالُ يَرْجِفُ جَلْمَدا

.

أعيَتْ ضمائرُنا البلاءَ تصبُّرًا

وبِساحِنا عُودُ البَنَفسَجِ وَرَّدا

.

وبِدِفْءِ عاطفةِ السّماءِ مَلاذُنا

لا نرتَضي غيرَ السّماءِ لنا يَدا

.

وَعَتادُنا يومَ النِّزالِ دفاترٌ

أشعارُنا ضاءَتْ بِهِنّ زُمُرُّدا

.

وصَلاتُنا طُهرٌ على وَجه الصَّفا

وعلى حريرِ نفوسِنا استرخى النّدى

******************

يا سيّدي المسرورَ أحمدَ إنّني

قد جِئتُ بابَكَ للمكارِمِ مُنشِدا

.

يا أيُّها البطلُ الهُمامُ تحيّةً

من قلبِ صَبٍّ بِالوَفَاءِ تَعَهَّدا

.

يا مَن إذا نزَلَ النِّزالُ مَنازِلاً

أنزَلْتَهُم نُزُلاً فطابوا مَوْرِدا *

.

هذا بيانُكَ يا ابنَ أحمدَ آيةٌ

شقَّت حِجابَ الجهلِ فانجابَ الهُدى

.

سيظلُّ في الأكوانِ عزمُكَ غالِبًا

ويظلُّ صوتُكَ في السّماءِ مؤيَّدا.

تمّت بعون الله

* إذا حلّت الحربُ ديار بعض النّاس، جئتهم بالطّعام المبارك الكثير.. فطابوا موردا.

نَزَلَ: حَلّ. / النِّزالُ: الحرب. /  أنزَلْتَهُم: أحلَلْتَهُم؛ جعلتهم يحلّون عندك. /  نُزُلاً: النُّزُل: الطعام ذو البركة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك