الحنين إلى الوطن

في بلادي تلك، في أقصى الشمالْ

يُطرِبُ الحسون ما بين الظلالْ

.

يعزف الراعي على قيتاره…

تَعرُشُ الخضرة ما بين التلالْ

.

تُكتب الأشعار للنهر الجميلْ

لاجتماع الصحب في قيلٍ وقالْ

.

في العيونِ الغيد، في القدِّ المديدْ

في الزنودِ السمر، في الماءِ الزلالْ

.

في ربيع العمر، أو عند المشيبْ

في انبلاج الفجر والبدر اكتمالْ

.

في سكون الريح، أو وقت الزوالْ

في الحديث العذب، في الحب الحلالْ

.

في بكاءِ الطفل، في العيد السعيدْ

في سكون البحر، في حسن المآلْ

.

من يهاب الخطب يبقى في الجحورْ

وأنا ما اخترت إلا في الأعمالْ

.

لا أريد العمر ذلًا، أو هوانْ

والطريق الصعب يودي للكمالْ

.

في تِكَ الأرضين هتكٌ وانحلالْ

ومحاباةٌ بها مَا لا يقالْ

.

وازدراءٌ وفجورٌ وفسوقْ

ومروقٌ لأناسٍ لا تبالْ

.

ظنهم بالمال يشرونَ النعيمْ

يا إله الكون عدلًا لا محالْ

.

في الذَّرى الشمّاء ما فوق الغيومْ

تفلتُ الأرواح من كل عِقالْ

.

يذهب الخاطون للربِ الرحيمْ

ليس إلا أنت يا اسمَ الجلالْ

.

عزَّةٌ للنفسِ لنْ نسفحها

مثلما تسفح في الريح الرمالْ

.

هكذا التاريخُ قد علَّمنا

دورةُ الأيام دومًا لاكتمالْ

.

كل هذا الكون أضحى عدمًا

فيكِ سوريةُ قد يحلو المقالْ

.

إِيه يا شامُ لقد أَشجيتِنِي

إنني الولهان يرنو للوصالْ

.

من جنوب الكون من تاناناريف

قبلتي للشام، هل هذا مُحالْ

.

جَذوةٌ بين مُهجتي أو قدُتها

تلك أشعاري إذا دُمتُ الوصالْ

.

لا تَسَلْني من أنا يا صاحبي

تلك أوتاري، ورفقا بالسؤالْ

Share via
تابعونا على الفايس بوك