تاريخ الأدب والعلوم

تاريخ الأدب والعلوم

عيسى الحاج رحمون

تاريخ الأدب والعلوم بجزيرة العرب وبلاد الشَّام

في عصور الانحطاط والفتن والعلوم

قارئي العزيز: في الحلقة الماضية وعدتُّك بمتابعة الحديث حول تاريخ الأدب والعلوم بجزيرة العرب وبلاد الشَّام اعتباراً من القرن السّادس ولغاية القرن العاشر للهجرة، وهذه الفترة يمكن اعتبارها بمثابة عصور انحطاط وفتن وعلوم.. فكيف يستقيم لنا أن نجمع بين هذه الأسماء والصّفات المتضادّة؟!، ثمّ من أين جاءت هذه التَّسمية في حال الإقرار بمشروعيّتها؟ والجواب هو أنَّ تسمية هذه الفترة الزَّمنيّة “بعصور الانحطاط والفتن” نَجَمَ عن أسباب عدّة، منها ما هو محلي ومنها ما هو خارجي.

فالمحلِّي نَجَم عن التَّعصُّبِ ومحاولة إلغاء الآخر، إن لم يكن قتله، إضافة للحجر على الفكر، واستلام الغوغاء لزمامِ الأمور في أحيان كثيرة. وزعماء هذا التيار من الجهلة الَّذين ظنُّوا أنفسهم علماء، أو المتفيهقون الَّذين ادَّعوا لأنفسهم الوصاية على شرع الله وعباده، أو القتلة الذين ظنُّوا أنهم أتقياء، فلقد حاول البعض بناء الحواجز في وجه النُّور.

إنَّ بوادر هذا التَّعصُّب الدِّيني الأعمى والجهل الأحمق تُمثل أحياناً لدى البعض على شكل دسائس كان من ضحاياها الفيلسوف الشهاب السُهرودي الَّذي قُتِلَت بقتلهِ الحكمة حتَّى أنَّ الفيلسوف الكبير سيف الدِّين الآمدي خشي أن يُقرِئَ شيئاً من العلوم والحكمة لأحد، خوفاً من القتل وبسبب ذلك لم يشتغل أحد بالفلسفة إلا أيام الناصر داود بن الملك المعظَّم.

لقد كان من سوء حظِّ المسلمين أن تمكن الفكر الديني المتعصب بعد جدال طويل من التَّغلب على خصومه، فخنق الحركة العلمية الفلسفيَّة الباهرة، وليس بعيداً عن ذلك فتاوى التكفير والرِّدة والزَّندقة التي صدرت عن أولئك الحمقى والموتورين الجهلة ضد أعلام عصرهم وبمساعدة سيف السلطان وسوطه أحياناً.

فها هو الفيلسوف الصوفي محي الدين بن العربي الذي دعا ربه قائلاً: اللهم أَدْخِلْني في محيط حديثك اللانهائي. فاتهمه أعلى رجال الدِّين في زمنه بالكفر والفسق والرِّدة، وأطلق عليه » المرتدُّ الأعظم». فقُتِلَ ودُفِنَ بدمشق، ليكرّم بعد ذلك بقرون طويلة ويُطلَق اسمه على أحد أحيائها ويُتَّخذَ من ضريحه مزاراً.

إن حديثنا لا يعني بحال من الأحوال أن العرب والمسلمين وحدهم مصدر كل خير أو علم أو ثقافة في هذه الدنيا، بل إن الحضارة الإنسانية تُعتبر بمثابة بساط نسجته وتنسجه أيادٍ كثيرة، وكلها وهبته وتهبه طاقتها، وكلها تستحق الثناء والاحترام والتقدير.

وذاك سلطان الصُّوفية الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي اتُّهِمَ بالخروج والارتداد على يد معاصره الشيخ العالم أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي!!

أما شيخُ الإشراق شهاب الدِّين السُهروردي، فقد خُنِقَ حتَّى الموت لاتهامه بالكفر والارتداد. وكذلك الإمام ابن تيميه المعروف بإمام المعقول والمنقول ورأس الفقهاء الذي أراد أن يُرجِعَ الدِّين إلى نُضرته الأولى، فلاقى الكثير من الاضطهاد ثم سُجِنَ في مصر وعُذِّب، وخُنِقَ حتَّى الموت، لأن آراءه التجديدية لم ترق لمعاصريه. فلما مات نسبوا له الفتوى المشهورة التي راح ضحيَّتها أكثر من خمسين ألف قتيل ممن كانوا يشكِّلون السواد الأعظم لمدينة حلب وجوارها. وَمَنْ سَلِمَ منهم من القتل فرَّ هائماً على وجهه في شعاب الجبال ليتخذ منها سكناً مشاركاً الوحوش وحدتها وطعامها.

وتبقى محنة شمس التبريزي الذي سُلِخَ جلده حيّاً – هي الأقسى – لأنه قال أنّ التغنِّي بالتسابيح ليس حراماً.

أمَّا حكيم الإسلام العظيم سيف الدين علي الثعلبي الآمدي (سيد علماء زمنه) فلم يسلم من التحامل عليه واتهامه بالانحلال، وهدر دمه مما اضطًّره للاستتار عن الأعين في مدينة حماة.

وليس خافياً على أحد ما ناله أصحاب ابن حزم الظاهري من الضرب على أيدي فقهاء الشام بإيعاز من ملك مصر.

فلما خرَّب التتر بغداد سنة 656 وقضوا على معاقل العلم والأدب والمدنية فيها لم يكن بوسع مَنْ سَلِمَ من العلماء والأدباء سوى الانتقال إلى الشام ومصر، لِتُطفأ بذلك شُعلة العلم والأدب في بغداد لأمد بعيد. فلمّا حلَّ القرن التاسع اشتدت حكومة الممالك بإرهاق المتفلسفة والمتفقهة من العلماء على غير الأصول الأربعة المتعارف عليها وهي الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية، وكان المخالف يُعَزَّرُ على مذهب المالكية والقتل أيسر مراتب التعذير عندهم. ثم ازداد الوضع سوءاً بانسياب جيوش تيمور لنك وقتلهم بعض العلماء ونقلهم إلى سمرقند كلَّ من امتاز بعلمٍ أو صناعة. فلما دخل القرن العاشر زاد انحطاط العلم إذ لم تكن أيام الترك العثمانيين ميمونة على المعارف في هذه الديار كون الآداب والعلوم مسيرة حينذاك بقوة التسلسل بسبب انبعاثها من قوتها القديمة. فلما اختلف لسان الحاكم والمحكوم خُصَّت الوظائف الكبرى بجماعة السلطان من الترك. فمالت بذلك النفوس عن العلم، اللهم باستثناء من كانت لهم فطرة سليمة؛ فعشقوا العلم لفائدته وهُمْ قِلَّة يومئذٍ. وليس هذا فحسب بل إن العثمانيين أبَوا أن يُوَلُّوا مدارس الشام لأبناء العرب خاصين الأستانة بعنايتهم كما حصروها ببورصة من قبل، فجعل الفاتح العثماني من القسطنطينية عاصمة للعلم وجامعة للعصر ليأتيها العلماء زرافات ووحدانا.

وأما السبب الخارجي في تسمية تلك الحقبة بعصر الظلام والفتن والانحطاط فيعود لأسباب عِدَّة يجدر بنا العودة إلى الوراء قبل الخوض فيها لمعرفة جذور المشكلة.

أقول ذلك لأن ما أكتبه الآن عبارة عن اقتباسات واستعاراتٍ من سجلٍ لماضي العرب وآثارهم، ذلك الماضي الذي تقتضي الأمانة أن أنقل منه بصدق وموضوعية. فهذه الفتن والمصائب التي طالت عدداً من رموز وعلماء ومثقفي الدولة الإسلامية لا يمكن بحال من الأحوال أن تنسينا الماضي العظيم والأثر الرائع المثمر مما تركته من بصمات الأفذاذ على مسيرة الحضارة الإنسانية ففي الوقت الذي كانت تسعى فيه أطراف الأرض جميعا إلى رسم خطوط مسرحية للتاريخ العالمي، دون أي وشيجة تربط بينها حينذاك سوف تعود بنا الذاكرة السليمة إلى خارطة بلاد الشام لنرى ذلك الإشعاع الذي أضاء طريق الهداية والمعرفة للبشرية كافة إذ لن يتم تجاهل تلك الإبداعات في حاضرٍ طاول النجومَ عظمةً. ذلك الحاضر الذي أثّر بقوة على مجرى الأحداث العالمية، والإنسانيةُ مدينة له بالشيء الكثير. فلو سألنا أي مواطن أو تلميذ مدرسة في أمريكا أو أوروبا عن بداية تاريخ العلوم والآداب والفنون فسيجيب وباقتضاب بأنها بدأت من مصر الفرعونية وبابل. ثم لن يقبل الذهاب معك لما هو أبعد من ذلك لأنَّ الدعاية المضللة التي زُرعت في نفوسهم وضمائرهم جعلت من العرب في نظرهم أبالسة متخلفين وعبدة أوثان وفنانين مزورين. ومما يزكي نار العداوة في نفوس هؤلاء تجاه العرب هو احتجاجهم على قواعد الإسلام القويمة. وليس هذا فحسب بل إن الكثير من الصفات الروحية لهذا العالم كان يتصف بها العرب قبل الإسلام، كذلك فجميع الشعوب التي حكمها العرب اتحدت معهم بفضل اللغة العربية ووشائج الدين الإسلامي. ثم انصهرت معهم بتأثير الرُّوح والشخصية العربية ليذوبوا في بوتقة وحدةٍ ثقافية ذات تماسك عظيم. فإن كان الرازي وابن سينا غير عربيين في أصولهما فإنهما عربيان بالروح. ومن لا يتفق معنا بهذا التوجه يكون مُطالَباً بنفس القدر على أن ينظر إلى “أيزنهاور” رئيس الولايات المتحدة الأميركية على أنه ألماني. إن حديثنا لا يعني بحال من الأحوال أن العرب والمسلمين وحدهم مصدر كل خير أو علم أو ثقافة في هذه الدنيا، بل إن الحضارة الإنسانية تُعتبر بمثابة بساط نسجته وتنسجه أيادٍ كثيرة، وكلها وهبته وتهبه طاقتها، وكلها تستحق الثناء والاحترام والتقدير.

وهذه المقدمة يمكن لنا الولوج من خلالها إلى صلب موضوعنا حيث يمكننا القول بأن العالم القديم قد حُطّمت ثم مُزقت وحدته شلواً إثر شلو حين انطلقت جحافل العرب الرحل من جنوبي الجزيرة العربية إلى شواطىء المتوسط والأطلسي تحدوها قوة عارمة ويدعمها تنظيمٌ مدهشٌ ودينٌ عظيم، بثه في صفوفها رسولُ الإسلام العظيمُ محمد عليه الصلاةَ والسلام، فسيطرت هذه الجحافل على الشرق والجنوب والغرب، منتشلةً ذلك العالم القديم من بوتقته الثقافية السابقة لتقدم له بدائل أفضل لا يمكنه تجاهلها. فقد كانت نتائج هذا الزحف عظيمة الشأن وبعيدة المدى. ذلك أن الإسلام مزَّق بانتصاره وحدة العالم القديم شاطراً إياه إلى شرق وغرب ليقيم في الشرق إمبراطورية عربية إسلامية فرضت نفسها لأول مرة بصفتها شرقاً يُحسَبُ حسابه ويُرهَبُ جانبه في وجه غرب أحاط نفسه إحاطة محكمة ولمئات السنين بستار حديدي خوفاً من هجوم الشرق عليه. وحين أوغل التاجر العربي المسلم في الشرق الأقصى المترامي الأطراف ما بين أرخبيل إندونيسيا وجزر الفليبين وأطراف الهند والصين، لم يكن همُّه الوحيد كسب قُوتِه بل كان يعمل ويدأب على نشر دينه وعقيدته تاركاً الغرب في عزلته التي فرضها على نفسه وراء شواطئ عاث فيها القراصنة سرقة وقتلاً وتنكيلاً. فراح هذا الغرب يُزكي نار العداوة والفتن في بلاد المسلمين كلَّما سنحت له الفرصة لينتقم بذلك ممن طرقوا أبوابه في الأندلس وباريس وغيرهما من جزائر البحر المتوسط. بل إنه جرَّدَ العديد من الحملات الصليبية بقصد دكّ معاقلِ الدَّولة الإسلامية واجتثاث جذورها.

فلعل القارئ الكريم يرى فيما سقناه آنفاً ما يكفي لوصم ذلك العصر بأنَّه عصر الفتن والانحطاط، إلا أن هناك جوانبَ أخرى نيرة يمكن الحديث عنها بفخر. فالتاريخ المدَوَّن يحدثنا بالمقابل عن محطات مضيئة جداً في ذلك الزمن إلى درجة نقف فيها بإجلال واحترام أمام تلك العبقريات مكبرين فيهم دأبهم ومثابرتهم على التعلم والتأدب رغم الأهوال والمظالم والمحن. فهم من خدموا العلم والفنون والآداب في الزمن الصعب. وأما الشعر فقد أفسح المجال لعلماء القاصية والدانية لينشطوا ويجالسوا عظماء عصرهم أمثال نور الدين محمود بن زنكي الذي أغدق العطاء لعلماء زمنه كالنيسابوري وابن أبي عصرون. كما أن مدرسة اليعاقبة بطرابلس أزهرت في القرن السادس لتنجب لنا أمثال أبو الفرج بن العبري صاحب التاريخ المطبوع. ولعلَّ اللغة العربية وجدت من يتحدث عنها باطراد من قواد الفرنجة ومحاربيهم وأمرائهم ممن أتوا مع الحملات الصليبية وجاوروا التمدُّن العربي الإسلامي، فنهلوا من علوم العرب فلسفة ورياضيات وفلك وملاحة، مروراً بتركيب النيران الصناعية والطب والكيمياء، وانتهاءً باستخدام الحمام الزاجل وأدوات الموسيقى وصناعة الثياب والأزياء والزهور والزراعة وفن الطبخ. وها هي لغة هذه الأقوام شاهدة عليهم حتى يومنا هذا حيث تعجّ بالمئات إن لم يكن الآلاف من مفرداتٍ لمسميات عربية دخلت لغتهم وحياتهم وقواميسهم، فتحدثوها وتناقلوها جيلاً بعد جيل متناسين أنها مفرداتٌ للغة أقوام بعيدة لم يحفظوا لها من الود شيئاً.

في ذلك الزمن نبغ الطبيب والمهندس والفلكي أبو المجد محمد بن أبي الحكم، وأبو زكريا يحيى البياسي المخترع والطبيب الخاص للسلطان صلاح الدين الأيوبي. كما يذكر أبو الفضل عبد الكريم الحارسي الدمشقي المهندس والطبيب والنجار والنحات وصاحب التآليف والمصنفات الأديب والعالم بالنجوم والحديث وهو مَن أصلح ساعات جامع دمشق. كما يمكننا ذكر الرَّحالة المؤلف محمد بن طاهر المقدسي، وعلي بن عساكر محدث الشام ومؤرخها، ورئيس دمشق المؤرخ والكاتب حمزة بن أسد صاحب الإنشاء والحساب الملقب بالعميد بن القلانسي.

ومن شعراء القرن السادس نذكر أحمد بن الخياط، والوصاف الهجاء أحمد بن منير الطرابلسي، والأمير الشاعر أسامة بن منقذ، وأبو علاء الطبراني. فلما جاء القرن السابع تعينت المسالك العلمية وكثر الأخصائيون، كما تنوعت العلوم في بلاد الشام وازداد المشتغلون بها. فمن المؤرخين نذكر ابنت العديم آل بيت تسلسل فيه العلم خمسة بطون. ومن مفاخر القرن السابع القاضي علي بن يوسف القفطي والشاعر المؤرخ والأديب المؤلف والنحوي الفقيه وعالم الحديث والقرآن والأصول والمنطق والنجوم والهندسة والتاريخ ومعالجة الجروح. كما يذكر المؤرخ والرحالة ياقوت الحموي، والمهندس إبراهيم بن غنائم باني المدرسة الظاهرية الجوَّانية بدمشق. ولن يفوتنا ذكر قاضي قضاة دمشق المؤرخ والمدقق أحمد بن خلَّكان، والفيلسوف الأديب الضرير عز الدين الأربلي، وصاحب الفقه والحديث والمنطق والأصول اللغوي على بن أبي الحزم بن النفيس الدمشقي.

ومن حكماء دمشق وعلمائها شمس الدين بن المؤيد العرضي الدمشقي وابنه، والفلكي المنجم والشاعر الخطاط علي بن محمود اليشكري، والفيلسوف يعقوب بن صقلان المقدسي، وعالم الرياضيات أبو الفضل بن يامين الحلبي.

وقد انفرد القرن السابع بإنشاء ثلاث مدارس للطب بدمشق ومدرسة رابعة للهندسة. أما في القرن الثامن فنذكر محدث الشام وصاحب التاريخ المفسر الفقيه والمؤرخ ابن كثير، وابن القيم الجوزية، والجغرافي الأديب الفلكي وصاحب التقاويم والإسطرلاب أحمد بن فضل الله العمري الدمشقي، والفقيه المؤرخ الجغرافي الفلكي الملك المؤيد إسماعيل أبو الفداء والفلكي المهندس عالم الهيئة والحساب والإسطرلاب العارف بتطعيم العاج علي بن إبراهيم علاء الدين بن الشاطر، والمهندسان محمد بن إبراهيم وعلي بن محمد التقي، والنقاش شهاب الدين أحمد الحموي، والطبيبان سليمان بن داوود وأحمد بن الصلاح البعلبكي.

فلما حلَّ القرن التاسع الذي شهد بدايات طلائع الانحطاط حتى قلَّ من نبغ في بلاد الشام من العلماء والأدباء، ورغم ذلك يمكن أن نذكر بفخر إبراهيم البقاعي الذي ترك مائة مؤلف في الأدب والدين والشعر والتفسير وتاريخ الرجال، كما نذكر الفقيه والأديب الطبيب وعالم الفلك الواعظ المحدث الأمير اللبناني عبد الله التنوخي، والمهندس أحمد الطولوني، والمؤرخ والفقيه المحدث العسقلاني والفلكي الحلبي أحمد السرميني. ويمتاز هذا القرن بكثرة المدارس التي أقيمت في لبنان.

فلما جاء القرن العاشر للهجرة زاد انحطاط العلم وتدهوره، وكانت الظروف مهيأة لتسلسل العلوم الدينية في بعض البيوت الدمشقية أمثال بني الغزي، وحمزة، وفرفور، والعمادي، والنابلسي.

ويستثنى من هذا واحات قليلة الظلال لعلماء دنت قطوفهم وأثمرت جهودهم بعد عناء في كنف صحراء جهلٍ دامية عَمِلَ الأتراك على بث كثبانها بين شعوب البلاد العربية التي استعمروها باسم الدين ثم ما لبثت أن عَجَّت قصورهم بالخصيان والجواري والمجون تاركين وراء ظهورهم فوضى عارمة وفتناً دامية وحسداً وفقراً وفاقة مريرين، وجهلاً تطاول بشراسة ليسلب من القرون السابقة ثمرات علومها ونهضتها.

(وللحديث بقية)

Share via
تابعونا على الفايس بوك