خلقه خلقي

تحت سلسلة السيرة المطهرة يتناول الكاتب سيرة حضرة ميرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود

مُبرزاً الوقائع والأحداث الهامة من حياة حضرته المطهرة

الفصل السادس عشر

إن الحقيقة التي لا مجال لإنكارها بعد غياب سيدنا أحمد من ساحة الأحداث، نهأنهأنه كان يتمتع بشخصية فذة ومدهشة. ومهما كان الرأي فيما دعا إليه من أمور، فإنه بكل اليقين لم يكن مدّعياً كذّاباً. لقد كان إيمانه بالله تعالى عميقاً لا تشوبه الشوائب، وثابتاً لا تهزّه النوائب، وكان يقينه بالله عظيماً

لا تحدّه الحدود، وثِقَتُه في تأييده كاملةً لا تؤثر عليها النوازل، وكان ينعم دائماً خلال كل أيام حياته المباركة بنعم الله تعالى التي كانت لا تنقطع، وفضله الشامل الذي كان لا يمتنع، والذي كان يغمره الله تعالى به في كل حين.

ولم تكن وفاته خسارةً فادحة تكبَّدَها العالم الإسلامي وحده فحسب، بل تكبدها عالم الأديان جميعاً. ففقد قدّم بشخصه، وأثبت في نفسه، الدليلَ العملي والبرهان الفعلي، على أن الدين ليس مجرد تفوّهٍ بكلمات محددة وقيامٍ بشعائر معينة، ولكنه صلة تربط الإنسان بالله تعالى، حتى يعيش المرء في كنف الله، ويقضي معه وفي ظله جميع أيام حياته، ويكون هو سبحانه وليّاً له وصديقاً ومصاحباً في كل شأن من شؤون الحياة. ولقد كان قلبه مفعماً بحب رسول الله ، وكان تعظيمه وتوقيره لرسول الله منقطع النظير، كما كانت محبته وتقديره وفهمه للكنوز التي تحتويها بحار حقائق القرآن الكريم، أمراً يعجز الإنسان عن وصفه وتقييمه.

إن الله تعالى لا يبعث الأنبياء في هذه الدنيا إلا من أجل غاية عظمى وهدف أسمى. ومهما اختلفت شرائعهم، ومهما تباينت مناهجهم، ومهما تنوعت مسالكهم، فهم في النهاية يسعون لغرض واحد.. ألا وهو أن يكون الإنسان عبداً لله تعالى. والعبودية الحقيقية ليست هي فقط في طاعة الله تعالى والخضوع له، وليست هي فقط في إقامة الشعائر وأداء المناسك، وليست هي فقط في تجنب المعاصي والابتعاد عن الذنوب والآثام. نعم.. إن كل هذه الأمور هي من وسائل العبادة، وإن جاز أن يُطلق عليها أيضاً لفظ العبادة. ولكن العبادة الحقيقة هي في محاولة التشبه بالله تعالى والاتصاف بصفاته والاصطباغ بصبغته، أو كما حثَّ سيد الخلق بقوله: «تَخَلَّقُوا بأخلاق الله.» ولذلك فقد لخص رسول الله كل مهمته ورسالته في هذه الدنيا بأن قال: «إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق.»

إن «العبد» حسب اللغة العربية هو من لا يملك من أمره شيئاً، بل جميع أموره في يد سيده ومولاه. ولكن السيد قد يملك أشياء أخرى كثيرة.. فقد يملك بيتاً وقد يملك أرضاً، وقد يملك سيارة، وقد يملك أموالاً، وقد يملك حيواناً، ولكنه لا يسمي أياً من هذه الأشياء المملوكة له «عبداً»، إلا إذا كان المملوك إنساناً مثله.. يشابهه في صفاته وخواصه. أي كلمة «عبد» لا تُطلق على أي شيء يملكه السيد إلا على من كان بينه وبين سيده صفات مشتركة، وعلى ذلك فإن العبودية تدلّ على المشابهة بين العبد وسيده. وحيث أن الله تبارك وتعالى قد خلق الإنسان ليكون عبداً له، فإنه بذلك يومئ إلى أن الإنسان بعبوديته لله تعالى إنما يستطيع أن يتشبه بالله عزّ وعلا، ويتصف بصفاته، ويتخلق بأخلاقه، ويصطبغ بصبغة الله، أي تتجلى على العبد الصفات الربّانية فيصير بذلك إنساناً ربّانياً. ومن هنا قال رسول الله “: «خلق الله آدم على صورته» (البخاري، كتاب الاستئذان)، أي أن الله تعالى قد خلقه وأعطاه القدرة على الاتصاف بصفات الله، والتخلق بأخلاقه، وبذلك يكون إنساناً ربَّانياً. هذا هو المعنى الحقيقي للعبودية، وهذا هو الغرض من بعثة جميع الأنبياء.. وهو تحويل الناس إلى ربّانيين. يقول تعالى:

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (آل عمران: 80)

ولا شك أن الإنسان الكامل الذي وصل إلى أعلى درجات العبادة، وبلغ أسمى مقامات العبودية، كان سيد الخلق أجمعين، عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم. ولذلك فقد كرّمه الله تعالى بأن جعل أول أركان الإسلام الخمس أن يُقرَّ الإنسان ويشهد بتوحيد الله تعالى بقوله: «أشهد أن لا إله إلّا الله»، ثم يُقرّ ويشهد بعبودية ورسالة رسول الله بقوله: «وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.»

وكيف وصل ذلك الرسول العظيم إلى هذا المقام الأسمى من العبودية؟ لقد ربّاه الله تعالى وأدّبه بالأخلاق الربّانية، ويقول في ذلك: «أدّبني ربّي فأحسن تأديبي.» وبهذا فقد تجلّت على رسول الله الأخلاق الربانية، حتى إن من يراه فكأنه قد رأى الله، وكأنه قد صار مثل المرآة التي تظهر فيها الشمس.. فإذا كانت المرآة مواجهة للشمس، ونظر فيها الإنسان فإنه يرى الشمس، ولكن ما يراه الإنسان ليس هو الشمس حقيقة، بل يرى انعكاساً أو تجلّياً للشمس في المرآة، فإن الشمس لم تغادر مكانها، ولم تغير من حجمها الذي يبلغ مليون مرة قدر حجم الأرض، ومع ذلك فهي تظهر في المرآة الصغيرة. وكذلك فإن الأخلاق الإلهية والصفات الربّانية، تظهر في العبد ومن هنا كان ثناء الله تعالى على صفات عبده الكامل فقال له:

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم: 5)،

ومن هنا أيضاً لم يستطع جبريل أن يصحب رسول الله حتى آخر رحلته للقاء الله تعالى في المعراج، بل قال له: «تَقَدَّمْ أنت يا محمد، فلو تقدمتُ أنا لاحترقتُ”، وهذا يدل على سمو مقام سيدنا خاتم النبيين فوق مقام الملائكة أجمعين.

وقد روى البيهقي في “البعث والنشور” عن أبي إسحاق قال: قال عليّ ، وهو ينظر إلى ابنه الحسن: ” إن ابني هذا سيد كما سمّاه النبي ، سيخرُج من صُلبه رجل باسم نبيّكم، يُشبهه في الخُلُق، ولا يُشبهه في الخَلْق.”

وعن حُذيفة قال: قال رسول الله :

“لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخُلُقُه خُلُقي، يكنى أبا عبد الله”، (أخرجه الحافظ أبو نعيم في “صفة المهدي”).

وفي هذا الحديث الشريف يشير إلى أن الإمام المهدي سوف يكون على مقام من الأخلاق الربانية يُماثل خُلُق الرسول . أي أن خُلُقَه القرآنُ كما وصفت بذلك السيدة عائشة رضي الله عنها أخلاق الرسول . ولا شك أن أساس كل خُلق هو المعرفة الكاملة بالله تعالى.. في حدود القدرة البشرية والطاقة الإنسانية. والتعلق التام بالله تبارك وتعالى يقتضي أن ينسلخ الإنسان تماما من ربقة هذه الدنيا، وأن تموت فيه كل الأهواء النفسية، فلا يملأ قلبه سوى حب الله تعالى، وحب من يحبه الله تعالى، وحب ما يُقرّب الإنسان إلى الله تعالى.

لذلك كان سيدنا أحمد منذ حداثة سنه شغوفا بدين الله، مكبّا على القراءة ودراسة القرآن والحديث والكتب الدينية. لم يجد في قلبه أية ميول لاكتساب منصب أو الحصول على كسب مادي، بل كان يُفضل العزلة والتزام المسجد، ليقضي أوقاته في ذكر الله والتدبر في آيات القرآن الكريم. فقد كان يشعر أنه في معية الله تعالى، حتى شاع بين أفراد عائلته أن من يريد أن يرى “غلام أحمد” فليذهب إلى المسجد، فسوف يجده هناك. وحدث مرة أن زار والدَه أحدُ أكابر القوم، وكما هي العادة يأتي أبناء المضيف لتحية الضيف، ولكن غلام أحمد لم يحضر. فتساءل الضيف قائلا: سمعنا أن لكم ابنا أصغر ولكننا لم نره، فقال الوالد: نعم.. إن لي ابنا أصغر، ولكنه كالعروس. لا يراه أحد إلا نادرا، ولا يمكن رؤيته إلا في زاوية من زوايا المسجد، فهو متعلق بالمسجد ولا يُرى إلا فيه، زاهدا في شؤون الدنيا. (“الحياة الطيبة” للسيد عبد القادر سوداغر مل ص 13)

إن هذه الواقعة تعيد إلى الأذهان قول رسول الله الذي يصف فيه سبعة أنواع من الناس يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم: “…رجل كان قلبه معلقا بالمسجد إذا خرج منه، حتى يعود إليه.” ومعنى كون قلبه معلقًا بالمسجد أن ذلك الرجل يفنَى في حب الله، ويستغرق في عبادته، ويقضي معظم أوقاته في المسجد، حتى إذا اضطر للخروج منه لحاجة لم يلبث أن اشتاق إليه، ولا يطمئن قلبه إلا إذا عاد إلى عشه السعيد.

إن حب الانزواء والانعزال عن الناس، هو القاسم المشترك في حياة جميع الأنبياء قبل التشرّف بالنبوة، لأنهم في تلك الفترة يشعرون بقوة تجذبهم إليها وتفصلهم عن الدنيا، قوة يشعرون في وجودها بالأمن والاطمئنان، وتتنامَى في قلوبهم أحاسيس الحبور والسرور، حتى تتلاشى إزاءها كل لذة أخرى من لذائذ الدنيا، ويتضاءل حتى ينمحي تمامًا أمامها كل هوى من أهواء النفس، ولا يعمر قلوبهم بعدها سوى محبة الله، وابتغاء قربه، ورجاء نوال وصاله وحبه.

حين بلغ “غلام أحمد” مبلغ الشباب، كان يرى أقرانه من أفراد العائلة يحتلون مناصب عالية، وكان أخوه الأكبر يشغل وظيفة حكومية مرموقة، كما كان لوالده حظوة لدى أولي الأمر، وكل هذه الأمور قد تغري الابن الأصغر على المنافسة، أو التقليد على الأقل. وقد حدث أن أرسل إليه والده أحد أصدقائه، يُبلغه أنه يتمتع بحظوة خاصة لدى الحاكم صاحب السُلطة، وأنه يستطيع أن يظفر له بوظيفة محترمة. ولكن الشاب الذي اعتمر قلبه بحب الله، ونذر نفسه لعبادته والتبتل إليه، لم يعد في قلبه مكان لحب الدنيا وأطايبها، فرد على حامل الرسالة قائلا: إنني ممتن جدا لعاطفة والدي الأبوية وشفقته عليّ، ولكن قولوا لوالدي إنني قد توظفت عند من أحببتُ خدمتَه، فأريحوني من الوظائف الدنيوية. ورغم أن والده قد نجح في تشغيله لمتابعة بعض القضايا الخاصة به، واضطر هو للموافقة طاعةً لله بإرضاء والده، إلا أن قلبه ظل دائما متعلقا بحب الله تعالى الذي ملأ كل ذرة من ذرات وجدانه. فقد حدث مرة أن انتهى من عمله في إحدى القضايا بالمحكمة، وكان يبدو عليه السرور والغبطة الشديدة، فقابله أحد أصدقاء والده، الذي كان يعلم أن القضية كانت على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لوالده، فلما رآه مغتبطا بادي السرور قال له: إني أراك في غاية السرور، مما يدل على أنك كسبت القضية، فأجابه قائلا: لا.. لقد خسرنا القضية، وأما سبب السرور فهو أنني سوف أتفرغ الآن بعض الوقت لعبادة ربي. (“الحياة الطيبة” للسيد عبد القادر سوداغر مل ص 15)

هذا هو الإنسان الذي مَلَكَ حبُّ الله كلَّ حواسه وجميع مشاعره، حتى لم يعد في الوجود ما هو أهم وأعز وأغلى منه. إن كل أمور الدنيا لا تساوي لديه برهةَ زمن يشعر فيها بحب الله تعالى، وكل زينة الدنيا وأطايبها لا يعدلها نفحة من نفحات المحبة التي يتلقاها من الله تعالى، حتى إن الحياة نفسها لا تساوي لديه شيئا، ولا قيمة لها في نظره سوى أنها تمكنه من معرفة الله والتقرب إليه. لقد كان يشعر أنه ليس في هذه الدنيا بل قد رحل منها، ولم يبق منه سوى قلب ينبض بحب الله، ولسان يلهج بذكر الله، وفؤاد يذوب بحمد الله، ونفس تستنير بنور الله، وروح تحلّق برضَى الله، ووجدان يسعد بقرب الله.

حدث مرة أن مرض ابنه الأصغر “مبارك أحمد” الذي كان يبلغ من العمر ثماني سنوات، وتلقى من الله تعالى أنباءً عن قرب وفاته، ومع ذلك ظل يبذل جهده في علاجه والسهر عليه ليل نهار، ولكن هذا لم يشغله لحيظة عن ذكر الله ووصاله، حتى إذا ما جرى قضاء الله، رثاه ببيت من الشعر قال فيه ما تعريبه: “كان ابن ثمان وبضعة أشهر عندما دعاه بارئه.. إن هذا الداعي لأحبُّ إليّ من جميع الكون، فيا قلبِ افْدَه بنفسك.”

إن حب الله بالنسبة له كان أغلى ما لديه في هذا الوجود، وكان يعيش في حضن الله تعالى ويستظل بظله في كل حين، وكان يشعر أن حب الله كنْز لا بد أن يُقتنى، لأنه يُغني الإنسان عن كل كنوز الدنيا، ولذلك كان يكتب دائما عن حب الله، ويسعى لكي يعرف الناس الإله الحق، ويعبدوه وحده حق العبادة. وكم كان يتألم عندما يرى القسيسين والمبشرين المسيحيين يدعون الناس إلى عبادة المسيح، وكم كان يدمي قلبه أن يستجيب لهم الكثير من المسلمين وعلمائهم. أما أولئك الذين لم يستجيبوا للتبشير المسيحي، فكانوا مشغولين بتكفير بعضهم بعضًا، ويتنازعون فيما بينهم على أمور تافهة..

هل يجهرون بالآمين عقب الفاتحة في صلاة الجماعة أم يخفتون بها؟ هل يضعون اليدين في الصلاة على الصدر أم على السُرّة أم تحتها؟ لقد تركوا الباب مفتوحا على مصراعيه أمام المبشرين المسيحيين، وأمام دعاة الآرية والهندوس والسيخ، الذين راحوا جميعا يتنافسون على التهام المسلمين كما تتنافس الضباع على التهام الضحية. فقام هو يتصدى للدفاع عن دين الله، وكتب المقالات يتحدى بها جميع أولئك الذين يتكالبون على الإسلام، إلى أن نشر كتابه العظيم «البراهين الأحمدية»، ووضع كل ثروته جزاء لمن يستطيع أن ينقض ولو خُمس الأدلة التي قدمها هو على وحدانية الله تعالى، وعلى صدق رسول الله وعلى سمو منْزلة القرآن الكريم. ولم يهدأ له بال بعد ذلك في إعلاء شأن الإسلام خلال جميع أيام حياته الشريفة، التي قضاها في جهاد مستمر وكفاح متواصل إلى توفاه الله تعالى. ورغم كل الصعاب، ورغم كل الاضطهاد، ورغم كل العداء الذي صبّه عليه الأعداء والمعارضون، فإنه لم يتوقف لحظة واحدة في الدفاع عن محبوبه تبارك وتعالى الذي شغفه حبا، ولم يتوان برهة واحدة عن الذود عن شرف رسول الله .

كان يريد للجميع أن يعرفوا الله تعالى كما عرفه هو، ويدركوا أنه هو وحده مصدر كل عزة وكرامة، وأنه الينبوع العذب الذي يعطي الحياة الأبدية لمن اغترف واستقى منه، وأنه المنهل الرقراق الذي يروي العطاشى ويطفئ غليلهم، فكتب يدعو الناس ويقول ما تعريبه: «… ما أَشقَى الإنسانَ الذي لا يعرف أن له إلها قادراً على كل شيء! إن فردوسنا إلهُنا.. وإن أعظمَ ملذاتنا في ربنا، لأننا رأيناه ووجدناه فيه الحسنَ كله. هذا الكنز جدير بالاقتناء ولو افتدى الإنسانُ به حياتَه، وهذه الجوهرةُ حَرِيَّةٌ بالشراء ولو ضحّى الإنسان في طلبها كلَّ وجوده. أيها المحرمون.. هَلُمُّوا سِراعاً إلى هذا الينبوع ليروي عطشَكم. إنه ينبوع الحياة الذي ينقذكم. ماذا أفعلُ، وكيف أُقرُّ هذه البشارة في القلوب؟ بأي دفٍّ أنادي في الأسواق.. بأن هذا هو إلهكم.. حتى يسمع الناس؟ وبأي دواء أعالج حتى تتفتح للسمع آذانُ الناس؟» (سفينة نوح، الخزائن الروحانية ج١٩ ص ٢١-٢٢)

قد كان قلبه يجيش بالمحبة الإلهية، ويفيض امتنانا بفضل الله تعالى ومننه وآياته النازلة عليه كل حين، فكان مما قاله تعريبه:

«ليس بإمكاني أن أعدد تلك الآيات التي أعرفها. اللهم إني أعرفك لأنك أنت إلهي، لذا فإن روحي تتوثب إليك بسماع اسمك كما يتوثب الرضيع برؤية أمه، ولكن أكثر الناس لم يعرفوني ولم يقبلوني…» (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية ج ١٥ ص ٥١١)

ولما كذبه قومه وبالغوا في التكذيب والإهانة واللعن والتكفير، راح يُلقي بنفسه على أعتاب ربه ويشكو إليه متأوّها ومتضرعا.. لا من أجل نفسه ولكن من أجل الإسلام، فكتب بالعربية يقول: ((ياربِّ.. ياربَّ الضعفاء والمضطرين.. ألستُ منك؟ فقُلْ وإنك خيرُ القائلين، كَثُرَ اللعنُ والتكفير، ونُسبتُ إلى التزوير، وسمعتَ كله ورأيتَ يا قدير، فافتَحْ بيننا بالحق وأنت خير الفاتحين. ونَجِّني من علماء السوء وأقوالهم، وكِبرِهم ودلالهم، ونَجِّني من قومٍ ظالمين. وأنْزِلْ نصراً من السماء، وأدْرِكْ عبدَك عند البلاء، ونَزِّلْ رجسَك على الكافرين. وصرتُ كأذلّةٍ مطرودَ القوم، وموردَ اللوم، فانصُرْنا كما نصرتَ رسولك ببدر في ذلك اليوم، واحفَظْنا يا خيرَ الحافظين. إنك الرب الرحيم.. كتبتَ على نفسك الرحمة.. فاجعَلْ لنا حظّاً منها، وأَرِ النصرةَ وارْحَمْنا، وتُبْ علينا وأنت أرحم الراحمين.

ربِّ نَجِّني مما يقصُدون، واحفَظْني مما يريدون، وأَدْخلْني في المنصورين. رَبِّ فَرِّجْ كربي وأَحْسِنْ مُنقَلَبي، وأَظْفِرْني بقصوَى طَلَبي، وأَرِني أيامَ طَرَبي، وكُنْ لِي يا ربي.. يا عالِمَ همّي وإربي، وصافِني وعافِني يا إلهَ المستضعَفين. كَذَّبَني كُلُّ أخِ التُرَّهات، وكَفَّرَني كُلُّ أسيرِ الجهلات، وما بقي لي إلا أن أنتجعَ حضرتك، وأطلبَ عونك ونُصرتك، يا قاضيَ الحاجات.. لعلك تَرُدُّ نهاري بعد أن صَغَتْ شمسي للغروب، وضجرَ القلبُ من الكروب. والله ما تأوُّهي لِفوْتِ أيامِ السرور، ولا للتنعّم والحبور، بل للإسلام الذي صال عليه الأعداءُ، وأفَلَتْ شموسُه وطالتِ الليلةُ الليلاء، وظهرتِ المداجاةُ في فرق الإسلام، والتفرقةُ في أمّة خير الأنام. وأمّا الكفار وأحزاب اللئام، فقد انتظموا في سلك الالتئام. والحسرة الثانية أن فينا العلماءَ والفقهاء والأدباء، ولكنهم فسدوا كلهم وأحاطت عليهم البلاء، إلا ما شاء الله. رب فارحَمْ وتَقَبَّلْ من دعاءنا، وإليك الشكوى والتجاء، …. فالآن أُفرِدتُ كإفراد البيت الذي يبيتُ في البيداء، أو كالذي يقعد في أهل الوبر وسكان الصحراء. فالآن قلَّت حيلتي، وضعُفتْ قوتي، وظهرَ هواني على قومي وعشيرتي، ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب العالمين. إليك أنبتُ، وعليك توكلتُ، وبك رضيتُ. رَبِّ فَاسْتُرْ عوراتي، وآمِنْ رَوعاتي، ولا تَذَرْني فرداً وأنت خير الوارثين. بيدك البذلُ والعطاء، والعزّ والعلاء، وإذا أَتيتَ فلا يأتي البلاء، وإذا نزلتَ فلا ينزل الضرّاء، وأشهد أن لا إله إلا أنتَ، ولا رافعَ إلا أنت، ولا دافعَ إلا أنتَ، عليكَ توكّلتُ، وبحضرتك سقطتُ، وأنت كهف المتوكلين. أَحْسِنْ إليّ يا مُحسني ولا أعلَمُ غيرَك من المحسنين…» (نور الحق الجزء الأول، الخزائن الروحانية ج 8 ص 184-186)

إن كل حرف من هذه الكلمات الصادقة ليشهد أنها خرجت من قلبٍ عامرٍ بالإيمان، واندفعت من صدرٍ يفيض بحب الله المنان، ونبعت من فؤاد يشعّ ويتوهج بنور الله خالق الأكوان.

إن الأدباء والفصحاء والكُتّاب حين يكتبون عن موضوع.. قد يرى المرء في كتاباتهم ما يشوبها من التصنّع في اختيار اللفظ وسرد الكلمات، وأما سيدنا أحمد فكان أسلوبه رقيقاً، كالغدير الذي ينساب من نبع دفّاق، وكوثر رقراق، ينبض بالحب والوَلَهِ، للمحبوب الأعظم تبارك وتعالى. ولذلك فإنه لما صاغ حبّه ووداه أبياتاً من الشعر، كانت أبياته تنفذ إلى أعماق القلب، وتصل إلى أغوار النفس، محركة فيها أحاسيس المودة ومشاعر المحبة لله تعالى. نقتطف من شعره هذه الباقة الجميلة، حيث يقول :

أيا محسني أُثني عليك وأشكرُ

فدًى لك روحي أنت تُرسي ومأزَرُ

.

بوجهك ما أنسى عطاياك بعده

وفي كل نادٍ نبأُ فضلِك أذكُرُ

.

تلبّيك روحي دائما كلَّ ساعة

وإنك مهما تَحْشُرِ القلبَ يَحْضُرُ

.

وتعصمني في كل حرب تَرَحُّمًا

فدًى لك روحي أنتَ دِرعي ومِغْفَرُ

.

ينوّر ضوءُ الشمس وجهَ خلائقٍ

ولكن جناني من سناك يُنوَّرُ

.

تحيط بكُنْهِ الكائنات وسِرِّها

وتعلم ما هو مستبان ومُضمَرُ

.

ونحن عبادك يا إلهي وملجأي

نخِرُّ أمامك خشيةً ونكبِّرُ

.

غيورٌ يبيد المجرمين بسخطه

غفورٌ ينجّي التائبين ويغفرُ

.

وحيد فريد لا شريك لذاته

قويٌّ عليٌّ مستعان مُقدِّرُ

.

له الملك والملكوت والمجد كله

وكلٌّ له ما بان فينا ويظهَرُ

.

ودودٌ يحبّ الطائعين ترحّمًا

مليكٌ فيُزعِج ذيœ شِقاق ويحصِرُ

.

يحيط بكيد الكائدين بعلمه

فيهلك من هو فاسق ومزوِّرُ

.

ولم يتخذ ولدًا ولا كفوٌ لهُ

وحيد فريد ما دناه التكَثُّرُ

.

ألا أيها الناس اتقوا الله ربكم

وإن عذاب الله أدهى وأكبرُ

.

ويَحكُم ربُّ العرش بيني وبينكم

وها أنا قبل عذاب ربّي أُخبِرُ

.

فإنْ أكُ صدّيقًا فربّي يعزّني

وإن أكُ كذّابًا فسوف أُحَقَّرُ

.

وأعلم أن مهيمني لا يضيعني

وأعلم أن مؤيِّدي سوف يَنصُرُ

.

وتحت رداء الله روحي ومُهْجتي

وما يعرفني أحد وربّي يُبصِرُ

.

ولستُ بربي كاذبا تاركَ الهدى

ولستُ بربي كالذي هو يهذَرُ

.

وهنَّأني ربي بنهجِ محبة

على ما تضوَّعَ مِسْكُ فتحي وعنبَرُ

.

وما كان أن تُخفَى الحقائقُ دائما

وما يكتم الإنسان فالدهر يُظهِرُ

.

وإنا توكّلْنا على الله ربّنا

وقد شَدَّ أَزْرَ العبد ربٌّ مبشِّرُ

.

وآخر دعوانا أن الحمد كله

لربٍّ يرى حالي وقالي وينصرُ

(كرامات الصادقين، الخزائن الروحانية ج7 ص71-72، 81-82، 86، 89)

 

وفي قصيدة أخرى كتب يقول:

 

بِكَ الحولُ يا قيومُ يا منبعَ الهدى

فوفِّقْني أن أثني عليك وأحمدا

.

تتوب على عبد يتوب تندُّمًا

وتنجي غريقًا في الضلالة مُفسدا

.

كبير المعاصي عند عفوك تافهٌ

فما لك في عبدٍ ألَمَّ تردُّدا

.

تحيط بكنهِ الكائنات وسِرِّها

وتعلم منهاج السِّوى ومُحَرَّدا

.

ونحن عبادك يا إلهي وملجئي

نخرّ أمامك خشيةً وتعبُّدا

.

وما كان أن يخفى عليك نُحاسُنا

وتعلم ألوان النحاس وعَسْجَدا

.

وما كان مِثلُك قدرةً وترحمًا

ومثلُك ربي ما أرى متفردا

.

غيورٌ يُبيد المجرمين بسخطه

غفور ينجّي التائبين من الردى

.

فلا تأْمَنَنْ مِن سخطه عند رحمه

ولا تيئسَنْ من رُحمه إن تَشدَّدا

.

وإن شاء يبلو بالشدائد خَلْقَه

وإن شاء يُعطيهم طريفًا ومُتْلَدا

.

وحيدٌ فريد لا شريكَ لذاته

قويٌّ عليٌّ في الكمال توحَّدَا

.

ومن جاءه طوعا وصدقا فقد نجا

وأُدْخِلَ وِرْدًا بعدما كان مُلْبَدا

.

له الملك والملكوت والمجد كله

وكلٌّ له ما لاح أو راح أو غدا

.

وأنت إلهي مأمني ومفازتي

وما لي سواك معاونٌ يدفع العدا

.

عليك توكلنا وأنت ملاذنا

وقد مسَّنا ضُرٌّ وجئناك للندى

.

ولستُ بذي علم ولكن أعانني

عليم رآني مستهاماً فأيّدا

.

ووالله إنّي صادقٌ غيرُ مُفترٍ

وأيّدني ربّي وما ضاعني سُدى

ومن قصيدة أخرى نقتطف هذه الباقة:

عِلمي من الرحمن ذي الآلاءِ

بالله حُزْتُ الفضلَ لا بِدَهَاءِ

.

كيف الوصول إلى مدارجِ شكرهِ

نثني عليه وليس حولُ ثنـاءِ

.

الله مولانا وكـافلُ أمـرنا

في هذه الدنـيا وبعـد فناءِ

.

بشرى لنا إنا وجدْنا مـؤنسًا

ربًّا رحيمًا كاشِفَ الغَـمّاءِ

.

أُعطيتُ مِن إِلْفٍ معارفَ لُبَّها

أُنزلتُ مِن حِبٍّ بـدار ضياءِ

.

نتلو ضياءَ الحقّ عند وضوحهِ

لَسْنا بمـبتاع الدجى بِبَراءِ

.

نفسي نَأَتْ عن كل ما هو مظلمٌ

فأنختُ عند منوِّري وَجْنائي

.

غلبَتْ على نفسي محبّةُ وجههِ

حتى رميتُ النفسَ بالإلغاءِ

.

لما رأيت النفسَ سدّتْ مُهْجَتي

ألقيتُها كالمـَيْت في البيداءِ

.

الله كهفُ الأرض والخضراءِ

ربٌّ رحيم ملجأُ الأشياءِ

.

بَـرٌّ عَطوفٌ مأمَنُ الغرماءِ

ذو رحمةٍ وتبرُّعٍ وعطاءِ

.

أحدٌ قـديـم قائم بوجودهِ

لم يتخـذْ ولدًا ولا الشركاءِ

.

وله التفرّد في المحَامد كلـها

وله علاء فـوق كلّ عـلاءِ

.

الـعاقلـون بعالَميـن يرونهُ

والعـارفون به رأوا أشيـاءِ

.

هـذا هو المعبود حقًّا للورى

فـردٌ وحيد مـبدء الأضواءِ

.

هذا هو الحِبُّ الذي آثرتُهُ

ربُّ الورى عين الهدى مولائي

.

ندعوه في وقت الكروب تضرّعًا

نرضى به في شـدّة ورخاءِ

.

أعطى فما بقيتْ أمـاني بعدهُ

غمَرتْ أيادي الفيض وجهَ رجائي

.

إنا غُـمسنا مِن عنـاية ربّنا

في النور بعد تمـزُّق الأهواءِ

.

إنّ المحبّة خُـمِّرتْ في مُهْجتي

وأرى الودادَ يلوح في أهبائي

.

إني شربت كؤوس موت للهدى

فوجدتُ بعد الموت عينَ بقاءِ

.

إني أُذِبتُ من الوداد ونارهِ

فأرى الغروبَ يسيل من إهرائي

.

الدمع يجري كالسيول صبابةً

والقلب يُشوَى من خيال لقاءِ

.

وأرى الوداد أنارَ باطنَ باطني

وأرى التعشق لاحَ في سِيمائي

.

الخَلقُ يبغُون اللذاذةَ في الهوى

ووجدتُها في حُرقـةٍ وصَلاءِ

.

الله مقصد مُهْـجَتي وأريده

في كل رشحِ القلم والإملاءِ

.

يا أيّها الناس اشربوا من قِربتي

قد مُلئ من نور المفيض سِقائي

.

مُـتنا بموت لا يراه عـدوُّنا

بعُدتْ جنازتـنا من الأحياءِ

.

إنّ المقرَّب لا يضاع بفتـنةٍ

والأجر يُكتب عند كُلّ بلاءِ

.

ما خاب مَن خاف المهيمنَ ربَّهُ

إنّ المهيـمن طالبُ الطلباءِ

.

إنّ العواقب للذي هو صالحٌ

والكَرّة الأولى لأهل جفاءِ

.

شهدتْ عليه، خصيمِ، سُنّةُ ربِّنا

في الأنبياءِ وزمـرةِ الصلحاءِ

.

ظهرتْ من الرحمن آيات الهدى

سجدتْ لها أمم من العرفاءِ

.

لما رأيتُ كمالَ لطفِ مهيمني

ذهب البلاء فما أحـسُّ بلائي

.

ما خاب مثلي مؤمن بل خصمُنا

قد خاب بالتكفير والإفـتاءِ

.

الله أعطاني حدائقَ علمـهِ

لولا العناية كنتُ كالسفهاءِ

.

إنـي دعوت الله ربًّا محسنًا

فأرى عيونَ العلم بعد دعائي

.

إنّ المهيمن لا يُعِـزّ بـنخوةٍ

إنْ رُمْتَ درجاتٍ فكُنْ كعَفاءِ

.

واللهِ قد فرّطتَ في أمري هوًى

وأبيتَ كالمستعجل الخطّاءِ

.

الحُـرّ لا يستعجِلنْ بل إنهُ

يرنو بإمعان وكشفِ غطاءِ

.

يخشى الكرامُ دعاءَ أهل كرامةٍ

رُحمًا على الأزواج والأبناءِ

.

عندي دعاء خاطفٌ كصواعقٍ

فحَذارِ ثم حذارِ مِن أرجائي

.

والله إني لا أريد إمامةً

هذا خيالك مِن طريق خطاءِ

.

إنّـا نريد الله راحةَ روحِـنا

لا سُـؤددًا ورياسة وعـلاءِ

.

إنا توكّلْـنا على خَلّاقنا

معطي الجزيل وواهب النعماءِ

.

من كان للرحمن كان مكرَّمًا

لا زال أهلَ الـمجد والآلاءِ

.

إن المـهيمن قد أتمَّ نـوالَهُ

فضلاً عليّ فصرتُ مِن نُحلاءِ

.

نعطي العلومَ لدفعِ متربةِ الورى

طالتْ أياديـنا على الفقراءِ

.

إني بأفضال المهيمن صـادقٌ

قد جئتُ عند ضرورة ووباءِ

.

من حارب الصدّيقَ حارب ربَّهُ

ونبـيَّه وطوائـفَ الصلحاءِ

.

رُبِّـبْـتُ مِن دَرِّ النبيِّ وعينِهِ

أُعطيتُ نورًا من سراجِ حِراءِ

.

يا ربّ أيِّدْنا بفضلك وانتقِمْ

ممّن يـدُعُّ الحقَّ كالغُثّـاءِ

.

يا ربّ قومي غلَّسوا بجهالةٍ

فارحَمْ وأنزِلْهم بدار ضياءِ

.

يا لائمي إن العواقب للتُّقى

فاربَأْ مآلَ الأمر كالعقلاءِ

.

اللهُ أيّدنـي وصافي رحمةً

وأمدّني بالنعم والآلاءِ

.

فخرجتُ مِن وَهْدِ الضلالة والشقا

ودخلتُ دار الرشـد والإدراءِ

.

واللهِ إن الناس سَقـطٌ كُلّهم

إلا الذي أعطـاه نعمَ لقاءِ

.

إن الذي أروى المهيمنُ قلبَهُ

تـأتيه أفواج كمـثل ظِماءِ

.

ربّ السـماء يُعِزّه بعنايـة

تعـنو له أعـناقُ أهل دهاءِ

.

الأرض تُجعَل مثلَ غلمان لهُ

تـأتي له الأفلاك كالخدماءِ

.

مَن ذا الذي يُخزي عزيزَ جنابِهِ

الأرض لا تُفني شموسَ سماءِ

.

الخَلْقُ دودٌ كلهم إلا الذي

زكّاه فضلُ الله مـن أهـواءِ

.

فانهَضْ له إن كنتَ تعرف قدرهُ

واسبِقْ ببذل النفس والإعداءِ

.

نَسْعى كَفِتْـيانٍ بدينِ مُحَمَّدٍ

لَسْنَا كرجُلٍ فاقِـدِ الأعضاءِ

.

أَعْلَى المهيمِنُ هِممنا في دِينهِ

نَبني مَنَـازِلـنا على الجوزاءِ

.

يا لاعِني إنّ المهَيمِـن يَنْظرُ

خَفْ قهرَ ربّ قادر مولائي

.

يا ربَّنا افْتَحْ بيننَا بكرامةٍ

يا مَن يرى قلبي ولُبَّ لِحائي

.

يا مَن أرى أبوابه مفتوحة

لِلسَّائليـن فلا تـرُدّ دعائي

(مكتوب أحمد، الخزائن الروحانية ج11 ص 266-282)

* كاتب من مصر

œ سهو، والصحيح: “ذا”. (الناشر) (أرى أنه لا يوجد سهو هنا)

Share via
تابعونا على الفايس بوك