الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

في الفترة الأخيرة تُنشر في (التقوى) مقالات عديدة للرد على اعتراضات واتهامات تُوجّه ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية. ولا مناص لنا من أن نفعل ذلك ما دام أعداء الحق يشوهون ويكذبون. علينا أن نوضح للناس حقيقة الأحمدية. ونبين لهم أنها دعوة الإسلام الحق.

طالما تآمر رجال الدين المحترفون على هذه الجماعة وسولت لهم أنفسهم أن يكذبوا ويحرفوا، ولم يتورعوا حتى عن أن يختلقوا ويزوروا فيما يهاجمونها به. وقد يسرت لهم ذلك الحكومات التي تنتفع من نفوذهم بين العامة، وأمدتهم بالأموال ووسائل الإعلام والمطبوعات التي تمكنهم من إشاعة افتراءاتهم وأكاذيبهم، وفي نفس الوقت ضيقت على المسلمين الأحمديين، وحرمتهم حتى من الدفاع عن عقيدتهم وبيان حقيقتهم.

لقد نجح هؤلاء الظالمون في إقامة ستار شائك أمام عامة الناس، حتى إذا سمع أحد منهم شيئا عن الأحمدية نفر منه بسبب ما أشاعه علماء السوء عنها. وإذا استشار أحد منهم مولويًا أو شيخًا عن الأحمدية أجابه بكل إفك يصده عن طريقها. نعم نجحوا كما نجح أهل مكة في صد الناس عن رسول الله ولكن الله غالب على أمره، ففتح لنبيه بابًا واسعا على يد رجال أطهار أحرار، ذوي عقل وتمييز.. فاستمعوا له وأنصتوا، وتفكروا في قوله وتدبروا، ونظروا في سيرته ودعوته وقدروا.. فطوبى لهم كيف قدروا! لقد آمنوا به وبايعوه.. عن فهم وإدراك.. فكانوا نعم المؤمنين ونعم الأنصار.

وها هي الجماعة الإسلامية الأحمدية.. وهي من جماعة محمد في الزمن الأخير.. قد فتح الله لها الباب بعد الباب.. وتزداد ازدهارًا وانتشارًا يوما بعد يوم، ولكن ليس هذا هو كل المراد، لأن هذه الجماعة ما أقامها الله تعالى إلا لتحقيق وعده :

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ (التوبة: 33).

فلا بد لنا من السعي والعمل الجاد -مهما كانت مكائد الشيطان وأعوانه- كي ننشر دين محمد .. دين الإسلام الذي اصطفاه للناس كافة.. حتى يظهرَ على كل دين سواه، وتشرق الأرض بنور ربها، ويتغنى الناس بحمد الله تعالى.. وترتفع راية خاتم النبيين على كل شبر من الأرض.

إننا نناشد القراء الكرام أن يتأسوا بأنصار رسول الله ، الذين فازوا وأفلحوا وأرضوا ربهم ونصروه وعزّروه ووقروه، فلا يسارعوا إلى الفرار من دعوة الأحمدية، بل على كل واحد منهم أن يكون طالب حق: فينظر ويسمع، ويعتمد على ملكات الفهم والتدبر التي زوّد الله بها كل إنسان، والتي سوف يحاسب المرء فيما استخدمها؛ ثم يزنوا ما تعرضه عليه الدعوة الأحمدية بميزان القرآن الكريم وسنة خاتم النبيين . ثم عليه بعد ذلك -وليس قبله- أن يقرر ما تطمئن إليه قلوبهم، وترتضيه ضمائرهم وتستريح إليهم نفوسهم. ينبغي ألا يستمعوا إلى قول خصوم الأحمدية وحدهم، بل يجب أن يستمعوا إلى أصحاب الدعوة أنفسهم أيضا. القاضي العادل يستمع إلى الطرفين ثم يحكم بعقله وضميره. هكذا تؤدون واجبكم نحو دينكم أولا.. ثم نحو أنفسكم ثانيا.

جعلكم الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وجعلكم وإيانا من المتدبرين المتفكرين الطالبين للحق حيثما كان. آمين!    (المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك