النبوءة المتعلقة بسيدنا "المصلح الموعود"

النبوءة المتعلقة بسيدنا “المصلح الموعود”

محمد نعيم عثمان

نبوءات لسيدنا أحمد

الإمام المهدي والمسيح الموعود

“دراسة نقدية”

الحلقة الثالثة والأخيرة

(الفصل السادس)

النبوءة المتعلقة بسيدنا “المصلح الموعود”

في عام 1886 كان سيدنا مرزا غلام أحمد منهمكًا في الاعتكاف على العبادة أربعين يومًا، فأنبأه الله تعالى بآية رحمة منه، أعلن سيدنا أحمد تفصيلها في مدينة هوشياربور يوم 20 فبراير 1886.. فقال: “أخبرني الله تعالى: “أبشر فستعطى ولدًا وجيهًا طاهرًا. ستعطى غلامًا ذكيًّا من صلبك وذريتك ونسلك. غلام وجيه طاهر سينزل كضيف عندك. اسمه عنموايل وبشير. مملوء بروح القدس. ومن المطهرين. هو نور الله. مبارك من ينزل من السماء. والفضل ينزل بنزوله. سيكون صاحب الجلال والعظمة والثراء. سيأتي إلى الدنيا ويشفي كثيرًا من أمراضها بما أوتي من نفَس مسيحي وبركة الروح الأمين. هو كلمة الله لأن رحمة الله ومجده قد أمداه بكلمة الجلال. سيكون فهيمًا وذهينًا. قد مُليء قلبه علمًا وباطنه حلمًا وصدره سلما. إنه يجعل الثلاثة أربعة. يوم الاثنين، مبارك يوم الاثنين، غلام، بهجة القلب، كريم نبيل مبارك، مظهر الأول والآخر، مظهر الحق والعلاء كأن الله نزل من السماء. ويظهر بظهوره جلال رب العالمين. يا بشرى، يأتيك نور ممسوح بعطر الرضا من الرحمن. سوف يصب روحه عليه، ويأويه تحت ظل الله المنان. يعظم شأنه سريعًا ويرفع اسمه وبرهانه، ويفك رقاب الأسارى وينجي المسجونين. وينشر ذكره وريحانه إلى أقصى الأرضين. إمام همام، يبارك منه أقوام، ويأتي معه شفاء ولا يبقى سقام، وينتفع به أنام. ولسوف يعلو مقامه الروحاني إلى عنان السماء. وكان أمراً مقضيًّا.” (1)

تشير هذه النبوءة العظيمة إلى مولد ابن يكون “المصلح الموعود” لهذا العصر. ولكن كما يظهر من نص الإلهام فإن النبوءة تبشر بمولد ولدين اثنين وليس واحد. ولقد أوضحها سيدنا أحمد معلنًا:

“إن الكلمات التي بدايتها “غلام وجيه طاهر”؛ ونهايتها “ينزل كضيف من السماء” تعني حياة قصيرة.. لأن الضيف هو من يمكث لبضعة أيام ثم يرحل أمام عين الإنسان. والجملة التي تلي ذلك تشير إلى المصلح الموعود الذي اسمه في الإلهام فضل.” (2)

وفي ورقة أخرى صدرت من قاديان صرح سيدنا أحمد أن في إعلان 20 فبراير 1886 نبوءة عن ميلاد ولد صالح يتميز بالصفات الواردة في الإعلان. ثم كتب حضرته:

“إلى هذا الوقت -22 مارس 1886- لم يولد لي ولد في بيتي؛ عدا ولدي الذين ولدا من قبل، وسنهما اليوم يتعدى 20 أو 22 من السنوات. ولكننا نعلم أن مثل هذا الابن سوف يولد بكل تأكيد في غضون تسع سنوات مصداقًا لوعد الله تعالى -عاجلاً أو آجلاً- على أي حال سوف يولد في خلال هذه المدة.” (3)

في 15/4/1886 رزق سيدنا أحمد بطفلة اسمها “عصمت”. فكان ميلادها فرصة ليزعم خصومه أن نبوءته عن ولادة صبي قد ثبت بطلانها.. هذا على الرغم من أن الحكمة الربانية قد كفلت خلو النبأ من أي غموض. ويتأكد هذا من أن الله تعالى قبل مولد عصمت بثلاثة أسابيع جعل سيدنا أحمد يعلن أن ولادة “المصلح الموعود” سوف تتم في مدى 9 سنوات من تاريخ الإعلان (4). وقبل ولادة عصمت بأسبوع أعلن سيدنا أحمد:

“بعد إعلان 22 مارس 1886 ابتهلت إلى الله تعالى مرة أخرى ليكشف لي مزيدًا عن هذا الأمر؛ وقد بينه لي اليوم: 8 أبريل 1886. أخبرني الله تعالى أن غلامًا سيولد لي قريبًا جدًا في مدى فترة حمل واحدة. وهذا يعني أن ابنًا سوف يولد لي من حمل قريب؛ ولكن لم يُكشف لي ما إذا كان الوليد القادم هو الابن الموعود أم أن هذا سيولد في وقت آخر خلال مدة السنوات التسع.” (5)

ويحمل هذا الإعلان نفسه رسالة واضحة بأن الابن الموعود ليس من الحمل الحالي. وهذا يتضح من الكشف بأن ابنًا سيولد خلال مدة حمل واحدة وليس من هذا الحمل. ويتأكد هذا المعنى بعبارة أن ابنًا سيولد من حمل قريب وليس من الحمل الحالي.

وفي يوم 7/8/1887 تحققت نبوءة سيدنا أحمد عن مولد غلام وجيه طاهر عنموايل وبشير، ينزل من السماء كضيف.. عندما ظهر إلى الوجود ابن لسيدنا أحمد.. فأعلن حضرته أن هذا المولود يحقق نبوءة 20/2/1886 التي تتحدث عن غلام وجيه وطاهر يأتي كضيف. وصرح حضرته أيضًا أن مولد هذا الابن حقق النبوءة التي جاءت في إعلان 8/4/1886 عن طفل يولد قريبًا.” (6)

ولكن هذا الولد الذي سمي بشير أحمد؛ واشتهر باسم بشير الأول، كان ضيفًا بحسب ما قررته النبوءة (إعلان 20/2/1886)، وما أعلنه سيدنا أحمد عند ميلاد الطفل. وبالتالي -كما قدر الله تعالى- رحل الضيف بشير أحمد الأول أمام عيني والده سيدنا أحمد عندما توفي يوم 4/11/1887 محققًا نبوءة مولده وموته سريعًا أيضا.

وكانت وفاة الطفل بشير الأول فرصة أخرى انتهزها خصوم سيدنا أحمد ليجادلوا في نبوءته المتعلقة بالابن الموعود على أنها باطلة. وردًا على هذا المـِراء أجاب حضرته:

“حتى يومنا هذا لم نصرح في أي إعلان أن هذا الطفل سيعيش حياة طويلة، ولم نقل إنه كان الابن الموعود “المصلح الموعود”، بل الواقع أن في إعلاننا يوم 20/2/1886 نبوءة بأن بعض أبنائي سيموت في سن مبكرة. فهذه النقطة تحتاج تفكرًا صحيحًا: هل تحققت بموت الطفل هذه النبوءة أم بطلت؟ بل إن معظم الإعلانات التي وزعت بين الناس تشير إلى وفاة هذا الطفل. فمثلاً جاء في إعلان 20/2/1886 العبارة التالية: غلام وجيه طاهر ينزل كضيف. وكلمة ضيف تبدو كأنها اسم لهذا الطفل، وتومئ إلى أنه سوف يرحل من الدنيا بسرعة في سن مبكرة.. لأن الضيف هو من يرحل بعد أيام قلائل وأنت تقف وترقب رحيله. أما الرجل الذي يبقى في البيت ويقول وداعًا للراحلين لا يمكن أن يسمى ضيفًا.” (7)

وزاد سيدنا أحمد الموضوع توضيحاً كيلا يقع أحد في الخطأ ويحسب أن هذا الجزء من النبوءة يتعلق بالابن الموعود.. فصرح حضرته أن الجزء المتعلق بالابن الموعود:

“يبدأ من العبارة “ينزل الفضل بنزوله”. وهكذا يكون “فضل” هو الاسم المعطى للابن الموعود في هذا الإلهام. وأيضًا اسمه الثاني “محمود”، واسمه الثالث “بشير الثاني”. وفي وحي آخر سمي “فضل عمر”. ولذلك كان من اللازم أن يؤجل مجيئه حتى يأتي بشير هذا الذي مات، فيولد ويرحل، لأن كل هذه الأمور وضعت تحت قدميه بحكمة من الله. وبشير الأول الذي مات كان سلفًا لبشير الثاني. هذا هو السبب في ذكر الاثنين معًا في نبوءة واحدة.” (8)

وبعد وفاة بشير الأول بشهر واحد تلقى سيدنا أحمد نبوءة أخرى تقول:

“ستعطى بشيرًا آخر اسمه محمود. وسيكون صادق العزم في مشاريعه.” (9)

وفي إعلان آخر، قبل مولد هذا الابن قال سيدنا أحمد أنه أخبر عن ابن يولد له، ورأى اسمه مكتوبًا على الجدار محمودًا.” (10)

وأخيرًا تم الظهور المبارك للمولود بشير هذا، واسمه أيضا محمود يوم 12/1/1889. وصرح سيدنا أحمد عند مولده أنه رزق بمولود “صبي اسمه بشير محمود على سبيل التيمن.” (11)

وولد لسيدنا أحمد بعد ذلك مولود صبي آخر سماه “بشير أحمد” يوم 20/4/1893. ومن ثم في خلال 9 سنوات -كما جاء في النبوءة الأولى- رزق سيدنا أحمد -ليس بولد واحد- بل بثلاثة أولاد: بشير الأول الذي توفي، وبشير الدين محمود، وبشير أحمد.. وقد عاش الأخيران.

فالجدال في أن نبوءة سيدنا أحمد بخصوص مولد الابن الموعود وعدم تحققها ليس له ما يبرره مطلقًا.. لأن اثنين من أولاده وُلدا في خلال المدة المقررة في النبوءة.

ويبقى بعد ذلك أن ننظر هل تحققت النبوءة في ابني سيدنا أحمد هذين: بشير الدين محمود وبشير أحمد.. المولودين خلال فترة السنوات التسع المحددة.. وأن أحدهما كان الابن الموعود؟

ومن العجيب أن الناقدين لنبوءات سيدنا أحمد يجادلون في تحقق هذه النبوءة المتعلقة بالابن الموعود مستغلين -بطريقة ماكرة- ولادة طفل توفي في المهد، متجاهلين تمامًا ولادة بطلَي الإسلام هذين: سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد وسيدنا مرزا بشير أحمد.. اللذين ولدا في غضون فترة السنين التسع المقررة في النبوءة، وكلاهما عاش بعد وفاة والدهما سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني. ألا يدل هذا الإغفال الخبيث المتعمد لمولد هذين النجلين الكريمين خلال الفترة المحددة في النبوءة.. أن نقاد سيدنا أحمد ليسوا أمناء في تناولهم لهذه النبوءة؟ حقيقة الأمر أن مولد ابن سيدنا أحمد: سيدنا مرزا بشير الدين أحمد كان استهلالاً لعهد تحقق النبوءة الكبرى: نبوءة “الابن الموعود” التي أعلنها سيدنا أحمد في 20/2/1886 م.

لقد ولد سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد، الابن الموعود، مباشرة عقب ولادة بشير الأول: الضيف الذي مات في طفولته، والذي كانت ولادته ووفاته بشارة بمولد بشير الثاني كما جاء في إعلان 20/2/1886، وكما وضحه سيدنا أحمد. ولقد ولد في حدود مدة السنوات التسع. ومع أن أخاه الأصغر مرزا بشير أحمد ولد أيضا في نطاق نفس المدة المحددة إلا أن الحكمة الإلهية أكدت أن الابن الموعود هو سيدنا مرزا بشير الدين وحده، وسمي محمودًا كما جاء في النبوءة.

ثم إن نص النبوءة فيما يتعلق بالابن الموعود يدل بنفسه على المعيار الصحيح لتحقيقها. ففضلاً عن ولادته خلال المدة المحددة بتسع سنوات ابتداء من 20/2/1886.. تميز حضرته بصفات معينة؛ ومنجزات بارزة كما جاء في إعلان 20/2/1886.

تشهد الدلائل التاريخية على أن سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد كان الابن الذي تجلت في شخصيته بالفعل كل الصفات النادرة البارزة المذكورة في النبوءة. وقام حضرته بإنجاز الأعمال العظيمة المطلوبة منه شخصيًّا، وحقق نبوءة الابن الموعود نصًا وروحًا.

فبينما كان في العقد الثاني من عمره ظهرت عليه أمارات نضج روحاني وفكري تفوق الوصف. وتتضح هذه الحقيقة من مساهماته الأدبية والعلمية في مجلة “نقد الأديان” (Review of Religions) وجريدة “بدر” ومجلة “تشحيذ الأذهان”، وفي الجرائد والدوريات الأخرى.

وفي حقل المعرفة لم يكن لسيدنا بشير الدين محمود أحمد نظير في مثل عمره. صنف تفسير القرآن المجيد -التفسير الكبير- وتزيد صفحاته عن 6000، وتفسيرًا مختصرًا -التفسير الصغير- في 853 صفحة. وألف عشرات الكتب منها: دعوة الأمير، تحفة الملوك، حقيقة النبوة، السير الروحاني، حل مشكلة الهند، رسالة الأحمدية، فضائل القرآن، ذات البارئ تعالى، ملائكة الله، الذكر الإلهي، والعرفان الإلهي.

هذا فضلاً عن محاضرات عديدة منها: الانقلاب الحقيقي، ونظام الاقتصاد في الإسلام؛ والنظام العالمي الجديد للإسلام وبداية الخلافات في الإسلام وقد صدرت منها عدة طبعات.

وقد كشف سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد عن فصاحة وبلاغة عظمى في خطبه. وتشرف بأن يكون أصغر المتحدثين سنًا في الاجتماعات السنوية للجماعة الإسلامية الأحمدية. وتشرف بتمثيل الإسلام في مؤتمر الأديان الرئيسية بالإمبراطورية الذي انعقد في المعهد البريطاني بجنوب كنسنجتن، لندن 1924. ونُشر خطابه في كتاب اسمه “الأحمدية أي الإسلام الصحيح” بعدما لقيه من نقد صحفي رائع.

كما تجلت من حضرته الحكمة والحصافة الفريدة؛ وأبدى أمارات الإقدام المدهشة، وأظهر مهارات إدارية رائعة منذ شبابه الباكر. وبفضل ما حباه الله من فطنة ثاقبة ومقدرة فذة كمخطط بارز ومنظم ماهر.. تمكن من قيادة وتوجيه الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى نجاح عظيم أثار حسد خصومها. لقد فعل كل هذا رغم أنه كان في سن الرابعة والعشرين الغضة.. عندما انتخب خليفة للجماعة الإسلامية الأحمدية؛ واحتج خصومه بأنه في سن مبكر جدًا ليمسك بعنان الجماعة.

وأبدى سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد اهتمامًا شديدًا بمصالح المسلمين في شتى أنحاء العالم.. ونالت إسهاماته خلال حركة “شُدهِي” الهندوسية الشهيرة الهادفة لرد المسلمين إلى الهندوسية، تقديرَ المسلمين. (12)

وعندما استن حضرته عقد مؤتمرات “سيرة النبي” بمناسبة المولد النبوي الشريف في شبه القارة الهندية يعرض بها سيرة نبي الإسلام ، ويدحض بها تأثيرات حركة “شدهي” المناهضة للإسلام.. أشاد به قادة المسلمين في الهند إشادة متألقة. (13)

وفيما بين عامي 1917 و1946 نصح قادة حزب المسلمين: “الرابطة الإسلامية” بصدد مسألة حقوق المسلمين في شبه القارة الهندية. (14) ولقد بلغ نفوذه إبان هذه الفترة الحرجة مبلغًا جعل قيادة حزب الأحرار الموالي للحزب الهندوسي “كونغرس” المعارض لحزب المسلمين تنوح قائلة: “ألقى السيد محمد علي جناح خطبة في مدينة كويتا حيث اتبع سياسات محمود”.

ولقد أكسبته مساندته لقضية المسلمين في كشمير استحسانًا بمثل ما نال الثناء الحميد لتأييده قضية فلسطين. (15) وما أدل على ذلك من خطبته الشهيرة: “الكفر ملة واحدة”.. التي دعا فيها المسلمين من جميع الأقطار لمساندة الفلسطينيين ومساعدتهم بالمال عند قيام إسرائيل.

ولعله من المتعذر عمليًا أن نسوق كل منجزات سيدنا محمود في منشور واحد. ومع ذلك فإنه تقديرًا لإنجازاته العظيمة حيَّاه وأشاد به رجال من ذوي المكانة الرفيعة من أمثال العلامة نياز الفتحبوري – العالم الشهير في القارة الهندية والمعروف بنفاذ البصيرة.. الذي أثنى عليه قائلاً:

بين أيدينا الجزء الثالث من التفسير الكبير ندرسه بعناية. لا ريب أنك خَلقت وجهًا فريدًا لدراسة القرآن الكريم. والتفسير هو الأول من نوعه. وقد مزجت فيه بين الذكاء والعلم بطريقة جميلة جدًا. إن معارفك العظيمة وتفكيرك المتبحر، وفهمك الفريد، وطريقتك في التعبير.. كل ذلك جلي في كل كلمة. أعتذر عن إهمالي لهذا التفسير كل هذه المدة. يا أسفاه! كان بوسعي دراسة مجلداته كلها. بالأمس فقط كنت أقرأ تفسير سورة هود، فتأثرت كثيرًا برأيك فيما يتعلق بسيدنا لوط حتى وجدت نفسي مدفوعًا لكتابة هذه الرسالة. إن الموقف الذي اتخذته في تفسير الآية هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ موقف فريد، ولا أجد الكلمات التي أعبر بها عن امتناني لك. ألا فليحفظك الله تعالى. (16)

وقد قرظت جريدة “وكالة الأنباء” العربية الأردنية الترجمة الإنجليزية للتفسير الكبير تحت عنوان (ترجمة القرآن الكريم)، وقالت: .. يقع الكتاب في 968 صفحة تضم ترجمة السور المجيدة: الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة. وقد أحسن مرزا بشير الدين محمود أحمد فضم مصادر الكتاب وبحوثًا قيمة من القرآن المجيد وسيرة الرسول الأعظم وشخصيته، وكيفية جمع القرآن وغيرها. والترجمة الإنجليزية تفوق كل ترجمة سبقتها من حيث الإتقان وجودة الورق والطبع والانسجام وصدق الترجمة الحرفية، وتفسيرها تفسيرًا مسهبًا بأسلوب جديد يدل على علم غزير واطلاع واسع على حقائق الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السامية. والكتاب الثمين في مجموعه دفاع عن الإسلام ورد على خصومه وخاصة على المستشرقين.. يبطل مزاعمهم بأسلوب علمي رائع.

ومما يجدر ذكره أن المسز زمرمان الكاتبة الهولندية المعروفة قامت بنقل هذه الترجمة للقرآن المجيد من الإنجليزية إلى الهولندية.. وما كادت تفرغ من ترجمتها حتى اعتنقت الإسلام. (17)

كان مثل هذا الثناء والتقريظ من أهل النزاهة والاستقامة أمرًا عاديًا في حياة سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد. ثم ما هو المعيار للحكم على منجزات شخص أفضل مما يشهد به أعداؤه ويعلنونه؟ هذا شودري أفضل حق – زعيم حركة الأحرار، وهي منظمة نذرت نفسها لمعارضة الجماعة الإسلامية الأحمدية.. يتحدث عن براعة سيدنا محمود فيصرح:

“إن وراءه عقلاً فذًا قادرًا على تدمير أعظم إمبراطورية في غمضة عين”. (18)

وهذا المولوي ظفر علي خان، وهو معارض ملتزم ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية.. يتحسر لما شهده من منجزات سيدنا محمود وينذر زملاءه وأصحابه: “أعيروني سمعكم وأنصتوا أنتم وشركاؤكم أيها الأحراريون: إنكم لن تستطيعوا أن تهزموا مرزا محمود حتى يوم الدين. إن مرزا محمود يملك القرآن والعلم القرآني. وإنكم لم تقرأوا القرآن أبدًا ولو في أحلامكم. مرزا محمود معه جماعة مستعدة للتضحية بكل ما تملك عند قدميه. مرزا محمود لديه دعاة: مبلغين وعلماء في مواضيع شتى. لقد ثبت رايته في كل بلد من العالم. (19). أي لون من الرجال هذا الذي يلقي في قلوب خصومه مثل هذا الرعب والخوف؟

كل هذا.. وما خفي كان أعظم. لقد حظي سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد بالاستحسان من أصدقائه وأعدائه على حد سواء.. لقدراته الخارقة وإنجازاته البارزة. ولسوف ننهي هذا الفصل باقتباس ما كتبه مولانا يعقوب خان – المحرر السابق للجريدة الرسمية المدنية والحربية (Civil & Military Gazette) مؤبنًا سيدنا محمود بعد وفاته:

عظيم من بناة الأمة

بوفاة مرزا بشير الدين محمود أحمد إمام الحركة الأحمدية – ربوة.. أُسدل الستار على مسار حياة هي الأحفل بالأحداث والأحشد بمشروعات بعيدة المدى لا تحصى. رجل ذو شخصية عبقرية متعددة المواهب، ومفعمة بالنشاط والحيوية. لا يكاد يوجد مجال من مجالات الفكر والحياة المعاصرة من العلوم الدينية إلى تنظيم الدعوة والتبليغ، بل والقيادة السياسية.. إلا وترك فيها الفقيد أثرًا عميقًا في خلال النصف القرن الماضي.

هناك شبكة كاملة من البعثات الإسلامية والمساجد منتشرة في أنحاء العالم؛ واختراق عميق للدعوة الإسلامية في أفريقيا، وإزاحة للإرساليات النصرانية الراسخة منذ زمن طويل عن مواقعها. كل ذلك ينهض نصبًا تذكاريًا وأثرًا خالدًا لما كان يتمتع به الفقيد من تخطيط مبدع؛ ومقدرة تنظيمية وطاقة لا تنضب. لا يكاد يوجد قائد قوم في زمننا الحاضر حاز كل هذا الإخلاص العميق من جانب أتباعه.. ليس إبان حياته فقط، بل وبعد وفاته، فقد هرع 60000 من كافة أنحاء البلاد ليقدموا واجب التكريم والتقدير الأخير نحو إمامهم الراحل. وفي تاريخ الحركة الأحمدية.. سوف يُسجل اسم مرزا محمود على أنه عظيم من بناة الأمة.. شيد جماعة متينة محبوكة النسج في مواجهة ظروف ثقيلة الوطأة، وجعل منها قوة يحسب حسابها”. (20)

الهوامش

  1. مجموعة الإعلانات ج 1 ص 97؛ وجريدة “رياض الهند” (تكملة) واحد مارس 1886 م، أمرتسار.
  2. المرجع السابق ص 183، الإعلان الأخضر يوم واحد ديسبمر 1888 م.
  3. المرجع السابق ص 113، إعلان 22 مارس 1886.
  4. المرجع السابق
  5. المرجع السابق ص 116 و117، إعلان يوم 18 أبريل 1886.
  6. المرجع السابق
  7. مجموعة الإعلانات ج 1 ص 183
  8. المرجع السابق
  9. المرجع السابق ص 179
  10. المرجع السابق. وترياق القلوب. الخزائن الروحانية ج 15 ص 146
  11. مجموعة الإعلانات ج 1 ص 191، إعلان 12/1/1889 م.
  12. الشيخ ظفر علي خان جريدة “رميندار”، لاهور 18/4 و17/5 و29/6/1923؛ والشيخ نياز علي/ “رميندار”، لاهور 24/6/1923؛ وجريدة “مشرق” جورخبور 29/3/1923؛ وجريدة “وكيل”، أمرتسار، 3/5/1923
  13. جريدة “مشرق” جورخبور، 12/6/1928؛ وجريدة “سلطان” 12/6/1928؛ ومجلة “بيشوا”، دلهي، 2/7/1928؛ ومجلة “بيغام أمل”، فيروزبور، 24/5/1929؛ ومجلة “همت”، لكانو 3/5/1929
  14. جريدة “خاور” 21/7/1930؛ وجريدة “إنقلاب” 16/7/1930؛ وجريدة “سياست”، لاهور 2/12/1930؛ وجريدة “همت”، لكانو 5/12/1930
  15. جريدة “النهضة” الأردنية 12/1/1948
  16. مجلة “الفرقان” ربوة، ديسمبر 1965 ويناير 1966
  17. جريدة وكالة الأنباء العربية، عمان، الأردن، عدد 6 شباط 1949
  18. جريدة “المجاهد” 15/8/1935
  19. “أيك خوفناك سازش” (مؤامرة مخيفة) للسيد مظهر علي أظهر ص 196
  20. جريدة “النور”، لاهور 16/11/1965

(الفصل السابع)

النبوءة المتعلقة بالقس ألكسندر دوئي

(ALEXANDER DOWIE)

كان ألكسندر دوئي إسكتلنديا هاجر إلى أستراليا عام 1872 كرجل من رجال الدين. وفي سنوات قلائل اكتسب شهرة إلى حد ما بقدرته على الشفاء. وفي عام 1888 ارتحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث شرع في إصدار جريدة تسمى (Leave of healing)  (أوراق الشفاء): وأخذ يدعو إلى النصرانية عام 1892؛ وبسبب شهرته أسس في أمريكا عام 1896 طائفة نصرانية كاثوليكية تنتسب إليه. وبعد عدة سنوات عام 1901 ادّعى ألكسندر دوئي أنه المبشر بعودة المسيح الذي تشوق الأمريكان المتدينون إلى مجيئه. وأخذ يسيطر على عدد كبير من الأتباع في الولايات المتحدة الأمريكية. ولما تدفقت الأموال عليه اشترى قطعة أرض في مقاطعة إلينوس (Illinois) حيث بنى فيها بلدة سماها مدينة صهيون.

كان دوئي عدوا لدودا للإسلام ونبيه الكريم سيدنا محمد المصطفى وقد دلل على عداوته في خطبه وكتاباته. قال في إحدى خطبه:

” أنظر إلى زيف محمد باحتقار شديد. لو أني قبلت بهذه الأباطيل فكأني آمنت أنه لا توجد في هذا الجمع.. بل ولا في أي مكان آخر من أرض  الله.. امرأة واحدة لها روح خالدة. وكأني اعترفت أنكن معشر النساء لستن إلا حيوانات برية تستعملن ساعة في اليوم كألعوبة: وليس لكُنّ وجود خالد، وأنه عندما يُرضي أولئك الذين تسيطر عليهم الشهوات البهيمية شبقهم منكن تمتن ميتة الكلاب. هذه هي نهايتكن. هذه ديانة محمد” (1)

كما نشر دوئي نبوءة عام 1902 صرح فيها أنه إذا لم يتنصَّر كافة مسلمي العالم فلسوف يلقون الموت والدمار.

عندما بلغت سيدنا أحمد أخبار تهجم ألكسندر دوئي على الإسلام ونبي الإسلام وبلغته نبوءته ضد مسلمي العالم .. صرّح حضرته: “ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا رجل يدّعي بكونه رسولا ليسوع اسمه دوئي. يدّعي هذا  الرجل بأن يسوع -بوصفه ربَّا- أرسله للعالم ليدعو الناس إلى عقيدة أنه لا ربّ سوى يسوع”. (2)

ثم قدم سيدنا أحمد نفسه إلى القس ألكسندر دوئي. وصرّح أن دوئي هذا الذي يؤلِّه يسوع، ويزعم نفسه رسولا له. ويقول بأن النبوءة الواردة في سفر التثنية 18: 15 من العهد القديم قد تحققت بظهوره نفسِه. وأنه هو إيليا ورسول العصر.. لا حاجة به للتلهُّف على هلاك المسلمين. ثم قال:

“فيما يتعلق بالمسلمين.. نود أن نبين للسيد دوئي باحترام أن تحقيق غرضه لا يتطلب تعريض ملايين المسلمين إلى الهلاك: فهناك وسيلة سهلة للغاية لبيان هل ربُّ دوئي حق أم باطل. ولا داعي في هذه الطريقة أن يكرر إعلان نبوءته عن هلاك المسلمين. فليضعني وحدي في ذهنه، ويدعو بشأننا معًا ليهلك الكاذب منا قبل الآخر. إن دوئي يعتقد بأن يسوع ربٌّ، وأنا أعتبره مخلوقا متواضعا ونبيا فحسب.

والمسألة في هذا الموضوع هي: من منّا على الحق؟ ينبغي على المستر دوئي أن ينشر دعاءه وليشهده ويطلع عليه 1000 شخص على الأقل. وعندما تصلني النشرة التي تتضمن إعلانه.. سوف أدعو بدوري وأرفِق مع الدعاء شهادة 1000 شخص إن شاء الله.

لست أنا البادئ بهذا الدعاء، فإن مستر دوئي هو الذي وضع نفسه في هذا الموقف من خلال إعلاناته. ولما لاحظ الله الغيور ذلك دفعني إلى هذه المواجهة. إنني لست شخصا عاديا في هذا البلد.. بل إني أنا المسيح الموعود الذي ينتظره المستر دوئي. ولو كان المستر دوئي صادقا في ادعائه، وأن يسوع رب حق.. حُسمت المسألة بموت شخص واحد. ومن ثمّ فلا حاجة هناك لإهلاك المسلمين في أقطار الأرض جميعا. أما إذا لم يستجب المستر دوئي لهذا الإعلان ولم ينشر دعواه بسحب تبجحاته وادعاءاته.. ورُحِّل من الدنيا قبل وفاتي.. فإن هذا يكون آية لأهل أمريكا جميعا. والشرط الوحيد ألا يكون موت أحدنا بيد بشرية.. بل يكون بفعل مرض أو صاعقة أو لدغة ثعبان أو افتراس وحش. وإني أعطي دوئي فترة ثلاثة أشهر ليتخذ قراره ويستجيب لمطلبي. وإني لأبتهل إلى الله أن يكون مع الصادقين! والأسلوب الذي أعرضه هو أن يأتي المستر دوئي ليواجهني في الميدان بإذن من ربه الزائف. إني رجل مُسن تجاوزت 66 سنة من عمري، وإني مريض بالسكر والدوسنطاريا والصداع النصفي والأنيميا، وأدرك أيضا أن حياتي لا تتوقف على حالتي الصحية.. وإنما على أمر ربي. فإذا كان ربُّ دوئي الزائف يملك أية قوة.. فلا بد أن يسمح له بالخروج إلى مواجهتي. وبدلاً من إهلاك المسلمين جميعا.. إذا رأى المستر دوئي أن موتي وحدي يحقق غرضه.. فلسوف يُرى آية عظيمة، وبشهودها سوف يعترف ملايين الناس بأن ابن مريم ربٌّ ويؤمنون بأن دوئي رسوله”. (3)

أذاعت الصحافة الأمريكية إعلان سيدنا أحمد هذا ونشرته على نطاق واسع، كما نشرت بعض الدوريات هذا التحدي حرفيا بتمامه تقريبا (4). وسردت إحدى الدوريات هذا التحدي تحت عنوان: مبارزة في الدعاء: إنجليزي ضد عربي، وختمت بيانها بهذه الملاحظة:

“وباختصار فإن المرزا كتب لدوئي: أنت زعيم جماعة، وأيضا لي أتباع عديدون. ويمكن التوصل بسهولة إلى تقرير مَن هو مِن عند الله. يجب أن ندعو كي يهلك الله الكاذب في حياة الآخر. فالذي يُستجاب لدعائه يعتبر من عند الله حقا. إنها حقا أكثر الاختبارات معقولية وإنصافا! ” (5).

ولم يجب ألكسندر دوئي على تحدي سيدنا أحمد كما طلب منه. ومع ذلك أعلن في فبراير 1903 ما يلي: “أدعو الرب أن يختفي الإسلام حالا من العالم. يا رب تقبّل دعائي. يا رب دمِّر الإسلام” (6)

في 23/8/1903 نشر سيدنا أحمد تصريحا آخر موجَّها إلى دوئي قال فيه إن من آيات صدقه أنه إذا قبل دوئي بالتحدي صراحة أو ضِمنّا فلسوف يودِّع الحياة في أسى وعذاب عظيم في حياتي. وإذا لم يجب دوئي على تحدي سيدنا أحمد منحه حضرته مهلة سبعة أشهر أخرى، وصرح أنه “إذا تقدم دوئي خلال هذه المهلة لمبارزتي، وقام بإعلان المطلوب.. فلسوف تشهد الدنيا نهاية هذا المباراة” وذكّره سيدنا أحمد “أنه في حوالي السبعين من عمره، في حين أن دوئي لم يكد يبلغ الخمسين” بحسب ما جاء في تصريحاته.

وقال سيدنا أحمد أنه “إذا فّر دوئي من المعركة فلسوف يُشهد عليه أهل أمريكا وأوروبا قاطبة، ويكون فراره هزيمة ونوعا من الموت له” واختتم  سيدنا أحمد تصريحه قائلا: “ولكن تأكدوا أن كارثة سوف تحيق بصهيون عاجلا”.

وأخيرا اضطر دوئي للاستجابة إلى تحدي سيدنا أحمد، وأعلن في ديسمبر 1903:

“هناك مسيح محمدي في الهند، كتب إلي عدة مرات أن يسوع المسيح مدفون في كشمير؛ ويسألني بعض الناس: لماذا لا ترد عليه بالجواب اللازم؟ هل تتصورون أن أرد على البراغيث والذباب؟ لو وضعت قدمي عليهم لسحقتهم فأهلكتهم جميعا. والواقع أني أعطيهم الفرصة ليطيروا بعيدا ويظلوا أحياء”. (7)

وبهذا التصريح يكون ألكسندر دوئي قد قِبل التحدي.. إن لم يكن صراحة فعلى الأقل ضمنيا. وما كاد دوئي يصدر هذا التصريح حتى بدأت أموره في التدهور. وأخذت تظهر على صحته أمارات الانحطاط؛ وطفق أتباعه يتشككون في دعاواه، وحلّت به صعوبات مالية.

تهاوت القدم التي خطا بها دوئي على أرض صهيون في كبرياء.. ولم تكن أبدا قادرة على سحق المسيح المحمدي، بل ولم تعد تستطيع حمل جسد صاحبها واقفا على الأرض. لقد عانى نوبات شديدة من الشلل في أكتوبر وديسمبر 1905، وأخذوه إلى مكسيكو وجامايكا.. بحثا عن علاج له لم يجدوه أبدا.

واكتشف أتباع دوئي أنه كان سكيرا مدمنا بينما كان يمنعهم من الخمر، واختلس أيضا الأرصدة المالية للمؤسسة.. ومن ثَم عزلوه عن منصبه. وهجرته زوجته وأولاده كذلك، وقضى ما بقي له من أيام في بؤس مادي وعذاب نفسي. وفي 7/3/1907.. هلك ألكسندر دوئي مهجورا محسورا مفضوحا مهينا. وعند هلاكه كتبت إحدى الصحف الأمريكية التي كانت تتابع تطورات النزاع بين سيدنا أحمد وبينه:

“لقد مات دوئي ميتة بائسة تعيسة، وتمزقت مدينة صهيون كل ممزق في منازعات داخلية”. (8)

وفي الوقت الذي يحتج فيه خصوم سيدنا أحمد العيّابون الكذابون: أنه لم يتنبأ قط بهلاك ألكسندر دوئي.. تصرِّح الصحف الأمريكية التي شهدت الخلاف بين سيدنا أحمد وبين دوئي قائلة:

“تنبأ رجل قاديان أنه إذا لم يقبل دوئي التحدي؛ فلسوف يغادر الدنيا أمام عينه في أسى شديد وعذاب. ويقول مرزا: إذا رفض دوئي تأجلت نهايته فقط، والموت ينتظره على حد سواء، ولسوف تنزل الكارثة بمدينة صهيون. كانت هذه نبوءة عظيمة: تسقط صهيون ويهلك دوئي قبل أحمد. إنها لخطوة تنطوي على مخاطرة من جانب المسيح الموعود إذ يتحدى إيليا العائد إلى الحياة في اختبار التحمل.. لأن المتحدي كان أكبر بخمسة عشر عاما، ويعيش بأرض تقف فيها احتمالات الطاعون والمجاعات ضد هذا الباقي على الحياة. ومع ذلك فإنه قد فاز”. (9)

وكتب صحيفة أمريكية أخرى تقريرا عن الموتة البائسة التي لقيها ألكسندر دوئي تماماً كما ذُكر في نبوءة سيدنا أحمد.. جاء فيه:

“يُلتمس العذر لأحمد وأتباعه إذا تباهوا بعض الشيء بسبب الدِّقة التي تحققت بها النبوءة منذ عدة شهور”. (10)

الهوامش

  1. 1 LEAVES OF HEALING, VOLUME NO 1900/5/26 , 5 ISSUE NO
  2. مجلة نقد الأديان الأردوية، المجلد الأول عدد 9 ص 342 إلى 348
  3. المرجع السابق
  4. LITERARY DIGEST, 20TH JUNE 1903 BURLINGTON FREEPOST, 27TH JUNE 1903, NEW YORK COMMERCIAL ADVERTISER, 26TH OCTOBER 1903
  1. ARGONAUT, SAN FRANCISCO, 1/12/1902. LEAVES OF HEALING 14/2/1903
  2. المرجع السابق
  3. BOSTON HERALD, 23/6/1907
  4.  TRUTH SEEKER, 15/6/1907
  5. DUNVILLE GAZETTE, 7/6/1907
Share via
تابعونا على الفايس بوك