الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

وكنت أفكر في ما أكتبه اليوم ليكون افتتاحية هذا العدد، تذكرت قصة حكاها لي أحد أصدقائي قال: “عند تخرجي من الجامعة الإسلامية الأحمدية (معهد تأهيل الدعاة) بربوة، باكستان، ذهبت مع زملائي إلى مكتب الديوان حيث تُسجل أسماؤنا كدعاة جدد. وبينما كنا ننتظر قدوم المسؤول عن المكتب طلب منا نائبه المساعدة في فحص أوراق لامتحان ديني كانت عنده. فناول الأوراق لأحد منا فأخذها منه بيده اليُسرى وناولها للآخرين أيضا باليسرى. ولما رأى المسئول ذلك توجه إلينا وقال بلهجة ملؤها الحزن والعطف والحب: يا أخوتي. إن فعل الحسنات ليس أمرًا صعبًا وإنما يتطلب منا شيئا من الانتباه فقط. فلو أن أخانا هذا تناول الأوراق وناولها للآخرين بيده اليمنى لما احتاج لبذل مجهود كبير وفي نفس الوقت كسب حسنة، واضعًا في الاعتبار أن نبينا قد أمرنا باستخدام اليمين في كل عمل حسن.

وأضاف قائلا: ما أكثر الفرص في حياتنا اليومية لفعل الخيرات وما أعظم رسولنا الكريم منّة علينا إذ دلنا على طريق بسيط وسهل لفعل الحسنات حيث قال: إنما الأعمال بالنيات. وقال: لو أنك وضعت لقمة في فم زوجتك فلك حسنة. ولو أنك أنفقت على أطفالك فلك حسنة. ولو أنك لقيت أخاك بوجه طلق فلك حسنة. ولو أنك نحيّت عن الطريق ما يؤذي الناس من قاذورات أو حجر أو شوك.. فلك حسنة. ولو أنك دللت المسافر على الطريق فلك حسنة. فقط ضع في اعتبارك أنك تفعل ذلك طاعة لله وابتغاء مرضاته. فكل عمل مهما صغر في حياتنا اليومية لو قمنا به طاعة لله يكون حسنة في سجل أعمالنا بمجرد أن تقوم به لوجه الله تعالى.”

ما أكثر الفرص لكسب الحسنات وما أغفلنا عن انتهازها. وما أسهل السبيل إلى نيل رضوان الله تعالى وما أشدنا كسلا عن سلوكه. نعم، ما أشدنا تهاونًا عن اقتناء هذه الخزائن والكنوز لتكون لنا رصيدًا يوم الحساب.

 “التحرير”

Share via
تابعونا على الفايس بوك