الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

إن غاية خلق الإنسان كما أخبرنا الله تعالى في القرآن، هي العبادة، أي محاولة الإنسان ليحظى بحب خالقه الرب المحسن، عن طريق التخلق بأخلاقه ، وتطبيق صفاته وأسمائه الحسنى على نفسه. فيتجنب الشر ويكسب الخير. يحب خلق الله ويحسن إلى بني جنسه كما أحسن الله إليه. يشفق عليهم ويرحمهم كما يرحمه الله. يكون في عونهم دائما كما يكون الله في عونه دائما. يصفح عنهم كما يريد أن يصفح الله عنه، ويغفر لهم كما يحب أن يغفر الله له. لِيضعْ في اعتباره دائما أن الخلق عيال الله وأن بني جنسه إخوته، عليه أن يعاملهم كما يعامل الأشقّاء.

ولكي يشعر وينمي الإنسان في نفسه هذه المشاعر السامية تجاه ربه المحسن وتجاه خلقه   ولكي يخرجها من حيز المشاعر إلى حيز الأعمال الصالحة، وضع الله له طريق الصلاة. ولكن الشيطان يحاول دائما أن يحول دونه ودون تحقيق هذه الغاية. فيستولي عليه حتى أثناء الصلاة حينما يحاول الاستعانة من الله ليوفقه لتحقيق هذه الغاية، لدرجة أنه يمل ويسأم من الصلاة نفسها، فلا يجد فيها متعة كما أراد له الله .

كيف يتغلب المرء على هذه الهواجس الشيطانية التي تحدث فيه هذا السأم والملل في الصلاة حتى يجد المتعة المنشودة؟ سوف تجد أيها القارئ الكريم الجواب على هذا السؤال الذي يهم كل مؤمن صادق، في سلسلة من خطب الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين، إمام الجماعة حضرة مرزا طاهر أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الرابع لسيدنا المهدي والمسيح الموعود . وقد بدأنا نشرها بداية من هذا العدد.

والله ولي التوفيق.

(المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك