نعمة الخلافة الإسلامية

نعمة الخلافة الإسلامية

التحرير

تطالعنا الصحف والأخبار والإذاعة كل يوم بما يُدمي قلوبنا. أبناء البوسنة يتعرضون للقتل والطرد من ديارهم. الأعراض تُنتهك والأوطان تُغتصب. وبلاد العالم الغربي تتظاهر بعدم الرضا عما يجري هناك، وتدمغ قادة الصرب بأنهم مجرمون عالميون يجب عقابهم. ولكن أهل الغرب يتحدثون بألسنتهم فحسب ولا يتحركون لإيقاف العدوان. إنهم يكتفون بتقديم الكلمات وشيء من الطعام.. أما الأفعال وإمدادات السلاح فذلك غير وارد في حساباتهم. إنهم يتباكون كما يذرف الطفل دموعه على دجاجة تذبحها أمه.. ثم يتلذذ بأكلها في وجبة العشاء!

أما عالم الإسلام.. الذي ينتمي إليه هذا البلد المنكوب.. فإن أعمدة الصحافة تردد أخبار الجريمة، وتندد بتهاون المجتمع الدولي الغربي، وعلى رأسه أمريكا، كبيرة الشرطة ومؤدبة الشعوب. ولكن حكام بلاد الإسلام.. المتفرقين المختلفين المشغولين بكراسيهم.. فهم في واد آخر، إنهم لا حيلة لهم.. وهم أعجز من أن يفعلوا شيئا، ويبدو من ردود فعلهم أنهم لا يدرون بما يجري، وهذه مصيبة كبرى؛ أو يدرون ولا يملكون نفعا ولا ضرًّا، وتلك مصيبة أكبر وأفدح.

يا قوم.. ارجعوا إلى القرآن الكريم.. كتاب الإسلام الذي تدينون به.. لقد وعدكم بالخلافة في الأرض.. إن آمنتم وعملتم الصالحات. ووعدكم بالنصر والعز والغلبة على الدين كله. وبيّن لكم الرسول الكريم أن ذلك سيكون في زمن المهدي المعهود والمسيح الموعود. ولقد جاءكم -يا قوم- هذا المبعوث السماوي.. وأقام الخلافة المنتظرة . فأسرعوا -بالله عليكم- وأمسكوا بحبل الله تعالى.. والتفوا حول الخلافة الإسلامية الأحمدية.. كي يعود للمسلمين وحدتهم. ويجتمع شملهم، وتقوى شوكتهم، وتتوحد كلمتهم، ويكون لهم وزن وفعل.. ويتحقق بهم ما تحقق في زمن الخلفاء الراشدين.. الذين حفظوا كيان الأمة، وردوا عنها كيد الأعداء، وكفلوا للمسلمين الأمن والرخاء.

يا قوم.. إن يد الله تعالى لا تمتد إلى المتنافرين المتفرقين. ألم تدركوا بعد أنكم حاولتم كل السبل فزادتكم تخسيرا؟ لم لا تنتبهون فتسلكوا الصراط الذي اجتنبتموه حتى الآن؟ لقد جاء المسيح الذي وعدكم المصطفى بمجيئه.. وظهر فيكم الإمام المهدي الذي أمركم المصطفى باللحاق به ولو حبوًا على الثلج.. وأسس جماعته التي ذكر القرآن الكريم ظهورها في الآخرين. وقدّر لها النصر كما قدره للأولين. وها هي الجماعة الإسلامية الأحمدية تزدهر وتشتد يوما بعد يوم.. تحت راية الخلافة الراشدة الموعودة في الأيام الآخرة.

يا قومنا، لا تضيعوا الوقت في ما لا طائل من ورائه، طريق المصطفى هو أقرب الطرق وأضمنها إلى الفلاح. سارعوا إلى حبل الله المتين. هلموا إلى سفينة الإنقاذ قبل فوات الأوان. لقد فشلت كل تجاربكم الماضية.. وغفلتم عن تحذير المصطفى فسقطتم ، فلا تتعاموا عن طوق النجاة حتى لا تهلكوا، واستخدموا الوصفة التي وصفها المصطفى لحل مشاكلكم. هلموا إلى مظلة الخلافة الراشدة، فهي لكم جُنّة. وعليكم بركة؛ تعصمكم من الشتات والفرقة، وتستنزل عليكم من الله الرضا والرحمة. هيا إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية.. جماعة المسيح الموعود والمهدي المعهود.. كي يحرزكم إلى الطور.. ويقتل لكم الدجال.. ويعيد إلى الأرض السلام والإسلام.

Share via
تابعونا على الفايس بوك