الإفتتاحية

الإفتتاحية

التحرير

ودّعنا عام 1992 تاركًا وراءه ذكريات مؤلمة من مجاعة في الصومال ومظالم في فلسطين والعراق والبوسنة وفسادات في كشمير والهند وها قد طلع علينا عام جديد وندعو الله تعالى أن يكون عام بركة وخير وسلام ووئام للمسلمين بوجه خاص وللإنسانية كلها بوجه عام.

الحق أن الإنسان اليوم عمومًا قد نسي قدره، فنسي الأخلاق التي تميزه عن الحيوانات، وبدأ يهين الإنسانية نفسها. فهذا يقوم باسم الدين بأعمال هي وصمة عار في وجه الدين نفسه، وذاك يرتكب من المظالم ما  يندى له جبين الإنسانية، ومما يزيدنا نحن المسلمين ألمـًا وأسفًا ما حدث في القارة الهندية من فسادات طائفية بسبب المسجد البابري. قام الهندوس أولا بعمل غير ديني وغير إنساني وهدموا المسجد الذي هو بيت الله، فاندلعت نيران الفساد في الهند وقتل الهندوس بعض المسلمين وهدموا مساجدهم. فثار المسلمون في باكستان وبنغلاديش وقاموا أيضًا بعمل غير ديني وغير إنساني وهدموا معابد الهندوس وقتلوا عددا من نسائهم وأطفالهم.

ليتهم، أعني المسلمين لم ينتقموا بهذه الطريقة حتى لا يقول أعداء الإسلام من الشرق والغرب بأنهم كلهم سواء في الوحشية وأديانهم هي التي تعلّم العنف والفساد باسم الله.

من يعلِّم الشيخ المسلم والكاهن الهندوسي أن الدين ما هو إلا تهذيب للأخلاق الحسنة وترويض للنفس على كبح شهواتها. أين من الدين قتل الأبرياء والنساء والأطفال باسم الدين؟ من يخبرهم:

إنما الأمم الأخلاقُ ما بقيتفإنْ هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

(التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك