أليست الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعة مسلمة؟!(الحلقة الثالثة)

أليست الجماعة الإسلامية الأحمدية جماعة مسلمة؟!(الحلقة الثالثة)

أ.س. موسى

 نبوة المسيح الموعود

أضاف الشيخ اللدهيانوي قائلاً:

“من أعطى القاديانيين الحق بأن يحسبوا غلام أحمد القادياني نبيًّا ورسولاً ويدعوا مع ذلك، بالإسلام” (ص 13).

أيها الشيخ! لم يمنح هذا الحق للقاديانيين إلا الله ، لأنه هو وحده الذي يعطي الحق لأحد أن يقال عنه “نبي”. وليس من منصب المشائخ أن يمنحوا هذا الحق لأحد. فإن الله رب العالمين الذي يمنح حقًّا لجميع بني نوع الإنسان أن يؤمنوا بالأنبياء والرسل، هو الذي أعطى الحق للأحمديين بأن يؤمنوا بالمسيح الموعود والمهدي المعهود كونه “نبيًّا من الأمة”.

أيها الشيخ، ألا تعتقد بأن عيسى يأتي بعد وفاة محمد بمئات السنين بجسمه السابق وبصفته “نبي الله”. من المدهش جدًا، أنك مستعد أن تؤمن بنبي إسرائيلي بعد محمد ومع ذلك تحسب نفسك مسلمًا! ولو قرأت الاقتباسات التالية قبل أن تتفوه بالكلام المذكور فربما لم تسأل هذا السؤال.

قال الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي (رحمه الله):

“عيسى ينزل فينا حكمًا من غير تشريع وهو نبي بلا شك” (الفتوحات المكية. ج 1 ص 545، مطبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر).

وكتب المفتي الشهير الديوبندي (وهو من فرقتك) محمد شفيع ما يلي:

“والذي يرفض نبوة عيسى فهو كافر، إذ يظل حكم نبوته بعد نزوله ساري المفعول. وعقيدة كونه نبيًا ورسولاً تكون من الفرائض، وحينما يأتي إلى هذه الأمة إمامًا لها يكون من الواجب اتباع أحكامه. وقصارى القول إن عيسى يظل نبيًا ورسولاً بعد نزوله، ونبوته تظل سارية كما كان في الماضي” (سجل الفتاوى الف صفحة 49).

والآن نعيد سؤالك عليك ونسألك: لو نفترض بأن عيسى نزل في حياتك وآمنت به كونه نبيًا، فمن يعطيك الحق بأن تسمي نفسك مسلمًا بعد الإيمان بالنبي الإسرائيلي؟ فالذي يعطيك هذا الحق هو الذي يعطيناه أيضًا.

إننا نحاول توضيح هذا الموضوع بطرق شتى، عسى أن تستوعب الحقيقة، فربما لا تكون جميع أبواب فؤادك مغلقة، وقد تدخل الحقيقة في وجدانك. والآن نعرضه أمامك بأسلوب آخر.

ليكن واضحًا بأنه لو يدّعي أحد كونه “المسيح الموعود” الذي تنبأ عنه سيدنا محمد المصطفى ، فادعاؤه كونه نبيًا يكون برهانًا من البراهين على صدقه وليس على كذبه، وإذا رفض كونه نبيًا وجرد نفسه عن أي نوع من النبوة، فرفضه هذا يكون دليلاً على كذبه وافترائه. ذلك لأنه حينما يدعي بأنه هو المسيح الموعود الذي تنبأ عن ظهوره محمد المصطفى في العصر الأخير، وذلك في حديثه المذكور في صحيح مسلم الذي يؤكد فيه كونه نبيا، ولم يؤكد كونه نبيا مرة واحدة فحسب، بل أربع مرات حيث جاء فيه: عيسى نبي الله، عيسى نبي الله، عيسى نبي الله، عيسى نبي الله.. نقول: أيها الشيخ قل لنا إذا ادعى الرجل كونه “المسيح الموعود”، ومع ذلك قال: ولكني لست نبيًا فيظهر افتراؤه على الملأ أم لا؟ لأن سيدنا محمدًا قال عنه أربع مرات “نبي الله”، ولكنه يرفض ذلك.

فما دامت الجماعة الإسلامية الأحمدية قد آمنت بمرزا غلام أحمد كونه “المسيح الموعود” فقد آمنت أيضا بكونه نبيا تابعا للنبي محمد ، الذي منحنا هذا الحق أن نؤمن بالمسيح الموعود بصفته نبيا من الأمة، ولم يبق هنالك مجال للانحراف عن هذا الحق أو الأمر. فالذي يمنحه محمد الحق في تسمية “المسيح الموعود” نبيا لا يمكن أن يسلب أحد منه حقه في تسمية نفسه مسلما.

فليس لك أيها الشيخ أي حق في أن تقول هذا “مسلم”، وذاك لا. يجب أن تعرف قدرك وأن تخشى الله.

نخشى ألا تستوعب هذه الحقيقة، ولكن علماء الأمة المحمدية ومنصفيها قد استوعبوها وبينوها للناس، وقالوا: الحق أنه لا يوجد فرق بين عقيدتهم وعقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية عن نبوة “المسيح الموعود”. فلقد قال العالم الشهير المنصف مولانا عبد الماجد دريا آبادى المرحوم، جزاه الله أحسن الجزاء بسبب قوله السديد هذا:

“إذا قال السيد مرزا (غلام أحمد مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية) بكونه نبيًا، فحسب هذا المعنى كل مسلم ينتظر “المسيح”، (لأنه عندما ينزل يكون نبيًا). ومن الواضح بأن هذه العقيدة ليست مناقضة لعقيدة ختم النبوة. وإذا كانت الأحمدية هي كما عرفناها من كتابات السيد المرزا (غلام أحمد )، فمن الظلم اعتبارها ارتدادًا عن الإسلام” (صحيفة “الفضل” بتاريخ 21 آذار 1925).

وكتب العلامة نياز الفتح بوري عن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ما يلي:

“إن أكبر تهمة تنسب إليه هي أنه لم يكن يؤمن بكونه خاتم النبيين. إنني لا أرى اتهامًا لغوًا وباطلاً وعبثًا أكبر من هذا الاتهام. لقد كان يؤمن بخاتم النبوة بكل حب وقوة كما يجب أن يؤمن به كل عاشق صادق للرسول “.

ثم أضاف قائلاً: “مما لا شك فيه أنه كان يدعي كونه نبيا تابعًا للرسول ، أو مهديًّا موعودًا، ولكن ادعاءه هذا ليس مناقضًا لعقيدة “خاتم النبيين”، لأن النبوة الأخيرة التي كان يعتبرها “النبوة النهائية” لم يدع قط أنه نالها وإنما ادعى كونه حصل على نعمة النبوة التابعة للرسول . وهذا الشيء لم يكن جديدًا” (ملاحظات نياز الفتح بورى ص 113 وص 29، نقلاً عن مجلة “نكار” لكهنو، الهند، نوفمبر 1959، المرتب: محمد أجمل شاهد، الناشر: الجماعة الإسلامية الأحمدية، كراتشي).

شيخ يعرف ما تخفي الصدور

نسب الشيخ اللدهيانوى اتهامًا آخر إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنها ألغت كلمة الشهادة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله)، وحاول أن يقنع القارئ بذلك قائلاً: أنهم عندما ينطقون بكلمة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله)، فإنما يقصدون من “محمد” مرزا غلام أحمد القادياني، (والعياذ بالله من ذلك).

أيها الشيخ كنت تعترض أولاً على كون مؤسس الجماعة “نبيًا من الأمة”، والآن قفزت قفزة بعيدة وادعيت بقولك هذا كونك “عالم الغيب”، ولا تخاف ربك. إن سيدنا محمدًا لم يدّع كونه عالم الغيب، وتدعي أنت بأنك عالم الغيب، وتعرف ما تخفي صدور الأحمديين، بل أنت أعلم بها منهم! وليس جوابنا إلا أن نقول بكلمات القرآن الكريم: “لعنة الله على الكاذبين”. وإذا كان الكاذبون يستحقون اللعنة فإننا نسأل الله القدير أن ينزل أشد اللعنة على الكاذبين أمثالك الذين أصبحوا “شركاء” في علم الله العليم الخبير.

أيها الشيخ، أين أنت من صحابة محمد المصطفى الذين ظن أحدهم مرة أن رجلاً واحدا (وليس رجالاً، أو جماعة، إنما رجل واحد فقط) لم ينطق بالشهادة من القلب وإنما باللسان فقط. فغضب عليه سيدنا محمد غضبا شديدا لدرجة أن ذلك الصحابي لم ينس خطأة هذا طوال حياته، وكان يتندم عليه. ولكنك أيها الشيخ تتجرأ إلى هذا الحد، فلا تفتري على رجل واحد، وإنما على جماعة تبلغ عددها مئات الآلاف، بأنهم عندما ينطقون “نشهد أن محمدًا رسول الله” فإنما يقصدون بذلك مرزا غلام أحمد. لقد ارتكبت بقولك هذا جريمة تزيد شناعتها على جريمة ذلك الصحابي ملايين المرات. اقرأ الحديث التالي وحاول رؤية صورة قلبك الكريهة في مرآة هذا الحديث. تدعي بأنك تعلم ما يدور في أفئدة الملايين، ولكن هل شاهدت ما في قلبك وفي باطنك.

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَهَذَا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللّ فِي سَرِيَّةٍ فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَطَعَنْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنْ السِّلَاحِ. قَالَ: “أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا” فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ. (صحيح مسلم، كتاب الإيمان)

لقد ولدت في بيت أحمدي كمسلم أحمدي وترعرعت في الأحمدية وشخت فيها الآن، وإنني أقسم بالله الجبار القهار، بأنني كلما نطقت “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”، لم يخطر في بالي قط ولا مرة واحدة بأن المقصود من “محمد” هو “أحمد” مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، وإنما نطق لساني “محمد” من عمق فؤادي. وعلي لعنة الله في الدنيا والآخرة إن كنت كاذبا في هذا القول. دعك يا شيخ من بقية أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وتكلم مع صاحب هذه الكراسة. هل تستطيع أن تحلف باليمين قائلاً: أنا يوسف اللدهيانوى أقسم بالله عالم الغيب والشهادة، بأن أ.س. موسى مؤلف كتاب “أليس الأحمديون مسلمين صادقين” حينما ينطق بكلمة الشهادة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” فبكلمة “محمد” إنما يقصد في قلبه مؤسس الأحمدية، وإن كنت كاذبا في هذا البيان فعلي لعنة الله في هذه الدنيا والآخرة.

الأدلة والبراهين لا تنتهي، ولكن بعد هذا اليمين سيصل النقاش إلى النهاية، وتتحول قضيتنا إلى محكمة أحكم الحاكمين، فهو الذي سيعاقب الكاذب والمفتري.

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية منتشرة ومتوطدة الآن في 130 دولة، وكل واحد من أفراد الجماعة يلعنك على ادعائك الباطل بأنهم حينما يقولون “أشهد أن محمدًا رسول الله، فإنما يقصدون في القلوب “أحمد” مؤسس الجماعة، ويعلنون بأنه ليس أحد منهم يرتكب هذه الجريمة النكراء.

فلست عالم الغيب ولذلك لا يجوز لك أن تتهجم على الجماعة الإسلامية الأحمدية. ونخبرك بأنك لست عالم الشهادة أيضا، فلو كنت عالم الشهادة لأخذت بعين الاعتبار شهادة مرشدك حيث قال:

“أشرف عليّ، رسول الله” (مجلة “الإمداد” 8 صفر سنة 1337 هـ ص 34. المؤلف أشرف علي التهانوي. مطبعة: إمداد المطابع تهانه بهون).

تفحص القول المذكور بنظر عميق. لقد اتهمت الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن أفرادها عندما ينطقون “أشهد أن محمدًا رسول الله” فهم يقصدون “أحمد” . اقرأ قول مرشدك: أشرف علي رسول الله. فكلمة الشهادة هنا محرفة. والعبارة واضحة غير خافية. فلماذا غاب عن بالك هذا القول؟ لماذا لا تتبرأ من طائفتك الديوبندية، وتنضم إلى الطائفة البريلوية الذين سلكوا مسلكك المعوج وأصدروا فتوى بحق جميع أفراد طائفتك الديوبندية بأنهم أصبحوا مشركين بناء على القول المذكور الذي كتبه واحد منكم بدون النظر في العواقب. أفلا يعلن البريلويون بأن الشهادة الديوبندية مختلفة تماما عن شهادة جميع المسلمين؟ فهم حينما ينطقون “أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله” فإنما يقصدون من “محمد” “أشرف علي التهانوي”.

أسس الشيخ اللدهيانوى عمارة الكذب والافتراء هذه على اقتباس من أحد مؤلفات مرزا بشير أحمد . والاقتباس كالآتي:

إن (بعثة) المسيح الموعود هي البعثة الثانية لسيدنا محمد . فلأجل ذلك لسنا بحاجة لكلمة شهادة جديدة. نعم، لو كان جاء غير النبي لكانت الحاجة”. (كلمة الفصل ص 158).

أي أن المسيح الموعود جاء تابعا للنبي ، وبعثته هي بمثابة البعثة الثانية لرسول الله ، بحسب قوله تعالى في سورة الجمعة

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ … وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ

فما دام النبي الحقيقي لنا هو النبي ، فلا حاجة لنا لكلمة شهادة جديدة، وإنما كلمة شهادة الرسول هي شهادتنا.

أيها القارئ الكريم! لقد كتب السيد مرزا بشير أحمد هذه العبارة ردًا على اعتراض أحد المعترضين الذي قال له: بأن لكل نبي كلمة شهادة، وطالما لا توجد كلمة شهادة منفصلة لمرزا غلام أحمد، فهو ليس نبيًا، وإذا وجدت فإنه أسس أمة جديدة. وهكذا نصب ذلك المعترض المحتال فخ الاحتيال. فرد عليه مرزا بشير أحمد هذا الرد المفحم بأنه لم يأت هناك أي نبي جديد حتى تكون هناك كلمة شهادة جديدة. ولكن الشيخ اللدهيانوى جعل هذا القول عرضة لانتقاده.   فجواب مرزا بشير أحمد يعتبر جوابا عن كل فرد أحمدي الآن أيضا.. أي لا توجد للجماعة الإسلامية الأحمدية كلمة شهادة منفصلة أبدا، وإنما هم يشهدون من صميم أفئدتهم أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولا يعتبر واحد منهم مرزا غلام أحمد “كنبي مستقل”، بل يعتقد أنه نبي خادم وتابع لسيده وسيدنا محمد ومن أمته. فلا داعي ولا حاجة لصاحب منصب كهذا أن يكون له كلمة شهادة منفصلة، لأن كلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ستظل وتبقى للأبد دون تغيير ولا تبديل.

كما اختار مصنف كتاب “كلمة الفصل” مرزا بشير أحمد أسلوبا آخر ليرد على اعتراض المعترض، وكتب بأن اسم “محمد” ومقام “محمد” عظيمان جدا، ولا يغطيان الأنبياء السالفين فحسب، بل الأزمنة المقبلة أيضا. فكما يصح القول بأن أسماء جميع الأنبياء آدم، نوح، موسى، عيسى، وغيرهم عليهم السلام تابعة لاسم محمد وتشملها شهادته كذلك يصح القول بأن أحدا من أتباع الأمة الإسلامية إذا نال مقام النبوة التابعة لمحمد وذلك بحسب نبوءته فإن اسم محمد وشهادته أيضا يغطيانه. وهذا الاستدلال ليس نابعا من الذوق فقط، بل مبني على الحقائق الثابتة التي لم يصل إليها فهم المشائخ القصير مع الأسف الشديد. ونوضح هذه النقطة العميقة أكثر فيما يلي.

إن تصديق محمد المصطفى يتطلب ويتضمن التصديق بالأنبياء الآخرين بما فيهم “المسيح الموعود” ذلك لأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي فرض على المؤمنين به أيضا الإيمان بجميع الأنبياء الآخرين، ولأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي فرض على المؤمنين بمحمد أن يؤمنوا أيضا بجميع الأنبياء الآخرين. وهذه في الحقيقة إحسان ومنة عظيمة لسيدنا محمد على جميع الأنبياء حيث أصبح مصدقًا لهم بغض النظر عن أماكن ولادتهم وعصور بعثتهم. وسيدنا المصطفى هو الوحيد بين الأنبياء الذي نال هذا المقام والامتياز. ولقد حاول مصنف كتاب “كلمة الفصل” أن يفهم المعترض هذه النقطة ذات المعرفة، أي أن سيدنا محمدا نبي ذو شأن عظيم وأن تصديق اسمه يتضمن تصديق جميع الأنبياء. والفرق بيننا وبينكم أنكم تقولون بأن تصديق المصطفى يتضمن تصديق جميع الأنبياء السابقين فقط، ولكننا نؤمن بأن المسيح الموعود والمهدي المعهود (کونه نبيا من الأمة) أيضا يدخل في تصديق محمد . فالذي نطق بكلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، أصبح في غنى عن شهادة أخرى للإيمان بالمسيح الموعود لأنها تتضمن جميع شهادات التصديق للأنبياء الآخرين أيضا. وعلى سبيل المثال يوجب الإيمان بمحمد علينا أن نؤمن بإبراهيم وموسی وعيسى وغيرهم من الأنبياء والرسل، ولكننا لسنا بحاجة لأن نقول: (أشهد أن لا إله إلا الله إبراهيم رسول الله ( أو) (لا إله إلا الله موسی رسول الله) وإلخ… كذلك تماما ليس على الأحمديين أن يشهدوا شهادة منفصلة وعلى حدة عند الإيمان بالمسيح الموعود . وكما أسلفنا كانت هذه النقطة ذات المعرفة هي التي حاول مؤلف كتاب (كلمة الفصل) أن يفهّمها المعترض خاصة والناس عامة، ولكنه نسي أن هناك بعض الأغبياء المتعصبين أيضا الذين لا يقبلون هذه النقاط بحسن النية، بل دائما يظلون بالمرصاد كي يجعلوها عرضة للانتقاد، ولا يهمهم إذا كان الاعتراض صحيحا أم لا؟ والشيخ اللدهیانوی واحد منهم.

أيها الشيخ عليك أن تفهم ما نحاول تفهیمك إياه، وأن تتوب إلى بارئك، فإن هذه العقيدة، كما أسلفنا، مبنية على القرآن الكريم والحديث الذين يقولان بأن سيدنا محمدا مصدق لجميع الأنبياء. وهذا هو أهم تفسير من تفاسير كلمة “خاتم النبيين”. فمن صدق محمدا وآمن به فقد صدّق جميع الأنبياء، بغض النظر إن جاءوا قبله أو بعده. وبعد هذا الإيضاح إذا أراد الشيخ أن يختار طريق التمرد وأسلوب العند، فلا حاجة أن نتحدث معه. لقد أتممنا الحجة عليه.

وبعد هذا البحث والنقاش أصبحت الصورة واضحة كالشمس، بأنه ليس للجماعة الإسلامية الأحمدية كلمة شهادة منفصلة، وأن كلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حاوية جميع الأنبياء وبها يصدّق الإنسان جميعهم. وهذا هو إيماننا، وقد اعترف أغلب معارضي الأحمدية بإيماننا وعقيدتنا هذه، ولكن عقيدة الشيخ اللدهیانوي عقيدة ملحدة. وربما لأجل ذلك اختار معلمه ومرشده كلمة شهادة منفصلة واحتاج متبعوه أن يهتفوا (أشرف علي رسول الله). (والعياذ بالله).

إن تفسيره للاقتباس المذكور، تفسير مضل افترى به على الجماعة الإسلامية الأحمدية وظلمها، ومثل افترائه کمثل رجل يفتري على صلحاء الأمة المحمدية بسبب عقائدهم التالية مستنبطا منها معنى الكفر والإلحاد !!

1: فقد كتب حضرة شاه ولي الله (رحمة الله عليه) في كتابه (الخير الكثير) على ضوء القرآن المجيد والأحاديث عن ظهور الإمام المهدي ما نصه:

(حُق له أن ينعكس فيه أنوار سيد المرسلین . ويزعم العامة أنه إذا نزل في الأرض كان واحدا من الأمة. كلا، بل هو شرحٌ للاسم الجامع المحمدي ونسخة منتسخة منه، فشتان بينه وبين أحد من الأمة) (الخير الكثير ص ۷۳، لحضرة شاه ولي الله)

۲: كما ورد في (شرح فصوص الحِكم) عن الإمام المهدي ما نصه:

“المهدي الذي يجي في آخر الزمان فإنه يكون في أحكام الشريعة تابعا لمحمد ، وفي المعارف والعلوم الحقيقة تكون جميع الأنبياء والأولياء تابعين له كلهم. ولا يناقض ما ذكرناه لأن باطنه باطن محمد . (شرح فصوص الحكم للإمام عبد الرزاق القاشانی، الطبعة الثانية 1966م مطبعة مصطفى البابى الحلبي، مصر)

۳: وكتب المجتهد الشيعي الشهير في القرن الحادي عشر العلامة باقر مجلسي في كتابه (بحار الأنوار) عن الإمام الباقر ما يلي:

ويقول المهدي: “يا معشر الخلائق ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل. ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع فها أنا ذا موسی ویوشع ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فها أنا ذا محمد وأمير المؤمنين”. (بحار الأنوار مجلد ۱۳ ص ۲۰۲)

والمراد هنا من أمير المؤمنين هو سيدنا علي .

عندما يتحدث سيدنا أحمد المسيح الموعود عن مقامه، أي المهدي المعهود والمسيح الموعود حسب النبوءات المذكورة، فإن الشيخ اللدهیانوی وأمثاله يجعلونه عرضة لاعتراضاتهم فيا ليت هؤلاء المعترضين المتعصبين درسوا القول المذكور للإمام الباقر (رحمة الله عليه) قبل الاعتراض على سيدنا أحمد .

4: وقال العارف الرباني السيد عبد الكريم الجيلاني:

“المقصود منه (الإمام المهدي) ذلك الرجل الذي يكون صاحب المقام المحمدي والذي يستوي في اعتدال على قمة الكمال في كل شي”  (الإنسان الكامل) (مترجم باللغة الأردية) باب 61 في ذكر المهدي ص 375، نفيس أكادمي، كراتشى) .

5: وقال حضرة الخواجه غلام فرید رحمه الله:

(سیدنا محمد المصطفى بارز من آدم إلى خاتم الولاية الإمام المهدي. لقد برز في المرة الأولى في آدم …. ثم كان يبرز في المشائخ العظام نوبة بعد نوبة. وسيبرز في الإمام المهدي. وخلاصة القول أن جميع الأنبياء والأولياء والأقطاب الذين جاءوا من آدم إلى الإمام المهدي كانوا مظاهر لروح محمد (مقاييس المجالس ص 419، إرشادات الخواجه غلام فريد. المرتب: محمد ركن الدين. الناشر: إسلامك بك فاوندیشن، باکستان، سنة 1979 م).

شريعة جديدة

اتهم الشيخ اللدهیانوى الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنها صنعت شريعة جديدة، وقالت عن المسلمين أنهم “كفار”

الحق أنه لا أساس لهذا الاتهام بتاتا مثل الاتهامات الأخرى. إن أفراد الأحمدية متواجدون في ۱۳۰ دولة، ولا يستطيع أحد من معارضينا أن يثبت صدق هذا الاتهام في واحدة من هذه الدول. وإنما يحاول المشائخ الأشرار في باكستان فقط أن يصنعوا شريعة جديدة للأحمديين. فالاختلاف الأساسي بيننا وبينهم أنهم يضغطون هناك على أفراد الجماعة بشدة كيلا يعملوا حسب الشريعة المحمدية، ولكنهم ليسوا مستعدين للانفصال عنها قيد شعرة، ويتمسكون بها بكل قوة، صابرين على المشاكل والاضطهاد. وبسبب هذا التمسك الشديد بالشريعة المحمدية حُبس مئات الأحمديين في السجون، وضربوا ضربا مبرحا، وطردوا من الوظائف، وأخرجوا من المدارس والكليات، واغتيلوا وقتلوا. وبالرغم من هذا القتل والتعذيب لم ولن ينفصلوا عن شريعة محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام. وهذا ما يغيظ المشائخ ويؤلمهم. فإذا كانت للجماعة الإسلامية الأحمدية شريعة أخرى غير شريعة المصطفى حسب زعم الشيخ اللدهیانوی وأمثاله، فلماذا أرغم المشائخ الحكومة الباكستانية على سن قانون لمنع الأحمديين من العمل بشريعة محمد المصطفى ؟!!

إذًا لا يقصد الشيخ اللدهیانوی من اعتراضه هذا إلا إثارة الفتنة والفساد، لأنه يعرف جيدا أنه ليست هنالك شريعة للجماعة الإسلامية الأحمدية سوى شريعة محمد . ولقد أفسد هذا الشيخ وأمثاله عاقبتهم، ونرجو من عامة الناس أن لا يخربوا عاقبتهم بالانجرار وراءهم.

وأما عقيدة مؤسس الجماعة بهذا الشأن فنذكرها فيما يلي لتتضح حقيقة افترائهم. قال سيدنا أحمد مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ما تعريبه:

1 . “إننا نعلن بأنه لكافر من يحيد قيد شعرة عن شريعة محمد المصطفى . وما دمنا نؤمن أنه كافر من خرج من تبعية سيدنا محمد المصطفى ، فما بالك بالذي يدّعي بأنه جاء بشريعة جديدة، أو غيّر شيئا من القرآن المجيد، أو من سنة رسول الله ، أو ألغي ونسخ أمرًا منها؟!! وحسب عقيدتنا ليس المؤمن إلا من يتبع القرآن الكريم بصدق، ويؤمن بأن القرآن الكريم هو خاتم الكتب، ويؤمن بأن شريعة محمد سوف تظل إلى الأبد، ولن يتغير منها مثقال ذرة، ويفني وجوده في اتباعها ويضحي بكل ذرة من كيانه في هذا السبيل، ولا يخالفها لا بالاعتقاد ولا بالعمل. وهذا الذي يكون مسلما صادقا…” (صحيفة الحكم. 6 مايو/أيار ۱۹۰۱م ص 5).

۲. “… إني أؤكّد لجميع المسلمين، بأنني لا أختلف عنهم في أي حكم من الأحكام، وكما أن جميع المسلمين يعتقدون بأن الأحكام البينة في القرآن المجيد والأحاديث الصحيحة، والقياسات المسلمة من المجتهدين لا بد من العمل بها، كذلك هي عقیدتي. (الحق لدهيانة ص ۸۰، الخزائن الروحانية ج 4 ص ۸۰).

۳.(.. الحق أقول: من نقض أصغر وصية من السبع مئات من وصايا القرآن فإنه بيديه سد على نفسه باب النجاة. القرآن فاتح لسبل النجاة الحقة الكاملة ، وأما ما سواه من الصحف فما هي إلا أظلاله. لذلك فاقرأوا القرآن بتدبر وأحبوه حبّاً ما أحببتم أحدا بمثله…) (سفينة نوح ص 35، الخزائن الروحانية ج۱۹ ص26)

  1. “ألا، إن ينبوع فرحتكم ونجاتكم لفي القرآن، وما من حاجة من حاجات دينكم إلا وتوجد في القرآن. وسيكون القرآن مصدقا أو مكذبا لإيمانكم يوم القيامة. ولا يوجد تحت أديم السماء من كتاب يستطيع أن يهديكم بلا واسطة القرآن. إن الله قد أحسن بكم إحسانا عظيما إذ أعطاكم كتابا كمثل القرآن…” (المرجع السابق).

5 . “….. وأقسم بالله جل شأنه، بأني لست كافرا، وعقيدتي هي (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. إني أؤمن بكون سيدنا محمد المصطفى ( رسول الله وخاتم النبيين). وتأكيدا لكلامي أستطيع أن أقسم بالله بقدر أسمائه تعالى، وبقدر حروف القرآن، وبقدر کمالات محمد المصطفى التي هي في علم الله .

ليست عندي أية عقيدة أبدا تخالف كلام الله وكلام الرسول ، ومن يزعم عني غير ذلك فهو خطأ منه هو. وبعد هذا التصريح والبيان فالذي يحسبني (كافرًا)، ولا يجتنب عن تكفيري عليه أن يعرف معرفة يقينية بأنه سيسأل عند الله . إنني أقسم بالله جل شأنه بأني أؤمن بالله وبمحمد بحيث لو وضع إيمان جميع الناس الموجودين في هذا العصر في كفة من الميزان، ووضع إيماني في الكفة الثانية لرجحت كفة إيماني بفضل الله تعالى، (کرامات الصادقین ص 25 الخزائن الروحانية ج ۷ ص ۲۷)

وأما تهمته القائلة بأن الأحمديين يعتبرون المسلمين الآخرين کفارا، فقد ارتكب الشيخ اللدهیانوی جريمة الخيانة في اختلاقها أيضا، وحاول أن يقنع الناس بأن طائفته الديوبندية تعتبر جميع فرق المسلمين وجماعاتهم مسلمين ولكن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتبرهم غير مسلمين.

فأولا، نعرض بين يدي القارئ فتاوى التكفير أو اقتباسات منها التي أصدرها هؤلاء المشائخ وأسلافهم الآخرون، وذلك بلغة قاسية ولهجة متشددة لا وزن أمامها لما في مؤلفات الجماعة الإسلامية الأحمدية من شدة. فإذا رفعت سیف الاعتراض علينا، أيها الشيخ، فعليك أن تتهجم به أولا على علماء طائفتك ومرشدیها.

و(ثانيا) على القارئ أن يأخذ في الحسبان بأن هؤلاء المشائخ لم يتركوا في فتاويهم وآرائهم منفذا. فلم يكتفوا بتكفير الفرق الأخرى بكلمات مثل کافر، مشرك فحسب، بل قالوا إنهم أسفل من البهائم والأنعام، وأولاد الزنا والفحش.

(ا) ونأخذ على سبيل المثال ما قاله علماء الطائفة الديوبندية التي ينتمي الشيخ اللدهیانوی إليها، فقد أصدروا (حكما شرعيا) عن الطائفة البريلوية الذين يؤمنون بأن الرسول كان يعلم الغيب، وجاء فيه: إذا حاول شخص نسبة الغيب إلى غير الله وظن أن علمه مثل علم الله ، فهو كافر بدون الشك. وحرام إمامته (في صلوات)، وحرام على المسلمين أن يلتقوا به ويظهروا له محبة ومودة. (الفتاوی الرشيدية الكاملة المبوبة من المولوی رشید أحمد الجنجوهی ص 26، الناشر: محمد سعيد وأولاده تجار الكتب، قرآن محل، أمام مولوی مسافرخاته، کراتشی 83، 1884 م)

(ب) وأخبر العالم الشهير للطائفة الديوبندية الشيخ حسين سيد أحمد مدنی المدير السابق لدار العلوم في ديوبند، عن زعيم الطائفة البريلوية وأتباعه قائلا: “سوف يطرد محمد المصطفى الدجال البريلوي وأتباعه مثل الكلاب من الحوض ومن شفاعته المحموده قائلا: سحقًا لكم سحقًا، وسوف يحرمون من أجر الأمة المرحومة ومن ثوابها ومنازلها ونعيمها” (رجوم المذنبين على رؤوس الشياطين المشهور بالشهاب الثاقب على المستشرق الكاذب ص ۱۱۱، المؤلف: مولوی سید حسین أحمد مدني، الناشر: دار الكتب العزيزية، مدينة دیوبند، سهار نبور، الهند) (ج) وأصدر السيد ولي حسن تونكی، والسيد محمد يوسف البنوری فتوى مشتركة عن زعيم الطائفة البرويزية جاء فيها: “والسيد غلام أحمد برویز کافر وخارج عن دين الإسلام بموجب الشريعة المحمدية. فلأجل ذلك لا يجوز لسيدة مسلمة أن تظل في نكاحه، كما لا يجوز أن تنكحه، ولا تُصلّى عليه صلاة الجنازة، ولا يدفن في مقابر المسلمين، وهذه الفتوى لا تنطبق على (برويز) فحسب، بل تجري على كل كافر وكل من متبعيه الذين يعتقدون بعقائد الكفار. وطالما أصبح مرتدا فلا يجوز شرعا إقامة العلاقات الإسلامية معه”، (الفتاوى الصادرة من الشيخ ولي حسن تونکی المفتی والمدرس في المدرسة العربية الإسلامية، نیو تاون كراتشى، ومحمد يوسف البنوري شیخ الحديث في المدرسة العربية الإسلامية، كراتشي)

(د) ونبّه المشائخ عامة المسلمين عن الشيعة بهذه اللهجة المتشددة: “إن الحكم القطعي والإجماعي عن هؤلاء الرافضيين الشيعة أنهم كفار ومرتدون بوجه عام، وذبيحتهم هي بمثابة جيفة. والنكاح معهم ليس حراما فحسب، بل يعتبر زنا. وإذا كان الزوج (رافضيا) وزوجته مسلمة فهذا من السخط الإلهي الشديد. وإذا كان الزوج مسلمًا سنيًّا والزوجة من هؤلاء الخبثاء، فأيضا لا يعتبر نكاحا بل يعتبر زنا، وأولادهما يعتبرون أولاد الزنا، ولن يرثوا شيئا من تركة والدهم وإن كانوا هم من السُّنيين، لأنه بحسب الشريعة ليس لابن الزنا أب. كذلك الزوجة لا تحصل على شي من تركته، ولا من المهر، لأن الزانية لا مهر لها. والرافضي لا يرث من تركة أقاربه ولو كان والده أو والدته أو ابنه أو بنته. ولا يجوز للرافضي أن يحصل على شي من قريب له ولو كان سنيا بل کافرا ولا من أهل ملته الرافضة. وحرام أشد الحرمة على المسلم أن يتكلم أو يسلم على أحد منهم ذَكرهِم أو أنثاهم، عالمهم أو جاهلهم. والذي يحسبهم مسلمين بعد الاطلاع على عقيدتهم الملعونة، أو يشك في كفرهم، فهو أيضا کافر وملحد لدى جميع أئمة الدين بالإجماع، وتنطبق عليه نفس الأحكام المذكورة. وواجب على المسلمين أن يستمعوا لهذه الفتوى بأذن صاغية ويعملوا بموجبها لكي يكونوا سنيين صادقين (فتوی مولانا شاه مسعلی رضا خان مأخوذة من کتیب (رد الرافضة) ص ۳۲، الناشر: دار الكتب نوري، البازارداتا صاحب، لاهور.مطبعة: جلزار عالم ۱۳۲۰ ه)

(ر) وقالوا: الرافضون عامة ينكرون ضروريات الدين في العصر الحاضر، وأصبحوا مرتدين بشكل قاطع، فلا يجوز أن ينكح أحد من المسلمين من نسائهم، أو يزوج بنته مع أحدهم. ومثلهم كمثل الوهابيين والقاديانيين والديوبنديين والدهريين والجكرالويين الذين أصبحوا مرتدين. والذي يتزوج من بناتهم أو التي تتزوج من شبانهم أين ما يكون في العالم فزواجه باطل ويعتبر زنا خالصا. (الملفوظ، الجزء الثاني ص ۹۷ و ۹۸. المرتب: المفتي الأعظم للهند).

(س) وإليكم الآن فتوی علماء العرب والعجم عن الطائفة الديوبندية طائفة اللدهیانوی: “إن الطائفة الوهابية الديوبندية أصبحت مرتده وكافرة بشكل قاطع، لأنها أهانت جميع الأولياء والأنبياء وحتى حضرة سيد الأولين والآخرين ، بل ارتكبوا إهانة في ذات الباري . ولقد وصل ارتدادهم وكفرهم إلى أشد الدرجات حتى إذا شك أحد في ارتدادهم وكفرهم أدنى شك فقد أصبح مرتدا وكافرا مثلهم. والذي يشك في كفر هذا المتشكك فهو أيضا مرتد وكافر. وما على المسلمين إلا اجتنابهم والاحتراز عنهم. والصلاة طبعا حرام وراءهم، ولا يسمح لهم أن يصلوا وراءكم. لا تسمحوا لهم بالدخول في مساجدكم، ولا تأكلوا ذبيحتهم، ولا يشارك أحد في أحزانهم ولا في جنازاتهم، ولا تسمحوا لهم أن يدفنوا موتاهم في مقابر المسلمين. وخلاصة القول يجب اجتنابهم كليا (المعلن: محمد إبراهيم البهاغلفوري ص 63، الناشر الشيخ شوكت حسين، مطبعة برقي، هيوت رود، لكهنو، الهند)

هذه هي خلاصة الفتاوى التي أصدرها علماء أهل السنة. وهؤلاء العلماء ليسوا فقط من الهند، بل حيثما تُرجمت بعض كتابات الطائفة الديوبندية وعباراتها، وأرسلت إلى علماء أفغانستان، خيوا وبخارى، إيران، مصر، بلاد الروم، الشام، مكة المكرمة، المدينة المنورة، الكوفة وبغداد.. أفتى علماء هذه الديار جميعهم نفس الفتوى، وقالوا بأن هذه العبارات إهانة في حق الله تعالى وأنبيائه وأوليائه فلأجل ذلك فإن طائفة الوهابية الديوبندية أشد الناس ارتداد وكفرا.

ولمزيد التفاصيل على القارئ أن يطالع الكتب التالية:

تقديس الوكيل، 2- السيف المسلول، 3- عقائد الوهابية الديوبندية، 4- تاريخ الديوبندية، 5- حسام الحرمين، 6- فتاوى الحرمين، 7- الصوارم الهندية على مكر الشياطين الديوبندية.

عرضنا بين يدي القارئ الكريم باختصار نماذج من الفتاوى الطويلة، كي يدرك قساوة هذه الفتاوى. مع العلم بأن موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية ليس متشددا هكذا. نحن نؤمن بأن الإمام المهدي بُعث حسب نبوءات النبي ، فلأجل ذلك فإن الذي يرفضه يلزمه الكفر. ونفس العقيدة هي عند هؤلاء العلماء، بأنه إذا جاء المسيح والإمام المهدي فمن لا يؤمن يُحسب كافر. وقد كرر الشيخ اللدهيانوي على وجه الخصوص هذا الموقف الذي يقول إذا بُعث الإمام المهدي فمنكره يُصبح كافرا. والفرق بيننا وبينه، برغم هذه النتيجة المنطقية، أننا لا نقول عن من ينكر الإمام المهدي أنه (غير مسلم)، كلا، وإنما يفتري علينا هؤلاء العلماء كذبا. إنا جماعتنا دائما تستعمل في حق المسلمين الذين لم يؤمنوا بالإمام المهدي والمسيح الموعود كلمة (المسلمين غير الأحمديين) أو (المسلمين الآخرين)، ولم تستعمل عنهم كلمة (كفار) أو (غير مسلمين) أبدا. ونحن نتحدى المشائخ أن يخرجوا هذا من كتاباتنا. فالذي يؤمن بسيدنا محمد ولا يؤمن بالإمام المهدي فلا نقول بأنه أصبح (خارج الإسلام) بل نقول إنه مسلم غير أحمدي.. كما يستخدم الفقهاء اصطلاح (الكفر دون الكفر). والمقصود بهذا أنه لم يعد مسلما كاملا، لأنه كفر بالإمام المهدي المبعوث من قبل الله ، ورغم إنكاره لهذا المبعوث، له كل الحق أن يقول عن نفسه إني مسلم. وهذا  الحق قد منحه الله ، ولا أحد يقدر أن ينزعه منه، وحتى ولو كان غير مسلم حقا فمع ذلك له الحق أن يعلن أنه مسلم. وعقيدتنا هذه ليست معقولة ومقبولة فحسب، بل تتطابق مع القرآن المجيد مائة بالمائة حيث ورد فيه:

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ (الحجرات: 15).

ولكن المشائخ وللأسف الشديد لا يتخذون هذا الموقف، بل يحسبون الفِرق الأخرى كافرة وخارجة عن الإسلام كلية، كما يتبين من أقوالهم السالفة.

(المعاملة اللينة) مع الأحمديين

لقد ذكر الشيخ اللدهيانوي في كلمته بأننا نعامل الجماعة الإسلامية الأحمدية بلطف، ولم نضع عليهم قيودا ولا موانع!!

أين تعيش يا شيخ؟ في أية منطقة من باكستان أنت تسكن؟ فبسبب مساعي المشائخ أمثالك الدكتاتور ضياء الحق وضع قيودا متعددة على جماعتنا، ولا تزال مستمرة إلى اليوم وفي ما يلي قائمتها:

  • ممنوع على الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تستعل الاصطلاحات الإسلامية.
  • ممنوع على أفرادها أن يرفعوا الأذان وقت الصلوات في مساجدهم.
  • ممنوع عليهم إظهار عقائدهم
  • ممنوع عليهم أن يبلغوا أو ينشروا عقائدهم
  • ممنوع على الاحمدي قول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
  • ممنوع على الأحمدي أن يكتب في بيته أو في دكانه أية آية قرآنية
  • ممنوع على الأحمدي أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، أو يقول: السلام عليكم

وكثير غيرها من قيود نُشرت بالتفصيل في مرسوم تشريعي ضد الأحمديين. وذلك المرسوم مطبوع ومنشور ويعرفه كل صغير وكبير في باكستان.

فثبت من كلام الشيخ هذا أنه يكذب متعمدا، لأنه يشاهد أمامه المرسوم التشريعي بخصوص قيود الأحمديين ويتجاهله. فالشيخ الذي ينكر وجود هذا المرسوم التشريعي المنشور في الجرائد والكتب، من السهل جدا معرفة مدى اعتدائه وإيذائه ضد خصومه، وأنه وزملاء يرتكبون نفس الظلم مع كتابات مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية.

بقي أن نذكر بعض التفاصيل عن المظالم والاضطهادات التي تصب على أفراد جماعتنا في باكستان. إن الصحف الباكستانية تنشر الأخبار كل يوم تقريبا عن هذه المظالم والاضطهادات. وفي هذه العجالة نرجو من القارئ الكريم أن يقرأ هذه الإحصائيات التي نشرتها الصحيفة اليومية “نوائي الوقت” (نداء الوقت) التي تذكر أحداث سجن ألف وثلاث مائة أحمدي بسبب مخالفة القيود وذلك سنة من سنة 1984 حتى سنة 1988. مع العلم أن العدد الواقع أكثر بكثير من هذا، وبعد عام 1988م قد تفاقم هذا العدد، وهذه ليست من صحف جماعتنا، بل ينشرها معارضونا.

  • 125 أحمديا سجنوا بسبب قولهم أنهم مسلمون
  • 588 أحمديا سجنوا لأنهم علقوا شعار كلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)
  • 178 أحمديا سجنوا لأن كلمة الشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) كانت مكتوبة على مساجدهم.
  • 204 أحمديا سجنوا لأنهم رفعوا الأذان في مساجدهم
  • 86 أحمديا سجنوا لأنهم استعملوا الشعار الإسلامي مثل قول بسم الله، أو السلام عليكم وغيرهما.
  • هذا إلى جانب 1421 أحمديا اعتُقلوا بسبب مخالفة القيود المذكورة ورُفعت قضاياهم في المحاكم. (صحيفة “نوائي وقت”، 11 سبتميبر/أيلول 1988).

هذه التفاصيل يعرفها حتى عامة الناس في باكستان، ولكن الشيخ لتعوده على الكذب والافتراء يتشدق قائلا: لم نضع عليهم في باكستان أيه قيود!! إذا كان الأمر كذلك فنرجو من الحكومة الباكستانية أن تنزع هذه التسهيلات المزعومة من الأحمديين، وتمنحها لهؤلاء المشائخ ومتبعيهم لطفًا وكرما بهم.

غِناء لا تغنِّيه السماء

قال الشيخ اللدهيانوي ناصحًا للمستمعين.

“تقتضي غيرتنا أن لا يبقى ولا قادياني واحد حيًّا في العالم.. فيجب عليكم على الأقل أن تقاطعوهم مقاطعة كاملة. فلا نتحمل وجودهم في مجالسنا ومحافلنا أبدًا. (ص21 و ص22)

هنالك مثل باللغة الإنجليزية (The cat is out of the bag) لقد خرجت الهرة من الحقيبة لقد فهمنا الآن ماذا يعني الشيخ من قوله (المعاملة اللينة)!! تقتضي غيرتك بأن لا يبقى فرد واحد منا حيَّا، وتتمنى نفسك أن تقضوا علينا، ولكنا نخبرك بأن أمانيك هذه معاكسة تماما للمشيئة الإلهية، وينطبق عليكم ما قاله سيدنا أحمد المسيح الموعود في بيت شعر له ومعناه:

هؤلاء المشائخ يغنون غناءً لا تغنّيه السماء، إنهم يريدون ما لا يريده الله . فمن عجيب قدرة الله أنه كلما حاول المشائخ والعلماء أمثالك أن يقضوا على الجماعة الإسلامية الأحمدية قضاءً نهائيا كلما كتب الله لها ازدهارا فوق تصورنا. فمثلا حينما أعلن (سيدك) الدكتاتور ضياء الحق:

“أنا وحكومتي مصممون على استئصال سرطان الأحمديين من العالم كله” كانت جماعتنا متواجدة ومستقرة في 90 دولة فقط، وبعد إعلانكم عن نواياكم الكريهة بلغ هذا العدد إلى 130.

أيها الشيخ إذا كنت تقيا ورعًا خادمًا للإسلام كما تدعي وإذا كانت الجماعة الإسلامية الأحمدية كاذبة حسب قولك، فلماذا يخيبك الله خيبة بعد خيبة، ويكتب لنا ازدهارًا وتقدما وانتشارًا!!

إفتراء آخر

وافترى الشيخ اللدهيانوي بأننا نحن المسلمين الأحمديين نكفِّر كل المسلمين الذين خلوا حتى الآن منذ فجر الإسلام!!

إنه كذب شنيع وافتراء مبين، ولعنة الله على الكاذبين. فجماعتنا لم تقل ولن تقول كما يتهمها، كما إنها لا تؤيد الفرق التي تكفِّر الأخرى، وكل ما تقوله هو أن مرزا غلام أحمد القادياني إذا كان إماما مهديا صادقا فكل الذي لا يؤمن به هو كافر به لدى الله . ولقد أسس هذه الجماعة في سنة (1306ه ،1889م)، فكيف يجوز لجماعته أن تكفر المسلمين الذين كانوا خلوا قبل تأسيسها؟ هل يعقل هذا؟ أما المسلمون الذين خلوا من قبل فنكتب عنهم فيما يلي قسما من تعليمات سيدنا أحمد المسيح الموعود مؤسس الجماعة. ونبدأ ببيت شعر بخصوص سيدنا محمد المصطفى وأهل بيته. قال باللغة الفارسية ما تعريبه:

“روحي وفؤادي لجمال محمد ، وأتمنى أن أكون ترابا في أزقة آل محمد ” (الدر الثمينة بالفارسية ص89، الناشر: نظارة الإصلاح والإرشاد، ربوة، باكستان)

وقال عن أصحاب النبي :

“إن جماعة محمد قد اتحدت وتوحدت في الروحانية لأجل نبيهم بحيث أصبحوا حقا كعضو واحد في الأخوة الإسلامية، وتسربت فيهم أنوار النبوة في معاملاتهم وحياتهم اليومية وفي ظاهرهم وباطنهم تسربًا كأنهم جميعا صور عكسية لسيدنا محمد ” (فتح إسلام ص35، الخزائن الروحانية ج 3 ص 21)

وقال عن الأئمة الاثنى عشر:

“إن الأئمة الإثنى عشر كانوا من الشخصيات المقدسة والصالحة، وفُتحت عليهم أبواب الكشف” (إزالة أوهام، الجزء الثاني ص457، الخزائن الروحانية ج3 ص344)

وقال عن الأئمة الأربعة:

“إن الأئمة الأربعة كانوا بمثابة أربعة جدران للإسلام” (صحيفة البدر، 3 نوفمبر 1905 ص4)

وقال عن صلحاء الأمة:

“منذ عصر سيدنا ومولانا محمد المصطفى وإلى يومنا هذا قد بعث الله في الإسلام أولياءه في كل قرن ليظهر بواسطتهم الآيات والمعجزات التي يهتدي بها أصحاب الأديان الأخرى، كأمثال السيد عبد القادر الجيلاني، أبو الحسن الخرقاني، أبو يزيد بسطامي، جنُيد البغدادي، محيي الدين بن عربي، ذو النون المصري، معين الدين جشتي الأجميري، قطب الدين بخيتار كاكي، فريد الدين باك بتني، نظام الدين الدهلوي، شاه ولي الله الدهلوي، الشيخ أحمد السرهندي رضي الله عنهم ورضوا عنه. ويصل عدد هؤلاء الصلحاءِ الآلافَ. وآياتهم ومعجزاتهم مدونة في كتب العلماء الأفاضل بكثرة بحيث إذا درسها أي معاند للإسلام فلا بد له من الاعتراف بأن هؤلاء الأقطاب كانوا أصحاب المعجزات والخوارق. والآيات السماوية التي ظهرت ولا تزال تظهر بواسطة أولياء الأمة في الإسلام لِتأييد سيدنا محمد وإظهار صدقه، لن نجد لها مثيلا في الأديان الأخرى” (كتاب البرية ص73 و 74 الخزائن الروحانية ج13 ص91 و 92)

وأضاف قائلا:

“صلحاء الأمة الذين كانوا في العصور الوسطى كانوا كنهر عظيم برغم طوفان البدعات الذي كان في عصورهم” (تحفة غولروية ص81، الطبعة الأولى)

مثال بَشِعٌ

حاول الشيخ أن يثبت صدق كذبه بمثال بشع، على حد تعبيره هو أيضا، وقال: كان لرجل عشرة أولاد ولم يزل طوال حياته يقول بأن هؤلاء أولادي. وبعد وفاته قام رجل مجهول مدعيا بأنه هو ابنه الحقيقي، وأن هؤلاء العشرة هم أولاده غير الشرعيين. وأضاف الشيخ قائلا: كان مسلمو ثلاثة عشر قرنا أولادا روحانيين لسيدنا محمد ، ولكن في بداية القرن الرابع عشر قام غلام أحمد القادياني وادعى أنه الابن الروحاني الوحيد لسيدنا محمد وبقية المسلمين كفارٌ..

أيها الشيخ! لقد أثبت بنفسك بهذا المثال البشع أنك مجرد من العقل كلية. لقد وقعت في الشبكة بتقديم هذا المثال، ولا تستطيع الخروج منها. ومن أسلوبك هذا أظهرت بأنك لا تعرف القرآن الكريم ولا أحاديث الرسول ولا السنَّة النبوية، ولا أقوال أولياء الله. إنما تحب أن تتهجم ولكن لا تعرف على من؟ وماذا تكون النتيجة؟ عند بحث المسائل الدينية كان عليك أن تشعر بالخجل بتقديم المثال البشع اللغو عن عشرة أولاد. فمثالك هذا يظهر جليًا ما في نفسك من خبث. ألا تعرف ما قال سيدنا محمد :

“وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة”ً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي” (سنن الترمذي، كتاب الإيمان عن رسول الله).

أنت تتحدث عن عشرة أولاد ولكن سيدنا محمدًا ذكر أن أمته تفترق على 73 فرقة، ويقول (كُلهم في النار إلا ملة واحدة). وشقي جدا ذلك الذي سوف يعلق على هذا الحديث قائلا: كان لدى رجل 72 ابنا وكان يقول عنهم: هؤلاء أولادي، وبعد وفاته قام (واحد) من المجاهيل وقال أنا ابنه الحقيقي هذا، وتعرف أن كل فرقة من فرق الأمة المحمدية تدّعى بأنها الفرقة الناجية وغيرها على الخطأ، بل كافرة أشد الكفر. ولا نقول لك إلا ما قد قال حبيبنا المصطفى :

“إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ” (صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء)

أيها الشيخ، قلتَ: لقد أوصلتُ الكاذب إلى دار أمه، ونحن بدورنا كشفنا حقيقة أكاذيبك وافتراءاتك، ولكن لافتراءتك أولاد كثيرون ولا نستطيع أن نتحدث عن أم كل واحد منها. ومع ذلك قد تبين من أسلوبك أن كل نوع من الافتراءات التي استخدمها أولاد الخبيثين في الماضي ضد الشخصيات المقدسة قد استخدمتَها بلا خجل ولا حياء. لقد عرَّينا كل جهدك المكروه، وكشفنا حقيقتك على الملأ.

Share via
تابعونا على الفايس بوك