إذا ضاع الإيمان.. فلا حياء، ولا كرامة ولا بصيرة

إذا ضاع الإيمان.. فلا حياء، ولا كرامة ولا بصيرة

التحرير

خمسون مليونا من خادم الحرمين!!

عندما قامت الصليبية الغربية بضرب الإسلام في البوسنة.. بهدف الحيلولة بين المسلمين وبين أن تكون لهم دولة أوروبية.. تجاوز هؤلاء المعتدون الصرب ومَن وراءهم كل الحدود.. فقتلوا وهدموا، ونهبوا واغتصبوا، وشرّدوا وشتّتوا المسلمين يمينا وشمالا، وسعوا لإدخالهم في المسيحية أو الإلحاد حتى لا يبقوا على إسلامهم. وكما هو الحال منذ أن فقد المسلمون عزتهم يوم أن فقدوا إيمانهم.. لم يتحرك منهم خطوة ترد عن إخوانهم في الإسلام عدوانا أو ترفع ظلما أو تسد حاجة أو تخفف ألما.

وكان من قدر أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية -مع ضعف إمكانياتهم المادية- أن يسارعوا إلى تلبية نداء إمامهم أيده الله بنصره العزيز، فحشدوا كل ما في وسعهم، بل وما فوق وسعهم، وبذلوا من أموالهم وعواطفهم ومحبتهم وفضل الله عليهم قطرات بلّلوا بها شفاه إخوانهم في البوسنة والهرسك.. الذين كانوا يتعطشون إلى يد حانية وعين مُحبة وكلمة معزية.

وكان علينا أن نستصرخ أمة المسلمين المستضعفة، ونندد بقادتهم الأثرياء المتخاذلين اللاهين في شهوات السلطان والمال. وبدلا من أن يفيقوا لواجبهم.. إذا بعضهم يصرون على الدرس الذي تعلموه من سيدهم الدجال الصليبي، ويتبعون أسلوبه في الخداع والكذب والتمويه، ويبذّونه في النفاق.

لقد تحركت السعودية فعلا.. ليس لإنقاذ شعب البوسنة من كارثة فعلية وقعت بهم.. وإنما لإنقاذهم من إخوتهم المسلمين الأحمديين.. الذين حملوا لهم قليلا من الزاد الدنيوي، وكثيرا من الزاد الروحاني .. ليحافظوا به على بقائهم في أمة الإسلام. فإذا “بخُدام الدجال” يبعثون بصبيانهم يحملون في يمينهم ريالات، وفي شمالهم شتائم وأكاذيب وأباطيل يشنعون بها على الأحمدية. ذهبوا إلى البوسنة بعد هدوء الحال نسبيا.. أما وقت المعمعة فقد كانوا يأكلون الأرز والثريد على مائدة الشيطان.

ثم خرجت سفارة السعودية في لندن بمنشور اسمه (أخوة الإسلام).. باللغتين العربية والإنجليزية، تعدد فيه إحسانهم وإنجازاتهم لتحرير البوسنة وإنقاذها. والسؤال الآن: لمن نشرتم هذا الكتاب الأنيق في طباعته، التافه في مضمونه. الممطوط في حروفه وأسطره وصوره؟ والحمد لله تعالى الذي أنطقكم ففضحكم بلسانكم ويدكم! كل ما استطعتم تقديمه من عمل سياسي وحربي، وإنساني إنقاذي..

بعد التضخيم اللازم.. هو: شاركنا في مؤتمر كذا، واتصلنا بحكومة كيت، وقمنا بحملة تلفزيونية، ووزعنا “كراتين” طعام.

صدقت يا رسول الله حين قلت: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.

أما مؤتمراتكم واتصالاتكم فلا تساوي ثمن ورقة مهملة.. لأنكم تشاركون بجمال طلعتكم فحسب، وإلا فأنتم عند حكومات الدجال من سقط المتاع.. لا لكم في العير ولا في النفير، ولا تحلون ولا تربطون! وأنتم بذلك تعلمون. وأما الحملة التلفازية فهي دعاية لكم، تتردد فيها أسماؤكم وألقابكم وتجاراتكم، وتضحكون بها على البسطاء! أما إذا أحدق الخطر بكم أنتم فتنفقون جبالا من الأموال وتستأجرون جنود الدجال لقتل المواطنين الأبرياء.

و أما أموالكم -لو أخذنا بكل ما ورد في كتابكم .. وهو أقصى ما استطعتم حشده بين صفحاته الممطوطة- لو صدقنا ما فيه ما تجاوز مجموعه 50 مليون دولار . ألا تستحون؟

50 مليون نهب معظمها تجاركم وسماسرتكم وموظفوكم!

50 مليون لإنقاذ شعب، وتعطون روسيا 2000 مليون بأمر سيدكم في “الحرم الأبيض الأمريكي” وهو أحد الحرمين اللذين تخدمون بإخلاص غير منكور وإن كان مستنكرا!

50 مليونا، وأمريكا تمنح إسرائيل 3000 مليون من عوائد أموالكم عندهم وتسهيلات بترولكم!

50 مليونا، وقد أنفقتم 200000 مليون -على الأقل- لتخريب بلد مسلم عربي (العراق)!

50 مليون لا تكفي ثمن صيانة طائرة مما تشترون ولا تعرفون لها شكلا ولا عملا!

50 مليون ثمن يخت لنزهة أحد خدام الحرمات عندكم!

لم لا تستحون وتسكتون، وتقنعون بالمؤامرات الصامتة من وراء ستار .. وتكتفون بإطلاق ريالاتكم مع الشيوخ والملات يخدمون سياستكم وينفذون أغراضكم!

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تنافسكم. ما لنا وما لكم؟ نحن خدام المصطفى وأنتم خدام الدجال. طريقنا غير طريقكم. كل ما نتمناه أن تكفّوا أذاكم وفسادكم عن سائر المسلمين. تمتعوا في جنتكم الدنيوية كما شئتم.. ولكن دعوا المسلمين المساكين الفقراء..

اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم!

اللهم اهدهم.. فهم برغم شقوتهم محسوبون على أمة حبيبك المصطفى، ويتسلطون على أرضه، و فُتن بهم كثير من بسطاء المسلمين! آمين.

(التحرير)

Share via
تابعونا على الفايس بوك