أُحكُم بالقرآن والسنة لافي الرد على " أُحكُم بنفسك"

أُحكُم بالقرآن والسنة لافي الرد على ” أُحكُم بنفسك”

عبد المجيد عامر

نشر “مجلس ختم النبوة” بملتان –باكستان- منشورة بعنوان “أُحكُم بنفسك”، ألفها الشيخ عبد الرحمن يعقوب باوا. وقبل أن نرد على الاعتراضات الواردة فيها نود أن نقدم للقراء الكرام حادثًا طريفًا سجله التاريخ.

انعقدت تحت إشراف الحكومة مناظرة بين الفرقة الديوبندية التي ينتمي إليها هذا المؤلف وبين المسلمين الآخرين، وكان موضوع المناظرة: أي الفريقين يرتكب الإهانة في حق رسول الله . واتفق الفريقان على لجنة للتحكيم مكونة من أهل العلم والدراية، واتفقا على أنهما سوف يقبلان قرار لجنة التحكيم هذه.

تمت المناظرة على ما يرام تحت حراسة الشرطة في مكان يسمى (بانغله نول) بمحافظة جنغ-باكستان. واستمعت اللجنة إلى محاضرات كلا الفريقين، ثم أصدرت بالإجماع قرارها المصحوب بالحلف، وقالت: “إن الطائفة الديوبندية هي الفرقة التي ترتكب الإجحاف في شأن رسول الله “.

وياللأسف والعجب، فإن هؤلاء المتجنين في شأن حبيبنا الكريم يتهمون اليوم الجماعة الإسلامية الأحمدية العاشقة الصادقة للرسول بتهم منكرة.

الآن نتناول الاعتراضات الواردة في المنشور واحدة فواحدة ونقوم بتحليلها للقارئ الكريم كي تنكشف له الحقيقة.

(1)

إعترض المعترض على بيتٍ من أبيات عربية لسيدنا الإمام المهدي عليه السلام وهو:

له خُسف القمر المنير وإنّ لي

غسا القمرانِ المشرقان أتُنكر (1أ)

وقال المعترض بأنه اعتبر نفسَه أفضل من النبي حيث يقول: خسف للنبي القمر، أما أنا فخُسف لي الشمس والقمر كلاهما.

ما أحمق وأجهل هذا المعترض حيث لا يدري إلى من يوجه سهم اعتراضه. أَلا ترى أيها القاري الكريم أنه في الحقيقة جعل حديث النبي عرضة لانتقاده السخيف.

اذ لا يخفى على العلماء أن نبأ الكسوف والخسوف المشار إليه في هذا البيت لم يكن من عند سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بل أنبأ به رسول الله إذ قال:

“إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض: ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه” (2) .

أي عندما يظهر الإمام المهدي الصادق الذي أُخبر بظهوره يحدث الله تعالى كسوف الشمس والقمر كآية على صدقه.

ومن المعلوم أيضا أن الكسوف قد حدث في زمن رسولنا الكريم إثباتا لصدقه حيث انشق له القمر. وإلى هذا أشار مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية في بيته هذا. ولم يُرِد فضلَه -والعياذ بالله- على النبي ولم ولن ير أحد من الأحمديين كسوف القمرين لإظهار فضيلة لمؤسس الجماعة على سيدنا محمد المصطفى . كلا، بل إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتقد وتؤمن إيمانا راسخًا أن النبي هو فضل الرسل وسيدهم وخاتم الأنبياء أجمعين.

ثم إن علماء الأمة مازالوا يقرأون هذا النبأ منذ 14 قرنًا ولم يُثِر أي واحد منهم هذا السؤال، بل نشأت هذه الفكرة الخبيثة في ذهن هذا المعترض فقط إذ قال: إن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية أعلن بهذا البيت أنه أفضل من النبي – والعياذ بالله. فأسلوب تفكيره دليل على خبث باطنه وسوء نيته. إنه في بادئ النظر يتهجم على مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، ولكنه في الحقيقة يتهجم على المسائل الهامة التي وصلت إلينا من النبي بإسنادات صحيحة وقوية.

إن كثيرا من العلماء الأسلاف قبلوا حديث الكسوف والخسوف، وكان النبأ مشتهرًا في العالم كله وخاصة في القارة الهندية على نطاق واسع قبل بعثة مؤسس الأحمدية، ولكن بعضهم غيّروا للأسف الشديد موقفهم في هذا الصدد وأخدوا يقولون إنه قول الإمام الباقر تهربًا من تصديق مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية الذي شهد على صدقه حادث الكسوف والخسوف سنة 1894م.

وهذا موضوع منفصل يستدعي بحثا مستفيضًا، ولكننا ننتقل إلى الموضوع الرئيسي ونردّ على اعتراضات “باوا صاحب” وأمثاله ونقول: إن ظهور كسوف القمرين لم يكن فيه لمؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية أي دخل، حتى يظهر -والعياذ بالله- أفضيلته على سيدنا وحبيبنا محمد ، وإنما هو نبأ عظيم من سيدنا رسول الله ، إن كنتم مؤمنين.

وإذ لم تعتبروه حديثًا للنبي بل قولاً للإمام الباقر . فأعلموا أن الباقر هو حفيد الإمام الحسين وابن الإمام زين العابدين (رضي الله عنهم)، ويعتبره ملايين من الشيعة إماما لهم. وإن له أسلوبًا خاصًا في بيان الرواية حيث لا يروي الأحداث لسلسة متواصلة من السند كعامة الرواة بأنّى سمعت عن فلان وعن فلان وعن فلان، بل لأنه تربّى وترعرع بين أهل بيت النبي فكان يروي مباشرة ما سمع منهم. فلذا لا يجوز اختبار رواياته بالمعايير العادية بل يجب أن نعيرها اهتماما خاصا وننزل كل ما يروي هؤلاء الأئمة الأتقياء من أهل البيت منزلة تقدير واحترام نظرا الى مقامهم الرفيع من البر الورع والتقوى.

فليقبله “باوا صاحب” أم يرفضه ولكن ملايين من الشيعة وكذلك كثير من أهل السنة لا يزالون يقبلونه وينظرون إليه نظرة تقدير واحترام.

‏وجدير بالذكر أن هذه الرواية وردت في “سنن الدار قطني” الذي يحتل مكانة رفيعة بين كتب الحديث عند علماء أهل السنة.

ثم لا يعزبن عن بال القراء الكرام أن المعترض يُقدم البيت ناقصا إخفاء للحقيقة لانه كان يعرف أن البيت التالي سوف يُبطل ما يريده من سوء ويهدم عمارة كذبه وافترائه يقول سيدنا أحمد .. بعد البيت الذي اعترض عليه هذا الطاعن:

“وأنّى لِظلٍ أن يُخالفَ أصلَه

فما فيه، في وجهي يلوح ويزهَرْ” (3)

هنا بيّن سيدنا أحمد نقطة جوهرية، وهي أنه من المستحيل للظل أن يخالف الأصل -والأصل هو محمد وأنا الظل الذي يتبعه في كل حال.

ويقول حضرته في موضع آخر موضحا هذه الحقيقة “وكل مايظهر تأييدًا لي وإثباتًا لصدقي فإنما هو من معجزات النبي ” (4)

‏إذًا فالمعترض يتعمد إخفاء العقيدة الأصلية الصريحة لسيدنا المهدي والمسيح الموعود .. المذكورة آنفا، ولا يذكر قول حضرته الحاسم والأخير في هذا الباب الذي يُبطل جميع اعتراضات هؤلاء المتعصبين.

(2)

‏ثم اعترض “باوا صاحب” على وحيٍ لسيدنا الإمام المهدي تعريبه:

“نزلت في الدنيا عروش كثيرة ووضع عرشك فوق جميع العروش” (5)

و‏ربما ينوي المعترض أن يثبت من ذلك أنه عرش أحمد .. قد وُضع فوق عرش النبي -والعياذ بالله-، إن مؤسس الأحمدية سيدنا أحمد لم يذكر هنا سيده محمدا المصطفى للمقارنة بينه وبين سيده كما يزعم المعترض، حتى ولا بإشارة خفيفة، فيقول المعترض لايختلف كثيرا عن قول اليهود إذ ادعوا بأفضيلتهم على جميع العالمين بما فيهم المسلمين، ‏بناء على آية من الذكر الحكيم (وأني فضلتكم على العالمين). فلا نقول لهذا الضال المضل الا أن اتق الله واستخدم العقل إذا كان عندك منه شيء وإياك وهذه الخرافات.

واعلموا أن بعض الكلمات تختص بزمن خاص ووقت محدود وكثيرا ما تُحذف التفاصيل البسيطه في الكلام البليغ، وأهل العلم يصلون الى الحقيقة المقصودة في الكلام، ‏وإذا فسّر أحد الكلام منحرفا عن الحق والسداد فلا يُعتبر تصرفه هذا إلا خيانة وكذبا، فمثلا حينما تحدث القرآن الكريم عن فضيلة بني إسرائيل على العالمين فكل المسلمين بل غيرهم يخصونها بزمن خاص ووقت معين ولا يطلقونها على جميع العصور والأمم، أي أن الله تعالى فضّل بني إسرائيل على الناس الموجودين في ذلك الزمن الماضي.

‏كذلك فإن وحي مؤسس الجماعة المذكور أعلاه يشير فقط إلى زمن خاص وهو هذا الزمن الذي نعيش فيه، ولا يمكن أبدًا أن يمتد إلى زمن نبينا الكريم . ‏وهذا المفهوم يؤيده وحي آخر تلقاه حضرته من الله تعالى جاء فيه: “إني فضلتك على العالمين” (6). وهو أيضا يتضمن نفس المفهوم. ولقد فسّر سيدنا أحمد هذا الوحي بنفسه بما فيه الكفاية لإقناع إنسان منصفٍ. ‏وبيّن أنه لا يتضمن أي فضيلة له أو مقارنة بينه وبين سيده ومطاعه محمد . بل إن الجماعة الإسلامية الأحمدية ترى مثل هذه المقارنة كفرًا بُواحا. وإليك ما قاله سيدنا أحمد في تفسير الوحي المذكور: “‏أي فضلتك على جميع الناس الموجودين في عصرك.” (7)

بعد هذا التصريح إذا عزا احد الى أحمد قولاً آخر مخالفا للمعنى الذي ذكره بنفسه لهذا الوحي فذلك ظلم بغيض واعتداءٌ مشينٌ لا يقبله أهل الورع والتقوى.

‏(3)

ثم يقتبس “باوا صاحب” عبارة من كتاب ” كلمة الفصل” لحضرة ميرزا بشير أحمد وهي:

“يُمنَح كل نبي كمالات روحانية بقدر استعداده وبقدر الأعمال المفوضة إليه. فأُوتي ‏بعضهم قدرات أكثر من بعض. وما أوتي سيدنا المهدي والمسيح الموعود النبوة إلا حينما حصل على الكمالات المنبثقة من عين النبوة المحمدية، واستحق أن يدعى “النبي الظلّي”. فالنبوة الظلّية ما أخرت قدم المسيح الموعود بل دفعه إلى الأمام حتى أوقفة بجانب النبي الكريم “. (8)

يقول المعترض أن هذا يعني أن مهديهم لا يقل منزلة عن الرسول .

‏تعرف أيها القارئ الكريم أن الوقوف جنبا بجنب هو اصطلاح ورد كثيرا في الصحف السماوية ولا يراد منه أن الواقف بجانب أحد ينال نفس المرتبة التي نالها السابق. وإذا ما أريد معنى التساوي فيعبرون عن ذلك مثلا بقولهم “أوقفه على قدم” المساواة بجانبه، يبدو أن “باوا صاحب” إما أنه يجهل محاورات اللغة أو يتجاهل ويخدع الناس متعمدا.

‏الحق بأن الوقوف بجانب أحد تعبير رائع عن القرب ولا يراد به المساواة. مثله كمثل الولد الواقف إلى جانب والده. ولا يعني ذلك أبدا أنه نال مرتبة الوالد أو أصبح الوالد نفسه. ‏كذلك وردت هذه الاصطلاحات في الأناجيل أيضا إظهار للقرب. نقرأ عن المسيح :

“جالسا عن يمين القوة” (9)

“وجلس عن يمين الله” (10)

“منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسًا عن يمين قوة الله” (11)

 الذين لهم المام بكتابات مرزا بشير أحمد يعرفون تماما أنه من المستحيل أن يخطر بباله أن الإمام المهدي (والعياذ بالله) كُفوًا لمحمد وأن حضرته كان يؤمن ويعرف أن مثل هذا التفكير يؤدي إلى الكفر، فكلمة “بجانب” إنما استخدمت هنا لبيان معنى القرب فقط .. أي أن الله قد قدر أن يقرب الإمام المهدي الى سيده محمد المصطفى ببركة اتباعه الكامل له . ‏فكما أن التلميذ الذكي المجتهد يمشي الى جانب أستاذه، أو كما يسعد الابن المطيع بالمشي إلى جانب أبيه، كذلك حاز سيدنا المهدي والمسيح الموعود على شرف وسعادة الوقوف إلى جانب سيده محمد المصطفى .

(4)

‏قدم المعترض عبارة أخرى: “فهل بقي بعد ذلك أي شك في أن الله تعالى أنزل محمدا مرة أخرى في قاديان إيفاءً بوعده. (12)

اعلم أنه إذا وُعد نبي ببعثة ثانية فإنما يدل ذلك على عظمة شأنه وجلالة مرتبته. كما قال حضرة شاه ولي الله المحدث الدهلوي رحمه الله: “وأعظم الأنبياء شأنًا من له نوع آخر من البعث أيضا. وذلك أن يكون مراد الله تعالى فيه سببًا لخروج الناس من الظلمات الى النور وأن يكون قومه خير أمة أخرجت للناس فيكون بعثه يتناول بعثًا آخر” (13) .

‏ومن هذه الناحية أيضًا نال نبينا الكريم مقام أرفع وأعلى وأعظم من جميع الأنبياء حيث قال الله تعالى في ذكر بعثته الثانية:

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (14).

جاء في صحيح البخاري في تفسير هذه الآية:

“عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ، قَالَ: قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ.”(15)

لقد سئل النبي : من هم (الآخرين) ولكنه أجاب: حينما يرتفع الإيمان إلى الثريا فيناله رجلٌ  من أهل فارس ويقيمه في الدنيا مرة ثانية. ما أبلغ وأشمل قوله حيث أخبرنا بأسلوب رائع عن رجل من غير العرب يعيد الإيمان من السماء ويقيمه في الدنيا بعدما يرتفع منها، وأخبر أيضًا أن الذين يؤمنون به ويطيعونه فأولئك هم (الآخرين) وعليهم تصدق كلمة “منهم” أي أنهم يُعدّون من صحابة الرسول . فالآية تتضمن نبوءة عن ظهور نبي في الزمن الأخير، يعتبر بعثه كبعث ثان للنبي الكريم . وإلا فلا مبرر لإطلاق كلمة “منهم” أي من الصحابة، على الذين جاءوا بعد النبي ولم يستفيدوا من صحبته. فإذًا كيف يتحقق نبأ القرآن الكريم “وآخرين منهم لما يلحقوا بهم”؟

اتق الله أيها المعترض الجاهل واعلم بأن الاعتراض على وعود الله سبحانه ليس غباوة فقط بل أيضًا معصية كبيرة. لقد كان من قدر الله سبحانه وتعالى أن تتم البعثة الثانية للنبي بصورة ظليّة بظهور الإمام المهدي في الزمن الأخير الذي كان عليه أن يعيد الإيمان إلى الأرض مرة ثانية، والذي قال عنه علماء الأمة وصلحاؤها أنه سيكون نسخة منتسخة لرسول الله وصورة له ويكون ظلاً كاملاً له، ومن خلاله تنعكس أنواره في الزمن الأخير. حتى قال بعضهم أن باطنه هو باطن نبينا الكريم . وها أقدم لكم بعض الاقتباسات من أقوالهم بهذا الشأن على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.

(أ) قال حضرة الإمام عبد الرزاق القاشاني: “المهدي الذي يجيء في آخر الزمان فإنه يكون في الأحكام الشرعية تابعًا لمحمد وفي المعارف والعلوم والحقيقة يكون جميع الأنبياء والأولياء تابعين له كلهم.. لأن باطنه باطن محمد ” (16)

(ب) ويقول حضرة شاه ولي الله المحدث الدهلوي في كتابه (الخير الكثير): “حُق له أن ينعكس فيه أنوار سيد المرسلين . ويزعم العامة أنه إذا نزل إلى الأرض كان واحدًا من الأمة. كلا، بل هو شرح للاسم الجامع المحمدي ونسخة كاملة منه. فشتان بينه وبين أحد من الأمة”. (17). فترى أنه يؤكد في قوله هذا أن الإمام المهدي يكون ظلاً كاملاً لنبينا الكريم وصورته العكسية التي تعكس أنواره .

(ج) وقال الشيخ محمد إكرام الصابري: “قد ظهر محمد المصطفى في بداية الدنيا في صورة آدم .. أي ظهرت روحانية محمد في آدم بصورتها الظلية في الزمن الأول. وكذلك يظهر حضرته نفسه في صورة المهدي، خاتم الأولياء.. أي تظهر روحانيته في المهدي في الزمن الأخير”. (18)

ومرزا بشير أحمد يشير إلى نفس الوعد الإلهي المذكور في سورة الجمعة وأقوال صلحاء الأمة التي ذكرناها آنفًا. وإذا اعترض المعترض على الوعد المذكور في كتاب ميرزا بشير أحمد فإنه في الحقيقة يعترض على الله تعالى الذي وعد بذلك في كتابه المجيد.

(5)

نسب المعترض إلى الخليفة الثاني عنه عبارة وحاول أن يثبت بها أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تحاول الحط من شأن رسول الله (والعياذ بالله). إنه قدم عبارة اقتطعها من النص ونسب مفهومها الخاطئ إلى الخليفة الثاني للمسيح الموعود، والعبارة كما يزعم هي:

“صحيح تمامًا أن كل إنسان يستطيع أن يتقدم ويصل إلى درجات عالية حتى أنه يستطيع أن يتفوق على محمد “، لا شك أن المعترض فنان في التلبيس، ماهر في الخيانة .. إذ يختطف جزءًا من العبارة الطويلة لإخفاء الحقيقة عن القراء وليوهمهم بعكس الواقع. وإليكم نص العبارة لتعرفوا مدى دجله وخيانته. يقول حضرة الخليفة الثاني:

“صحيح تمامًا أن كل إنسان يمكن أن يتقدم ويصل إلى درجات عالية، حتى أنه يمكن أن يتفوق على محمد ، ولكن الواقع العملي أن سيدنا محمدًا قد فاق جميع الناس السابقين في هذا المجال، كما شهد الله عن المستقبل أيضًا أنه فاق على الأجيال القادمة أيضًا”. (19)

تكشف هذه العبارة الكاملة أن المعترض تعمد تقديمها ناقصة وحذف منها ما يوضح المعنى تمامًا، وذلك ليخلق انطباعًا مزيفًا ويثير عواطف القارئ – وما هو إلا دجل منكر وخداع شيطاني يلجأ إليه المفترون ومع ذلك يتحدى هو وزملاؤه أنه لا يمكن لأحد أن يبطل كلامهم.

فإن حضرته قد فسر بنفسه عبارته هذه كما يلي:

“من الواضح أن إمكان التقدم شيء والتقدم فعلاً شيء آخر. أما إمكان التقدم فمعناه أن الفرصة كانت متاحة لكل واحد ولم يغلق الله عليه هذا الباب بل تركه مفتوحًا أمامه. ولكن ما دام الواقع العملي يشهد أنه لم يتقدم أحد على رسول الله فثبت أن أسوة العشق التي قدمها رسول الله لم يتمكن من تقديمها أحد من الناس حتى سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهم السلام، دعك من عامة الناس. فأين الإهانة للنبي في هذا الاعتقاد، بل فيه بيان لأفضليته وتكريمه” (20)

لاحظوا جسارة هذا المعترض الشقي الذي ينسب هذه الوقاحة إلى سيدنا الخليفة الثاني الذي يعتقد عن سيده محمد المصطفى بما يلي:

“لم ولن تلد أم ولدًا إلى يوم القيامة يستطيع أن يتفوق على رسول الله ” (21)

وهذه هي عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية، أما جريدة (الفضل عدد 17 مايو 1922) فقد جاء فيها قول الخليفة الثاني: “نحن نعتقد أن الله سبحانه ما منع بنفسه أحدًا من التقدم على رسول الله فليحاول من شاء إن استطاع إليه سبيلاً. ولكن لن يستطيع أحد أن يتقدم على رسول الله لأن التضحيات التي قدمها رسول الله لا يمكن لأحد أن يقدم مثلها” (22)

فهناك بعد شاسع بين الإمكان وبين الواقع. الإمكان معناه أن الباب مفتوح والفرصة مهيئة لكل واحد، وأما الواقع فهو أنه لم يتمكن أحد من التقدم على رسول الله . نعرف على وجه الدقة والبصيرة أنه لن يستطيع أحد أن يتقدم عليه. ولأن الأسوة الحسنة التي قدمها رسول الله لا يستطيع إنجازها الأنبياء أولو العزم فما بالك بعامة الناس:

وقد وضح حضرته هذه المسألة بطريق آخر فقال: إذا سئلت: هل يمكن لأحد أن ينال مرتبة أعلى من نبينا الكريم .. فجوابي هو بأن الله تعالى لم يسد هذا الباب، ولكن أروني رجلاً واحدًا يستطيع الوصول إلى المقامات الروحانية العالية بسرعة أكبر من سرعة نبينا الكريم . هناك فرق واضح بين الإمكان وبين الواقع. فمثلاً يقول الله تعالى في كلامه المجيد موجهًا خطابه إلى رسوله :

قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (23).

ولا يعني ذلك أن لله ولدًا في الحقيقة. كذلك تمامًا لا نقول بأن أحدًا تقدم على رسول الله مقامًا ومرتبة، بل نقول: إذا أراد أحد التقدم على الرسول فليجرب حظه، فالمجال واسع والفرصة مهيئة، والله تعالى لم يغلق هذا الباب، ولكن الواقع أنه لم ولن تلد بنت حواء ولدًا إلى يوم القيامة يستطيع التقدم على رسول الله .” (24)

فعلى الرغم من التسليم بإمكانية هذا الاحتمال عقلاً، فقد قال حضرته بكل وضوح أنه لم ولن يحدث هذا إلى يوم القيامة.

لقد كان عباد الله الصالحون ولا يزالون يتسابقون في الحصول على قرب الله سبحانه كمثل اللاعبين المتسابقين، وما عرقل الله سبيل أحد منهم. ولو فعله لكان ظلمًا تعالى الله عنه علوًا كبيرًا. فلذا لا يمكن إنكار التقدم من الناحية العقلية، ولكن الواقع هو أنه لا يمكن إلى آخر الزمن لأحد أن يسبق ويتقدم على رسول الله .

(6)

ثم يقتبس المعترض اثنين من أبيات القاضي ظهور الدين أكمل أحد الشعراء الأحمديين تعريبهما:

“لقد نزل محمد فينا مرة أخرى وهو أعظم شأنًا من ذي قبل، والذي يريد رؤية محمد فلير غلامه “أحمد” في قاديان”

ويريد المعترض من ذكر هذين البيتين إثبات أن الجماعة الإسلامية الأحمدية حاولت الحط من عظمة محمد المصطفى .

وجوابنا أن هذين البيتين لا علاقة لهما بعقائد الجماعة الإسلامية الأحمدية، ولا تعتبر قائلهما مجازًا لبيان عقائدنا. وإذا جعلت فرقة ما عرضة للانتقاد بسبب خطأ من أحد أفرادها فلا تبقى فرقة أو جماعة سالمة من الاعتراضات، وضاع الأمان في دنيا الأديان، وقامت القيامة بين المذاهب.

ونعلن على الملأ أنه إذا أراد هذا الشاعر بقوله هذا أن الذي بعث في قاديان إمامًا مهديًا كظل تابع لمحمد .. هو أفضل شأنًا من سيدنا محمد الذي بعث في مكة.. فإن الجماعة الإسلامية الأحمدية بريئة منه ومن قوله، ولا يمكن لأي شخص منصف مطلع على ما كتبه مؤسس الجماعة أن ينسب إليه وإلى جماعته مثل هذا الاعتقاد. إن مؤسس الجماعة ما زال دائمًا ينحني أمام عتبة سيده حتى أنه اعتبر نفسه كمثل التراب في الطريق المؤدي إلى زقاق آل سيده . كما يقول في بيت شعر له باللغة الفارسية:

أي: نفسي وقلبي فداء لجمال محمد.. وجسمي فداء لتراب زقاق آل محمد (24 أ)

والآن اسمعوا ما حصل لأبيات السيد ظهور الدين أكمل. لا يخفى على القارئ اللبيب أن الشاعر عندما ينظم الشعر فلا يستطيع أحيانًا أن يعبر عما يختلج في نفسه من معان، وكثيرًا ما يضطر الشعراء لشرح ما قرضوه من أبيات. وهذا ما حدث بالضبط في شأن السيد أكمل – فحينما نشرت هذه الأبيات سأله كثير من الأحمديين عن مراده فيها، وأظهروا سخطهم واستنكارهم لما فيها من انطباع خاطئ يحصل عند قراءتها العابرة. فشرحها الشاعر كما يلي:

“هذه الأبيات في الحقيقة تعبر عن حبي لسيدنا محمد . والله العليم بذات الصدور شاهد على أنني لم أتصور قط أن أفضِّل أحدًا على هذا النبي ذي الجاه والجلال خاتم الأنبياء . يعلم الله وهو على ما أقول شهيد أنه ما خطر ببالي ولو للحظة أن أقارن بين أفضل الرسل وبين أحد آخر. وكل ما أردت قوله أن بعثة الإمام المهدي هي كبعثة ثانية للنبي . والأحمديون لا يعتقدون بالتناسخ ولا حلول الروح في جسم آخر، بل يقولون أن المراد من نزول أحد هو ظهور روحانيته.

ثم لا تزال مرتبة النبي تزداد يومًا فيومًا بسبب صلوات أمته له وأعمالهم الحسنة، لأن جزاء الأعمال الحسنة يصل إلى معلمها والدال عليها أيضًا لقوله “الدال على الخير كفاعله”. وهذا لا يحدث نقصًا في خزائن الله تعالى. فقلت أن بركات النبي قد نزلت مرة أخرى وهي أكثر فيضًا، وذلك لقول الله سبحانه: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (الضحى: 5)

ولم أذكر في هذه الأبيات أحدًا غير النبي . كما جاء في مقطع نفس القصيدة: المرتبة التي نالها أحمد فقد نالها من خلال طاعة سيده محمد وبسبب اتباعه الكامل” (25)

هذا ما وضح به الشاعر أبياته، ولا يعترض على هذا المفهوم إلا المتعصبون والمتعنتون. ولو قال المعترض أن الشاعر قد اختلق هذا المفهوم فيما بعد، وأصر على الأخذ بظاهر البيت، فليقل ما شاء، ولكن لا يمكن له أن يرفض حقيقة أن أهل العلم يفضلون تفسير صاحب القول على أي تفسير آخر.

وإذا لم يقبل المعترض هذا المبدأ فليطعن في الشاعر، ولكن لا يحق له أبدًا أن ينسب قوله إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. ونعلن مرة أخرى أنه إذا كان هذا البيت يعني -على سبيل الافتراض- ما ذهب إليه المعترض فلا شك أنه جدير بالإدانة والاحتقار والرفض، ولكن لا يجوز لأحد أن يجعل الجماعة الإسلامية الأحمدية عرضة لسهامه بسبب هذا البيت.

(7)

في هذا الباب أورد المعترض مقتبسًا من رسالة لمؤسس الجماعة، ولم يذكر سياقه كي يخفي على القارئ حقيقة الأمر وليوهمه بعكس الحقيقة لعدم علمه بها. جاء في الرسالة:

“إن رسول الله وأصحابه كانوا يأكلون الجبن يصنعه المسيحيون مع أنه كانت هناك إشاعات أنهم كانوا يستخدمون شحم الخنزير في صناعته” (26)

قد اختطف المعترض، كما أسلفنا، جملة واحدة من خطاب طويل كتبه مؤسس الأحمدية إلى أحد أصحابه. سئل حضرته ذات مرة هل على المسلم أن يترك شيئًا حلالاً لمجرد الشك فيه؟ فأجاب حضرته أنه لا يجوز ترك شيء حلال بناء على الشك إلا إذا كان خبرًا يقينًا. وبهذا الصدد ذكر حضرته أسوة النبي . ولا ندري علام يعترض المعترض، أم أنه يكتم الحق عن قصد لخداع الناس السذج ولإثارة عواطفهم ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية.

يبدو أنه لم يقرأ كتبًا دينية قط، فقد ورد في كتاب الفتح المبين:

“وجوخ اشتهر عمله بلحم الخنزير، وجبن شامي اشتهر عمله بأنفخة الخنزير. وقد جاءه جبنة من عندهم، ولم يسئل عن ذلك. ذكره شيخنا في المنهاج” (27)

يبدو من أسلوب المعترض أنه إما جاهل في العلوم الدينية ولا عهد له بالكتب الدينية إطلاقًا أو يتجاهل ويفتري متعمدًا. ولو كان في قلبه مثقال ذرة من التقوى والأمانة لهاجم -قبل هجومه على مؤسس الجماعة- شيخه نذير حسين الدهلوي وأمثاله الذين أصدروا الفتوى بأن رسول الله أكل من الجوخ والجبن وذكروا فيها هذا الحديث. وقد نشر السيد خان أحمد شاه هذه الفتوى في مجلة “إظهار الحق” بعنوان “جواز طعام أهل الكتاب” سنة 1875 م.

(8)

وفي هذا الباب جاء المعترض بثلاثة عبارات من منشورات الجماعة الإسلامية الأحمدية وهي:

1.”إن قاديان هي أم القرى، والذي لا يرتبط بها فإنه سوف يقطع. فاحذروا حتى لا يقطع أحد منكم. إلى متى سيبقى هذا الحليب الطازج في حين أن لبن ثدي الأمهات أيضًا يجف في آخر الأمر. ألم يجف هذا الحليب من ثدي مكة والمدينة؟” (28)

  1. والذي لا يأتي إلى قاديان أو على الأقل لا ينوي الهجرة إليها فيُشك في إيمانه. لقد بشّر الله سبحانه سيدنا أحمد.. عن قاديان قائلاً: “إنه آوَى القرية”. والحق أن البركات تنزل في قاديان كما تنزل في مكة والمدينة. وقال سيدنا أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود “صارت قاديان محرّمةً الآن، وصارت كأرض الحرم لكثرة ورود الناس إليها”. (29)
  2. “ذكر القرآن ثلاث مدن أي مكة والمدينة وقاديان.”

نقول بالأسف الشديد أن المعترض لجأ إلى التلبيس كعادته وقدم العبارة ناقصةً كي يستدل من جملة واحدة كيفما شاء، ويوهم القارئ بعكس الحقيقة لجهله بها. ولم يذكر لخبث طويته أن العبارة التي أخذها من الخطبة الإلهامية ليست من كلام مؤسس الأحمدية ، وإنما هي كشف له. ومن الواضح أن الإنسان يرى في الكشوف والرؤى مناظر عديدة تستدعي التعبير ولا تؤخذ كالأحداث العادية الجارية في الحياة اليومية. فمكذبها أحمق والمعترض عليها جاهل.

إذا قرأ أحدٌ هذه العبارة بمنظار التعصب والحسد، فلا نرى حاجة إلى مناقشته، كما قلنا. كل امرئ يعرف أن المسلمين يستخدمون مثل هذه المحاورات تيمنًا وتبركًا فحسب، ولا ينوون أبدًا المقارنة بين أماكنهم وبين مكة والمدينة، كما يظهر من الأبيات التالية باللغة السرائيكية لأحد أتباع الخواجا غلام فريد الصوفي ويرّددُها الناس هناك على نطاق واسع.

فقال:

(أ)

إني أرى قرية (شاشران) مثل المدينة المنورة، وأرى قرية “كوت متن” كمثل بيت الله. إن حبيبي في الظاهر الخواجه فريد، ولكنه الله في الباطن.

ولا يجوز لشخص أن يجعلها محلاً للاعتراض لأن من الواضح أن الشاعر شبّه قرية مرشده بالمدينة وبيت الله بركة وتيمنًا لا غير. يقصد أن النور والبركات السماوية تنزل على مكة والمدينة وبفضلهما تنزل على هذه القرى أيضا. ولا يقصد أبدا أنّها تساوي مكة والمدينة مكانة ومنزلة.

(ب) كما قال الحاج إمداد الله المهاجر المكي:

حيثما أقيم فهناك مكة والمدينة وقبر النبي (30)

(ج) كذلك قال شيخ الهند محمود الحسن وهو يرثي المولوي رشيد أحمد الكنكوهي وهما من أسلاف هذا الشيخ:

“الذين في صدورهم شوق ومعرفة كانوا يتيهون في مكة ويسألون الناس عن موطنك “كنكوه”. شبهتُ قبرك الذي هو مهبط الأنوار الإلهية بالجبل الطور، وأردد: أَرِني، أَرِني. فانظر إلى سذاجتي”.

قل بالله، أيها المعترض المتعصب: ماهي تعليقاتك على هذا الكلام الذي قاله أحد أسلافك الكبار من فرقتك الديوبندية التي تنتمي إليها؟ كيف نسيت أن تصدر فتوى التكفير ضدهم؟ إنك تثير الناس ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية وتخدع المسلمين البسطاء بحيلك ومكائدك المضلة. كيف تعاميت عما كتبه أو قاله أسلافك آنفا ولم تنبه الناس عليه؟

إن هذه الكلمات التي تفوه بها كبار الفرقة الديوبندية غير مكترثين لخطيرة جدا. ولو أن أحدًا قد ارتكب الإهانة في حق محمد فإنما ارتكبها آباؤك إذ قالوا إن القرى الأخرى لا تصيبها بركات بفضل بركات مكة وأن الناس لا يطمئنون ولا تهدأ قلوبهم في زقاق مكة المكرمة التي وطئتها أقدام نبينا الكريم وإنما يطمئنون عندما يعرفون الطريق المؤدي إلى “كنكوه” قرية مرشده!!

(د) وقال بابا فريد غنج شكر، أحد أولياء الله القدامى:

” لابد للدرويش أن يجتاز سبعة آلاف مقام. وفي المقام الأول منها يمر بحال حيث يجد نفسه يُصلي خمس صلواته بجانب العرش المعلّى مع سكان العرش. وحينما يعود منه يرى نفسه في الكعبة المشرفة كل حين. وحينما يعود من هذا المقام يرى العالم كله بين أصابعه”. (31)

(ر) وكذلك يقول الدكتور الشاعر إقبال عن الهند:

“وطني الهند هي موطن “بوذا”، وهي حرم لأهل اليابان وهي أورشليم الصغيرة لعشاق المسيح عيسى”. (32)

(س) ويقول سلطان المشائخ الخواجة نظام الدين أولياء:

“وجدت في نفسي ذات مرة رغبة شديدة في حج بيت الله الحرام. فأردت أن أزور “باكبتن” قبل ذهابي للحج. وحينما وصلت إلى “باكبتن” وتشرفت بزيارة حضرة شيخ الإسلام بابا صاحب، تحقق ما كنت أتمناه بأداء الحج، وتلقيت مزيدًا من النعم الإلهية. وأضاف الشيخ: أنني بعد مدة وجيزة وجدت نفس الرغبة في الحج، فحضرت “باكبتن” مرة أخرى وتشرفت بزيارة الشيخ، وشرفني الله بنعمه الخاصة. فقال لي الشيخ وعيناه تدمعان : “ذلك الطريق يؤدي إلى الكعبة وهذا يؤدي إلى الحبيب رأسًا” (33)

فهل يجعل المعترض هذه الكتابات أيضا عرضة للازدراء؟

(8)

ثم اقتبس المعترض من كتاب “إزالة خطأ” لمؤسس الأحمدية العبارة التالية:

“ووِفْق حديث النبي الوارد في كنز العمال فإن بني فارس هم من بني إسرائيل ومن أهل البيت. ورأيت في الكشف أن السيدة فاطمة .. رضي الله عنها.. وضعت رأسي على فخذها وهكذا أخبرتني أنني منها.” (34)

لم يذكر المعترض الكشف الذي رآه حضرته بصورته الكاملة، ولم يورد ما قاله حضرته في شرح هذا الكشف في حاشية نفس الصفحة، وإنما اختطف جملة واحدة منها لتحقيق هدفه الخبيث. إن هؤلاء الشيوخ المتعصبين ليس لديهم أدنى حياء ولا خجل عند إظهار ما في نفوسهم من خبث ونجاسة، ويهاجمون شخصا يَذكر السيدة فاطمة كأنها أمه، ليثبت أنه من ذريتها. إن أسلوب تفكيرهم هنا عن سيدة نساء أهل الجنة، فاطمة الزهراء، بنت رسول الله ، لمؤسف ومؤلم ولا يمكن أن يتحمله أحد من المسلمين.

نذكر هنا ما كتبه سيدنا مؤسس الجماعة الأحمدية، لنثبت أن هذا الشيخ قد تعمد تقديم كشف المسيح الموعود بصورة ناقصة لخداع الناس البسطاء وكتم الحقيقة عنهم كي يستميل إليه النفوس المريضة مثله. يقول حضرة أحمد في شرح كشفه المذكور في كتابه “إزالة خطأ”:

“هذا الكشف مذكورٌ في كتابي (البراهين الأحمدية)، كما يلي:

” الحكمة وراء الأمر الإلهي بالصلاة والدعاء لآل النبي في الوحي المذكور أعلاه هي أن حب المرء لأهل البيت يلعب دورًا كبيرا في نزول الأنوار الإلهية، والذي يدخل في زمرة المقربين إلى الله الأحد إنما ينال في الحقيقة من ميراث هؤلاء الطيبين الطاهرين، ويرثهم في جميع العلوم والمعارف.

وتذكرت بهذه المناسبة كشفًا جليًّا جدًّا وهو أنني ذات مرةً رأيت بعد صلاة المغرب في حالة يقظة مشابهة إلى حد ما بالغفوة .. منظرًا عجيبًا. أولاً سمعت صوت المشي السريع لبعض الناس كما يُسمع صوت الحذاء والخف عند المشي السريع. ثم بدا لي في نفس الوقت خمسة أشخاص وهم في غاية الحسن والجمال والوجاهة وهم سيدنا ومولانا رسول الله وسيدنا علي وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين. ووضع أحدهم، وربما كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها، إن لم تخن ذاكرتي، رأس هذا العبد الحقير على فخذها بمنتهى المحبة والشفقة كالأم الحنون. ثم أُعطيتُ كتابًا وقيل لي إنه تفسير القرآن الذي قام به عليٌ، والآن يعطيك علي هذا التفسير. فالحمد لله على ذلك.” (35).

إقرأوا هذا الكشف حرفًا حرفا سوف ترون المنظر هكذا. يدخل هؤلاء الخمسة المباركون في الغرفة، ويقفون. ثم واحدٌ منهم وربما هي السيدة فاطمة الزهراء ضمت صاحب الكشف إليها كالأم الحنون، وهو يرى نفسه في الكشف كالطفل الصغير. فالمنظر الذي رآه في الكشف هو منظر أم حنون تضم ابنها إلى نفسها. ولا يستهزىء بمثل هذا المنظر الطاهر إلا الذي مسخت فطرته وليس في نفسه إلّا الخبث والنجاسة، ويصدق عليه قول: كل إناء بما فيه ينضح. إذ لا يمكن أن يسخر من مثل هذا الكشف الطاهر المبارك إلا الذي لا يكنّ لأهل البيت أي حب واحترام ولا يبالي أبدًا بكرامتهم.

وفيما يتعلق بالكشوف، فقد ذكر كثير من صلحاء الأمة المحمدية كشوفًا كهذه، وبقراءتها يعرف الإنسان أن الذين يسخرون بهذه الكشوف هم الذين يحاولون الحط من منزلة الرسول وأهل بيته، وأنهم ليسوا من أهل الصلاح والكشوف والرؤى. ولو كان هؤلاء في زمن أولئك الأبرار أهل الصلاح والكشف لطعنوا فيهم بسبب ما ذكروا من كشوف ورؤى. نقتبس بعضًا من كشوف صلحاء الأمة.

*يقول حضرة الإمام أبو حنيفة رحمه الله أنه رأى في المنام ذات ليلة أنه يجمع عظام رسول الله من ضريحه، يختار بعضها ويترك بعضها، فاستيقظ من النوم لهول الرؤيا. (36)

** وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني أحد كبار أولياء الأمة:

“رأيت في المنام كأنّى في حجر عائشة أم المؤمنين .. رضي الله عنها.. وأنا أرضع ثديها الأيمن. ثم أخرجت ثديها الأيسر فرضعته، فدخل رسول الله ” (37).

هناك أمثال كثيرة كهذه لرؤى وكشوف أولياء الأمة القدامى مذكورة في سيرهم. وقد ذكرنا اثنين منها فقط على سبيل المثال.

*والآن نقدم كشفا آخر لأحد من كبار علماء الفرقة القاديانية المجددية وهو هادٍ للشريعة كما يزعمون.. السيد شاه محمد آفاق المتوفى في 14 أغسطس 1835م وهو من علماء فرقة هذا المعترض. ولقد روى حضرته كشفه هذا لأحد أتباعه اسمه فضل الرحمان غنج المراد آبادى، وإليكم نص العبارة:

“يقول قدوة العلماء وأسوة الفضلاء، هادي الشريعة والطريقة، العارف بأسرار الحقيقة والمعرفة، مرجع الخواص والعوام، قطب العصر وغوث الدهر، مرشدنا ومولانا فضل الرحمان، دامت بركاتهم وعمت فيوضاتهم: أن عليًا قال له ذات مرة ادخل في بيتنا. فاستحييت من الدخول. فكرّر عليّ الدخول، فدخلت، فإذا السيدة فاطمة في البيت. فكشفت عن صدرها وضمتني إليها وأحبتني كثيرًا”.(38)

المرء يتحير من تفكير هذا المعترض ويتعجب من عقله حيث يرمي بإهانة الرسول رجلاً يرى السيدة فاطمة في صورة الأم، ويبسط فيه لسان الطعن بدون حياء ولا خجل، ولكنه لا يخجل من قراءة قول مرشده فضل الرحمان هذا!!

والحق أن الكشوف، كما أسلفنا، بحاجة إلى التأويل دائمًا، وإن لم نؤولها بعقل وذكاء تكون لها نتائج مهيبة، وتقع مسئولية هذه النتائج على الذين يحملونها على الظاهر ويعبرونها بصورة خاطئة، وليس على أهل هذه الرؤى والكشوف أي ذنب.

إني لنشوانٌ بعشق محمد  

وفي الأخير نرى من الأنسب أن نقدم إلى القراء الكرام كتابات وأقوالا لسيدنا المهدي تكشف أنه في الحقيقة كان عاشقًا صادقًا لسيده وسيدنا محمد رسول الله وأهل بيته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. ولقد عبّر حضرته عن عشقه هذا في كلامه المنظوم والمنثور بكثرة، وآتى جماعته عرفانا لمقام المصطفى وأهل بيته العظام بحيث لا نجد نظيره في تاريخ الأمة كلها. وإنها لتهمة شنيعة وافتراء مبين على هذا العاشق الصادق للرسول ولأهل بيته أنه كان يريد النيل من مقامهم الأسمى. يقول مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية في شعره بالفارسية ما تعريبه:

جان وولم فداي جمالِ محمد است   خاكم نثار كوجه آلِ محمد است

ويدم بعينِ قلب وثنيدم بكوشِ بوش وربر مكان نداي جمالِ محمد است

اين جثمه روان كه خلق خدا ويم  يك  قطرة  وبحركمالِ محمد است

  • نفسي وجناني فداء لجمال محمد. وأتمنى أن أكون ترابًا في أزقة آل محمد.

لقد رأيت بعين القلب وسمعت بأُذن العقل، في كل مكان ذكر جمال محمد.

هذه العين الجارية التي أسقي بها خلق الله إنما هي قطرة واحدة من بحر كمال محمدٌ.(39)

  • “ذلك النور الأبهى الذي وُهب لإنسان.. أعني للإنسان الكامل، لم يكن ذلك النور لا في الملائكة.. ولا في النجوم.. ولا في القمر.. ولا في الشمس؛ ولم يكن في بحار الأرض .. ولا في أنهارها؛ ولم يكن في اللَّغل.. ولا في الياقوت.. ولا في الزمرد.. ولا في الماس.. ولا في اللؤلؤ. بالاختصار.. لم يكن ذلك النور في أي شيء من الأرض أو السماء ، وإنما كان في إنسان.. ذلك الإنسان الكامل الذي كان أتم وأكمل وأعلى وأرفع فرد من بني الإنسان.. سيدنا ومولانا سيد الأنبياء.. سيد الأحياء.. محمد المصطفى .”(40)
  • ” إنني دائما أنظر بعين الاعجاب إلى هذا النبي العربي محمد عليه الصلاة والسلام، ما أرفع شأنه! لا يمكن إدراك سمو مقامه العالي، وليس بوسع إنسان تقدير تأثيره القدسي. الأسف أن الدنيا لم تقدر مكانته حق قدرها. إنه هو البطل الوحيد الذي أعاد التوحيد إلى الدنيا بعد أن غاب عنها. لقد أحبَّ الله غاية الحب، وذابت نفسه تماما شفقة على خلق الله، لذلك فإن الله العليم بسريرته فضَّله على كل الأنبياء. وعلى الأولين والآخرين جميعا، وحقق له في حياته كل ما أراد”(41)
  • ” إن ذلك الحادث العجيب الذي جرى في برية العرب.. حيث بُعث مئات الألوف من الموتى في أيام معدودات.. وتحلَّى بالصبغة الإلهية أولئك الذين فسدت أخلاقهم على مر الأجيال، وأصبح العمي يبصرون، والبكم بالمعارف الإلهية ينطقون.. وحدث انقلاب في العالم لم تره عين قط، ولم تسمع به أذن قط. هل تعرفون كيف حدث ذلك؟ إن تلك الدعوات التي دعا بها في جوف ليال حالكة.. عبدٌ متفان في الله.. هي التي أحدثت ضجة في الدنيا، وأظهرت العجائب التي يبدو صدورها مستحيلا على يد ذلك الأمي الضعيف الحيلة.

اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وآله.. بعدد همّه وغمّه وحزنه لهذه الأمة، وأَنزلْ عليه أنوارَ رحمتك إلى الأبد”.(42)

5-“الآن ليس لبني آدم كلهم رسول ولا شفيع إلا محمد المصطفى .. فعليكم أن تسعَوا جاهدين أن تقيموا رابطة حب صادق مع هذا النبي ذي الجاه والجلال، وألا تفضّلوا عليه غيره بأي شكل.. لكي تُكتبوا في السماء من الناجين. وتذكروا أن النجاة ليست ما يظهر بعد الموت.. وإنما النجاة الحقيقية هي تلك التي يظهر نورها في هذه الدنيا. من هو الناجي؟ هو ذلك الذي يوقن بأن الله حق، وأن محمدًا هو الشفيع بينه وبين خلقه جميعًا، وأنه لا رسول بمنزلته، ولا كتاب بمرتبة القرآن تحت السماء. لم يرد الله لأحد أن يحيا حياة أبدية.. بيد أن هذا الرسول المصطفى حيّ إلى الأبد”.(43)

وقال وهو يلوم قساوسة النصارى المتعصبين:

“… وأطروا عيسى بإفراط الإطراء. وجعلوا الله الوحيد ذا البنات والأبناء. وعدلوا بالله عبده. وأوقعوا الناس في الليلة الليلاء. ونحتوا للرسول الكريم بهتانا وأضلوا خلقًا كثيرا بتلك الافتراءات. وما آذى قلبي شيء كاستهزائهم في شأن المصطفى وجرحهم في عرض خير الورى. والله، لو قتلت جميع صبياني وأولادي وأحفادي بأعيني، وقطعتَ أيدي وأرجلي. وأخرجت الحدقة من عيني، وأبعدتُ من كل مرادي وأوني وأرني.. ما كان عليَّ أشقَ من ذلك. ربِّ، انظر إلينا وإلى ما ابتُلينا. واغفر لنا ذنوبنا، واعف عن معاصينا. لا يتغير أمرٌ بدون تغييرك، ولا يأتي ولا يُرد بلاء إلا بقدرك”. (44)

(أوني: الأون الدعة والسكينة. أرني: الأرن النشاط)

7- وقال في أبيات له:

أتُكفِرني يا أيها المستعجلُ

وأيَّ علاماتٍ ترى إذ تُكفِّرُ

.

وإن إمامي سيدُ الرُسل أحمد

رضيناه متبوعًا وربي ينظُرُ

.

ولا شك أن محمدًا شَمس الهدى

إليه رغِبْنا مؤمنين فنشكُرُ

.

له دَرجاتٌ فوقَ كل مَدرج

له لَمَعاتٌ لا يلِيها تصوُّرُ

.

أبَعد نبي الله شيءٌ يروقني

أَبَعدَ رسول الله وجهٌ منوّرُ

.

عليك سلام الله يا مرجعَ الورى

لكل ظلام نورُ وجهِك نَيِّرُ

.

ويحمدك الله الوحيد وجُندُه

ويُثني عليك الصبحُ إذ هو يجشُرُ

.

مدحتُ إمام الأنبياء وإنه

لأرفعُ من مدحي وأعلَى وأكبرُ

.

دعُوا كلَّ فخر للنبي محمدٍ

أمامَ جلالة شأنه الشمسُ أحقرُ

ز

وَصلُّوا عليه وسلِّموا أيها الورى

وذَروا له طُرق التشاجلا تُؤجَروا

.

ووالله, إني قد تبعتُ محمدًا

وفي كل آن مِن سَناه أُنوَّرُ

.

ورِثتُ علومَ المصطفى فأَخذتُها

وكيف أَردُّ عطاء ربي وأفجُرُ (45)

(يجشر: أي يطلع)

وأصدر قوله الفيصل في هذه القضية في بيت شعر له بالفارسية وهو:

بعداذ خدا بعشقِ محمد مخرمّ

كَر كفر ايى بوو بخدا سخت كافرم   (46)

ومعناه:

وإني لَنَشوانٌ بِعِشقِ محمّد

مِن بعد حبِّ الله جلَّ جلالُهُ

.

إنْ كان هذا الكفرَ إنِّي لكافر

ربي شهيد.. قد سَبَاني جمالُه

 

الهوامش

  1. “مناظرة جنغ” الناشر: المكتبة الفريدية، ساهي وال، باكستان ص 294
  2. أ. إعجاز أحمدي، الخزائن الروحانية. المجلد 19 ص 182
  3. سنن الدارقطني، باب صفة صلوات الخسوف والكسوف وهيئتهما.
  4. تتمة حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية المجلد 22 ص 469.
  5. حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية المجلد22 ص92
  6. الأربعين الثاني، الخزائن الروحانية المجلد 17 ص 353
  7. الأربعين الثاني، الخزائن الروحانية المجلد 17 ص 364
  8. كلمة الفصل لمرزا بشير أحمد ص 13
  9. إنجيل متى 26:64
  10. إنجيل مرقس 16:19
  11. إنجيل لوقا 22:69.
  12. كلمة الفضل لمرزا بشير أحمد ص 105.
  13. حجة الله البالغة للشاه ولي الله المحدث الدهلوي، المجلد الأول، باب حقيقة النبوة وخواصها
  14. سورة الجمعة: 3و4
  15. صحيح البخاري، كتاب التفسير، سورة الجمعة
  16. شرح فصوص الحكم للشيخ عبد الرزاق القاشاني، الطبعة الثانية، 1386ه 1966م، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر ص 42 و43.
  17. الخير الكثير للشاه ولي الله المحدث الدهلوي، طبعة بجنور، الهند ص 72.
  18. إقتباس الأنوار للشيخ محمد إكرام الصابري ص25.
  19. جريدة “الفضل” الأردية، قاديان، عدد 17 يوليو 1922م
  20. المرجع السابق.
  21. خطبة الجمعة، 11 فبراير 1922م
  22. سورة الزخرف ص82
  23. خطبة الجمعة لسيدنا الخليفة الثاني.. رضي الله عنه ليوم 11 فبراير 1922م
  24. أ. مجموعة الإعلانات ج1 ص97، إعلان 20/2/1886
  25. “الفضل” عدد13 أغسطس 1944م
  26. “الفضل” عدد 22 فبراير 1924
  27. الفتح المبين شرح قرة العين للشيخ زين الدين عبد العزيز، باب الصلوات، طبع مصر.
  28. حقيقة الرؤيا ص46
  29. منصب الخلافة لمرزا بشير الدين أحمد ص33
  30. خيرالإفادات (ملفوظ المولوي أشرف علي التهانوي) الناشر: هيئة الإسلاميات بلاهور، باكستان 1982
  31. الأنوار الصابرية للحافظ عبيد الله الصابري، المكتبة الإسلامية، غوجرانواله، باكستان ص118.
  32. باقيات إقبال، الناشر: آئينة أدب، جوك أنار كلى بلاهور- باكستان. الطبعة الثانية 1947م ص328
  33. الأنوار الصابرية للحافظ عبيد الله الصابري، المكتبة الإسلامية، غوجرانواله، باكستان ص 172
  34. إزالة الخطأ، الخزائن الروحانية المجلد 18 ص 213
  35. المرجع السابق. والبراهين الأحمدية، الخزائن الروحانية، المجلد الأول ص598 و599. 36. تذكرة الأولياء، باب 18. وكشف المحجوب الأردوية ص 106
  36. قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني، طبعة مصر ص57
  37. الإرشاد الرحماني، الناشر خانقاه مونغير، الهند ص 42.39
  38. مجموعة الإعلانات ج1 ص97، إعلان 20/2/1886
  39. مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية المجلد 5ص 160 و161
  40. حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية المجلد 22ص118و119
  41. بركاة الدعاء، الخزائن الروحانية المجلد 6 ص10 و11
  42. سفينة نوح، الخزائن الروحانية المجلد 19 ص 13 و14
  43. مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية المجلد 5 ص15
  44. حمامة البشرى الخزائن الروحانية المجلد 7ص 331و333
  45. إزالة أوهام، الخزائن الروحانية المجلد 3 ص 185
Share via
تابعونا على الفايس بوك