آيات ظنوها منسوخة أولا

آيات ظنوها منسوخة أولا

هاني طاهر

  • توضيح الخطأ بالقول بنسخ آية {.. إن يكن منكم عشرون صابرون..}
  • تبيان الخطأ في القول بنسخ جزء من آية قيام الليل في سورة المزمل

__

أولا

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ الله وَالله مَعَ الصَّابِرِينَ (الأَنْفال)

يقول أصحاب النسخ في تفسير هذه الآيات الكريمة: في الماضي إِنْ كان مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ فيجب أن يواجهوا مِائَتَيْنِ، وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ فيجب أن يواجهوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * لكننا الْآنَ ألغينا هذا الوجوب وقد خَفَّفَ الله عَنْكُمْ حيث عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ فيكفي أن يواجهوا مِائَتَيْنِ لا أكثر وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ فلا يجب عليهم أن يواجهوا سوى أَلْفَيْنِ لا أكثر، فإن  زاد العدد عن ذلك جاز لهم الفرار.

ويتضمن قولهم أنّه قبل معركة بدر كان على المسلمين أن يواجهوا عشرة أضعافهم، أما عند معركة بدر فلا يجب على المسلمين أن يواجهوا أكثر من ضعفهم.

والحقّ أنّ هذا القول باطل عقلا ومنطقا وتاريخا وواقعا، فقبل معركة بدر لم تكن هناك معارك. وفي معركة بدر واجه المسلمون ثلاثة أضعافهم وانتصروا. ولم يخطر ببال المسلمين في يوم من الأيام أن يحصوا الكفار ليختاروا بناء على هذه الإحصائية بين الصمود والفرار. ثم إنّ الآيتين نزلتا معًا، فهل نُسخت الأولى فور نزولها؟

هذه الآية لا تتحدث عن الصمود والفرار، ولا تأمر بشيء ولا تنهى عن شيء، بل تتنبأ وتخبر، فالآية خبرية لا طلبية، والأخبار لا يجري عليها نسخ إجماعا وعقلا. أما الأوامر والنواهي فهي التي يمكن أن تُنسخ، إلا الأوامر والنواهي القرآنية فهي منزهة عن ذلك كما تقول بذلك كثير من الأدلة.

الحقّ أنّ في هذه الآية نبوءة عن أن المسلمين سينتصرون على عشرة أضعافهم مستقبلا، وقد تحقق ذلك في حرب الروم والفرس. أما الآن، حيث إن المسلمين ضعفاء جدا عدةً وعتادا، فسينتصرون على ضعف عددهم.. أي أنّ الله تعالى يبشرهم في معركة بدر بالانتصار على الكفار حتى لو كانوا ضعفيهم.

وقبل أن تبدأ معركة بدر كان المسلمون واثقين من النصر بناء على هذه النبوءة، وعلى غيرها من وعود تؤكد انتصار الإسلام، ولكن كان جيش الكفار ثلاثة أضعاف جيش المسلمين، وكان يمكن أن يضعف بعض المسلمين برؤية هذا العدد الهائل، ويخطر ببالهم أنهم لن ينتصروا، لأنّ الوعد بالغلبة كان يتعلق بضعفي العدد لا بثلاثة أضعافه، فقلّل الله تعالى عدد الكفار في أعين المسلمين إلى ضعفين، فقال تعالى:

قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَالله يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (آل عمران 14)..

كما أنّ الله تعالى قد قلّل أعداد المسلمين في أعين الكفار لتشجيعهم على المضي في المعركة، فقال تعالى

وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ الله أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُورُ (الأَنْفال 45)

جاء في التفسير الوسيط: “تشير كلمات الآية يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ إلى أن جيش أهل مكة بدا أمام المسلمين أقل من قوته الفعلية، فلقد رآه المسلمون ضعف عددهم فحسب، بينما كان يبلغ عدد الجيش المكي ثلاثة أضعافهم. وكان ذلك حسب الإرادة الإلهية التي شاءت أن يتم اللقاء بين المسلمين على قلة عددهم وسلاحهم مع الكفار، من دون أن تؤثر فيهم كثرة العدو بشيء من الرهبة إذا هم رأوهم حسب قوتهم الفعلية، كما يقول تعالى

وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً (الأنفال:45).

والذي حدث أن ثلث جيش مكة كان وراء مرتفع من الأرض، فلم ير المسلمون سوى ثلثي الجيش ويبلغ زهاء 600 مقاتل أي ضعف عدد جيش المسلمين. وكان من الطبيعي أن يتشجع المسلمون على القتال لما رأوا أن جيش الكفار ضعفهم فحسب، واطمأنوا إلى النصر، تحقيقًا لوعد الله تعالى الذي وعدهم بالنصر إذا قابلوا عدوًّا يبلغ عدده ضعف عددهم، حيث قال تعالى:

فَإِن يَكُن مِّنكُمْ مِّاْئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِاْئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ (الأنفال:67).

ولقد جاءت الكلمتان رَأْيَ الْعَيْنِ لتبيان أن الأمر لم يكن حلمًا أو كشفًا عندما رأى المسلمون جيش الكفار أقل من عدده الفعلي، وإنما كان ذلك في يقظة واقعية. وقد ملأت هذه الرؤية قلوبهم شجاعة أكثر مما لو كان المشهد حلمًا أو رؤيا، لأن الرؤيا قد يكون لها تعبير مخالف لما يبدوا فيها”. (التفسير الوسيط)

ويقول ابن حزم: “والعجب ممن يقول: إنَّ هذه الآية مبيحة لـهروب واحد أمام ثلاثة، فليت شعري من أين وقع لـهم ذلك؟ وهل في الآية ذكرُ فِرارٍ أو تَولِية دُبُرٍ بوجْهٍ من الوجوه أو إشارة إليه أو دليل عليه؟ ما في الآية شيء من ذلك البتة، وإنَّما فيها إخبار عن الغلَبة فقط، بشرط الصبر وتبشير بالنصر مع الثبات” (الإحكام).

أما سيد قطب فقد تأثر بالقول بنسخها، ولم ينتبه إلى حكمة ابن حزم في تناولها، فقال:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا

وهذا -والله أعلم- في الحال التي لم يكن النبي حاضرا معهم، فكان على العشرين أن يقاتلوا المائتين لا يهربوا عنهم، فإذا كان عدد العدو أكثر من ذلك أباح لهم التحيز إلى فئة من المسلمين فيهم نصرة لمعاودة القتال، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله}. (في ظلال القرآن)

ومعنى قول سيد قطب أنّ وجود الرسول يُضْعِف همّة المسلمين، فإذا كانوا يستطيعون مواجهة عشرة أضعافهم في عدم وجوده فلن يستطيعوا سوى مواجهة ضعفين إذا شارك معهم.

لكن سيد قطب تراجع عن قوله هذا بعد صفحات، فكتب: “وقد فهم بعض المفسرين والفقهاء أن هذه الآيات تتضمن أمراً للذين آمنوا ألا يفر الواحد منهم من عشرة في حالة القوة، وألا يفر الواحد من اثنين في حالة الضعف.. وهناك خلافات فرعية كثيرة لا ندخل نحن فيها. فالراجح عندنا أن الآيات إنما تتضمن حقيقة في تقدير قوة المؤمنين في مواجهة عدوهم في ميزان الله وهو الحق؛ وأنها تعريف للمؤمنين بهذه الحقيقة لتطمئن قلوبهم، وتثبت أقدامهم؛ وليست أحكاماً تشريعية – فيما نرجح – والله أعلم بما يريد”. (في ظلال القرآن)

فقد تراجع من غير أن يقدّم تفسيرا للتخفيف ولا للآية ولا للنسخ من عدمه.

وقد نسب الرازي إلى الزَّجّاج قوله:

إِن يَكُن مّنكُمْ عِشْرُونَ صابرون يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ ليس المراد منه الخبر، بل المراد الأمر كأنه قال: إِن يَكُن مّنكُمْ عِشْرُونَ فليصبروا وليجتهدوا في القتال حتى يَغْلِبُواْ مِاْئَتَيْنِ ، والذي يدل على أنه ليس المراد من هذا الكلام الخبر وجوه: الأول: لو كان المراد منه الخبر، لزم أن يقال: إنه لم يغلب قط مائتان من الكفار عشرين من المؤمنين، ومعلوم أنه باطل. الثاني: أنه قال الآن خَفَّفَ الله عَنكُمْ والنسخ أليق بالأمر منه بالخبر. الثالث: قوله من بعد: والله مَعَ الصابرين وذلك ترغيباً في الثبات على الجهاد، فثبت أن المراد من هذا الكلام هو الأمر وإن كان وارداً بلفظ الخبر”. (الرازي)

إذن، يقرّ الزَّجّاج أن الآية خبرية، ولكنه قال إنه خبر يفيد الأمر، واستدل بأدلة ثلاثة؛ أما الأول فلا معنى له، وأما الثاني فمع صحة قوله بأنّ الأمر بالتخفيف يناسب النسخ أكثر مما يناسب الخبر، إلا أنّ التخفيف هنا ليس تخفيفا عن واجب مُوجّه للمؤمنين، بل هو تخفيف عنهم بأنْ لا يهيئ الله لهم عدوا هائل العدة والعتاد، لأنّ الله تعالى نظر إليهم وعلم أن فيهم ضعفا بالعدة والعتاد، فوعدهم أنْ يكون العدو متناسبا مع قدراتهم الضعيفة في هذه المرحلة. وأما دليله الثالث فلا يلزم منه النسخ، بل إنّ الحضّ على الصبر يتناسب أيضا مع الوعد بالانتصار على ضعفي العدد.

القضية أن الزَّجّاج رأى نسخ الآية ثم راح يبحث عن تخريج لهذا القول المتنافي مع صياغة الآية، ولو علم أنّ القرآن الكريم منزه عن النسخ لتمعّن بها ولاستفدنا من تمعّنه ولما أضاع وقتا في العبث.

ثانيـــا

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل)

ظنوا أنه نسخها قولُه تعالى عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ، وهو جزء من هذه الآية الأخيرة من سورة المزمل: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَالله يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ الله وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا الله قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ الله هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ (المزمل 21).. أي أن الآية الأخيرة في السورة قد ألغت الآيات الأولى منها.

هذه الآية لا تتحدث عن الصمود والفرار، ولا تأمر بشيء ولا تنهى عن شيء، بل تتنبأ وتخبر، فالآية خبرية لا طلبية، والأخبار لا يجري عليها نسخ إجماعا وعقلا. أما الأوامر والنواهي فهي التي يمكن أن تُنسخ، إلا الأوامر والنواهي القرآنية فهي منزهة عن ذلك كما تقول بذلك كثير من الأدلة.

والخلاصة عندهم أنّ الآيات الأولى تفرض قيام كل ليلة، وأن الآية الأخيرة أسقطت هذه الفريضة. فقد ورد في تفسير الطبري: “أمر الله نبيه والمؤمنين بقيام الليل إلا قليلا، فشقّ ذلك على المؤمنين، ثم خفَّف عنهم فرحمهم، وأنزل الله بعد هذا:(عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ …. فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ) فوسَّع الله وله الحمد، ولم يضيّق. (الطبري)

وورد أيضا: “مكث النبيّ على هذا الحال عشرَ سنين يقوم الليل كما أمره الله، وكانت طائفة من أصحابه يقومون معه، فأنزل الله عليه بعد عشر سنين: إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ…. وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ فخفَّف الله عنهم بعد عشر سنين. (الطبري)

وورد أيضا: “قام المسلمون حولا فمنهم من أطاقه، ومنهم من لم يطقه، حتى نزلت الرخصة”. (الطبري)

والصحيح أنّ هذه الآيات (المنسوخة!!) تخاطب الرسول أنّ عليه أن يقوم الليل. فكيف يُنسخ هذا؟!

وأما هذه الآية :

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ

فتتحدث عن الرسول وعن طائفة من المؤمنين، فقال الله لهم إنه يعلم أنهم لن يحصوه.. وهذا لا يعني أنه ألغى الآية الأولى، فالأولى تتحدث عن الرسول ، وهذه الآية تتحدث عن طائفة من المؤمنين..

حين أمر الله تعالى رسوله بقيام الليل قرّر عددٌ من الصحابة الاقتداء به ، ولكنهم لم يستطيعوا مواصلة ذلك، فالله تعالى يقول لهم: لا بأس ولا إثم في ذلك؛ فهذا لم يكن مطلوبا منكم أصلا. فمن قرر منكم أن يقوم الليالي كلها ثم لم يستطع فلا داعي أن يحزن أو أن يظنّ أن الله غاضب عليه، بل إنّ الله تعالى عليم أنكم لن تستطيعوا ذلك أصلا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك