
الحمدُ للرحمنِ ذي الآلاءِ
نثني عليه ببكرةٍ وعشاءِ
.
كمْ جادَ حتى جاوزتْ آلاؤهُ
ما كانَ فوقَ العدِّ والإحصاءِ
.
لَهَجتْ بحمدِ اللهِ ملءَ صدورنا
قلبٌ بكلِّ صبيحة ومساءِ
.
قدْ هاجَها وجدٌ إلى محبوبها
ذي الفضلِ والإكرامِ والنعماءِ
.
ما فارقَ الحمدُ الصدورَ وما خَفَى
فوقَ الشفاهِ بكربةٍ وبلاءِ
.
هذا شعارُ الأحمديةِ إنها
وُهِبَتْ عطاءً فوقَ كلِّ عطاءِ
.
عنوانُها: هذا جمالُ المصطفى
وجلالُهُ قدْ بُثَّ في الأرجاءِ
.
كلُّ المحامدِ للحبيبِ محمدٍ
صلّى عليه اللهُ في العلياءِ
.
كالشمسِ في كبدِ السماءِ ضياؤهُ
بَصَرَتهُ كلُّ مُقَيْلةٍ كَحْلاءِ
.
والبدرُ* قدْ عكسَ الضياءَ منوِّراً
للناسِ عندَ الليلةِ الليلاءِ
.
فأطلَّ ينشرُ من ضياءِ المصطفى
نوراً ينيرُ الليلَ مثلَ ذُكاءِ
.
نوراً أعادَ إلى الرياضِ بهاءَها
مِنْ بعدِ أنْ مُنِعَتْ مِنَ الإرواءِ
.
قدْ عادَ بالوحيِ الذي هو ماؤها
وقَوامُ ما في الأرضِ من أحياءِ
.
وبهِ الخلافةُ قدْ تأصَّلَ جَذْرُها
في الأرضِ بعدَ قطيعةٍ وجفاءِ
.
فلها فروعٌ في السماءِ بُعَيْدَمَا
غُرِسَتْ بأيدي خاتَمِ الخلفاءِ
.
إنّا لنأكلُ مِنْ جَنَى أَثمارِها
في كلِّ حينٍ بعدَ طولِ عناءِ
.
هذا أميرُ المؤمنينَ يقودنا
للرُشدِ والإيمانِ والعلياءِ
.
قد عادَ للإسلامِ مثلَ مُعَفِّر
يُدمي ذئابَ الشركِ في البيداءِ
.
قد عادَ حمداً للإلهِ كعهدِهِ
يُصْلِي** قلوب الحاسدينَ بداءِ
.
الحمدُ للهِ الذي من فضلِهِ
غَمَرَ الخليفةَ باكتمالِ شفاءِ
.
سمعَ الإلهُ إلى وجيبِ قلوبنا
تدعو لِسيدنا بنبضِ بكاءِ
.
فاللهَ نسألُ أنْ يظلَّ رداؤه
ما شاءَ يؤوينا من الرمضاءِ
.
ويديمَ أركانَ الخلافةِ إنها
فضلٌ من الرحمنِ ذي الآلاءِ
.
وبها نرى أنوارَ أحمدَ دائماً
في وجهِ طاهرَ غيرَ ذاتِ خفاءِ