(القسط الخامس)
37. وحي الله تعالى للمسيح الموعود.
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أنه لما تم تزويج “محمدي بيغم” بشخص آخر تحول جميع أقاربه إلى أشد المعارضين له واستمروا في معارضتهم له. لقد وقف الجميع إلى جانب أحمد بيك والد محمدي بيغم وبذلوا جهودًا لتزويجها من شخص آخر. في هذه الحالة بعث رسالة إلى كل من مرزا سلطان أحمد ومرزا فضل أحمد كتب فيها: لقد عارضني هؤلاء معارضة شديدة فلا علاقة لنا بهم الآن، بل لا يمكن أن تجتمع قبورنا أيضا معهم، لذلك يجب أن تُقرّرا الآن قرارًا نهائيًا، فلو كنتما تريدان البقاء معي فلا بد أن تنقطعا عنهم، ولكن إذا أردتم المحافظة على علاقتكما معهم فلا يمكن أن تبقى لكما صلةٌ معي وفي هذه الحالة سوف تعُقَّاني. تقول والدتي: جاء ردّ مرزا سلطان أحمد بأنني لا أستطيع قطع العلاقة مع زوجة عمي لأن لها علي أيادي كثيرة. أما مرزا فضل أحمد فكتب: ليست علاقتي إلا معك ولا علاقةَ لي بهم. فقال : إذًا يجب أن تطلق زوجتك التي هي بنت مرزا علي شير (وكانت معارضة شديدة للمسيح الموعود وكانت بنت أخت مرزا أحمد بيك). فكتب مرزا فضل أحمد الطلاق فورًا وأرسله إليه .
تقول والدتي: كلما رجع مرزا فضل أحمد بعد ذلك من الخارج كان يأتينا ويقيم عندنا، ولكنه وقع تحت تأثير فتنة زوجته الثانية وانضم إليهم رويدًا رويدًا. قالت والدتي المحترمة: كان فضل أحمد حييّا لم يكن يرفع عينيه أمام المسيح الموعود . وكان يقول عنه: فضل أحمد شاب طيب يكن لنا حبًّا إلا أنه انضم إليهم بتأثير من إغواء الآخرين. قالت والدتي المحترمة: عندما وصل خبر وفاة فضل أحمد لم يستطع النوم في تلك الليلة كلها، ثم ظل حزينًا ليومين أو ثلاثة. سألت والدتي إن كان قال شيئًا بهذه المناسبة؟ فقالت: لقد قال: لم تكن له علاقة معنا مع ذلك سوف يتخذ المعارضون موته أيضا عرضة للاعتراض علينا.
أقول: كانت محمدي بيغم بنتَ “عمر النساء” بنتِ عم المسيح الموعود أي أنها كانت بنتَ أخت مرزا نظام الدين ومرزا إمام الدين وغيرهما.وأرملةُ عمي مرزا غلام قادر هي خالة محمدي بيغم، وعليه فإن والد محمدي ببيغم مرزا أحمد بيك كان صهرا (زوج أخت) لمرزا إمام الدين وغيره، إضافة إلى ذلك كانت هناك قرابات عائلية أخرى أيضا مثلا كانت شقيقة المسيح الموعود تزوجت من مرزا غلام غوث الذي كان الأخ الأكبر لمرزا أحمد بيك. وهو أمر قد حصل قديمًا. كان هؤلاء الأقارب للمسيح الموعود لا دينيين ومعرضين عن القيم الدينية، ما كانت لهم علاقة بالإسلام بل كانوا يستهزئون بالشريعة الإسلامية. فلما رآهم المسيح الموعود على هذه الحالة توجه إلى الله تعالى ليظهر لهم آية ليصلح بها حالهم أو يبت في أمرهم شيئًا. فأوحى الله تعالى للمسيح الموعود أن يطلب من أحمد بيك يد ابنته محمدي بيغم، فإن قبلوا ذلك وزوجوها منه فسينالون البركات، وإن رفضوا ذلك فسيحل بهم عذاب الله تعالى، وستمتلئ بيوتهم بالأرامل. وقال الله تعالى عن والد محمدي بيغم إنه سيموت خلال ثلاث سنوات بل سيموت سريعًا، كما أن بعلها الذي ينكحها يموت أيضا خلال سنتين ونصف. ولقد وردت تفاصيل تحقق آية الله المذكورة بخصوص هذين الأخيرين في كتب المسيح الموعود، أي أن أحمد بيك مات خلال بضع شهور من تزويجه ابنته فرحل عن هذا العالم وفق النبوءة، أما مرزا سلطان أحمد الذي زوجت له محمدي بيغم فقد خاف من عذاب الله وأرسل عدد من أقاربه رسائل الإخلاص والاحترام، ولقد كتب هو نفسه أيضا رسالة إلى المسيح الموعود أظهر فيها إخلاصه له وقد نشرت هذه الرسالة في مجلة “تشحيذ الأذهان”، لذلك فقد زال عنه هذا العذاب وفق سنة الله تعالى. أما أقاربهم فكانت النبوءة تشملهم عامة فتحققت النبوءة فيهم بحيث خلت من الرجال بيوتهم التي كانت مليئة بهم وقت صدور النبوءة، ولم يبق الآن في هذه العائلة كلها من الذكور إلا طفلا واحدًا انضم إلى الأحمدية الآن، كما أن ابنة مرزا إمام الدين أيضا دخلت في الأحمدية منذ مدة، وإضافة إلى ذلك بايعت أم محمدي بيغم أي أرملة مرزا أحمد بيك وحفيده وزوجة عمي أي خالة محمدي بيغم أيضا، كما دخلت في الجماعة شقيقة محمدي بيغم أيضا إلا أنها توفيت الآن وإضافة إلى هؤلاء فهناك عديد من أقاربهم الآخرين أيضا دخلوا في الأحمدية، أما الذين لم ينضموا إلى الأحمدية إلى الآن فإنهم أيضا قد تركوا المعارضة وقد تحقق بكل عظمة وجلال وحي الله تعالى للمسيح الموعود : سندخل في هذا البيت بالطـريق الحسـني شيئا وبالطـريق الحسـيني شـيئا.
38. احترام المسيح الموعود للجمبع حتى لمعارضيه.
بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود واقفًا في غرفته المجاورة لبيت أخي العزيز ميان شريف أحمد، وكانت والدتي المحترمة أيضا موجودة بالقرب منه، ذكرتُ عند ذلك أثناء الحديث اسم مرزا نظام الدين فاكتفيتُ بذكر “نظام الدين”، فقال لي المسيح الموعود : إنه عمك في النهاية، لا يليق أن تذكر اسمه هكذا.
أقول: مرزا إمام الدين ومرزا نظام الدين ومرزا كمال الدين كانوا أبناء عم المسيح الموعود (أخ أبيه) مرزا غلام محيي الدين، وكانت شقيقتهم تزوجت من عمنا مرزا غلام قادر، ولكن على هذه القرابة القريبة كانوا يعارضونه أشد المعارضة وكان منشأ هذه المعارضة على أساس ديني. كان هؤلاء أهل الدنيا ولا دينيين بل إن مرزا إمام الدين الذي كان رئيس هؤلاء المعارضين ويستهزئ بالإسلام، ولأجل ذلك لم تنشأ بيننا علاقات قطّ، وتحت تأثير انقطاع هذه العلاقات اكتفيت بذكر اسمه “نظام الدين” ولكنه بسبب أخلاقه الفاضلة لم يقبل هذا الأمر.
39. صدق المسيج الموعود عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي المحترمة سمعت مرةً مرزا إمام الدين يقول لأحد في بيته بصوت جهوري: إن الناس فتحوا محلات التجارة وأخذوا يربحون (وقد أشار بذلك إلى المسيح الموعود )، نحن أيضا سنفتح محلا مثل هذه المحلات. تقول والدتي بأنه بعد ذلك نصّب نفسه مرشدًا للكناسين. قالت والدتي: كان مرزا إمام الدين هو أشد المعارضين وأعندهم وبعد وفاته لم يبد مرزا نظام الدين وغيره معارضة مماثلة لمعارضة مرزا إمام الدين.
أقول: إن بنت مرزا إمام الدين التي تزوجت من مرزا سلـطان أحمد قد دخلت في الأحمـدية منذ مدة.
40. إكرام المنافقين وضعاف الايمان
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثنا قاضي أمير حسين وقال: حدث خصام بيني وبين الخواجه كمال الدين، فقال لي الخواجه: ألا تعرف كم يحترمني ويكرمني المسيح الموعود؟ فقلت له: نعم أعرف أنه يكرمك كثيرًا ولكنني أخبرك عن حادث حصل معي؛ جئت من أمرتسر إلى قاديان وأخبرته ثم قابلته. يقول قاضي أمير حسين: ما كنا قد تعلمنا الآداب ومراعاة بعض الأمور الضرورية فكلما أردنا اللقاء مع المسيح الموعود أطلعناه أو دعوناه أو كان بنفسه يخرج عند سماع ذلك، ولكن الأمر لم يبق على حاله إذ تعلمنا وفهمنا أنه لا يليق بنا أن ندعو رسولاً على هذه الشاكلة. على أية حال، قابلتُه ، فدعا شيخ حامد علي وأمره بصنع الشاي وإحضاره لي، ولكني خفت أن تكون ضيافتي وإكرامي مشابهًا لما كان النبي يصنعه مع المنافقين وضعاف الإيمان. ولقد روي أن النبي كان يكرم كثيرًا المنافقين وضعاف الإيمان. ولقد ورد في الحديث أن النبي أعطى لرهط مالا إلا رجلا منهم رأى سعد بن أبي وقاص فيه أنه كان مؤمنا، وأحق بالمال من هؤلاء الذين أعطاهم، فلفت سعد انتباه النبي إليه إلا أنه ظل صامتًا، فأعاد سعد كلامه إلا أن النبي ظل صامتًا فردّ عليه سعد كلامه المرة الثالثة فقال النبي : أتخاصمني في هذا الأمر. والله إني لأعطي الرجلَ العطاء وإنّ غيره لأحبُّ إلي منه خوفًا أن يكبه الله على وجهه في النار. أي أعطيه تأليفًا لقلبه حتى لا يقع في الابتلاء. قال قاضي أمير حسين: من بلغت حالة إيمانه حد الاطمئنان لم يعد بحاجة إلى هذا الإكرام الظاهري والضيافة الظاهرية بل يعامل بطريق آخر.
41. معاملة المسيح الموعود لزوجته الاولى.
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود لم يكن يشعر بأي ميل إلى والدة مرزا فضل أحمد (أي الزوجة الأولى للمسيح الموعود ) التي كانت تُدعى “أم فضل”، والسبب في ذلك أن أقاربه كانوا معرضين عن الدين إعراضًا شديدًا، وكانت “أم فضل” تميل إليهم وتنصبغ بصبغتهم، لذلك فإن المسيح الموعود ترك معاشرتها، إلا أنه كان يرسل لها نفقتها باستمرار. تقول والدتي: بعد زواجي منه أرسل لها هذه الرسالة: لقد ظلت الأمور تجري بطريق أو بآخر إلى هذا اليوم، والآن تزوجت زواجًا ثانيًا، وسأكون آثمًا إن لم أعدل الآن بين الزوجتين، لذلك فهناك أمران اثنان: إما الطلاق وإما أن تتخلي عن حقوقك عليّ أما النفقة فسأعطيك باستمرار. فقالت: ماذا سأفعل بالطلاق في هذا العمر المتأخر بل أكتفي بالنفقة وأتخلى عن جميع الحقوق الأخرى. تقول والدتي: لقد استمر الحال على هذا المنوال إلى أن أثيرت قضية محمدي بيغم حيث وقف جميع أقاربه موقف المعارضة وزوجوها من شخص آخر. لم تقاطع أم فضل أحمد هؤلاء المعارضين بل ظلت على علاقة معهم فطلّقها المسيح الموعود .
أقول: إن هذا الطلاق كان موافقًا لما نشره حضرته في إعلان 2-5-1891 بعنوان: إعلان متعلق بنصرة الدين وقطع العلاقة من الأقارب المعارضين للدين، ولقد ذكر في هذا الإعلان أنه لو لم يتخلّ مرزا سلطان أحمد ووالدته عن معارضتهما في هذا الأمر فسيكون مرزا سلطان أحمد عاقًّا محرومًا من الإرث وتُطلّق والدته.
تقول والدتي المحترمة: لقد أنقذ مرزا فضل أحمد نفسه من أن يكون عاقًّا في ذلك الوقت.
قالت والدتي المحترمة: بعد هذا الحادث مرضت والدة سلطان أحمد، وكان قد سمح لي بزيارتها فذهبت لأعودها، فلما رجعت أخبرته أن أم فضل مريضة وهي تعاني كذا وكذا. فلم يتكلم ، فأعدتُ كلامي فقال: أعطيك حبتين ويمكنك أن تعطيها باسمك أنتِ ولا تذكري لها اسمي. تقول والدتي المحترمة: لقد أشار لي إلى مساعدتها بين حين وآخر بدون ذكر اسمه فكنت أقوم بذلك.
42. سعد الله الدهيناوي سيكون ابتر
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني شيخ عبد الرحمن المصري أن المسيح الموعود جلس في المسجد بعد الظهر، وكان في تلك الأيام قد كتب عن شيخ سعد الله اللدهيانوي بأنه سيكون أبتر وإن ابنه الموجود حاليًا عنّين فلن ينجب ذرية. (أقول: كان سعد الله معارضًا ومعاندًا شديدًا للمسيح الموعود وكان يذكره بكلام بذيء وقذر جدا) لم يكن قد نُشر بعدُ ما كتبه المسيح الموعود فقال له المولوي محمد علي: الكتابة بمثل هذا الكلام ضد أحد يخالف القانون، فلو رفع ابن سعد الله قضيةً لما أمكننا إثبات أنه عنين حقيقةً. لقد ردّ عليه بكل رفق ولين بداية ولكن لما عرض المولوي محمد علي هذا الموضوع مرة بعد أخرى وأصرّ على رأيه احمرّ وجه المسيح الموعود وقال له بنبرة مشوبة بالغضب: إذا خرج نبي متقلّدًا أسلحته فلا يضعها *.
43. سفر جد المسيح الموعود للدراسة.
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود كان يقول: لقد سافر أبي في أيام شبابه من أجل الدراسة إلى بعض المدن خارج الإقليم، لعله سافر إلى دلهي فأقام هناك في مسجد وانتهى عنده الزاد الذي كان يحمله حتى وصل الأمر إلى الفاقة، فأعطاه أحد خبزًا ظنًّا منه أنه متسول إلا أن الخبز كان قد يبس وتصلّب لكونه بائتًا. أخذ والدي هذا الخبز ولم يكن قد أكله بعدُ إذ ناداه أحد مرافقيه من قاديان الذي كان أيضا يعاني الفاقة فقال: السيد مرزا لا تنساني أنا أيضا. فرمى والدي هذا الخبز إليه إلا أنه لم يستطع أن يمسك به فأصيب على أنفه فأدماه.
أقول: ذكرت والدتي المحترمة أن مرافقه هذا كان أحد من عائلة المغول بقاديان، ولكن الخليفة الثاني للمسيح الموعود يقول إنني سمعت من المسيح الموعود بأنه كان حلاقًا أو أحد العمال للعائلة. فكان يذكر هذا الأمر كطرفةٍ مشيرًا إلى أنه لا يخطر ببال مثل هؤلاء الناس إلا ما يضحكهم حتى في مثل هذه الأوقات الصعبة.
44. عقارات عائلة المسيح الموهود
بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن جدّي قد رفع في البداية قضايا عديدة من أجل المحافظة على ملكية عقاراته الواقعة في قاديان، وكان – منذ زمن وظيفته في كشمير وبعده- قد جمع قرابة مئة ألف روبية إلا أنه صرفها كلها على هذه القضايا.
تقول والدتي بأن المسيح الموعود كان يقول: كان بالإمكان أن يُشترى بهذه المبالغ مئة ضعف عقاراته المذكورة.
أقول: كان جدّي حريصًا على المحافظة على حقه المتوارث من عقارات آبائه، ولقد سمعنا أنه كان يقول: حقي في ملكية العقارات بقاديان أفضل عندي من رئاسة ولاية.
كما أقول: آبائي توافدوا إلى الهند في نهاية حكم الملك المغولي بابر عَمَّروا قرية قاديان، وكانوا قد تملكوا قاديان وكثيرًا من القرى المجاورة الواقعة في منطقة ممتدة إلى أميال. في زمن حكم السيخ تعرضت عائلتنا لمصائب كثيرة وحصل دمار شديد، ولكن في عهد الراجا رنجيت سنغ استعادت عائلتنا بعض عقاراتها، ثم في بداية الحكم الإنجليزي حرمنا من كثير من الحقوق السابقة أيضا، وبعد رفع قضايا كثيرة وبذل أموال طائلة تم الاعتراف بحق التملك لعائلتنا على قاديان وعلى قريتين أخريَين ملحقتَين بها وبحق إدارة أمور ثلاث قرى أخرى، وهي ما زالت قائمة، بينما انتقلت معظم عقارات عائلتنا في قاديان إلى عائلة مرزا أعظم بيك اللاهوري بسبب بعض القضايا التي رفعها بعض أفراد هذه العائلة نفسها، وظلت هذه العقارات عند العائلة المذكورة لخمسة وثلاثين عامًا، ولكنها عادت الآن إلينا بفضل الله قبل مدة يسيرة.
تقول والدتي: لما انتقلت معظم عقارات العائلة بقاديان إلى مرزا أعظم بيك في زمن عمك (مرزا غلام قادر) مرض ثم مات بعد سنتين تقريبًا متأثرًا بهذا المرض، إلا أنه لم يحوِّل في حياته ملكية العقارات إلى عائلة مرزا أعظم بيك رغم القرار الصادر من المحكمة.
أقول: هذه هي القضية وحُكْمها اللذَين ذكرهما المسيح الموعود في كتبه، ولقد منع أخاه من متابعة القضية وطلب منه أن يستسلم للواقع لأن الله تعالى أخبره أن حكم المحكمة سيصدر ضده، ولكن أخاه اعتذر ولم يرضخ لقوله. فلما صدر الحكم المخالف كان في حجرته فجاء عمي من الخارج وبيده ورقة هذا الحكم فطرحها أمامه وقال: خذها يا غلام أحمد، لقد حصل ما كنت تقوله، ثم سقط مغشيًا عليه. تقول والدتي: بعد وفاة عمي دعا مرزا سلطان أحمد وقال له أن يسلم العقار لأصحابه وفق قرار المحكمة ففعل وباع جزءًا من العقار الباقي بثمن زهيد ودفع به نفقات القضية أيضا.
(إن الجملة الواردة في هذه الرواية “تم الاعتراف بحق التملك لعائلتنا على قاديان وعلى قريتين أخريَين ملحقتَين بها” ليست صحيحة بل هو سهو، بل الحق أن القريتين قادر آباد وأحمد آباد الملحقتين بقاديان أقامها جدّنا بعد قيام الحكم الإنجليزي، لذلك يجب عدُّ كلمات القريتين الأخريين الملحقتين بقاديان محذوفة.)
45. تاريخ وفاة والد المسيح الموعود
بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: لقد توفي والد المسيح الموعود مرزا غلام مرتضى في حزيران/ يونيو عام 1876 أو وفق إحدى كتاباته في 20 آب/ أغسطس عام 1875، وتوفي أخوه مرزا غلام قادر في 1883. كان عمر جدي لدى وفاته أزيد من 80 حولا بينما بلغ عمي 55 عاما تقريبًا. كذلك هناك اختلاف في تاريخ ولادة المسيح الموعود أيضا بل هناك اختلاف فيه في كتاباته أيضا. الحقيقة أن ذلك العهد كان عهد السيخ الذي لم تكن تحفظ فيه سجلات الميلاد، فقد كتب المسيح الموعود في بعض كتبه تاريخ ميلاده 1839 أو 1840 في حين أن هذا يتعارض مع ما كتبه في أماكن أخرى، والحقيقة أنه بنفسه قد عدَّ تقديراته لعمره غير مؤكدة، انظروا البراهين الأحمدية الجزء الخامس ص 193. (ويبدو أن عام ميلاده الصحيح هو 1836).
(كما أقول: يثبت من إحدى كتابات المسيح الموعود أن تاريخ وفاة جدي هو يونيو 1874، ولكن وفق البحث الذي قمت به يظهر أن كلا التاريخَين أي 1875 و 1874 ليس صحيحًا بل الصحيح كما يثبت من بعض الوثائق الحكومية هو 1876، ولكن يبدو أنه لم يتذكره. والله أعلم)