بدرٌ هاشميٌ عربي
نفسِي الْفِـداءُ لبدرٍ هاشمي عربي
وَدادُه قُـربٌ ناهيك عن قُـرَبِ
.
نجَّى الورى مِن كل زور ومعصيةٍ
ومِن فسوق ومن شركٍ ومن تَبَبِ
.
فنوّرتْ ملّـةٌ كانت كمعدومٍضعفًا
ورجمتْ ذراري الجانّ بالشهبِ
.
وزحزحتْ دُخْنًا غشّى على مِللٍ
وساقطتْ لؤلوءًا رَطْبًا على حطبِ
.
ونضّرتْ شَجْرَ ذكر الله في زمنٍ
مَحْلٍ يُميت قلوبَ الناس مِن لعبِ
.
فلاحَ نورٌ على أرض² مكدّرةٍ
حقًّا ومزّقت الأشـرار بالقُضبِ
.
وما بَقَى أثـرٌ مِن ظلمٍ وبدعاتٍ
بنور مُهجـةِ خيرِ العجم والعربِ
.
وكان الـورى بصفاء نيّـاتٍ
مع ربِّهم العـليْ في كلّ منقَلبِ
.
له صَحْبٌ كرام راقَ مِيسمُهمْ
وجلّتْ محاسنهم في البدء والعَقِبِ
.
لهم قلوب كلَيثٍ غيرِ مكتـرثٍ
وفضـلُهم مستبـينٌ غيرُ محتجبِ
.
وقد أَتَتْ منه في تفضيلهم تترَا
من الأحاديث ما يغني من الطلبِ
.
وقد أناروا كمثل الشمس إيمانا
فَإِنْ فخَرنا فما في الفخر مِن كَذِبِ
.
فتعسًا لقوم أنكروا شأن رُتبِهمِ
ولا يرجعون إلى صحفٍ ولا كتبِ
.
ولا خروجَ لهم من قبرِ جهلاتٍ
ولا خلاصَ لهم مِن أمنَعِ الحجبِ
.
واليوم تسخَر بالأحباب من قومٍ
وتبكِـيَنْ يومَ جدَّ البينُ بالكُربِ
.
ومن يؤثِرَنْ ذنبًا ولم يخشَ ربّه
فلا المـرءُ بل ثـورٌ بلا ذَنَـبِ
.
انظُـرْ معارفنا وانظُـرْ دقائقنا
فعافِ كـرَمًا إن أخللتُ بالأدبِ
.
وأعـانني ربي لتجـديد ملّـتهِ
وإن لم يُعِنْ فمَن ينجو مِن العطبِ
.
وقلتُ مرتجلا ما قلتُ من نظمٍ
وقلمي مستهـلّ القَطر كالسُحبِ
.
وكفى لنا خالقٌ ذو المجد منَّـانٌ
فما لنا في رياض الخـلق مِن أَرَبِ
.
وقد جمع هذا النظم مِن مُلحٍ ومن
نُخبٍ بيُـمنِ سيدِنا ونجـومِه النُـجبِ
.
وإني بأرض قد علَتْ نارُ فتنتها
والفتن تجري عليها جَرْيَ مُنسرِبِ
.
ومن جفاني فلا يرتاع تَبعـتَهُ
بما جفا بل يراه أفضـلَ القُـرُبِ
.
فأصبحتْ مُقْلتي عينينِ ماؤُهما
يجري من الحزن والألم والشَجَبِ
.
أُرجِلتُ ظلمًا وأرضُ حِبِّي بعيدةٌ
فيا ليتني كنت فوق الرحل والقَتَبِ
² لقد كتب حضرته تحت هذه الكلمة: أي على قلوب. (الناشر)