من الفقه الميسر

من الفقه الميسر

صلاة الخوف

يبيح الإسلام تقصير الصلاة في وقت الخطر الذي يهدد حياة المصلي.. كالأعمال الحربية. والقصر- أو اختصار الصلاة، يمكن أن يكون بإحدى عشرة طريقة مختلفة مذكورة في القرآن الكريم وسنة رسول الله . والخلاصة أنه عندما ينشب قتال شديد في ميدان المعركة، أو يُتوقع  هجوم مفاجيء من العدو، أو اضطُر الجيش إلى أخذ مواقعه القتالية.. تُقصر الصلاة بسبب شدة الموقف. وإذا سمح الحال يمكن أن يُصلِّي المحارب ركعتين، وإلّا صلّى ركعة واحدة وفيها الكفاية. وفي الأحوال التي يكون أداء صلاة الجماعة خطرا.. يجب على كل فرد أن يصلي وحده. وهناك أيضا أحوال لا تسمح للمرء أن يصلي في موضع ثابت فيمكنه أن يصلي ماشيا أو راكبا.. مواجها القبلة أو غير ذلك. وإذا اشتد الخطر يمكن أن تؤدى الصلاة بإيماءات بسيطة أو بمجرد النية وقراءة الآيات والتسبيح. وكذلك يمكن جمع عدة صلوات معاً. (البخارى، كتاب المغازى- مسلم، صلاة الخوف).

صلاة الفائتة (القضاء)

إذا فاتت المرء إحدى الصلوات المفروضة في وقتها بسبب النسيان، أو النوم أو الإغماء.. فإن أداء الصلاة بعد وقتها يسمى قضاء الفائتة. ويجب على المصلي أن يقضيها فورا عندما يتذكرها أو يفيق من نومه؛ وتؤدى الصلوات بالترتيب الطبيعي.

وقد أفتى بعض العلماء أن بوسع المرء أن يؤدى صلاة واحدة بديلة لقضاء جميع الصلوت الفائتة. وسموها “قضاء العمر”. وأدّت هذه الفتوة إلى تقليل الحرص على أداء الصلوات في وقتها عند من يأخذون بها. والحق أن الصلاة زاد روحاني يومي، فكيف يظل المرء جائعا لعشر سنوات ويأكل في وجبة واحدة طعام هذه السنين؟! ويقتضي نظام الصلاة ألا يهمل الإنسان فريضة الصلاة طيلة حياته.. ثم يقضيها في يوم واحد هكذا ببساطة في ” قضاء العمر”!.. فهذا لم يكن أبدا من تعليم النبي .

ويرى أئمة الفقه الإسلامي أن من تفوته الصلاة عامدا وواعيا لذلك.. فلا قضاء يعوض الصلاة التي ضاعت منه إلى الأبد.. ويبقى الحكم في يد الله بعد ذلك.

صلاة التهجد

صلاة يؤديها الإنسان في الجزء الأخير من الليل، وهي مصدر بركة عظيمة. ويساعد على أدائها أن يأوي المرء إلى فراشه مبكرا بعد صلاة العشاء.. ثم يقوم من نومه في وقت متأخر بعد أن ينال قسطا من الراحة.. فيصلي صلاة التهجد من الصلوات المفروضة إلا أن النبي أكد عليه بقوة، ولم يزل دأب الصالحين في كل زمان أن يكتسبوا به نعم الله الخاصة. وينتهي وقت صلاة التهجد بدخول الفجر. والدعاء في صلاة التهجد خليق بالإصابة والقبول. والتهجد ذريعة للقرب من الله تعالى لأن العبد يدع النوم والرحة ليسجد بين يدي ربه. وصلاة التهجد ثماني ركعات؛ واظب النبي على أدائها ركعتين ركعتين. وكان يطيل قراءة القرآن فيها. كما كان يطيل الركوع والسجود. وبعد التهجد كان يصلي ثلاث ركعات.. هي صلاة الوتر. وبذلك تكون صلاة التهجد في مجموعها أحدى عشرة ركعة.

صلاة التراويح

هي صلاة خاصة بشهر رمضان المبارك. ووقتها هو وقت صلاة التهجد. وقد وافق سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه –على أن تؤدى صلاة التهجد جماعة في المسجد بعد صلاة العشاء، ليتيح لأكبر عدد من الناس أدائها والمواظبة عليها. والأفضل أن تؤدى هذه الصلاة في فترة ما قبل الفجر. وقد شاع بين المسلمين تلاوة قسط طويل من القرآن في صلاة التراويح بحسب سنة صحابة النبي . وركعات التراويح ثمانية أو أكثر حتى العشرين ركعة بحسب رغبة المصلي. وحبذا لو كانت هناك لحظات من الراحة بعد كل أربع ركعات.

صلاة الخسوف والكسوف

خسوف القمر هو احتجاب البدر عن النظر كليا أو جزئيا إذا دخل في ظل الأرض. وكسوف الشمس هو اختفاء قرصها كليا أو جزئيا إذا حجبها القمر عن الأرض. ويقع الكسوف الشمسي في أحد الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر القمري، أما الخسوف القمري فيقع للبدر في أحد هذه الليالي: 15،14،13. وتذكّر هذه الظاهرة السماوية أهل الإيمان أن الخسوف يحجب نور المصباحين الكبيرين الذين يضيئان الأرض بمثل ما تفعل الأمراض الروحية التي تحجب النور عن قلب المؤمن. ورحمة الله هي حصن الإنسان من هذا الخسوف الروحاني. ومن ثمّ سنّ النبي صلاة ركعتين عند حدوث الخسوف أو الكسوف.. لتذكير المؤمنين بالتماس رحمة الله كي لا تتوقف مسيرتهم وصعودهم الدرجات العُلا من الروحانية بسبب خسوف روحي طاريء.

وتشتمل كل ركعة على ركعتين وسجدتين. فبعد تلاوة الفاتحة وشيء من القرآن الكريم، يركع الإمام. ثم يعتدل من الركوع ويقرأ شيئا من القرآن، ثم يركع ثانية ويعتدل من الركوع، ثم يسجد، ثم يقعد، ثم يسجد، ثم يقعد.. ثم يقوم للركعة الثانية. ويكثر المصلون من الدعاء في الركوع والسجود. وروي أن النبي ركع ثلاث مرات في الركعة الواحدة. وبعد الصلاة يخطب الإمام في الجماعة و يحضّهم على الاستغفار بصفة خاصة.

صلاة الاستسقاء

عندما يضرب الجفاف أرضًا.. يتوجه أهله إلى الله يلتمسون رحمته، فيجتمعون في الخلاء للصلاة ويضع الإمام رداء ويصلي ركعتين جهريتين. وبعد الصلاة يقود المصلين في الدعاء قائلا: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا، نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل.

اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت (مرتين).

اللهم اسقنا، اللهم اسقنا.

ثم يصلي الإمام على النبي الصلاة الإبراهيمية، ويدعو الله تعالى في خشوع، مستثير رحمة الله وقدرته. ثم يحول الإمام رداءه ويقلب ظاهره باطنا.. إشارة إلى التفاؤل بأن الله تعالى سوف يتقبل ابتهالهم ويبدل الحال من شدة إلى رخاء ومن جفاف إلى غيث.

Share via
تابعونا على الفايس بوك