أحمدية أم قاديانية.. إسلام أم ردة؟

أحمدية أم قاديانية.. إسلام أم ردة؟

لقد تجاوز أعداء الأحمدية.. بل قل أعداء الحق وخير الإسلام.. تجاوزوا كل الحدود في الكذب والافتراء. ويتولى هذا الكتاب تفنيد اتهاماتهم الباطلة. بل ويرد سهامهم المسمومة إلى نحور الكذابين الظالمين المتمرسين الأفاكين. الذين يرمون الأبرياء بما تنضح به نفوسهم. صنفه في الإنجليزية الأستاذ نعيم عثمان ميمون. ويسر (التقوى) نشر ترجمته العربية في حلقات متتابعة.. لتكشف للقراء الكرام كثيراً من الحقائق وكثيراً من الأباطيل.     التقوى

الارتباط السعودي بإسرائيل

ربما كان النظام السعودي هو أنشط مساند للحملة الحالية المضادة للأحمدية، والممول المالي السخي لأمثال إحسان إلهي ظهير وأبي الأعلى المودودي (طهران تايمز، 14/9/87)، والمسؤول الأكبر عن الدعاية الكاذبة المسيئة لسيدنا الإمام المهدي وللجماعة الإسلامية الأحمدية. إن الدعم النشيط الذي يقدمه البيت السعودي لخصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية يثير الشكوك حول حقيقة الدافع والهدف من إنفاق هذه الأموال الطائلة في الحملة الدعائية المضادة للأحمدية. يا ترى، هل تريد الأسرة المالكة السعودية لفت أنظار العالم الإسلامي بعيدا عن ارتباط أسرة سعود وتعاطفها مع الصهيونية، وتسعى لإخفاء العظام الرميم في صندوقها؟

أياً كانت أسباب البيت السعودي فإن روابطهم وتعاطفهم مع زبانية الصهيونية مسألة أثبتها، وسجلها، واعترف بها ملكهم الأسبق فيصل بن عبد العزيز بقوله:

“نحن واليهود أبناء عمومة، ولن نرتضي إلقاءهم في البحر، بل نرغب في التعايش السلمي معهم. (واشنطن بوست، 17/9/79.. عن طهران تايمز).

ويبدو أن اعتراف فيصل بقرابة الدم بين البيت السعودي وبين اليهود، وإقراره بأن “الأسرة السعودية لها جذور مشتركة مع اليهود” (طهران تايمز).. أعمق مما يتصوره المراقب العادي.. لأن هناك حقائق تاريخية معينة تشير إلى أن أسلاف الملك فيصل لم يكونا عربًا.. وإنما هم في الواقع من ذرية سليمان السليم (المرجع السابق).. وهذه حقيقة نجح السعوديين في إخفائها عن العالم.

فليس بمستغرب إذن أن يصر السلطان عبد العزيز ابن سعود. مؤسس الأسرة السعودية الحاكمة الحالية.. على أن للصهاينة حقًا في وطنهم بفلسطين. وهو إصرار سجله ووثقه السلطان السعودي بيده فكتب: “أعترف ألف مرة بأن لا بد لليهود من وطن” (المرجع السابق).

الحقيقة أن هناك وثائق تاريخية تكشف أن السلطان عبد العزيز قد أكد للمقيم البريطاني، كولونيل برسي كوكس، أنه لا يرى بأسًا في إعطاء فلسطين لليهود، وقد كتب بيده هذا التأكيد على الورق، ومهره بخاتمه. وقد نشرت إحدى الصحف الإسلامية هذه الوثيقة حديثا.. وننشر صورته هنا (مع الاعتذار عنه لسوء خطه وضعف كتابته وأخطائه الإملائية): بسم الله الرحمن الرحيم (يستهل عاره هذا بالبسملة!!!)

أنا السلطان عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل آل سعود. أقر وأعترف ألف مرة للسيد برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من إعطاء فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم كما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة. (المرجع السابق)

الزعم الكاذب عن دعم إسرائيل للأحمدية

 من المهازل المؤسفة أن البيت السعودي -راعي المنظمات المعادية للأحمدية- الذي ساند سبيل الصهيونية بحماس واضح في مذكرة سلطانهم ومؤسس مملكتهم.. يستأجر عملاء ليخفوا ميولهم المضادة للإسلام، ويستروا مخازي سادتهم وأرباب نعمتهم.. ويلقوا اللوم على الجماعة الإسلامية الأحمدية بمزاعم خبيثة باطلة ويدعون أن بعض الأحمديين اعترفوا بالدعم والمعونة اليهودية في نشراتهم (ظهير، القاديانية، ص 12).

وتأييدًا لهذا الكذب الصارخ الوقح.. يقتبس هؤلاء المزورون عبارة من أحد المنشورات الأحمدية عنوانها: “بعثاتنا في الخارج” بقلم مرزا مبارك أحمد (المرجع السابق).

ولو قرئت هذه العبارة التي قدمها المزورون المرتزقة – ولكن بعقل محايد غير متحامل.. لهدمت كل مزاعم هؤلاء الذين لا يخافون الله وهم يفترون الكذب على الأحمدية. فمثلاً، تقول هذه النشرة:

“إن البعثة الأحمدية قد تأثرت بعمق من نواح عديدة بتقسيم ما كان يسمى فلسطين. ويستمد العدد القليل من المسلمين الباقين في إسرائيل قدرًا عظيما من القوة بوجود بعثتنا هناك.. وهي لا تفرط في فرصة سانحة لخدمتهم (المرجع السابق).

فبقراءة هذه الفقرة في سياقها الصحيح يتبين أن الجماعة الإسلامية الأحمدية في إسرائيل مصدر عظيم للراحة والقوة للمسلمين وليس للصهاينة. وتقر بوضوح أن خدمات الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تقدم للصهاينة بل للمسلمين الفلسطينيين ومعظمهم من أهل السنة (نعمان، صورة إسرائيل ص 72).

هذا التصريح من مرزا مبارك أحمد.. كيف يمكن أن يكون به مساس بالجماعة الإسلامية الأحمدية لا يتبين لذكاء القارئ العقلاني.. وليس من أعماه هؤلاء الملات المتحيزون الملفقون؟!

ومن بين الدلائل على أن الجماعة الإسلامية الأحمدية في إسرائيل تخدم مصالح الإسلام وليس الصهيونية، ما يمكن استخلاصه من هذه النشرة التي اقتبس منها خصوم الأحمدية ما يلي:

“انتهز الفرصة وقدم لرئيس الدولة نسخة من القرآن الكريم مترجمة إلى الألمانية.. فقبلها بسرور. وقد لقيت هذه المقابلة وما دار فيها رواجًا إعلاميًّا في الصحافة الإسرائيلية كما أذيع ملخصا لها في الإذاعة (ظهير، القاديانية، ص 13).

هذه الفقرة التي اقتبسها خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية هي في الواقع دليل واضح على أن المسلمين الأحمديين يرون أن صالح الإسلام له الأسبقية في كل تصرفاتهم وأعمالهم.. وإلا فما السبب الذي يجعل الداعية الأحمدي يقدم نسخة من القرآن الكريم للرئيس الصهيوني؟

والجزء الأخير من الفقرة يهدم إيحاءات الخصوم ومزاعمهم بأن لهم علاقة سرية مع الصهاينة، وكثيرا ما يتردد هذا الإفك من المنشورات المعادية (المرجع السابق ص 6).. فهاهم يقولون بألسنتهم أن كل ما جرى في المقابلة بين الرئيس الصهيوني وبين المبلغ الأحمدي، قد لقي رواجا إعلاميا في الصحافة الإسرائيلية، وأذيع ملخصه في الراديو”. لو كانت هناك تعاملات سرية بين الأحمديين ورئيس إسرائيل تعتبر ماسة بمصالح المسلمين والإسلام لكانت فرصة يستغلها خصوم الجماعة للتشهير وتأييد مزاعمهم الكاذبة عن التآمر مع الصهاينة.

المساعدة الصهيونية للمنظمات الإسلامية في إسرائيل

وفي محاولتهم لإيهام القارئ بوجود مساعدة مالية يقدمها الصهاينة للأحمديين اقتبسوا عبارة من كتابة مرزا مبارك أحمد بأن “الصهاينة عرضوا بناء مدرسة للأحمديين في الكبابير..” (المرجع السابق)..وبذلك يخلقون انطباعا بأن مدرسة الأحمديين في الكبابير كانت “منحة للأحمديين من إسرائيل”.

ومع ذلك نقول لمن يكتبون ضد الأحمدية بأن الصهاينة أحرار في أن يعرضوا ما يشاؤون، ولكن المهم هو ماذا قبل الأحمديون وليس ماذا عرض الصهاينة. ونخبر هؤلاء الخصوم أن المدرسة الإسلامية الأحمدية في الكبابير موجودة قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. ودليل ذلك ما نشر عن سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد، الإمام الأسبق، أنه يشكر تلامذة هذه المدرسة لمساهمتهم بمبلغ 8 شلنات في نظام التحريك الجديد عام 1934 (الفضل، 7/2/35).

ولعل مما يثير اهتمام القارئ أن الجماعة الإسلامية الأحمدية لم تسمح لنفسها مطلقا أن تدين بهذا العرض الصهيوني.. ولكن الحكومة الصهيونية في نفس الوقت وضعت كثيرا من المنظمات الإسلامية غير الأحمدية في هذا الدين بإعطائهم المال. وعلى سبيل المثال تقول السجلات أن الحكومة الصهيونية قد قامت بصيانة 130 مسجدا (غير أحمدي) صيانة جيدة، ودفعت مرتبات لأكثر من 200 إمام ومؤذن وموظف غير أحمدي (نعمان إسرائيل، 72)، كما “ساعدت في بناء مسجد السلام في الناصرة” (المرجع السابق).

موقف مؤسف للحكومات الإسلامية الحاضرة

إن خداع الأمم الإسلامية وتعاملاتها في الصراع السائد داخل العالم الإسلامي نموذج أصيل لنفاق بعض الحكومات الإسلامية. فمثلاً بعض الأقطار مثل إيران وليبيا وسوريا مشتغلة دائمًا بحفظ الميراث الإسلامي في مناطقهم، ولكن سائر القيادات الإسلامية، وخصوصًا في السعودية وباكستان – قد ألقوا زمامهم بيد سادتهم الأمريكان. هؤلاء للأسف هم أعظم حلفاء للصهيونية. يفعلون ذلك وهم يعلمون أنه بدون المساندة الأميركية الفعالة.. ما كان بوسع إسرائيل أن تمارس دورها الطغياني في أرض فلسطين المقدسة والمناطق المحتلة.

أليس من المهازل إذن .. بعد أن اتضح تعاون بيت المالك السعودي ونظام ضياء الحق الدكتاتوري مع الصهيونية ومصالحها من خلال التحالف مع الكتلة الغربية.. وهي المسؤولة عن قيام إسرائيل واستمرار كيانها والمحافظة عليها على حساب مصالح المسلمين العرب.. أليس من المهازل بعد كل ذلك أن يقوم خدام النظام السعودي والدكتاتور الباكستاني باتهام الجماعة الإسلامية الأحمدية بالعمالة الإسرائيلية.. بينما هم العملاء الواقعيون لها؟

الحركة الوهابية والحكم البريطاني

إن الحكومة الوهابية -التي يقسم لريالاتها يمين الولاء معظم العناصر المناهضة للأحمدية- متهمة بأن مشاعرها مضادة للإسلام. وأول من يتهم الوهابيين بذلك شركاؤهم في مجلس تحفظ ختم النبوة العالمي الزائف. وعلى سبيل المثال.. أتباع المولوي عبد العليم صديقي؛ فهم يتهمون الوهابيين بأنهم أداة بريطانية استطاعوا بها تجميد وتمزيق الإمبراطورية العثمانية المسلمة. (مسلم ديجست، جنوب أفريقيا، ج 37 ع 12، ج 38 ع 1،2،3 – 1987).

وتشجب هذه الصحيفة -التي تصدر في جنوب أفريقيا- الوهابيين والبيت الحاكم السعودي بأنهم: “عصابات من الكفرة اللصوص تحت كفالة بريطانيا لمساعدتها في تحطيم الإمبراطورية العثمانية العظيمة”.

وتتأكد اتهامات الجريدة الأفريقية ضد الحركة الوهابية بوصفها عميل للبريطانيين بتأكيدات من صحيفة أخرى باكستانية قالت فيها:

“إن الحكومة البريطانية قد استخدمت مهارتها الفائقة في زرع النجديين وتغذيتهم حتى حولتهم إلى حركة منتفخة تماما (دايلي توفان 7/11/62).

الدعم البريطاني لبيت سعود

مع أن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تتفق مع المنظمات الإسلامية المختلفة في تحقير الإمام محمد بن عبد الوهاب، لكن لا يسع المرء أن يتغاضى عن الترابط الوثيق بين بيت المالك السعودي وبين البريطانيين.. إلى درجة أنهم وضعوا الجيش الوهابي تحت تصرف بريطانيا (فيلبي، أيام العربية، ص 154). وعمل حراسهم الخصوصيون على حراسة الوكلاء البريطان (المرجع السابق، ص 155) الذين يطوفون بالبلاد العربية جيئة وذهابًا.. يخططون لتدمير الحكومات الإسلامية المعارضة للمصالح البريطانية في الشرق الأوسط.. والإمبراطورية العثمانية على وجه الخصوص. الواقع أن الحكومة البريطانية استخدمت الأسرة السعودية في حملتها ضد الأتراك وابن الرشيد. وتقديرا للجهود السعودية.. وقعت بريطانيا اتفاقية مع الملك السعودي الذي صنعوه بحيث: يتلقى ابن سعود دعما ماليا قدره 5000 جنيه استرليني، بالإضافة إلى أربعة مدافع رشاشة، وثلاثة آلاف بندقية مع ذخيرة كافية.. باعتبار أنه سوف يحتفظ بقوة دائمة مكونة من 4000 رجل في الميدان ضد ابن الرشيد ويهاجم عاصمته (فيليب، السعودية، ص 274).

السيطرة البريطانية على البيت المالك السعودي

سواء اعترف مناهضو الجماعة الإسلامية الأحمدية أم كابروا.. فإن الحقيقة الراسخة هي أن الحكومة البريطانية مارست سيطرة كبيرة على سياسات البيت السعودي. وأملت على البدو -الذين صاروا أمراء- شروطها في معاهدة “دارين” التي اعترفت فيها بأن ابن سعود حاكم مستقل لنجد والحسا والقطيف وجبيل والأراضي المستقلة.. ولكنها احتفظت لنفسها الحق في تحديد هذه المستقلات (جرافز، حياة برسي كوكس، ص 198).

وبالإضافة إلى اعتراف البريطان بابن سعود حاكمًا مستقلاً هو وأبناؤه ونسله من بعده.. فإنهم أصروا على ألا يخلف ابن سعود على العرش السعودي شخص مناهض للحكومة البريطانية من أي وجه.. خاصة فيما يتعلق بشروط المعاهدة مع البريطان (المرجع السابق).

وتحت ظل هذه المعاهدة التي وقعها ابن سعود مع البريطان.. تعهد أن يمتنع عن أي تراسل مع القوى الأجنبية، أو يتنازل أو يبيع أو يؤجر أو يرهن أو يتخلى بأي طريقة عن أي جزء من هذه المناطق لقوة أجنبية أو لرعايا قوة أجنبية بدون موافقة الحكومة البريطانية.. التي يجب أن يلتزم بمشورتها بلا تحفظ (المرجع السابق). ومن ثم لم يكتف الملك السعودي بقبول سلطان البريطان في اختيار خلفائه.. وإنما سلم لهم أيضا بالسياسة الخارجية والداخلية للبلد.

ولم تكن هذه البنود التي فرضها البريطان على البيت السعودي مجرد شروط يمكن للسعوديين احترامها حسب إرادتهم.. ولكن كانت هناك متابعة جادة من ممثلين لبريطانيا يراقبون ويتصدون للسعوديين إذا فكروا في تجاهل المعاهدة. فمثلاً، تنص المادة الخامسة على أن يتعهد السعوديون بالمحافظة على الطرق في منطقتهم لتكون مفتوحة للحجاج، وأن يكفلوا لهم المرور الآمن من وإلى الأماكن الإسلامية المقدسة (المرجع السابق).

“فالبريطان يحمون الحجاج من العدوان والنهب الذي اعتاده بدو نجد”!! وبعد كثير من التعللات.. استسلم البيت السعودي لشروط البريطان وأعلن:

“يتعهد جلالة ملك الحجاز ونَفَس وملحقاتها.. بتسهيل الحج للرعايا البريطان، وللأشخاص الذين تحت الرعاية البريطانية من المسلمين بمثل معاملتهم الحجاج الآخرين. وتؤكد أنهم سيكونون آمنين على أمتعتهم وأنفسهم أثناء مكثهم بالحجاز” (إعلان 6/6/1927).

وقد أعطى الملك السعودي هذا التأكيد للبريطان بالرغم من إصراره السابق على أن حق المرور الآمن والحماية مقصور فقط على المسلمين الذين يقبلون التفسير الوهابي للشريعة (مقالة 26/1/1927). وأمام إصرار الحكومة البريطانية وجد ابن سعود نفسه مضطرا إلى التغاضي عن مبادئه والتسليم لهم بشروطهم. (ولعل اللقب الجديد “خادم الحرمين” مستمد من هذه المعاهدة المجيدة!!).

خلق طائفة ديوباند (الوهابية) في الهند

من مهازل هذا الجدال أن زعماء طائفة ديوباند في هذه الأيام وفي القديم اتهموا الحركة الإسلامية الأحمدية بأنها متعاونة تماما مع الحكم البريطاني.. وهو اتهام باطل يحاولون به خداع الجماهير بإخفاء ألوانهم الحقيقية عن عيون الناس. فالسجلات التاريخية تؤكد أنه بينما تتهم طائفة الديوباند الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنها ربيبة الحكومة البريطانية.. إلا أن مؤسسة ديوباند نفسها تدين بوجودها إلى الحكم البريطاني في الهند.. وهذه حقيقة أول من يعترف بها محررو الجريدة الرسمية للمؤسسة فتقول: “إنها مدينة بوجودها للبريطان” (الندوة، ديسمبر 1908).

والواقع أن هذه حقيقة تاريخية.. فإن المؤسسة التعليمية للديوباند -ندوة العلماء- وضع أساسها الحاكم البريطاني للمقاطعات المتحدة.. رايت أنرابل سير جون سكوت هيوز.. بناء على الروابط القوية بين الحكومة البريطانية وطائفة ديوباند الوهابية. وأعلن العضو المتحدث الرسمي أن الهدف الأساسي لندوة العلماء هو تخريج علماء ملتزمين بواجبهم من العرفان الكامل لأفضال الحكم البريطاني، ولِبث روح الولاء نحو هذه الحكومة في هذا البلد.. (الندوة – يوليو 1908).

وأكثر شيء إثارة للاهتمام في هذه المجادلة.. أن إحسان إلهي ظهير.. المعارض المتفاني بإفكه ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية.. وأشد نقادها عراقة في الكذب.. يتهمها بأنها صنيعة البريطان.. مع أنه ينتمي إلى طائفة ديوباند التي تعترف بلسانها وفي صحيفتها أنها مدينة للفضل البريطاني بوجودها وخلقها، وتعلن أن هدفها هو تخريج العلماء المتنورين وتغرس فيهم روح الولاء للحكم البريطاني!! عجبي! أين الحياء؟ وأين خشية الله؟           (يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك