- العالم يتسارع إلى تدمير نفسه.
- غرس الله تعالى بذرة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوَّة بِيَد الإمام المهدي الموعود لإخراج العالم من الظلمات إلى النور ومازال خلفاءه المهديين يواصلون مهمتَهُ u حتى يومِنا هذا.
__
في سعي حثيث لا يكل ولا يمل نحو غاية مثلى، وهي إظهار الإسلام على الدين كله، لا تفتأ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة تجوب العالم تاركة بصمة مضيئة حيث تحل، فلا تغادر بقعة من بقاع هذا العالم الماضي بتسارع نحو تدمير نفسه إلا ويتم وضع الأساس لحياة مفعمة بقيم الإنسانية. وفي مشهد متكرر باستمرار يشاهد العالم بأم عينيه إلى جانب وضع حجر الأساس لمسجد من مساجد الجماعة الإسلامية الأحمدية، غرس شجرة خضراء، في لفتة ذات مدلول عميق ومغزى بعيد، ففائدة الشجرة من ظل وثمر وجمال منظر تَطَالُ الجميع، وكذلك رسالة محبتنا موجهة إلى الجميع.
إن تعاليم الإسلام الحنيف بلغت من الرقي والاتساع بحيث شملت الإنسانية كلها على تعدد واختلاف شعوبها برداء واحد، ونزلت رسالته على الإنسان الكامل سيدنا محمد المصطفى مؤكدة أنْ:
فكان التعارف والتآخي بين جميع بني آدم أولوية من أولويات الإسلام الحقيقي. ولكن عجبا!! فقد قصر المتأخرون من أكثر الفقهاء معنى الأخوة على أتباع الدين الواحد، بل وكثيرا ما قصروه على أتباع المذهب الواحد، ثم زاد الطين بلة أن قسموا العالم الرحب إلى دارين اثنتين: دار إسلام، ودار حرب، فانمحت شيئا فشيئا أواصر الأخوة تماما، التي جاء الإسلام ليوطدها..
لقد قدَّر المولى الرحيم سبحانه أن ينعم على الإنسانية بفرصة جديدة متمثلة في الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، والتي وضع الله تعالى بذرة دوحتها بيد حضرة المسيح الموعود ، الذي أحب جميع بني البشر كما تحب الأم الرؤوم أولادها بل أكثر من ذلك، ثم تبع خطاه خليفته الأول مولانا نور الدين الذي أحب الجميع كذلك دون تمييز بين أديانهم أو طبقاتهم الاجتماعية، فعالج أوجاع أبدان الهندوس والسيخ والمسيحيين والمسلمين على حد سواء، وطالما كان يعالج المحتاجين منهم دون مقابل يُذكر.
وحين ألبس الله تعالى الابن الموعود للمسيح الموعود قميص الخلافة، وصار بفضله تعالى الخليفة الثاني، تجلَّت قيمة الحب في شخصه ، وشهد بذلك الأباعد قبل الأقارب، ولا زال الكثيرون من أبناء وأحفاد العائلات السيخية ممن قطنوا قاديان يحتفظون بجميل الذكريات مع ذلك المحب الذي فاض قلبه لهم حبا فأحبوه وكنُّوا له الاحترام والتقدير. ثم لا ينقضي نصف قرن هي مدة خلافة المصلح الموعود المباركة، إلا وقد أُثخِنَت الإنسانية بجراح حربين عالميتين جزاء سوء الأدب وتجاهل نداءات المحبة المتكررة من جانب الخليفة الراشد مرزا بشير الدين محمود أحمد.
انظروا كيف للخلافة الإسلامية الأحمدية أن تلتزم بمنهج واحد لا حيود عنه طوال تلك المدة التي تقارب قرنا وعقدا من الزمان دون أن تحيد عنه قدر أنملة، ومهما واتتها الفرصة؟ إنها حقا جماعة الحب، وهي شجرة طيبة أصلها ثابت كمنهجها، وفروعها في السماء تؤتي ثمارها الطيبة كل حين.
ويتولى الخليفة الثالث حضرة مرزا ناصر احمد (رحمه الله) قيادة جماعة المؤمنين، وبالتزامن مع عهد خلافته بدأ فصل الاضطهاد الديني المنظم للجماعة الإسلامية الأحمدية، اضطهاد ترعاه دول وحكومات في القرن العشرين، وعلى الرغم من كل ذلك لم تَخبُ جذوة الحب المتقدة في قلب خليفتنا، فيرفع صوته بشعار «الحب للجميع ولا كراهية لأحد»، وترجم هذا الشعار إلى واقع عملي متمثل في مشروعات خيرية عابرة للقارات مطلقا مشروع «نصرت جهان» أي، نصر العالم كله ومواساته، على اختلاف شعوبه وقومياته وأديانه، فعمل على نهضة الشعوب الأفريقية التي خرجت لتوها منهكة من تحت وطأة الاستعمار الذي استنزف قُوْتها وقُوَّتها، دون أن ينتظر حضرته جزاء منها ولا شكورا.
ويحين عهد خلافة الخليفة الرابع حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)، والذي يدين له العرب بنعمة إطلاق أول بث للتلفزيون الإسلامي الأحمدي، ومن بين برامجه برنامج «لقاء مع العرب» والذي شغف خلاله قلوب كثير من المشاهدين العرب حبا. إن ذلك الحب الصادر من قلب المشاهد تجاه ذلك الوجه النوراني ما كان لينبع لولا قوة حب يشعها قلب الخليفة الرابع (رحمه الله).
والآن لا تزال سفينة الحب جارية، ويقود دفتها الخليفة الخامس (أيده الله) وخلال مساعيه المشكورة لا يكاد حضرته يستقر في مكان، فيجوب العالم ويُعلِّم الإنسانية كيف تقترب من خالقها وكيف تتخلص من السلاسل والأغلال التي صنعتها العداوة والبغضاء بين بني نوع الإنسان..
الآن وعلى سبيل التساؤل، أيفتي القلب السليم أن تكون هذه الجماعة الطيبة محض افتراء مفترٍ أو صنيعة استعمار كما يحاول أن يروج الخصوم؟! وعلى سبيل الافتراض الجدلي أنها كذلك، والعياذ بالله، فكيف لها أن تلتزم بمنهج واحد لا حيود عنه طوال تلك المدة التي تقارب قرنا وعقدا من الزمان دون أن تحيد عنه قدر أنملة، ومهما واتتها الفرصة؟ إنها حقا جماعة الحب، وهي شجرة طيبة أصلها ثابت كمنهجها، وفروعها في السماء تؤتي ثمارها الطيبة كل حين.
ويتزامن عدد التقوى لهذا الشهر باحتفال الجماعة الإسلامية الأحمدية في شتى بقاع المعمورة بمرور 109 أعوام على بدء الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة مصداقا لنبوءة حضرة خاتم النبيين . وتتزامن هذه المناسبة العظيمة مع جهود ونداءات حضرة الخليفة الخامس للمسيح الموعود في إحلال السلام العالمي، والتي تمثلت مؤخرا في خطاب حضرته (نصره الله) في منتدى السلام الوطني الرابع عشر بالمملكة المتحدة، والمنعقد في مسجد بيت الفتوح في الخامس والعشرين من مارس/آذار المنصرم.
تجد عزيزي القارئ داخل العدد تغطية فعاليات المنتدى وتحديدا كلمة حضرة أمير المؤمنين التاريخية التي ندعو الله تعالى أن تَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون الكلم فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد المصطفى خاتم النيين وعلى آله وصحبه أجميعن بإحسان إلى يوم الدين.