الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

نور الهدى

هل بإمكان هذا العلم أن يحاكي جزءاً من أكبر نعمة أعطاها الله لنا.. العقل؟!!

بقلم: المهندسة نور الهدى (مصر)

الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الكومبيوتر الذي يهتم بمَيْكنة الذكاء، أي إضافة عنصر الذكاء للآلة. يُقصد بمظاهر الذكاء الأساسية التي يسعى هذا العلم إلى إضافتها للآلة حلّ المشاكل، الاستنتاج، القدرة على التعلّم.

حتى يستطيع العلماء ابتكار هذه الآلة الذكية كان لا بد من حل مشكلتين: تمثيل المعلومات والبحث. ويُقصد بتمثيل المعلومات كيفية ترجمة الحقائق العادية (مثلاً: الماء بارد) إلى شكل تفهمه الآلة وتستطيع تخزينه وهنا كان ابتكار قواعد المعلومات. أما المشكلة الثانية فهي إمكانية البحث داخل قاعدة المعلومات عن معلومة معينة وتم حلها عن طريق ابتكار لغات خاصة لهذا الغرض.

أهم المجالات التي تطبق فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي هي:

الألعاب:

فمثلاً لعبة الشطرنج عن طريق الكومبيوتر تتطلب برنامجاً يستخدم الذكاء الاصطناعي وذلك لاحتساب الاحتمالات الممكنة عند كل نقلة، ولحساب صحة كل منها ولتقرير النقلة الصحيحة وكل هذا في أقل من جزء من الثانية.

إثبات النظريات والمنطق المُميْكن: تستعمل برامج الذكاء الاصطناعي لإثبات النظريات العلمية.

النظم الخبيرة:

وهي أكثر الاستخدامات شيوعاً. فيمكن عن طريق النظم الخبيرة الخاصة مثلاً بالكيمياء (مثالDENDRAL :  (معرفة التركيب الكيميائي (أي العناصر) التي تتكون منها مادة معيّنة، وطبعاً هذا مفيد جداً في مجال الصيدلة والصناعة. هناك أنواع أخرى من النظم الخبيرة كتلك التي تقوم بالتنبؤ باتجاهات السوق (البيع والشراء) المستقبلية وتلك التي تقوم “بإسداء النصح” للسياسات النقدية. وهناك نظم خبيرة تساعد في التنقيب عن النفط والأبحاث الجيولوجية (مثال: PROSPECTOR) الذي كان يستخدم خلال السبعينات للتنقيب عن الذهب. وهناك نظم خبيرة للمساعدة في تشخيص الأمراض.

اللغات الطبيعية:

من أحد أهم أهداف الذكاء الاصطناعي الوصول إلى “مترجم” يمكن من خلاله ترجمة – ليس فقط كلمات كالقاموس- بل حوار كامل من لغة بشرية إلى أخرى. ولكن بسبب التعقيد الموجود في اللغات البشرية وعلى الرغم من التقدم الهائل إلا أن هذا الفرع من الذكاء الاصطناعي ما زال دون طموحه.

محاكاة العقل البشري: في حل وابتكار الحلول للمشاكل غير المتوقعة. ما زال هذا تحت البحث والتطوير.

الروبوتات (الرجل الآلي):

هذا التطبيق متطور جداً. لأن الرقائق (ICs) التي بداخل الكومبيوتر وكذلك معظم الأجهزة الدقيقة تم الاستعانة في تصنيعها بالروبوتات. وكذلك بالنسبة للمناجم العميقة لا يستطيع البشر الولوج إليها ولكن بفضل الله الذي علم الإنسان تصنيع الروبوتات يتم ذلك بسهولة ويسر.

تعليم الآلة:

ويُقصد به جعل الآلة – سواء الكومبيوتر أم الآلات التي لها ذاكرة- تتذكر وتتعلم من تجاربها (كالإنسان).

من الأبحاث المثيرة الآن في مجال الذكاء اللاصطناعي- الطبي وتحديداً في مجال زراعة الأعضاء البديلة حيث يطمح العلماء إلى تزويد أنف صناعي (مصنوع من الـ Polymers) بشريحة ذكية تميز الروائح. وهذا لا زال في طور البحث. ولكن هناك العيديد من التطبيقات الصناعة لحاسة الشم لدى الآلة، ففي مجال التكييف والتبريد يعتبر تسرب غاز الفريون كارثة للمكيف لذلك كان لا بد من اختراع شريحة ذكية تسمى (Gas Detector) لاكتشاف هذا التسرّب.

خلاصة القول هناك العديد من تطبيقات هذا العلم حولنا قد نشعر أو لا نشعر بها، ولكن من الهام أن ندرك أن هذا العلم العظيم إنما يحاول أن يحاكي جزءاً من أكبر نعمة أعطاها الرحمن لنا: العقل.

Share via
تابعونا على الفايس بوك