اقتبست لك

اقتبست لك

صفحة تعنى بما تختزنه أمهات كُتب التراث والأدب العربي الإسلامي من نفحات أدبية وتراثية ذات مغزى ومعنى وقيم أصيلة هادفة

أجمل الخصال في نساء العرب

أوصت أُمامةُ بنتُ الحارث ابنتَها ابنة عوفٍ بن مُحكَّمٍ الشيباني لما حُملت إلى دار زوجها الحارث بن عمرو الذي زُفَّت إليه:

أيْ بُنيّة! إن الوصية لو تُركتْ لِفَضْل أدب، تُركتْ لذلك مِنْكَ، ولكنّها تذكرةٌ للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغَنى أبويْها، وشدَّةُ حاجتهما إليهما كُنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء خُلقن للرّجال، ولهُنَّ خُلِقَ الرجالُ.

أي بُنية! إنك فارقت الجوَّ الذي منه خرجتِ، وخلّفْتِ العُشّ الذي فيه درَجْت، إلى وَكْرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمةً يكنْ لك عبداَ وشيكاً. (1)

يا بُنية! احملي عنّي عشرَ خِصالٍ تكُنْ لك ذُخْراً:

الصُّحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السّمع والطاعة، والتعهد لموقع عينه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عينه منك على قبيحٍ، ولا يشُكَّ منكِ إلا أطيبَ ريحٍ. والكَحلُ أحسنُ الحُسنِ، والماءُ أطيبُ الطِّيبِ المفقود. والتعهّد لوقت طعامه، والهدوء عنه عند منامه، والاحتفاظُ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحَشَمه وعياله. فإنّ الاحتفاظ بالمال حُسنُ التقدير، والارعاءُ على العيال والحَشًم جميلُ حُسنِ التدبير. ولا تُفشي له سرّاَ، ولا تعصي له أمراً، فإنّك إن أفشيتِ سرَّهُ لم تأمني غدره، وإن عَصَيت أمْرهُ أوغَرْتِ صدره. ثم اتّقي، مع ذلك، الفَرَح إن كان فَرِحاً، فإنَّ الخصلة من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكونُ لك إكراماً، وأشدَّ ما تكونين له مُوافقةً يكن أطولَ ما تكونين له مرافقةَ. واعْلَمي أنَّكِ لا تَصلينَ إلى ما تحبّين حتى تُؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببتِ وكرِهتِ، والله يخيرُ(2)  لك.

(مستوحاة من القصص العربي الصميم من نوع القصص الإخباري)

شرح الكلمتين الصعبتين

  1. الوشيك : السريع.
  2. الله يخير لك: أي جعل لك خيراً.
Share via
تابعونا على الفايس بوك