التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

 

من فوائد العنب

أفادت دراسة حديثة أن مركبات بوليفينول الموجودة في النباتات بإمكانها أن تقي الصحة من أمراض عديدة. ويحتوى العنب على نسبة عالية منها لأنه يَقي من أمراض القلب ويُقلل من اعتلالات الدماغ والأمراض النفسية، كما يساعد في تعديل التحولات الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر. وينصح الخبراء بتناول العنب الداكن لأنه يحتوى على مركزات أعلى من هذه المواد.

كما أثبتت الدراسة الطبية أن للعنب فوائد أخرى أهمها أنه يساعد على تنشيط الكبد وسلامة وظائفة وإدرار الصفراء بصورة منتظمة. كما يخفض من حمض الفوليك في الدم الذي يسبب الآلام. وعلاوة على هذا فإنه مفيد في طرد البلغم وتهدئة السعال ومقاومة أمراض البرد والإنفولنزا وتساقط الأسنان. كما أفادت نشرة صحية صدرت بالعاصمة التونسية أن العنب يُستعمل في كثير من الصناعات الدوائية مثل أدوية السعال والكحة والمضادات الحيوية.

نظرات في الأكزيما الجلدية

تعتبر أسباب مرض أكزيما الجلد مجهولة بالرغم من القيل والقال الذي يحاك حولها.

ويسبب مرض الأكزيما التهابا جلديا مزمنا مصحوبا دائما بالحكة الشديدة والألم واحمرار الجلد. وليس هنالك علاج محكم ما عدى بعض المراهم الملطفة للأعراض.

ولم ييأس الباحثون في وجود عقاقير أو فيتامينات تساعد في التخلص من هذا المرض الجلدي حيث أُجري مؤخرا تجربة على 100 شحص يعانون من الأكزيما المتوسطة الشدة. وتتلخص هذا التجربة في تقسيم المشاركين في هذا الإختبار إلى قسمين. أُعطي للأول فيتامين E  لمدة ثمانية أشهر، أما الثاني فقد رضخ للعلاج الكلاسيكي. فكانت النتيجة مذهلة حيث لُوحظ تحسنا ملحوظا في الأكزيما بمعدل 60 بالمئة عند الذين تناولوا الفيتامين E، في حين لم تتجاوز نسبة التحسن لدى المجموعة الثانية 2 بالمائة. ويستخلص البعض أن الإتهابات التي تحدث في الجسد ثم تظهر على الجلد قد يحتاج الجسم إلى بعض الفيتامينات أو المقويات كي يتمكن من مقاومتها، كما هو الحال لدى رجال المطافئ الذين يمزجون بعض المواد الكيميائية بالماء الصافي لإطفاء الحرائق (الإلتهابات). ويخالف بعض الخبراء هذ الرأي حيث يعتبرون غياب بعض الفيتامينات من الوجبات الغذائية السبب الرئيسئ في حالات الإلتهاب. كما يزيد في التين بلة تفاقُمُ بعض الفيتامينات والبروتينات في الوجبات الغذائية. وتختلف الظروف والمعطيات من شخص لأخر. وينصح المصابون بالقيام بتحاليل دموية ومخبرية يعرفون من خلالها مدى حساسية ورد فعل أجسامهم للمواد الغذائية الأساسية.

زيت الزعتر

وما دمنا في الحديث عن الإلتهابات الجلدية أري أنه من المناسب ذكر فوائد مستخلص نبات الزعتر الذي يساعد على شفاء الكثير من الأمراض الكثيرة مثل السعال الديكي والكحة والإلتهابات التنفسية وعلاج الربو واضطرابات المعدة، وطرد الغازات المعوية وقتل التراكمات المسببة للأمراض الجلدية.

ويُستعمل زيت الزعتر في تحضير الأدوية المضادة للفطريات التي تصيب الجلد واللثة وأيضا في تركيب معجون الأسنان والأدوية المهدئة والطاردة للديدان المعوية.

التفاف الأسرة

لا يخفى على أحد أن الإستقرار الأسري والإنسجام بين أفرادها والتفاهم بين الوالدين على وجه الخصوص هو العامل الأساسي في استقرار نفسية الأبناء وهم في طريقهم إلى سن البلوغ.

وهنالك منسابات ضئيلة يجتمع فيهاجميع أفراد العائلة دفعة واحدة فأصبح من الضروري تهيئة الظروف لاجتماعهم أكثر. ويعد التفاف جميع أفراد الأسرة على مائدة الطعام من أهم عوامل الإستقرار حيث يتبادلون الآراء ويتعرفون على مشاكلهم. كما يخوّل ذلك للوالدين معرفَةَ مشاكل الأولاد من خلال الطريقة التي بتناولون بها الطعام وأيضا من خلال شهيتهم وإقبالهم عليه.

ويرى الخبراء أن الحياة الأسرية لها تأثير كبير على الصحة العقلية والنفسية للأبناء.

وأثبتت دراسة أُجريت على المراهقين الذين يلجأون إلى المصحات النفسية والعقلية أن سبب تردي حالاتهم راجع أساسا إلى أن مشاركتهم في الطعام مع أسرتهم لم تتعد خمس وجبات في الأسبوع. وتُعتبر المشاركة في الوجبات اليومية من الطقوس التي تجمع الشمل وتنمي مستوى الصحة الذهنية لدى المراهقين.

ولا زلنا نذكر كيف كانت الأسرة تجتمع بكامها عند أوقات تناول الطعام، وكيف كان الإنتظار حتميًا إذا تأخر أحد الأفراد لسبب أو لآخر. ومما لا شك فيه أن لهذه اللحظات أهمية بالغة وهذا ما يفسر إصرار كبار العائلة عليها. ولكن الأحوال قد تغيرت في اتجاه معاكس حيث فقدت هذه الأمور أهميتها. فنادرا ما يلتف جميع أفراد الأسرة حول مائدة الطعام لتناول وجبة ما. وعلى غرار هذا فإن محلات الأطعمة السريعة مكتظة بالزبائن من جميع الأعمار. فيتساءل المرء: أين آباء هؤلاء؟ وأين أيناء هؤلاء؟

وقد يتوصل المتفكر في هذا الأمر إلى أن الحياة الأسرية قد أصابها الخلل في نواح كثيرة حيث تغيرت النفوس والعقليات وتصدرت الأنانية رئاسةَ المعاملات الإجتماعية. ومما لا شك فيه أن حياتنا في الماضي بالرغم من بساطتها كانت قائمة على مجموعة من القيم والمفاهيم تضمن لكل فرد وكانته واخترامه بالرغم من الإلتزام بما يراه الآباء أمرا لا يقبل المناقشة حتى ولو تعارض مع طريقة تفكيرنا. أما ما نراه اليوم من تفكك أسرى وخلافات حادة ليس بين الأبناء والآباء فحسب ولكن بين الوالدين أيضا. فإذا كان الكبار لا بتبادلون الإحترام فكيف ينتظرون ذلك من الأبناء.

كما أن لهذا التقهقر أسبابه العديدة منها أسلوب الحياة السريع الذي لا يترك مجالا للبعض حتى لالتقاط أنفاسهم، فهم في دائرة من الهموم والمشاغل الحياتية لا تسمح لهم بالإلتزام بمواعيد العودة إلى البيت أوقاتَ تناول الوجبات. وقد زاد هذه الأوضاع سواءًا خروجُ المرأة للعمل لأنها كانت المشرفة على تنظيم مواعيد لملمة الكيان الأسري خصوصا حول مائدة الطعام.

وقد يتصور البعض أننا رجعيون بطرح هذه التفاصيل ولكننا بصدد نقاش قضية يعاني منها مجتمعنا ولا حاجة في هذا المجال إلى المجاملة أو التكبر لأننا نحاول القضاء على المشكلة لا تضخيمها.

ويرى البعض الآخر أن الأبناء في سن الطفولة والمراهقة يحتاجون إلى معاملة خاصة تحتاج إلى وعي كبير من الوالدين وتفهم لمشاكهلم وإعطائهم حنانًا كافيا والتقرب منهم لمعرفة ما يدور في خلدهم.

ولا يختلف اثنان أن عصرنا بعتمد اعتمادًا كليا على المادية وهذا ما أضر كثيرًا بالمثاليات التي كانت سائدة في الماضي. فعجلة المتغيرات ماضية سواء رضينا بذلك أم لم نرض، فمن منا يستطيع أن يعيش خارج إطار الواقع. فالموظة في هذه الأيام أن يأكل من يسمون أنفسهم بالمتحضرين في مطاعم المأكولات السريعة، حتى إن بعض الأمهات يقلن بكل فخر أن أولادهن يتناولون وجباتهم من مطاعم لها أسماؤها المعروفة. بل إنني لا أرى بديلا لذلك الطبق الذي تطهيه الأم فهو ليس مجرد طعام بل إنه تعبير عن حنانها وحرصها الدائم على رعاية وخدمة فلذات أكبادها. ولا زالت تلك العلارات التي سمعتها في أحد مهرجاناتنا الصيفية في تونس: أحِنّ إلى خبز أمي، أحنّ إلى قهوة أمي”.. أحسست يومها بالرغم من صغر سني أن لهذه الكلمات صدى وبعدًا لم أتطلع أليه بعد. وها أنا اليوم أعبر عما دار في خلدي منذ تلك السنين الطويلة.

وفي واقع الأمر إن موضوع بحثنا قد غُطت جميع جوانبه منذ 14 قرنا في نصيحة خير خلق الله سيدنا محمد المصطفى : “كُلوا جميعا ولا تفرقوا، فإن البركة مع الجماعة”.

فإذا كان للغذاء المادي هذه الأهمية البالغة فما بالك بالغذاء الروحي الذي نتناوله خلال الصلاة. وإذا كان تناول الوجبات الغذائية جماعةً ذا فائدة فائقة فما بالك بصلاة أفراد الأسرة جماعة تحت سقف بيتهم.

وقد يتعلل البعض أن للآباء والأبناء أوقاتَ عملٍ ودراسةٍ مختلفةٍ لا تسمح بذلك. فما علينا إلا أن نقول: إذا كانت الرغبة موجودة ستوجد الوسيلة، وأبسط اقتراح هو أن تُؤدى صلاتي الفجر والعشاء جماعة. ورحم الله من قال: الأسرة التي تصلي جماعة تبقى دائمة مجتمعة مرتصة متكاملة الأطراف..

وصدق رسول الله : “صلّوا في بيوتكم، ولا تجعلوها قبورا”. فما أحوج أسرنا المتفككة الأطرف إلى بث الروح في تلك القبور!!

(بتصرف عن الشبكة العالمية)

مساهمة الصديق

م.ع.م (تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك