يا لها من طريقة لاستقبال العام الجديد

يا لها من طريقة لاستقبال العام الجديد

داود أحمد عابد

الحمد لله خالق الأكوان، الذي بفضله وفي ظل كنف عزه يعيش ويترعرع كل كائن أينما كان، والذي برحمته تمر السنون بخير وأمان لأهل الإيمان، فيصونهم من كل بلية بلطفه المنان.

فبرحمته وفضله نستعد للدخول إلى سنة جديدة، وإن كنا ندرك تماما أن مرور السنين لم يزد البشرية إلا نكدا وحرمانا.

كنا نترقب بفارغ الصبر حلول ألفية جديدة فماذا جليت لنا يا أيها الإخوان؟ سيطرة الدجال في كل مكان! ودمارا شاملا لم يكن في الحسبان!! ولكننا نأمل نزول أفضال الله المنان في غضون هذا العام حيث إننا عاينا بأم الأعين بركات وأفضال الله في كل حين وآن ورأينا الناس يدخلون في دين الله أفواجا.

فعلى غرار هذه الأفضال يترتب علينا استقبال هذا العام لا بالفرح والطرب والرقص والانغماس في ملذات الدنيا وكأنها هي مقصدنا وقبلتنا، فما هذا اللعب والترح والخوض مع الخائضين إلا مظهر من مظاهر جنة الدجال التي مآلها الزوال. وأين هذه من جنة عرضها السماوات والأرض.

علينا أن نتأسى ونحن بصدد استقبال العام الجديد بأسوة رجل كريم كان ينتظر القطار في إحدى المحطات بعاصمة الضباب لندن. اختار لاستقبال السنة الجديدة أسلوبا آية في الجمال حيث خر ساجدا أمام ربه المنان، واضطربت روحه الطاهرة على ضلالة هؤلاء الناس، وسالت عينه دمعا. ولما رفع رأسه من السجود وجد شخصا واقفا بجانبه، وعيونه تذرف الدمع، فتحير من أمره فسأله قائلا: ما بك؟ لماذا تبكي؟ فأجابه: إن سجودك لإلهك في هذا الوقت بالذات أثر في كثيرا، لأن كل الناس في لندن منشغلون بالطرب واللهو ولكنك في نفس الوقت وفي هذا المكان وفي هذه الساعة المتأخرة من الليل تسجد خاشعا أمام ربك. لربما يحافظ الله على الحياة ببركات وجود أناس من أمثالك!

أتعرفون من كان هذا الرجل الكريم الذي اختار أن يستقبل العام الجديد بهذه الطريقة؟ إنه بطل من أبطال الإسلام ألبسه الله تعالى رداء الخلافة فيما بعد، والذي عمل جاهدا بدأب ونشاط ليرشد أهل لندن والناس جميعا إلى عتبة الله القهار. كان هذا إمامنا المفدي فقيد الإسلام حبيبنا وسيدنا حضرة ميرزا طاهر أحمد- رحمه الله تعالى- الخليفة الرابع لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام.

فيا لها من طريقة لاستقبال العام الجديد!! وفقنا الله وإياكم أن نعمل بأسوة الإمام الفقيد في ما تبقى من أعمارنا من سنين. وكل عام وأمة سيدنا وحبيبنا ومولانا محمد المصطفى صلى الله عليه بكل خير وعافية.

Share via
تابعونا على الفايس بوك