التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

المشروبات الغازية في الميزان

 

حدثت خلال العشرين سنة المنصرمة تطورات كبيرة على صعيد التغذية، ولكنها غالبا كانت سلبية بحيث أدت بصحتنا من سيئ إلى أسوأ. وبات عامة الناس يبتعدون أكثر فأكثر عن شرب الماء الصافي ويستهلكون المشروبات الغازية والسكرية. ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد بل تم الابتعاد عن أهم غذاء للإنسان وهو الحليب. ولم تزحف هذه الظاهر على البلدان الغربية فحسب بل امتد تأثيرها إلى البلاد العربية ودول العالم المختلفة أيضا.

وكما هو معروف فإن تناول المشروبات الغازية والسكرية بكميات معقولة وفي مناسبات محددة كالافراح والأعياد لا ضرر منه، إلا أن تناولها باستمرار هو أم الضرر لأنها تتدخل في عملية التوازن الغذائي للفرد، وذلك إما لاحتوائها على منبه عصبي مثل القهوة والشاي و”الكوكاكولا” أو لاحتوائها على مواد سكرية.

إن شرب المياه بالكميات التي حددها أخصائيو التغذية حسب مختلف الأعمار هو أمر جيد صحيا، ولكن تناول المشروبات الغازية والسكرية بكميات كبيرة وبصفة مستمرة له ضرر على الجسم. وأشارت بعض الدراسات أن الذين يشربون أكثر من خمسة كؤوس ماء في اليوم الواحد قل عندهم خطر التعرض للحوادث القلبية بشكل ملفت للنظر بالمقارنة مع الذين يشربون أقل من كأسين ويستهلكون المشروبات الغازية يوميا. ويدل هذا الأمر على أنه يجب عدم المبالغة في استهلاك المشروبات الغازية والسكرية وإلا سيعرض مستهلكوها أنفسهم لأمراض كثيرة تقف بالمرصاد أمام تمتعهم بصحة جيدة. وقد يتعرضون من جراء ذلك إلى إصابات شتى تتعلق بالكبد والقلب والجهاز الخضمي والعصبي.

إن شرب الماء يجعل الدم يسيل في الجسم بصفة طبيعية مستحبة وعلى ما يرام، وأما المشروبات الغازية والسكرية تجعل الدم أقل سيولة وأكثر ركودا، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث تأثير في الدورة الدموية. وقد يؤدي هذا الأمر إلى أزمات قلبية ودماغية.

ومن منا لم ير بنفسه ولع الكثير من شبابنا وأطفالنا بالمشروبات الغازية والسكرية حتى إنها من حياتهم  اليومية. وتثير أصابع الاتهام المتببة في تفشي البدانة عند الصغار، وضعف العظام وتسوس الأسنان.

ولدى إلقاء نظرة سريعة على المشروبات الغازية والسكرية نجد أنها تتألف من الماء والسكر وملونات ومعطرات وغاز الكربون. وهذا الخليط ليس له أي قيمة غذائية، كما أنها خالية من “البروتينات” و “الفيتامينات”. إن شرب كأس من هذه المشروبات ما بين فترة وأخرى لا ضرر منه، إلا ان استهلاكها يوميا وبصفة دائمة له نتائج لا يحمد عقباها.

وعلى عكس ما يذاع عن هذه المشروبات أنها تعطي الانتعاش للجسم وتجعله يتمتع برطوبة خلال موسم الحر، إلا أنه في واقع الأمر كلما شرب الماء منها فإنه يطلبها أكثر. كما أن هذه المشروبات تستهلك غالبا باردة أو مثلجة وهذا الأمر في حد ذاته يؤدي إلى أمرين، أولهما تأثيرها السلبي في حاسة الذوق، وثانيها عدم قدرتها على إثارة الشبع. وكلا الأمرين يعتبران عند أخصائي التغذية فخين يدفعان إلى استهلاك المزيد من الطعام!! كما أن هذه المشروبات مليئة بالسكر الذي يمتصه الجسم بسرعة، وبما أن الجسم لا يحتاج إلى هذه الكمية الكبيرة من السكر فغالبا ما يتكدس هذا السكر غير المرغوب فيه على شكل دهون، عدا هذا فالسكر لا يرحم الاسنان التي تتعرض للنخر، لأنه نادرا ما يتم تنظيفها مباشرة بعد شرب هذه المشروبات.

ويعتبر السكر الموجود في المشروبات الغازية بكميات مبالغ فيها مدمرا للصحة، وذلك لأن احتراقه في الجسم يتطلب كميات هائلة من “الفيتامين ب” الذي يلعب دورا هاما في امتصاص العناصر الغذائية.. ويؤدي النقص في هذا الفيتامين إلى عوارض عديدة مثل القلق والضجر والكآبة والنرفزة السريعة وأوجاع العضلات.

وللمتهلكين الذين ظنوا خلال سنين طويلة أن المشروبات الغازية هاضمة للأكل، نود أن نصحح هذا المفهوم الخاطئ لديهم. إن غاز “ثاني أو كسيد الكربون” الذي يضاف للمشروبات هو الذي يعطيها اسم المشروبات الغازية، ويعمل هذا الغاز على دفع الأغذية من المعدة إلى الأمعاء بسرعة قبل إنجاز هضمها، ويدل هذا الأمر أن “غاز ثاني أوكسيد الكربون” مادة مسيئة للهضم لا ميسرة له.

وبما أن المشروبات الغازية غالبا ما تتناول مع وجبات الطعام، لذلك يمر الطعام في الفم مرور الكرام دون إفساح المجال للمواد الخميرية في الفم كي تمتزج بالطعام لتسهيل عملية الهضم على المعدة.

فبعد هذا التوضيح أصبح واضحا أن المشروبات الغازية لا تساعد على هضم الطعام بل وبدون شك تؤدي إلى عسر الهضم. فالخيار بين يديك، إما أن تتخلص من شرب هذه المشروبات الغازية المدمرة للصحة وتستهلك الماء الصافي، أو تستمر في هذه العادة السيئة وتهيئ نفسك لزيارة الطبيب في المستقبل بصفة مستمرة. ولا تنس أنك لن تدمر صحتك فحسب بل ستحدث ثقبا في جيبك أيضا وذلك لسد نفقات الطبيب وشراء الأدوية!!

تأثير (المايكروويف) على الأطعمة

وما دمنا بصدد الحديث عن الانحطاط الذي عرفه مجال التغذية في الحقبة الأخيرة من تاريخ الإنسانية فرأينا أنه من المفيد توعية بعد الأمهات بخصوص تسخين أو طهي الأكل في فرن (المايكروويف).

قام فريق من الباحثين في مجال التغذية بأسبانيا مؤخرا بدراسات لمعاينة تأثير “المايكروويف” على الأطعمة خلال عملية الطهي أو التسخين.. وخللا التجربة قاموا بطبخ ثلاثة أطباق من القرنبيط. الأول تم طهيه بواسطة البخار، والثاني بواسطة الغلي في الماء، والثالث في فرن “المايكروويف”.

ويعرف أن القرنبط غني بمضادات التأكسد التي تساعد الجسم على التخلص من المواد السامة أو الضارة.

وأفادت الدارسة أن الطبق الذي طهي في “المايكروويف” فقد 97 بالمائة من الجزئيات المضادة للتسمم والقادرة على التصدي للمواد الكيمياوية التي يمكن أن تهاجم خلايا الجسم. وتبين أن طريقة الغلي أفقدت الغرنبط 66 بالمائة من المادة المذكورة آنفا، في حين انحصرت النسبة إلى 11 بالمائة في طريقة البخ على البخار.

نفخة البطن

يعتبر ابتلاع الهواء من الأسباب الرئيسية لانتفاخ البطن. ويعاني من هذه الظاهرة خصوصا أولئك الذين يلتهمون غذاءهم بسرعة، كما تلعب الضغوط النفسية المزمنة أيضا دورا في نفخة البطن. ولا ننسى أن من يمضغون العلكة يساهمون في معاناتهم من نفخة البطن حيث إنهم يضطرون إلى بلع الريق بشكل مستمر وعلى فترات طويلة، ويؤدي هذا الأمر إلى مرور كميات متزايدة من الهواء إلى الأنبوب الهضمي.

كما يؤدي الهجوم الجرثومي على المواد البروتينية المخمرة بعد تناول الوجبات إلى إطلاق كمية كبيرة من الغازات المعوية.

الرسائل القصيرة

لقد قلصت تقنية البريد الإكتروني مداخيل مراكز البريد في الدول الصناعية وذلك بانخفاض مبيعات الطوابع البريدية. وباتت هذه التقنية تهدد بإغلاق عدد كبير من مكاتب البريد وتسريح الكثيرين من العاملين في مجال التوزيع البريدي. وفي ظل هذه المنافسة الحادة علقت الآمال على مبيعات الطوابع البريدية وبطاقات التهنئة خلال رأس السنة الميلادية الجديدة. ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان حيث إن تقنية الرسائل القصيرة عبير الهاتف النقال فوتت على التجار أرباحا تعودوا عليها منذ سنين طويلة خلال هذه الفترة الزمنية وبالتحديد خلال أعياد الميلاد ورأس السنة وذلك ببيع بطاقات التهنئة بأعداد كبيرة مما يدر على المحلات بمالغ طائلة. واكتفى الكثيرون بالرسائل القيرة sms، وأرسل بعضهم الآخر رسائل مرفقة بصورة لجو السهرة التي هم فيها وذلك عند دقات جرس دخول السنة الجديدى. وقد بلغ تعداد هذه الرسائل الملايين حيث إن شركات توزيع الاتصالات وضعت خدمات إضافية تحت تصرف زبائنها مكنتهم من اختيار رموز معينة وعبارات جاهزة لهذه المناسبة، وبهذه الطريقة الذكية تمكنوا من التعامل السريع مع الكم الهائل لهذه الرسائل القصيرة.

ويرى المعلقون أنه مهما تطورت المعلقون أنه مهما تطورت التقنية فإن الطريقة الكلاسكية لتوزيع البريد ستبقى قائمة بذاتها.

مساهمة الصديق م.ع.م (تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك