ندوة علمية مع أمير المؤمنين سيدنا مرزا طاهر أحمد

بتاريخ 4-12-92                    

(س) أميرَ المؤمنين، هل لكم أن تتكرموا وتبينوا لنا الفرق بين النبي عيسى والمهدي وبين مرزا غلام أحمد؟

(ج) ليس ثمة من فَرق، ليس هناك فرق أو اختلاف لأنهم من حيث المفهوم الديني شخصية واحدة نتحدث عنها، لأن المهدي وعيسى بالنسبة إلينا كلاهما لقبان ينطبقان على مصلح الأيام الأخيرة الذي يدعى الإمام المهدي من وجهة النظر الإسلامية، وبسبب جهاده العظيم ضد المسيحية.. المسيحية الخاطئة وليست مسيحية المسيح عيسى، وبسبب إعادة الصورة الصحيحة لعيسى المسيح لأهل المسيحية.. فإنه لُقِّب بالمسيح الموعود؟ له دوران يؤديهما في هذا العالم: الأول يمت أساسا لأمة الإسلام وهو دور الإمام المهدي.. فإنه سيكون الإمام لهم ليهديهم، ويبين لهم حقيقة الأمور التي يختلفون فيها والمعاني القرآنية التي كانوا يختلفون فيها، وكذلك الأحاديث التي يختلفون في صحتها ومعانيها. ذلك لأن جميع الخلافات والتفرقة التي انتابت أمة محمد مبنية على الاختلاف في بعض التفاسير. فالبعض فسّر نُصوص القرآن بشكل والبعض فسّرها بشكل آخر، وكذلك كان الأمر. فيما يتعلق بالأحاديث.. وهكذا فبدَلاً من أن تكون هناك أمة واحدة، فقد انقسمت هذه الأمة إلى 72 فرقة. فكيف يمكن توحيد هؤلاء معًا، إلا إذا بعث الله إماما مهديا من عنده.. يرى بنور الله، فيكون حَكَمًا عَدْلاً يجلس على كرسي العدل فيبين الخاطئ من المصيب.. وفي أي جانب تكون هذه الفرقة مصيبة وفي أي جانب تكون تلك الفرقة خاطئة. ذلك هو دور الإمام المهدي الموصوف في الأحاديث. فسيكون حكمًا عدلاً. ولقد وُصِفَ الدور ذاته للمسيح عيسى عندما يأتي ثانيةً، لذلك قلت لك بانه ليس من اختلاف. ذلك لأننا نؤمن ونكرر مؤكدين دائمًا أن أهم ما يجب بيانه والتأكد منه هو: ما إذا كان المسيح عيسى السابق لا يزال حيًا أم لا؟ فإذا كان قد مات، إذن لا بد أن يكون شخص آخر هو الذي سيأتي بدلاً منه. وإننا نبرهن من القرآن الكريم على أن المسيح عيسى بن مريم قد مات، فهذا سيعني حتمًا أن أيُ نصٍّ ذَكَرَ اسمَه ومجيئه في المستقبل فلا بد أنه يعني شخصًا آخر سيأتي في شخصيته وصفاته. ولذلك فإن الإمام المهدي هو الذي أطلق عليه لقب عيسى المسيح، ولذلك فقد جاء في حديث ابن ماجة: “لا المهديُ — إلا عيسى” (باب شدة الزمان). إذًا فذلك الاختلاف الذي ظننته لا يوجد أبدًا. فليس ثمة من اختلاف بين عيسى والمهدي. إنك قد تلقيت الجواب مسبقًا من حضرة سيدنا محمد . لقد بدأت سائلاً: كيف يمكننا التفريق بين المهدي وبين عيسى. أنت تسأل هذا السؤال الآن بعد 1400 سنة. ولقد طُرح هذا السؤال على محمد   قبل 1400 سنة وقد أجاب عنه على ضوء هداية الله تعالى فقال: “لا المهدي إلا عيسى”. إذن ليس ثمة من فرق أو اختلاف. فمن كان ينطبق عليه هذان اللقبان فهو شخص واحد، فكيف يكون هناك اختلاف بين الشخص واللقب.

ثم سأل حضرة أمير المؤمنين السائلَ: ما هو عملك؟

فأجابه السائل: إنني أعمل محاسبا.

ثم سأله حضرته: وما هو اسمك؟

فقال: سعيد.

ثم سأله حضرته: ما هو الفرق بين “سعيد” و”محاسب”؟

فقال له السائل: أحدهما هو مهنتي والآخر هو اسمي.

فقال له حضرته: وهل هما موجودان في شخص واحد؟

فأجابه السائل: نعم.

فقال حضرته: هذا هو جواب سؤالك تماما؟ فيما يتعلق بالفرق بين عيسى وبين المهدي، وبين مرزا غلام أحمد القادياني، فمرزا غلام أحمد اسمه، وهذان الاسمان هما لقباه. ولأنه ليس من اختلاف بين هذين اللقبين عند الرسول الأكرم محمد ، فإذن ليس هناك من فرق أو اختلاف.

(س): نرجو أن تبينوا لنا كيف يمكن للمرء بحسب الإسلام والقرآن الكريم، أن يكون واعظًا جيدًا.

(ج) هل تريدني أن أشرح لك كيف تكون داعيًا جيدًا إلى الله؟ هل هذا صحيح؟

السائل: نعم.

أمير المؤمنين: وما هو الجزء الثاني من السؤال؟

السائل: السؤال الثاني هو: ما هي تعليماتَ القرآن الأخرى لأولئك الذين يستمعون إلى الرسالة.

أمير المؤمنين: ما زلت أقوم بإخبار الجماعة عن هذا الموضوع منذ سنوات كثيرة جدًا، فإذا أردتم مني إجابة موجزة على هذا السؤال فإن أفضل جواب هو أن تحاولوا تقليد محمد رسول الله ، لأنه كان الداعي إلى الله الذي خلقه الله، وكان أسوة في كل شيء لجميع الناس وجميع الأزمنة القادمة. فحاوِلوا أكثر فأكثر معرفة سنة محمد فيما يتعلق بمهمته ومقامه ودعوته العالم جميعا إلى الله. إن جميع أحاديثه وآثاره المتعلقة بهذا الأمر لا تزال محفوظة بشكل جيد، وهي الأحاديث التي لا خلاف عليها بين السنة والشيعة أو غيرها من الفرق، أو المذاهب كالحنفي والشافعي وغير ذلك. وهذا هو جمال الأمر هنا بأن هذه الأحاديث ليست مرتبطة بالإيمان والعقائد، ولذلك فإن الناس لم يتدخلوا فيها ولم يحاولوا تحريفها، وتركوها على نقائها وصفائها، ولذلك لن تجدوا خلافًا حولها.. أي فيما يتعلق بسنة محمد بشأن الوعظ والدعوة إلى الله. ذلك — كنز لنا، غير محرف ولا مشوه، ونقيّ كما هو. ولذلك فإن من الأفضل لكم أن تدرسوا أساليب وصفة محمد في الدعوة. وأول شيء ستكتشفونه هو أنه قام بالدعوة دون ما أدنى خوف. لقد قام بالدعوة بشكل لم يؤذ أو يجرح فيه أحاسيس أحد أبدًا، ومع ذلك لم يتوقف أبدًا عن إعلان الحقيقة حتى ولو جرحت أحاسيس الآخرين. فمثلاً عندما أعلن أن الله “أحد” فقد قال ذلك دون خوف من الرفض أو الاضطهاد أو العداء أو أي شيء من هذا القبيل. لقد كان يعرف أن ذلك الاضطهاد سيحدث وسوف يظل يحدث، ولكنه لم يتوقف أو يمتنع أبدًا عن قول الحقيقة. ذلك لأنه كان يعلم أيضًا بأن هذه دعوة يجب ألا تؤذي أحدًا، ولذلك لم يكن أي أثر لإيذاء أو إهانة الآخرين في نيته وفي مقاصده، لأنه ليس ثمة ما يؤذي في قوله: “الله أحد”. وهذا يعني أنه إذا لم يكن رد الفعل مُرضيا بل غير طبيعي فهذه ليست خطيئة الداعي إلى الله. صحيح أنه مسئول ألا يؤذي بأحاديثه أحدًا عن قصد، ولكنه إذا قال شيئا هو في حد ذاته جيد ويجب ألا يؤذي أحاسيس الإنسان الطبيعي العاقل، إذن فعليه ألا يمتنع من القيام بذلك خوفًا من أن يستاء به شخص آخر. مثلا إذا قلتُ باحترام لكم: السلام عليكم فهل يجب أن تشعروا بالاستياء؟ ولكن ماذا يحدث في باكستان؟ هم يعرفون أنك أحمدي مسلم، وأنك تقول “السلام عليكم” لأي واحد، ولكن المشائخ يبدون رد فعل عنيف جدًا على هذه التحية، ويقولون لقد أهنتنا وآذيتنا بهذه التحية، وليس لك الحق بأن تجرح أحاسيسنا. فهل هذه خطيئتك أم خطيئتهم هم؟  إذا ذهبت إلى باكستان، ومشيت في شوارع كراتشي أو لاهور، وقلت السلام عليكم لأي من أصحاب اللُّحي الطويلة -يبدو عضوا من هيئة رجال الدين- سيقوم برد فعل عنيف إذا كان يعرف أنك أحمدي، وسيجرك إلى مخفر الشرطة، ويسأل من في الشارع أن يأتوا ليضربوك أيضا قبل أن يتم تسليمك للشرطة. خطيئة من تكون هذه؟

فأجاب السائل: خطيئته.

فقال أمير المؤمنين: خطيئته؟ هل أنت متأكد؟ ولكنك إذا علمت أنهم لا يحبون هذه التحية؟

قال السائل: ولكن لا بد من أن أقول تحيتى.

فقال أمير المؤمنين: هذا ما أقوله، لو أنك قلت: “لا إله إلا الله محمد رسول الله” في شوارع باكستان فإنهم يجرونك إلى مخفر الشرطة، ويحاكمونك في المحكمة العليا بتهمة أن الأحمدي عندما يقول ذلك فإنه يهين رسول الإسلام، ولذلك فلا بد من إقامة دعوى ضده تحت القرار 295 الذي ينص بإيقاع العقاب بالموت على هذا الشخص. فإذا قلت: “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وقام شخص بتسجيل تهمة ضدك بهذا الشأن، فهل تتوقف عن قول لا إله إلا الله؟

فأجاب السائل: لا.

فقال أمير المؤمنين: حتى ولو كنت تعلم أن هذا سيؤذي الآخرين؟

فأجاب السائل: ولكنني انا أؤمن بوحدانية الله تعالى.

فقال أمير المؤمنين: تلك هي القضية بالتمام التي كانت تتعلق بدعوة الرسول الكريم محمد فكلما كان يقول: لا إله إلا الله وكذلك المؤمنون مثل بلال، كانوا يعارَضون — ويُشتمون ويُضربون ويجرون في شوارع مكَة على السطوح الصخرية القاسية في الحرارة الشاوية تحت الشمس الصيفية في تلك الصحراء. فهل توقَّف أولئك المؤمنون عن قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ كلا، إنهم لم يفعلوا ذلك. لماذا؟ هل لأنهم أرادوا أن يؤذوا المجتمع حولهم؟ هل كان من المناسب إيذاء المجتمع؟ لم يكن من المناسب تجريح المجتمع المحيط بمتابعتهم إعلان شهادة أن لا إله إلا الله. الجواب أن إعلان “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ما كان ليؤذي أحدًا، إذ ليس فيه إيذاء لأحد. إن من يملك ذرة من العقل ليوافق على هذا المنطق. كل شخص لا يكون مجنونًا يملك زمام قواه العقلية يجب ألا يؤذَى أبدًا وألا يشعر بالإساءة مطلقًا إذا سمع أحدًا يقول: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. ما الخطأ في ذلك؟ فإذا كنت أنت على صواب وكانت معتقداتك لا تؤذي الآخرين من حيث المبدأ، إذن يجب عليك ألا تتوقف عن قول وإعلان ما تؤمن به من أجل الآخرين، أو إرضاءً لهم. إن التعبير عن وجهات نظرك ودعوة الناس إلى طريق التقوى القويم وإلى طريق الله هو الدرس الأول الذي نتعلمه من سيدنا محمد . إن محمدًا لم يرد أن يؤذي ولا حتى ذبابة، ولم يكن من خُلقه أن يؤذي الآخرين، ومع ذلك كان له الحق الكامل ألا يتوقف عن دعوة الناس خوفًا من عدائهم. إذا ما رميتُ زهرة إليك وشعرتَ أنك أوذيت فتلك هي خطيئتك أنت وليست خطيئتي أنا. ولكنني إذا رميت سكينا على أحد فإن هذا العمل -طبعا- يكون خاطئا ومؤذيا. لذلك لا ترموا سكاكين على أحد، بل ألقوا الأزهار والحب إليهم، واستمروا في فعل ذلك، وهذا سيجعلكم في النهاية تنالون نصر الله في هذه المعركة التي تميز الحق من الباطل. والأمر الثاني الذي تمسك به الرسول الكريم هو الثبات في تعليمه والصبر عل المعاناة التي تلقاها على أيدي الآخرين. وعندما ترى هذا الأمر من منظور أوسع تجد أن الداعي إلى الله لا يؤذي الآخرين، بل الآخرون هم الذين يؤذونه. هذا أمر واضح. إذن عليك أن تستعد لذلك. عندما تبدأ السيرَ في طريق دعوة الآخرين إلى الله فقد تواجه أناسا يسيئون إليك إساءة كبيرة، وقد يضربونك أيضا، إن استطاعوا، ويؤذونك بطرق كثيرة أخرى، ولكنك أنت لم تؤذيهم. وإذا كنت تعلم ذلك فاستمر.. ثم واجِههم بصبر ودعهم يفعلوا ما يشاءون. هذه من الأسس المطلوبة التي تقوم عليها شخصية الداعي إلى الله، وإلا فإنه لن يستطيع السير على هذه الدرب الصعبة. والأمر الثالث الأهم الذي على المرء أن يتذكره هو أن يتوجه بالدعاء إلى الله عند أمر صعب، والله سيحل له كل صعوبة بشكل معجز. بسبب الدعاء تحول الأعداء الذين كانوا يتعطشون إلى دم الرسول محمد إلى أصدقاء حميمين، وبدؤوا يبذلون دماءهم فداءً لدمه عليه الصلاة والسلام. تلك كانت المعجزة العظيمة للرسول محمد : الدعاء والمثابرة والصبر والثبات الدائم على الحقيقة. فإذا كنت مسلمًا يجمع في نفسه هذه القوى -وأنا لا أستطيع ذكر جميع العناصر الأخرى الآن ولكنني أعطيك فقط بعض الأمثلة- فإنك إذا وعظت قومك هنا أو كتبت إلى أصدقائك وأقاربك أو إلى بلدك وفعلت ذلك كما أخبرتك الآن.. في سبيل الله تعالى، وبالنية الحسنة دائما والدعاء والحب والاقتناع والصبر -مهما كان رد الفعل على أعمالك- فلا يمكن لأحد أن يهزمك، ولا بد أن تكون منتصرًا، لأن هذه هي الوصفة التي قدمها لنا محمد منذ ما يزيد على 14 قرنا، وقد حقق بها النجاح الباهر.

(س) كثير من المسلمين يعتقدون أنه عند مجيء المهدي ستكون هناك تغيرات سريعة محيرة، فلو أن  المهدي قد جاء ومضى، فلماذا لم تحدث هذه التغيرات؟  (ج) لماذا لم يأت الله بتغيرات هائلة من قبل؟ ثم نقرأ في القرآن الكريم قول الله تعالى: لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ وقوله:

فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا

من هو الرسول الذي أتى من قبل بتغيرات هائلة كما يتوقعون من الإمام المهدي. إسألهم أن يروك نبيا واحدا فقط، من بين 124 ألف نبي. لا نطلب اثنين أو أربعة أو خمسة، بل واحدًا فقط قد أحدث تغيرا سريعا مثلما يتوقعون من الإمام المهدي. هل سيكون المهدي أعظم من محمد ، نعوذ بالله من ذلك؟ كلا، بل إن المهدي سيفخر بأن يحمل حذاء النبي لو استطاع، فكيف يمكن أن تكون له قدرات سحرية أو شيء من هذا القبيل. إن ذلك لم يمنحه الله لأي نبي من قبل ولا حتى لمحمد . لقد أنهينا قبل قليل نقاشا حول معاملة المجتمع معه. لقد عانى هو وأتباعه باستمرار لمدة ثلاثين سنة على أيدي الآخرين، ومع ذلك لم يسمح لهم برفع السيف على المعتدين الذين رفعوا السيف للقضاء عليهم لحوالي 13 سنة من بعثته جاهد بقوة في كل لحظة من الحياة. لقد عانى ولكنه حصل بدعائه تغيير تدريجي كان كالفجر. لقد شاهدتَ الجزيرة العربية تتحول للإسلام ولكنها لم تسلم بشكل حقيقي، لأن القرآن الكريم يقول عنهم:

قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ

أي تدّعون بالإيمان ولكن ادعوا فقط بالإسلام لأن الإيمان لم يصل إلى قلوبكم بعد. فقد كان واضحا أنه قد حدث تغير ولكنه كان تغيرا ظاهريا، لأن هؤلاء لم يكونوا وصلوا بعد إلى مرحلة الإسلام الحقيقي وإنما كان الجهاد في انتظارهم. ثم مرت قرون طويلة ومع ذلك ما دخل في الإسلام إلا من هم أقل من نصف العالم بكثير. فإذا كان محمد الذي بعث منذ أكثر من أربعة عشر قرنا لم يحقق دينه الانتصار على العالم كله، رغم وعده، فكيف يمكن للإمام المهدي أن يزعم لنفسه هذا الظهور والغلبة خلال أربعين عاما أو أقل منه. لابد أن خطأ ما قد تمَّلك عقولهم فيما يتعلق بفهم وعد الله تعالى. الله ثابت لا يتغير، ونقرأ في القرآن قوله

فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا

أي لن تجدوا أبدا أي تغيير في السلوك الثابت لله تعالى فيما يتعلق برسوله وخصومهم. هذا هو معنى الآية. ونرى أن هذا التاريخ كان دائما يكشف نفسه بالشكل الذي تم في زمن سيدنا محمد وليس غير ذلك. أي نوع من مهدي سيأتون به ومن أين؟ هذا المهدي الذي سيغير تماما تاريخ النبوة وسنن الله! أنا لا أستطيع أن أؤمن بمهدي كهذا، كما لا أستطيع أن أؤمن بإله يقول شيئا في القرآن ويقول شيئا آخر للعلماء، فيقول: لا، أنا هذه المرة سأرسل المهدي الذي يصلح البشرية بشكل مختلف تماما عما كان الأنبياء يصلحون به.

نقلها عن الإنجليزية: الأستاذ محمد منير الإدلبي
Share via
تابعونا على الفايس بوك