من ثلاثينِيات وأَربعينِيات القرن العشرِين

من ثلاثينِيات وأَربعينِيات القرن العشرِين

محمد أحمد نعيم

داعية إسلامي أحمدي
  • إنجازات حضرة المصلح الموعود
  • التألق في الدفاع عن قضية مسلمي كشمير

__

بطل كشمير، ونبوءة إعلامية، ولواء الأحمدية

المصلح الموعود رضي الله عنه بطل السلم والحرب لقضية كشمير

قبل تقسيم شبه القارة الهندية إلى وضعها الحالي (الهند وباكستان) في عام 1947، وتحضيرا لذلك التقسيم، كان الوضع العام بين المسلمين والهندوس في شبه القارة آنذاك ملتهبا، وكانت العلاقة بين الطرفين على سطح صفيح ساخن، الأمر الذي خيف معه من انفراد الجانب الهندوسي بالأمر بعد جلاء الإنكليز عنها. وبالفعل تحقق ما كان المسلمون يقلقون منه، إذ أثبت الهندوس غير مرة نيتهم في الاستبداد بالأمور، واعتبار المسلمين أقلية منزوعة الحق في الهند بشكل عام، أما في كشمير فقد كان الأمر مختلفا بعض الشيء، فقد كانت ولاية ذات أغلبية مسلمة، غير أنها كانت واقعة تحت حكم الهندوس، لذا فقد تشكلت في الهند المتحدة عام 1931م لجنة للسعي من أجل نيل الحقوق المدنية لمسلمي كشمير. لقد رشَّح أكابر عموم المسلمين في شبه القارة الهندية آنذاك سيدنا المصلح الموعود t ليقوم مدافعا عن قضية مسلمي كشمير، وليكون رئيسا للجنة. وكان ممن تقدموا بترشيح حضرته شاعر الشرق؛ الدكتور محمد إقبال، فانتُخِب حضرة المصلح الموعود في 15/7/1931م كأول رئيس لهذه اللجنة، وسجّل t إنجازاتٍ تاريخية في منصبه هذا. لعل هذه الحقيقة التاريخية تقدم للعالم صورة عن المكانة التي تبوأتها الجماعة الإسلامية الأحمدية بين المسلمين الآخرين على الرغم من اختلافهم معها في المعتقد، غير أن آفة التكفير لم تكن قد استشاطت بعد على أية حال في ذلك الوقت على ما يبدو. لقد كان هذا قبل تقسيم شبه القارة الهندية كما أسلفنا. وأما بعد التقسيم وتأسيس دولة باكستان، فقد حدث في خضم ترسيم الحدود أن استولت الهند على إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة. فلما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود من القيادات الهندية لم يكن بد من المقاومة المسلحة دفاعا عن الوطن الجديد، فكوَّن tكتيبة الفرقان من المقاتلين الأحمديين للدفاع عن كشمير في يونيو/ حزيران 1948م، وكانت كتيبة من المتطوعين الأحمديين تحت تصرف الجيش الباكستاني حينذاك. وفي 27/2/1949م، سافر حضرته لجولة تفقدية لمجاهدي كتيبة الفرقان على جبهة كشمير.

 

خطوة إعلامية، ونبوءة إعلامية

شهدت خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة المصلح الموعود في الجامع الأقصى بقاديان يوم 7/1/1938م حدثا إعلاميا تاريخيا بحسب ظروف ذلك الوقت، إذ استخدم مكبر الصوت لأول مرة في أوساط جماعتنا. قد يبدو الأمر لأول وهلة بسيطا، غير أنه بالإشارة إلى طبيعة وسائل الإعلام في ذلك العصر فإن ذلك الأمر بمثابة خطوة واسغة، بل قفزة إعلامية تستحق الإشادة. لقد استثمر حضرة المصلح الموعود هذه المناسبة وذلك الحدث الإعلامي في الإدلاء بنبوءة من جنس الحدث أيضا، إذ رسم حضرته لعموم المصلين الحاضرين في المسجد في ذلك اليوم صورة عن مستقبل تقدم الجماعة على الصعيد الإعلامي، والذي تحقق بحذافيره في صورة  الفضائية الإسلامية الأحدية MTA  كأول قناة إسلامية على الإطلاق، تحقيقا للإلهام الذي تلقاه سيدنا المسيح الموعود u يقول:

«سأبلغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرضين»

أما النبوءة التي ذكرها حضرة المصلح الموعود في يوم الجمعة المذكور فذكرت نصا في جريدة الفضل في الأسبوع التالي بتاريخ 13/1/1938 وجاء فيها ما تعريبه: «نظرا إلى ما يوفقنا الله I له من تقدم نقطع به أشواط الرقي؛ فعلينا أن نؤمن بأن جميع المشاكل والعراقيل ستنمحي وتتلاشى من طريقنا، وليس ببعيد ذلك اليوم الذي يُلقى فيه درس القرآن الكريم والحديث من قاديان ويستمع له سكان جاوة وأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمجر والبلاد العربية ومصر وفارس وغيرها من بلدان العالم، وهم جالسون في بيوتهم يضغطون أزرار أجهزة التحكم. كم سيكون المشهد رائعا وعظيما! لا شك أنه سيمثل بداية ثورة عظيمة تفيض قلوبنا بتصورها اليوم سعادة وسرورا».

لواء الأحمدية، وفكرة تثقيف صغارنا

في عام 1939م احتفلت الجماعة الإسلامية الأحمدية بمناسبتين سارتين، أولاهما اليوبيل الذهبي (مرور 50 سنة) على تأسيس الجماعة، والثانية اليوبيل الفضي لعهد خلافة المصلح الموعود (مرور 25 سنة على عهد خلافته المبارك).. يمكن استخدام هذه التواريخ الهامة في عمل شحن ذهني لأولادنا الصغار، كأن نطرح عليهم مثلا سؤال تحديد عام تأسيس الجماعة، أو تولي حضرة المصلح الموعود الخلافة، وذلك بالرجوع إلى هذه المعلومة فقط.

واستعدادا لهاتين المناسبتين المباركتين رفع سيدنا المصلح الموعود لواء الأحمدية ليرفرف عاليا في سماء الروحانية منذ ذلك التاريخ، وهذا اللواء المبارك تكمن قيمته الرمزية في أن جميع مراحله قد تمت بأيد ملائكية، ففكرته لمعت في ذهن سيدنا المصلح الموعود، والقطن الذي غزلت منه خيوطه زرعه صحابة المسيح الموعود وجنوه بأيديهم نفسها التي بايعوا بها سيدنا المسيح الموعود، وللنساء في لواء الأحمدية حظ وافر، إذ خص صحابيات المسيح الموعود بنسج نسيج هذا اللواء المبارك، فهذا جانب يصف ما لهذا اللواء العظيم من عظمة وقداسة.  واللواء أسود اللون، يتوسطه رسمُ منارة المسيح، وعلى يمينه هلال يحتضن نجمة، وعلى يساره بدْر بلون أبيض. وطول اللواء 18 قدما وعرضه 9 أقدام (أي قرابة 5.5 م طولا و2.75 م عرضا).

Share via
تابعونا على الفايس بوك