من الفقه الميسر....

من الفقه الميسر….

راعينا التبسيط والسهولة، واجتنبنا المصطلحات الفقهية الصعبة. فعلى المسلم أن يأخذ بها قدر المستطاع، ولا يترك منها شيئا متعمدا.. والله تعالى أعلم بالسرائر، وهو العفو الغفور فلا تشدد ولا تهاون. وفقكم الله تعالى لما يرضيه.

الاستحمام (الاغتسال)

يشجع الإسلام على الاستحمام، ولا يؤكد على طهارة الروح وحدها وإنما يؤكد أيضا على نظافة الجسم، وفي بعض الحالات يكون الاستحمام ضروريا لمزاولة الصلاة، وفيما يلي الحالات التي توجب الاستحمام ولا يكفي فيها الوضوء وحده:

  • في حالة النساء:
  • بعد انتهاء دورة الحيض وانقطاع نزول الدم تماما.
  • بعد الولادة أو الإجهاض مع توقف نزول الدم تماما. علمًا بأن المرأة غير مكلفة بالصلاة أثناء فترات نزول الدم هذه.
  • في حالة الرجال والنساء معا:
  • بعد اللقاء الجنسي لأي فترة زمنية، سواء حدث معه قذف أو لم يحدث.
  • بعد القذف أو الرعشة الجنسية مهما كان السبب (في لقاء جنسي أو بدونه أو في الاحتلام).

ج-  إذا دخل المرء في دين الإسلام من الكفر أو أي دين آخر.. فعليه أن يغتسل.

وهناك حالات أخرى ينبغي فيها الاستحمام.

  • الطفل المولود يغسل جسمه بعد ولادته.
  • الميت يغسل جسده قبل صلاة الجنازة، ويستثنى من ذلك الشهيد والمقتول في الحرب أو لأي سبب آخر.
  • الاغتسال قبل صلاة الجمعة، وصلاة العيد، وقبل الإحرام بالحج والعمرة سنة مؤكدة عن النبي .

طريقة الاغتسال:

كان النبي يبدأ استحمامه بالوضوء كاملا.. ثم يصب الماء على جانبه الأيمن ثلاث مرات على الأقل، ثم مثل ذلك على جانبه الأيسر. وكان يغسل جسمه الشريف بعناية، فلا يدع عضوا إلا نظفه تماما.

وفي الحالات التي توجب الاغتسال لا تجوز الصلاة أو دخول المسجد أو تلاوة القرآن الكريم إلا بعد الاستحمام. ويمكن للمرأة أثناء الحيض أن تقرأ القرآن ومن الأفضل ألا تلمسه العارية.

ماء الاغتسال والوضوء:

يجب أن يكون الماء المستعمل للوضوء والاغتسال نظيفا صحيا، فلا يستعمل الماء الراكد أو الملوث. وعند الضرورة يجوز استخدام الماء غير النقي.

اللباس

يجب أن يكون جسم المصلي مستورا بطريقة لائقة، وبصفة خاصة العورات وما حولها. ففي حالة الرجال يجب تغطية الجسم فيما بين السرة حتى الركبة. أما بالنسبة للسيدات فيجب تغطية الجسم كله بما في ذلك الذراعان.. فيما عدا الكفين والقدمين. وفي البيت يمكن للمرأة أن تصلي دون أن تغطي وجهها.

تغطية الرأس للرجال

يرى معظم الفقهاء ضرورة تغطية الرأس عند الصلاة، فيما عدا المالكية وقلة أخرى لا ترى ذلك ضروريا.

الأذان.. نداء الصلاة

كان المسلمون يتنادون إلى صلاة الجماعة في المسجد.. إلى أن استشار النبي صحابته للبحث عن وسيلة لدعوة المصلين إلى الصلاة. وذات صباح أخبره أحد الصحابة أنه رأى في الرؤيا طريقة يؤذن بها في الناس. وأخبر سيدنا عمر بن الخطاب أن سمع نفس الكلمات في الرؤيا.. فثبت أنها رسالة من الله تعالى.. ولما سمعها النبي وافق عليها وكلمات الأذان هي:

الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر

أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن لا إله إلا الله.

أشهد أن محمدا رسول الله. أشهد أن محمدا رسول الله.

حي على الصلاة. حي على الصلاة.

حي على الفلاح. حي على الفلاح.

الله أكبر الله أكبر. لا إله إلا الله.

ويضاف في صلاة الفجر عبارة

” الصلاة حير من النوم، الصلاة خير من النوم ”

بعد حي على الفلاح.

ماذا يقول المسلم عند سماع الأذان

قال النبي : إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن.

فعلى المسلم أن يردد كلمات الأذان بعد المؤذن، وعندما يسمع حي على الصلاة أو حي على الفلاح يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

زيادات لا نرى لها أصلا

تضيف طائفة الشيعة إلى كلمان الأذان عبارة: “أشهد أن عليا ولي الله، ووصي رسول الله، وخليفته بلا فصل” أي أنه ولي الله تعالى ووريث رسول الله حسب وصيته وأن خليفته بلا فاصل بينهما.

وتضيف بعد الطوائف عبارة “الصلاة والسلام عليه يا رسول الله” ولا نعرف أصلا معتمدا لهذه الإضافات على كلمات الأذان. وفيما نعلم، فإن كلمات الأذان الثابتة هي ما ذكرناه آنفا.

والأذان مطلوب سواء كانت الصلاة داخل المسجد أو في الخلاء. وعلى السامعين أن يتلوا هذا الدعاء بعد الانتهاء من الأذان:

اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. (البخاري)

الإقامة

عند الشروع في الصلاة يتلو المؤذن كلمات الإقامة.. وهي إشارة إلى أن الإمام قد أخذ مكان في مقدمة المصلين مواجها القبلة وسوف يبدأ الصلاة. والإقامة تشبه الأذان مع شيء من الإيجاز، وتختلف عنه فيما يلي:

  • يرفع الأذان بصوت مرتفع، والإقامة بصوت أقل درجة.
  • لا ترفع اليدان في الإقامة إلى الأذنين كما يفعل عند الأذان.
  • لا تستعمل عبارة الصلاة خير من النوم عند الإقامة لصلاة الفجر.
  • تتلى الإقامة بسرعة وليس بوقفات محسوسة كالأذان. أما المالكية فيرون ضرورة الوقفات.
  • يزاد في الإقامة عبارة: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، بعد حي على الفلاح.
  • لا داعي لتوجيه الوجه يمينا ويسارا في الإقامة، ولكن في الأذان عند قول حي على الصلاة ينظر المؤمن يمينا، وعند قول حي على الفلاح ينظر يسارا.

كلمات الإقامة هي :

الله أكبر الله أكبر.

أشهد أن لا إله إلا الله.

أشهد أن محمدا رسول الله.

حي على الصلاة حي على الفلاح.

قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة.

الله أكبر الله أكبر- لا إله إلا الله.

ومن سنة النبي أن المؤذن هو الذي يقيم الصلاة أيضا (الترمذي). ويمكن أن يقيم الصلاة شخص آخر بإذن المؤذن.

النية والتوجه

يراد بالنية قصد الإنسان وتوجهه لأداء الصلاة، وهذا ركن أساسي من الصلاة. فيجب على المصلي أن يريد الصلاة ويفكر في نوع الصلاة التي سوف يشرع في أدائها.. هل هي صلاة مفروضة (فرض)، أم هي صلاة تطوع من المصلي (نفل).. وكم ركعة سيصلي. ولا ضرورة أن يرفع المرء صوته بكلمات يعبر فيها عن نيته، وإنما يكفي وجود القصد في ذهن المقدم على الصلاة. وقبل الدخول في الصلاة.. يستحضر المصلي نية الصلاة في نفسه ويتلو هذا التوجه:

إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.  (يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك