من مكتبة الإمام المهدي ح 4

من مكتبة الإمام المهدي ح 4

تعريف وجيز بالكتب التي صنّفها سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود

مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية

9- مناظرة لدهيانة

جرت هذه المناظرة في لدهيانة بين سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني وبين المولوي أبو سعيد محمد حسين لمدة 12 يوما ابتداء من 20/07/1891. فعندما اطلع المولوي محمد حسين على كتاب “فتح إسلام” كتب إلى سيدنا المهدي: ما جاء في كتابك يدل على أنك تدعي بأنك مثيل المسيح المزمع مجيئه طبقا لما جاء في القرآن الكريم وأحاديث النبي .. فإذا كان هذا ادعاؤك فعلا فعليك أن تؤكد ذلك الادعاء بوضوح فتقول نعم أو لا.

فأجابه سيدنا أحمد على سؤاله أن نعم. فرد المولوي قائلا: إنك ضللت في دعواك، وعليك أن تتراجع عنها. وبعدها قرأ المولوي محمد حسين كتاب “توضيح مرام”.. فكتب لسيدنا أحمد يقول له: لقد زادت ثقتي بأنك ضللت بعيدا بدعواك أنك مثيل المسيح الذي سوف يظهر في الأيام الآخرة. واستمر التراسل بينهما. وتم الاتفاق على مناظرة في لدهيانه. وكان موضوع المناظرة وفاة ابن مريم . وطلب المولوي توضيح مكانة الحديث النبوي قبل الدخول في صلب المناظرة المتفق عليه. وأصر على هذا التوضيح لمدة 12 يوما حتى انتهت المناظرة دون بحث موضوعها الأساسي. وقد قدم سيدنا أحمد أجوبة بينة مفصلة عن الأسئلة الخاصة بمكانة الحديث ولكن  المولوي كرر طلبه كل مرة قائلا أنه لم يسمع بعد ردا قاطعا شافيا.

وكان موقف سيدنا أحمد أن الحديث المتفق مع القرآن الكريم هو المقبول. وأكد أن كتاب الله القرآن هو أوثق مرجع يملكه المسلمون. وأن الحديث شارح للقرآن ولا يمكن أن يتعارض معه. ولكن المولوي أصر على أن يكون الحديث في درجة القرآن مرجعية وثقة، وأن كل ما نجده في الحديث واجب الإيمان به كما نؤمن بما في القرآن الكريم.

وفي نهاية المناظرة وجّه سيدنا أحمد نظر الناس.. حالفًا بالله تعالى أنه لا مخرج من هذا الموقف إلا أن يدعوَ المولوي ربه أربعين يوما كي يُري آية سماوية له، وقال أنه قال أيضا سيفعل ذلك، وأنه إذا تحقق للمولوي ذلك فلن أبالي أن تذبحني بأي سلاح تشاء، وأدفع أي غرامة مالية تحكم بها. ثم أضاف:

“لقد جاء نذير إلى الدنيا ولم يقبله العالم، ولكن الله تعالى يقبَله ويثبت صدقه بأدلة قوية”.

وأقفلت المناظرة.

10- مناظرة دلهي

وقعت مناظرة دلهي بين سيدنا أحمد والمولوي محمد بشير بهوبالي في أكتوبر 1891. فلما لم تكن مناظرة لدهيانه مثمرة لأن المولوي محمد حسين لم يدخل في الموضوع الحقيقي للمناظرة -وهو موت سيدنا عيسى ابن مريم- لذلك توجه سيدنا أحمد المهدي بالخطاب إلى راشد أحمد جانجوهي، والمولوي سيد نذير حسين والمولوي عبد الحق، وأصدر نشرة في 02/10/1891.

كان سيدنا المهدي في دلهي، وذكر في النشرة معتقداته، وضمنها دعواه مؤكدا أن سيدنا عيسى ابن مريم مات ميتة طبيعة. ودعا المولوي سيد نذير حسين والمولوي عبد الحق -وهما من كبار الشيوخ- كي يوضحا هذه المسائل. ولم يحققا له دعوته تماما. وتقدم المولوي محمد بشير للتناظر حول مسألة حياة المسيح أو موته.

واستشهد المولوي بشير بأربع آيات من القرآن الكريم ليدلل بهما أن عيسى لا يزال حيًّا، ولكنه بنى دليله على آية واحدة منها فقط، قال إنها أساسية في هذا الموضوع.

وأثناء المناظرة شرح سيدنا أحمد تفصيليا أن سيدنا عيسى لا يمكن أن يكون حيّا، وأنه في  الواقع لم يكن حيا لأنه قد مات ميتة عادية، وأكد أنه بموت سيدنا عيسى أصبح رجوعه إلى الدنيا لا يمكن أن يعني عودته بشخصه لإصلاح العالم، وعالم المسلمين بصفة خاصة.

11- أسمانى فيصله

ومعناه: الفصل الإلهي.

نشر هذا الكتاب في ديسمبر/أيلول عام 1892. وكما يشير عنوان الكتاب، فهو موجه للمولوي ميان نذير حسين الدهلوي وتلميذه المولوي محمد حسين البطالوي، وكل من على شاكلتهما في الفكر، ومعهم المولويين والصوفيين ورجال الدين.. يدعوهم إلى التماس الفصل أو الحُكم الإلهي، لبيان الحقيقة بشأن مباحثاتهم السابقة. ويقول سيدنا الإمام المهدي أن هؤلاء رموه بأنه كافر، دجال، لا إيمان له، لا دين له، ملعون، بعيدا من أهل الله.

وفي البداية خاطب سيدنا المهدي المولوي نذير حسين مذكِّرا إياه بأنه أيضا لم يسلَم من فتاوى التكفير، بل إنهم اعتبروه أشد الكفار كفرا. وأنه -كما يتشوق المسلمون الصادقون الصالحون إلى إدخال الناس في الإسلام- كذلك يتشوق نذير حسين إلى قذف المسلمين بالكفر.

ويشير سيدنا أحمد إلى كتابيه “البراهين الأحمدية” و”سورما تشاشم أريا” قائلا إن من يقرأ هذين الكتابين لا بد أن يقتنع بأن الكاتب بطل عظيم للإسلام، وأنه شديد الاهتمام بترسيخ عظَمَة النبي الأكرم في قلوب الناس.. ومع ذلك فإن ميان نذير حسين وتلميذه البطالوي لا يألون جهدا في تكفيره. وهذا يكشف عن أنهما محرومان من نعمة الصبر. ويدعوهما إلى الآيات السماوية، ويقول إن الله تعالى وعد المؤمنين الصادقين أربعة أنواع من العون.. وأنها أعظم الآيات لتمييز المؤمنين الكاملين وهي:

  1. أن يتلقى المؤمن بشارات بالحدث قبل وقوعه، وأن هذه البشارات تتعلق بأنفسهم وأقاربهم وأصدقائهم.
  2. أن يتلقى المؤمن الكامل أخبارا غيبية عن المستقبل القريب والبعيد.. تتعلق بالشخصيات الكبرى في العالم أو بالأمور العالمية والقومية.
  3. أن دعاء المؤمن الكامل مسموع مجاب، ويُبلَّغون سلَفًا بقبول الدعاء.
  4. يوهب المؤمن الكامل بصيرة نافذة في أسرار كلام الله القرآن الكريم.

ثم قال سيدنا الإمام المهدي أنه مستعد -قلبا وروحا- لإثبات توافر هذه العلامات في شخصه، وإثبات خلو المولوي نذير وأشياعه من أي علامة منها. وقدم بعض التفاصيل لتوضيح كيفية تقديم هذه الأدلة، وهي أشبه بمباراة.

وينتهي الكتاب بإعلان عن الاجتماع السنوي المزمع عقده في 27-29 ديسمبر، وصدر الإعلان يوم 30/12/1891 بدعوة الأحمديين للقاء يوم 27-12 من عام 1892 لمدة 3 أيام، وأوضح أن الغرض من ذلك أن يجتمع أتباعه معه وفي صحبته، فيستمعوا إلى حديثه الروحاني ويشاركوا في صلوات ودعاء جماعي. (يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك