من جوامع الكلم

من جوامع الكلم

صحيح البخاري – كتاب الطب

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: “مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً”.

ما خلق الله تعالى من مرض إلا خلق له سبب للشفاء، ولما كان الخلق منه تعالى فقد عبّر عنه بالإنزال. وفي بعض الروايات استثنى الموت والهرم لأنهما لا يعدّان من الأمراض حقيقة.

2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: “لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَرَ،.. وَفِرَّ مِنْ الْمَجْذُوم كَمَا تَفِرّ مِنْ الْأَسَد”

لا يصح الاعتقاد بسريان المرض بطبعه من المريض إلى الصحيح سريانا مطلقا. ولا يصح التشاؤم بالطيور فتصدكم عن مقاصدكم. ولا يصح الاعتقاد بطير ليل ينادي بالثأر. ولا يجوز تأخير شهر المحرم إلى صفر والتلاعب بالأشهر الحرم. وهذا النفي يعني النهي عنها. والفرار من المصاب بمرض الجذام لمنع العدوى الثابتة. وهذا يوضح أن قوله “لا عدوى” يعني أنها لا تحدث إلا بالأسباب التي خلقها الله تعالى.

3- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: “الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ”

بيّن النبي أن نار جهنم شديدة حتى كأن حرارة الحمّى وعذابها شيء من رائحتها. وأوصى أن يخفف من حدة سخونتها بالماء. كما يمكن أن تكون الحمى كناية عن حرارة الجري وراء شهوات الدنيا وأنها لفحة من نار جهنم. وينبغي تبريد سعارها بماء الرحمة السماوية .. أي باتباع تعاليم القرآن الكريم وأعمال البرّ.

4- عن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا”

درس وقائي عظيم من نبي يتلقى العلم عن رب عليم خبير، رؤوف رحيم، يوصي أنه إذا سمع المسافر بأن الطاعون قد حلّ بأرض يريد دخولها فلا يدخلها إلى أن يرفعه الله تعالى منها. وبهذا يصون نفسه من خطر العدوى بهذا المرض المعدي. وإذا حلّ الطاعون بأرض فينبغي ألا يغادرها أحد ممن فيها حتى لا يكون سببا في نشر المرض في بلاد أخرى.. ذلك حتى يزول الوباء. وهذا يلقي مزيدا من الضوء على المعنى الحقيقي لقوله “لا عدوى”.

Share via
تابعونا على الفايس بوك