مكافحة البدعات والتقاليد الفارغة

مكافحة البدعات والتقاليد الفارغة

أبو المحسن عطاء

من عادة الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تقيم الأسرة احتفالاً يسمى (حفلة آمين) عندما يُتم طفل منها ختم القرآن الكريم لأول مرة. وفي مناسبتين كهذه بلندن في 10/5/1985 و 1/7/1985، ألقى إمامنا الهمام، أيده الله بنصره العزيز، خطابين هامين، نتشرف بتقديم خلاصتهما لحضرات القراء الكرام (التقوى).

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعارض وتستنكر التقاليد الفارغة والبدعات كل الاستنكار. ولنعلم أن السنن النبوية التي سنَّها الرسول ليست من التقاليد في شيء، بل هي سنَّة، ولكن البدعات هي التقاليد التي تفشت في الإسلام فيما بعد، والجماعة الإسلامية الأحمدية تعارضها بل تكافحها بشدة، سواء أكانت هذه التقاليد في نظر الناس صغيرة أم كبيرة، لأنها تحمل الشريعة أعباء ثقيلة ليست من عند الله تعالى، وتجعل الناس يستنفدون قواهم في حملها بدلاً من أن يبذلوها في اتباع الطرق الشرعية الحقة الأصلية.

ومن المؤلم جدًّا أن هذا المرض قد أصاب الأمة المحمدية، فالحقائق الشرعية الحقة قد اتخذها الناس ظهريًّا وسخريًّا، أما ذكرى (الفاتحة) و(الأربعين) و(الأحد عشر) بعد الوفاة وغيرها من البدعات الكثيرة فقد حلت محل الشريعة. وإن مكافحة هذه التقاليد والبدعات أمر هام لأن الأمم كانت ولا تزال تهلك من جراء هذه التقاليد. ولقد ذكر القرآن الكريم في صدد الإحسانات التي أسداها الرسول الكريم إلى أمته إحسانًا عظيمًا: وذلك أن هذا الرسول قد جاء ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. ولا ريب أنه إحسان عظيم من النبي الأعظم . وإن الخادم الكامل للنبي أعني سيدنا المهدي والمسيح الموعود قد أسدى إلينا نفس الإحسان في هذا الزمن. فقد حررنا حضرته دفعة واحدة من تلك التقاليد والبدعات التي قد تكدست خلال ثلاثة عشر قرنًا.

ولكن الأمم، من سوء الحظ، تسعى دائمًا وراء تقاليد تافهة فاسدة، تزيينا لحياتها في الظاهر. فمثلاً يجيز الناس الاحتفال بيوم الميلاد بحجة أن هذا الاحتفال يزيد حياتهم حسنًا وبهاءً، وتنهال عليهم التحف والهدايا، ويجدون متعة في إطفاء الشموع في كل سنة. ولكن يجب ألا يفوتنا أن مظاهر الرياء كهذه التي يستصغر الناس شأنها في بادئ الأمر، لا تزال تزداد كمًّا، وتشتد وطأة، حتى لا تبقي للشريعة في الحياة مكانًا. فهل بقي للشريعة مكان في الحضارات الغربية مثلاً؟ كلا! بل قد حلت البدعات والتقاليد والتهافت على الدنيا محل الشريعة كلية.

ومن الناس من يبرر ذلك بقوله: أي حرج في ذلك؟ وأي ضرر في إطفاء بضع شمعات؟ وأي ضير في أكل الكعكة معًا؟ إن ذلك يجلب علينا سعادة بالغة فلا بأس إذًا في ذلك كله. ولكنهم ينسون أنه يأتي بعد ذلك وقت لا يُبقي لهم في الحياة إلا أكل الكعكة فقط. سيفقدون الحماس لخدمة الدين، ولن يوجد فيهم أي حب للصدقات وفعل الخيرات. ثم يأتي بعد ذلك سيل جارف من ألوف السيئات يمحو آثار آلاف الخيرات والحسنات.

وأي شك في أن البدعات تتسرب إلى الحياة نتيجة للبعد عن الشريعة، وإلا فالذي يطبق الشريعة في حياته حق التطبيق، ويفهم روحها حق الفهم، كيف يمكن له أن يفكر مجرد تفكير أنه سوف يجد فراغًا من الوقت من اتباع الشريعة ليمارس البدعات. إذًا فتسرب البدعات إلى المجتمع علامة إنذار لخطر فادح، ألا وهو أن المجتمع قد قلّت حسناته وانخفض مستوى خيراته، وأن اعوجاجًا ما حدث في ميوله ورغباته، وبالتالي فهو يسلك صراطًا غير مستقيم.

لقد تبين من ذلك كله أن استئصال البدعات الفاسدة والتقاليد الفارغة أصل من أصول الشريعة، فلا تعدّوه أمرًا ثانويًا، لأن الميل إلى البدعات نفسه ينبه إلى أن مرضًا ما قد أصاب. فلذا لا بد من استئصالها بكل قوة ومكافحتها بكل شدة.

هذا، وأريد أن أخبركم الآن أن حفل (آمين) على ختم القرآن الكريم سنةٌ أقامها المسيح الموعود ، بصفته (حكمًا عدلاً)، لأن كل ما يحكم به الحكم العدل هو كحكم الرسول الكريم . وأعني بالسنّة هنا إعداد نوع من المأدبة البسيطة لتشجيع وإسعاد الطفل بمناسبة (آمين)، وسماع آيات القرآن الكريم من الطفل. فهذه لا تعد من البدعات على الإطلاق، لأنها مختومة بختم الشريعة ومنصوصة بقوله : (حكمًا عدلاً)، فإن من يبعثه الله للإصلاح يكون، بلا شك، معصومًا من الخطأ، فلا يمكن أبدًا صدور الخطأ منه، بل الأخطاء إنما تأتي فيما بعد. فالخطأ أن يتجاوز الناس عن حدود السنة المشروعة، ويحدثوا فيها أشياء جديدة. فمثلاً إن الذين تعودوا على تقديم الهدايا في أعياد الميلاد يقولون في أنفسهم: حسنًا! ما دام قد رخص في حفل (آمين)، فلا بأس إذًا في تقديم بعض الهدايا أيضًا. وعلى سبيل المثال، إن زوجتي أيضًا كانت قد ألحت وضغطت عليّ اليوم والأمس قائلة: إن بيننا وبين هذه الأسرة علاقات وثيقة، فاسمح لي، على أية حال، بتقديم الهدية، لأن ذلك يزيدهم سرورًا. وما دام سيدنا المهدي والمسيح الموعود قد رخص في (آمين) فدعني أقدم الهدية أيضًا. فرددت عليها: كلا! لن يمكن ذلك أبدًا، ولن تهدي أية هدية ولو بقرش واحد، لأنك لو قدمت اليوم هدية قرش سيصبح ذلك تقليدًا وبدعة، فسوف يتبادل الناس الهدايا، وتتحول هذه السنة إلى مظهر تفاخر ورياء. إن المسيح الموعود قد أخرجنا في هذا الزمن من هذه المصائب والظلمات ووضع عنا إصرها وخفف ثقلها، وأحيي سنة سيده محمد ، وأوصانا بالتمسك والاكتفاء بها فقط. ولو أننا رجعنا بعد كل هذا إلى نفس الظلمات مرة أخرى لأصبحنا من الخاسرين. ومن ثم فلا رخصة في ذلك مطلقًا.

لا شك أن بعضكم أيضًا يكونون قد جاءوا بالهدايا المزينة لهذه المناسبة. فرجائي منهم أن يرجعوا بها، لأن هذه الأسرة ليست بحاجة إلى هداياكم، بل إلى دعواتكم. وسندعو لهم الآن جميعًا، إن شاء الله تعالى. إنكم لو احتفلتم بهذه السنة وجعلتموها بدعة وذلك في حضوري، فسوف يتشجع الناس على استنتاج أمور خاطئة عديدة واختراع بدعات أخرى. فلذا لن أسمح بذلك أبدًا، بل يجب أن تدعوا لهذه الطفلة أن يبارك الله لها في ختمها للقرآن، ويزيدها في العلم والعرفان، ويحيط أسرتها ببركات روحانية. فارضوا واكتفوا بما أجازه النبي أو أحد من خلفائه الراشدين. وهذا ما ينبغي أن تكون لكم فيه الكفاية في دنياكم وعقابكم. (1)

إن الإسلام دين يتسم بالبساطة، ولا يوجد فيه من الطقوس والتقاليد الدينية أو المدنية إلا قليل. ثم إنه ليس في طقوسنا شيء من مظاهر الرياء والزهو وحفلات الرقص وحلقات الخمور مما يجد فيه أهل الدنيا لذة ومتعة، وإنما تكون طقوسنا واجتماعاتنا حافلة بالدعاء والابتهال أمام الله تعالى. فمثلاً يوم العيد نفسه الذي هو بمثابة مهرجان سنوي للمسلمين، كعيد الميلاد لدى المسيحيين، فإن دعواتنا فيه تزداد بدلاً من أن تنقص. إن المسلمين عادة يصلون خمس صلوات يوميًا، بالإضافة إلى صلاة التهجد في هذا اليوم يصلون صلاة العيد أيضًا، الأمر الذي دعا بعض علماء الغرب ليقولوا إن هذا الدين دين منطقة متخلفة جدًا، وإن هذه العبادات من تقاليد العرب، فهم يزعمون أن نشأة سيدنا محمد في بيئة متخلفة جدًا جعلته يضع تقاليد ورسوم هذه البيئة ضمن الإسلام. غير أن هذا الزعم يخالف الحقيقة، لأن أعياد العرب وطقوسهم لم تكن إلا مزيجًا من رقص وخمر وحرب وتفاخر وغيرها من التقاليد والعادات الفاسدة التي يمكن أن يتصورها الإنسان ليستمتع بها.

ومما يميز أعياد الإسلام من أعياد الغرب أيضًا أن نسبة الجرائم ترتفع عادة خلال أعياد الغرب، على العكس تمامًا من الأعياد الإسلامية. وعلى سبيل المثال، إن نسبة الجرائم أثناء عيدي الفطر والأضحى تنخفض بشكل ملحوظ مقارنة بالأيام الأخرى، وكل ذلك رغم بُعد المسلمين اليوم عن مبادئ الإسلامية بعدًا شاسعًا.

وعلاوة على العيدين، فإنه لا يوجد في حياة المسلم إلا بضعة أيام فقط يحتفل بها. إن الاحتفال بيوم الميلاد قد أصبح خاصة الحضارة الغربية، وقد تأثر بها الآن معظم البلاد الإسلامية أيضًا، وبدأوا يحتفلون به كتقليد، ولكن الجماعة الإسلامية الأحمدية التي أقيمت لتجديد الدين والتي تتبع سنة الرسول تعارض كل هذه البدعات والتقاليد التي تسربت إلى الإسلام فيما بعد ولا تعارض فحسب، بل أيضًا تكافحها وتقوم بقلعها واستئصالها من المجتمع. إنكم كلما تحتفلون بمثل هذه التقاليد والبدعات غير الإسلامية تحملكم عبئًا ماليًا لا مبرر له، وتجلب عليكم الهموم والأحزان. فمن أجل ذلك نحن نحب البساطة أكثر ونفضلها دائمًا.

أما يومنا هذا فنهتم به كثيرًا ونحتفل به، لأن صغيرنا يوفق فيه بفضل الله تعالى لختم كتابه الكريم الذي أوحى به على سيدنا محمد . وليس في هذا الاحتفال شيء من التكلف والابتهاج والمرح الذي لا طائل تحته، بل نكتفي فيه بسماع آيات قرآنية من الصغير والدعاء له جماعة، وتناول بعض الحلوى مع الشاي، وأهم وأبرز ما في هذا الاحتفال هو الدعاء، ليس تقديم الهدايا والتحف. وهذا هو ما نريد أن نعلمه صغارنا أيضًا. واليوم لم يقدم أحد ممن حضر الاحتفال أية هدية للصغيرة. إن هذه البدعة كانت قد بدأت تتسرب فينا، لذلك كنت قد منعت الجماعة من تقديم الهدايا في مثل هذه المناسبات، لكيلا يتعرض مجتمعنا لأعباء غير ضرورية، لأنه قد لوحظ أن التقاليد الصغيرة التي تبدو للناس غير ضارة، والتي يبررونها بقولهم: إنه لا حرج في تقديم هدية متواضعة للصغير، فإن نفس التقاليد الصغير تدفعنا بمرور الأيام إلى الظلمات الحالكة شيئًا فشيئًا، إذ يتحول ذلك فيما بعد إلى مظهر الرياء والتكلف، ويصير من الضروريات الأساسية سواء تحمله أحد أم لم يتحمل. ولأجل ذلك كنت قد حظرت على الجماعة ترويج هذا التقليد، وسررت كثيرًا لما علمت أن تلك الطفلة التي قدم لها الناس الهدايا في الاحتفال السابق ردت هداياهم ضاحكة مسرورة. وهكذا وجهنا اهتمام صغارنا إلى الدعاء بدلاً من أن نعودهم على التقاليد الفاسدة كتبادل الهدايا والتحف، لكي يفضلوا الدعاء عليها ويدركوا أهميته، ولولا ذلك لما زالوا يأملون وينتظرون الهدايا بفارغ الصبر. ثم إننا نلفت اهتمامهم إلى الدعاء ليعرفوا أن ثمرة الدعاء أن تنزل علينا أفضال الله وبركاته. ولعله من المستحيل أن نجد أسرة أحمدية واحدة لم يجن صغارها ثمار دعواتهم، بل لو افترضنا أننا يئسنا نحن الكبار من رحمة الله ونصرته في بعض الأحيان فصغارنا يطمئنوننا بأن الله سيتكرم علينا بفضله يقينًا. وهكذا فإن الصغار، بدلاً من أن ينتظروا التسلية وتهدئة البال من آبائهم، يقومون هم أنفسهم بتخفيف أحزان آبائهم وإزالة همومهم حتى يتجلى لهم هذا الأمر كحقيقة ثابتة، فيجدوا في أنفسهم قوة روحية جديدة نتيجة لمعجزات الدعاء.

وأنا أيضًا ما زلت أذكر واقعة كهذه وقعت أيام طفولتي وأثرت في نفسي حتى أنها كانت ولا تزال منقوشة في لوح قلبي، وأنا لا أزال أدعو وأشكر والدي المحترم على صنيعه هذا. ففي إحدى المرات أيام طفولتي كنا على سفر من أبوينا راجعين إلى (قاديان) من إحدى المناطق الجبلية، وعندما علم والدي فجأة أن وقود السيارة قد نفد، أمرنا نحن الصغار بالدعاء، ووعد بأنه سيجازي الطفل الذي بسبب دعائه نصل إلى البيت بعافية جالونين من البنزين. والجدير بالذكر أنه لما قارب الوقود أن ينفد كان الليل قد أرخى سدوله، وكان الطريق مخوفًا جدًا. وعلى الرغم من أن دعاءه ، كان أولى بالاستجابة، نظرًا لكونه إمامًا للجماعة والخليفة الثاني للمسيح الموعود والمهدي ، إلا أنه كان يريد أن يعلمنا نحن الصغار أهمية الدعاء، ويخبرنا بأن الله الذي هو منبع الرحمة والمحبة يقبل دعاء كل فرد كائنًا من كان، ولا سيما دعاء الصغار، فإنه أجدر بالقبول لكونهم معصومين عن الخطأ، ولأنهم أكثر قربًا لدى الله تعالى. وهذا هو الدرس السامي الذي كان حضرته يريد أن يعلمنا إياه.

كان السفر جاريًا والمسافة تقصر، وكان يبدو أن كل الصغار قد نسوا أن يستمروا في الدعاء. ولكننا ما أن دخلنا قاديان إلا وصحت بفرط المسرة قائلاً: إنما هي دعواتي المستمرة التي بسببها أوصلنا الله تعالى إلى البيت بالعافية، فأعطوني جالونين من البنزين. والحق أنني كنت فعلاً أدعو كل هذا الوقت. فأعطيت جائزتي، وتركت هذه الواقعة التي لا تنسى انطباعًا في نفسي، ونقوشًا في حياتي لن يمحوها الزمن أبدًا، وما زلت أعلم وأعود أولادي أيضًا على ذلك.

وذات مرة كنت راجعًا من مزرعتي على دراجتي، وكانت بنتي الصغرى (طوبى) جالسة أمامي، وكانت في ذلك اليوم تلبس حذاء جديدًا جميلاً. تخدرت رجلها، وسقط أحد النعلين دون أن تشعر بسقوطه. ولما شعرت كنا قد قطعنا معظم الطريق، وكان الظلام قد بدأ يشتد. فرجعنا محاولين البحث عنه، ولكنا لم نجده. وحينما كنا راجعين إلى البيت صاحت البنت فجأة بصوت عال وبلغتها البنغالية: إنا لله واجعون. وكانت لصغر سنها لا تستطيع تلاوة الدعاء بكامله (إنا لله وإنا إليه راجعون). كنت علمت أولادي أن يرددوا هذا الدعاء عندما يفقدون أي شيء، فتذكرت البنت نصيحتي ورددت الدعاء كما كانت تحفظه. وما لبثت أن رددته إلا وجاءنا رجل على دراجة من الجهة المحاذية حاملاً بيده نفس النعل. فتعجبت لذلك كثيرًا، وسألته: كيف وجدت النعل مع أنك قادم من الجهة المحاذية؟ فقال: كنت وجدته بعد أن مررت بكم، وبما أنه نعل واحد فلذا رجعت به إليكم. ومن المصادفة الغريبة أن ذلك حدث في نفس اللحظة التي رددت فيها البنت كلمات الدعاء.

إن العديد من الواقعات كهذه يقع في كل أسرة أحمدية، وليس لي أو لابنتي أي فضل أو خصوصية في ذلك، وإنما يحصل ذلك بتربية الصغار وتعليمهم أهمية الدعاء. وليس هذا وِرثًا للمسلمين أو حكرًا عليهم، بل هذه الرسالة للجميع، وهذا الذي أريد أن أرسخه في أذهانكم جميعًا، بأن اغرسوا في قلوب صغاركم غراس حب صادق لله تعالى، ثم انظروا كيف تظهر المعجزات في كل بيت. فإن الصغار لا دين لهم. إنهم معصومون عن الخطأ ومطبوعون على الخير، سواء ولدوا في بيوت المسلمين أو المسيحيين أو غيرهم، فوجود الله تعالى سواء عند كل واحد منهم. هذا هو الأسلوب الوحيد الذي نستطيع به أن نعد ونربي جيلنا القادم، ولكن، وأسفاه! إننا بأيدينا ندمر جيلنا القادم. فالميل إلى الدين لا يزال في نقصان مستمر، ويفسد ويضيع جيلاً بعد جيل، وليس لنا من العلاج إلا ما وصفته لكم واقترحته عليكم. هذا هو الطريق الوحيد، طريق الدعاء، الذي يمكن أن يأتي بنتائج طيبة وكثيرة جدًا، وعندئذ يصبح أولاد مثل هؤلاء القوم جميعًا محبين لله ، ولن يضيعهم الله أبدًا. وما عدا هذا من سائر أنواع الأسلحة الفتاكة للإنسان، فليس له أي اعتبار وشأن مقابل ذلك. لو بدأ العالم كله العمل بهذا الأصل لقضى على سائر القصص الكاذبة، وتجنب الدمار الناجم عن استخدام الأسلحة.

فعلّموا أولادكم حب الله، ثم انظروا أنهم لن يضيعوا أبدًا، وهذا هو أهم ما يتطلبه الزمان منا اليوم. جعلكم الله موردًا لأفضاله كل آن. آمين. (2)

  1. مجلة النصر الأسبوعية الصادرة باللغة الأردية من لندن، العدد رقم 17، بتاريخ يونيو 1985.
  2. نفس المجلة، العدد رقم 21، بتاريخ 5 يوليو 1985.
Share via
تابعونا على الفايس بوك