محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله  إلى العالمين

محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله  إلى العالمين

محمد منير إدلبي

باحث إسلامي

احذروا .. الدجال يجتاح العالم (2)

قال الله تعالى في كتابه المجيد:

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة: 33)

أي إنّ الله تعالى سينشر الإسلام في العالم كلّه فيملأ به الأرض عدلاً وسلامًا كما مُلئت ظُلمًا وجورًا. وهذا يعني أنّ الله سينشر صِدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويُظهره لعباده في الأرض كلّها، فيوصل البرهان على صِدقه وحقيقـة دينـه إلى أقاصـي الأرض، ويتجلـّى نـورُ الله ورسوله كالشمس في رائعـة النهار، ويستنير به العالـم كلّه، وتنفتح مغاليق العقول والقلوب، ويُرفع به الظّلم والعذاب عن الناس، وتنتفع وتسمو به البشرية جميعًا، فيعمّ سلامُ الله وأمانُه الأرض كلّها.

ولا شكّ في أنّه ما من مسلم في الدنيا إلاّ ويحبّ من كلّ قلبه أن يرى ذلك النور الإلهي العظيم يَسطع مُشرقًا في أرجاء الكون كلّه ويضمّ الخلق جميعًا بِرِداء التوحيد الحقّ والكلمة الطيبة المباركة: “لا إله إلاّ الله محمد رسـول الله” التي أصلُها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها.

ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟

إنّ انتشار الإسـلام رهنٌ بانتشار صِدق سـيدنا محمـد صلى الله عليه وآله وسلّم، فلا بدّ إذن من نَشْر صدقِ كلام ونبوءات ورسالة رسول الله محمد ، في الأرض كلّها، بين جميع الناس وبمختلف اللغات.

نحن صَدّقنا بمحمد عليه الصلاة والسلام، وآمنّا أنّه رسول الله وخاتم النبيين، وأنّه أُرسل من ربّ العالمين بالإسلام الدّين الكامل والنّعمة التّامة والخير والسلام للناس جميعًا في العالمين. ونوقن بأنّ الناس لابدّ سيَعلَمون حقيقة صِدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسيؤمنون بدينه الإسلام الذي سيُدخله اللهُ كلَّ بيت يسكنه إنسان في البوادي والقرى والمدن، وسيبلغ أمرُ الله تعالى ودينُه ما بلغ الليلُ والنهار، حيث نقرأ في حديث تميم الداري رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

“ليبلغنّ هذا الأمر مبلغ الليل والنهار، ولا يترك اللهُ بيت مدر ولا  وبر، إلاّ أدخله هذا الدين بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، يعزّ بعزّ الله في الإسلام، ويذلّ به في الكفر”. (المستدرك ج 4، ص 431، عن كتاب المهدي المنتظر للمشوخي).

ومن المعلـوم أنّ الإيمان الصادق يأتي نتيجةً لبرهانٍ مبين تراه العقول وتطمئنّ به القلوب. ولهذا فإنّه لابدّ من برهان قوي ساطع يشير إلى صِدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويؤكّد حقيقة أنّه الصّادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحي يوحى، وأنه رسول الله ورحمته إلى العالمين.

ومن هنا نجد الطّريق.

فالإنسان المعاصر يفهم اليومَ ويترجم كلَّ شيء بلغـة العلم والمنطق الخالي من الأسطورة والخرافة، ولذلك لابدّ -في دعوته إلى الإيمان- من مخاطبته باللغة التي يفهمها، ويهتمّ بها، ويفضّلها على غيرها، لأنّه ما من شكٍّ في أنّ العلم والمنطق السليمين لا يمكن أن يتناقضا مع المفاهيم الدينية الصحيحة لكون الأسس العلمية الصحيحة هي من الله وحده سواء أكانت في العلوم الدينية أو الطبيعية والكونية.

المنطق العلمي السليم، إذًا، هو المطلوب بُغية تحقيق النجاح في نشر صدق محمد صلى الله عليه وآله في العالمين. وإنّ مناهج هذا المنطق كثيرة، وطرائقه متعدّدة، وأساليبه متنوّعة. ولقد جعل اللهُ في اختلاف اهتمامات المؤمنين الدّاعين خيرًا كثيرًا يوسّع دائرة التبشير بصدق الإسلام ويوصله إلى مختلف الناس على تباين أفهامهم واهتماماتهم.

ومن بين البحوث والمواضيع الكثيرة التي تُبرهن على صدق سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنّه رسول الله إلى العالمين، اخترتُ بحثًا خاصًّا متميّزًا عايشتُه طويلاً مع فئات مختلفة من الناس بحثًا وجدالاً ومناظرة وبيانًا. ولقد تبيّن لي -بكلّ يقين- أنّ هذا البحث يشكلّ كنزًا علميًا زاخرًا بالبرهان على صدق رسالة سيدنا رسول الله ، ويمكن لأصحاب العقول السـليمة والمنطـق القويـم أن يفهمـوه، ويتبيّنوا حقيقته بيسـر وسـهولة بشـرط التعامـل مـع عقولـهم ووجداناتهـم بأمـانة وصـدق وإخلاص.

فالإنسان المعاصر يفهم اليومَ ويترجم كلَّ شيء بلغـة العلم والمنطق الخالي من الأسطورة والخرافة، ولذلك لابدّ -في دعوته إلى الإيمان- من مخاطبته باللغة التي يفهمها، ويهتمّ بها، ويفضّلها على غيرها، لأنّه ما من شكٍّ في أنّ العلم والمنطق السليمين لا يمكن أن يتناقضا مع المفاهيم الدينية الصحيحة لكون الأسس العلمية الصحيحة هي من الله وحده سواء أكانت في العلوم الدينية أو الطبيعية والكونية.

إنّه البحث المتعلّق بنبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن خروج المسيح الدجّال.

* فمن هو المسيح الدجّال، وكيف يكون خروجه؟

ستعرف في هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى، كلّ شيء عن  الدجّال: أوصافه، خروجه، توجّهه، دعوته، ادّعاؤه، قدراته، خوارقه، أتباعه، أنصاره، سيرته، مسيرته وأخيرًا هلاكه.

صحيح أنّ الباحثين والمفكّرين المسلمين قد اختلفوا في حقيقة مفهوم خروج الدجّال، ولكن الثابت عند جميع علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم، هو أنّ أحاديث الرسول محمد صلى الله  عليه وآله وسلم المتعلّقة بخروج الدجّال هي أحاديث صحيحة متواترة لا يمكن إنكارها.

وقد لا يكون جميع القرّاء على معرفة بجميع أسماء الأعلام التي سترد في هذا البحث، ولكن لا بدّ من التأكيد على أهمية هذه الأسماء بسبب مكانة أصحابها المعرفية الهامّة في البحوث الدينية الموثّقة، لذا لا يمكن تجـاهلـها أو تفادي ذكـرها، ويمكـن لمن لا يعـرف مكانتـها وأهميـتها التحقّق من ذلك.

قال الحافظ الكتّاني في (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) ص 288:

“إنّ أخبـار الدجـّال تحتلّ مجلـدات، وقد أفردهـا غير واحـد من الأئمة بالتأليف”.

وقال الكوثري في (نظرة عابرة في نزول عيسى عليه السلام):

“تواترت أحاديث المهدي والدجّال والمسيح، فليس بريبة عند أهل العلم بالحديث). الصفحة: 55

وورد في كتاب (عقد الدّرر في أخبار المنتظر) ص 157:

عن جابر بن عبد الله عن رسول الله أنّه قال:

(من كذّب بالدجّــال فقد كفر، ومن كذّب بالمهدي فقد كفر)[1].

وأمّا عن السبب المباشر والأساس في اختياري هذا البحث بالذّات كي أُثبت من خلاله صِدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعالمين، فهو حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام المتعلّق بظهور الدجّال والذي أَمَرنا فيه قائلاً ومؤكِّدًا:

(.. إنما أحدّثكم هذا: لتعقلوه، وتفهموه، وتفقهوه، وتعوه. فاعملوا عليه، وحدّثوا به من خلفكم، وليحدّث الآخر الآخر، فإنه أشدّ الفِتَن). رواه نعيم والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود

إنَّ السبب وراء هذا الأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمّته ويتضح تمامًا:

(اعملوا عليه.. وحدِّثوا به مَن خلفَكم.. وليُحدِّث الآخرُ الآخرَ)…. لماذا؟ لأنه:

(أشدّ الفِتَن)!

فالحديث إذن عن أشدّ الفِتَن. ولكن أيّة فِتَن؟ وما الفائدة من العمل على هذا البحث (خروج الدجّال) وتحديث الناس به وتحذيرهم من فِتَنه؟! لأنَّ في ذلك -كما ذكرنا- حشدًا من البراهين والآيات الإعجازية العلمية العظيمة التي يتمّ من خلالها البرهان على صدق محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه رسول الله إلى العالمين، وهذا بالتالي سيؤدي إلى نشر الإسلام وسلامه وعدله في الدنيا كلّها. كما أنّ في ذلك النجاة من فِتَنةٍ هي أشـدّ الفِتَن علـى الجنس البشـري منذ خلـق آدم وإلى قيام السّاعة.

لن نتطرّق في هذا الكتاب إلى الحديث عن حقائق الخروج (المتوقَّع) للدجّال وحسب، بل سنبرهن على أنه قد خرج فعلاً، وأنّه يجتاح العالم بفساده وشرّه، ويغزوه بفِتَنٍ كقطع الليل المظلم، وأنّه يُفسد -وعبر الهواء والماء والنار والغذاء- كلَّ مكان وزمان من هذا العالم الغافل!

وبعون الله نبدأ..

  الفصل الأول:   البرهان على أهميّة التحديث بفِتَن   المسيح الدجّال وظهوره

 

حين ناظرونا احتجّوا علينا قائلين: إنّكم بتحديثكم الناسَ في موضوع المسيح الدجّال وخروجه وفِتَنه، تُشغلونهم بما لا أهمية له -في الزمن الراهن-  عن التفكّر في البحوث والمواضيع الأهم من الدين، لأنَّ خروج الدجّال وظهوره وفِتَنه أمرٌ -في نظرهم واعتقادهم- لا يزال بعيدًا في عمق الغيب الغامض، ولا فائدة تُرجى الآن من بحثه وإشغال الناس به. ولا نجـد ردّا على هذا الادّعـاء خـيرًا من أحاديث سـيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصحيح، لتكون القول الفصـل في هذا الأمر الذي لا بدّ من بيانه.

يجد المطّلع على بيان الرسول المتعلّق بفِتَنة الدجّال وخروجه أنّه عليه الصلاة والسلام قد أكّد على ضرورة التفكّر الجادّ والاحتراز الشدّيد من فِتَن الدجّال، بشكل يكاد لا يكون له مثيل من التأكيد والتشديد في أحاديث أخرى. ومما ورد من هذه الأحاديث ما جاء في صحيح مسـلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول قوله:

(عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ عُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ) (صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة)[2]

وكان صلى الله عليـه وآلـه وسـلم ذاته يسـتعيذ في صـلاته من فِتَنـة الدجّال، فقد روى عنه أبي هريرة أنّه كان يقول:

(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) (صحيح البخاري، كتاب الجنائز)

وروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلِّمهم هذا الدّعاء كما يعلّمهم السورة من القرآن، فيقول:

(أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ).

وروى أبو هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

(إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ). (صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة)

إذا تفكّرنا بهذه الأحاديث الشريفة الصحيحة، نجد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قَرن الاستعاذة بالله من فِتَنة الدجّال بالاستعاذة بالله من أخطر القضايا والمصـائر وهي:

– قضية الحياة

– قضية الموت

– قضية عذاب القبر

– قضية عذاب جهنم

وهل ثمة قضايا أو مصائر تتعلّق بحياة الإنسان أخطر من هذه؟ ثم أضاف إليها فِتَنة المسيح الدجّال، وقرَنها بها.

كما نجد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يربط ممارسة هذا الدّعاء بالصلاة اليومية التي يؤدّيها المسلمون خمس مرات في اليوم. وكذلك ربَطها بأهم وأوّل ركن من أركان الإسلام وهو الشّهادة، كما في الحديث الأخير الذي مطلعه: (إذا تشهّد أحدكم ..).

إنّ هذه الأحاديث الشريفة لتؤكّد بكلّ وضوح اهتمام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيده الشديدين على ضرورة تركيز المسلمين على الدّعاء لله بأن يحميهم ويعيذهم من شرّ فِتَنة المسيح الدجّال.

وجاء في حديث آخر عن أبي هريرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرٌ للمسـلمين بأن يسارعوا مبادرين في تناول أمـور معيّنة بالفهم والعمل الصحيح؛ وأوّلها الدجّال، قال:

(بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا الدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ وَدَابَّةَ الْأَرْضِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ) (صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة).

يتبّين بوضوح من هذا الحديث الشريف، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قد نبّه المسلمين إلى ضرورة أن يُبادروا مسرعين باهتمام بالغ لتفهّم أمر الدجّال وحقيقته حين يبدو لهم ما ينبئ أنّه قد ظهر، وألاّ يُرجئوا تفهّمه والبحث فيه انشغالاً عنه بغيره.

ونقرأ مزيدًا من تحذير النبي الكريم لأمّته بِوُشوك ظهور فِتَنة الدجال فيقول في الحديث الشريف الذي أورده ابن حبّان في كتاب (التوحيد) من صحيحه، حيث يروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله لأصحابه:

(…وَلَعَلَّهُ يُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلَامِي) (مسند أحمد، كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة).

فإذا كان خروج الدجّال لا يزال أمرًا بعيد الحدوث عنّا، فكيف إذن كـان يمكـن أن يُدركـه بعض مـن رأى رسـول الله صـلى الله عليـه وسلّم أو سمع كلامه؟

إنّ هذا يدعو إلى تفكّرٍ وتدبّر عميقين بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهَدْيه وإرشاده. وقد بيّن سيدنا خاتم النبيين أنّ حقيقة الدجّال لن تُفهم وتنكشف بمجرّد الاطّلاع السطحي الذي لا تَفكُّر فيه ولا تَدبّر، بل أكّد على ضرورة إعمال العقل والفكر بشكل مركّز، كي يتمكّن المؤمنون من فهم وإدراك حقيقة ظهور الدجّال وخطَره وفِتَنه، فقال محذّرًا:

(…إنما أحدّثكم هذا لتعقلوه وتفهموه وتفقهوه وتعوه. فاعملوا عليـه. وحدّثوا به مَن خلفكـم. وليحدّث الآخـرُ الآخـر، فإنه أشــدّ الفِتَن) كنز العمال.

في كتاب “التصريح بما تواتر في نزول المسيح” لمؤلفه محمد أنور شاه الكشميري وتحقيق عبد الفتاح أبو غدّة، وبعد أن أورد دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأَمْرَه بالتعوّذ من شرّ فِتَنة المسيح الدجّال، نقرأ:

“وما هذا الاهتمام العظيم من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الدعاء عملاً وأمرًا وتعليمًا، إلاّ لما حواه من التعوّذ بالله من عظائم الأمور والأهوال الكائنة الحق ولا ريب، ولهذا جزم الإمام ابن حزم الظاهري بفّرضيّة قراءة هذا التعوّذ بعد الفراغ من التشهّد، كما في كتابه ( المحلّى) أخذًا من ظاهر حديث أبي هريرة”.

وبعـد أن روى الإمـام ابن ماجـة في سـننه حـديث أبـي أمامة الباهلي وفيه أوصاف الدجّال وأحواله وأعماله ونزول عيسى عليه السلام، قال:

“سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول: سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول: ينبغي أن يُدفع هذا الحديث إلى المؤدِّب حتى يُعلّمه الصبيان في الكتّاب”.

وقال العلاّمة السفاريني في شرح منظومته في العقيدة الإسلامية المسمى: (لوامع الأسرار البهية):

“ينبغي لكلّ عـالم أن يبثّ أحـاديث الدجّـال بـين الأولاد والنسـاء والرجال ولا سيما في زماننا الذي اشرأبّت فيه الفِتَن، وكثرت فيه المحن، واندرست فيه معالم السّنن، وصارت السّنة فيه كالبدع، والبدعة شرعٌ يُتّبع”. راجع مقدّمة الكتاب المذكور

تُبيّن هذه الطائفة من الأحاديث الشـريفة الصحيحـة بكلّ وضوح أنّ المسلمين مأمورون بالحذَر الشديد من فِتَنة المسيح الدجّال وبالاستعاذة بالله عزّ وجلّ من شرِّه في صلواتهم وأدعيتهم أُسوةً برسـوله صلى الله عليه وآله وسلم وعملاً بأمره وهدْيه الشريف.

ويجب ألاّ ننسى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمَرَنا أن نُبادر ونسعى إلى إعمال الفكر المخلص في فهم وإدراك كلّ ما يتعلّق بالدجّال. وقد أَمَرَنا أيضًا أن نحدّث الناس جميعًا بحقائق الدجّال وفِتَنه، الواحد للآخر، والجيل لمن يليه، وذلك تحذيرًا لهم من شرّ فِتَنةٍ قُدّر أنها ستكون أشدّ الفِتَن على الجنس البشري منذ خَلْقِ آدم إلى قيام السّاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ) (صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة)

وثمّة حديث آخر مُلفت يتعلّق بحقيقة الدجّال حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله:

(مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِيكُمْ) (صحيح البخاري، كتاب المغازي)

يُبيّن هذا الحديث أنّه قد كان للدجال وجود في زمن الأنبياء السابقين بشكل من الأشكال، وإلاّ ما الفائدة من أن يحذِّر الأنبياءُ السابقون أقوامهم من خطرٍ لن يكون له وجود في زمانهم؟!

إنّ هذه الحقيقة ستبدو لنا واضحة مقبولة للعقل والمنطق السليمين بعد دراستنا هذا البحث الشيّق بتمامه وبعد أن نكون قد اطّلعنا على كافة البراهين الدّالة على خروج الدجّال وظهوره. وأما ما يهمّنا في هذا الفصل فهو أن نكون قد برهنّا حقًّا من بيان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أهمية البحث والتفكّر والتحديث بفِتَنة الدجّال. وهل يمكن لأحد، بعد هذا البيان الموثّق، الإصرار على الزّعم بأنّ تحديث الناس بفِتَن الدجّال وخروجه إنما هو صرفٌ وإلهاء لهم، وإشغالهم بما لا يفيد أو يهم[3]! إذ ما الأمر الذي كان يهدف إليه سيدنا رسول الله حين ذكر هذه الأحاديث وأطنب في ذكر الدجّال والتحذير منه؟ ومن هو أحقّ بالطاعة والتصديق: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم القائلون بما يخالف هدْيه وتعليمه؟

وأخيرًا .. ما الخطأ في أن يزداد المؤمن علمًا ومعرفة؟

وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟!

وقبل أن أنهي هذا الفصل الاستهلالي من هذا الكتاب، يُسعدني أن أزفّ إلى الناس في العالم كله بشارةً ونبوءة عظيمة لسيّدنا محمـد صلى الله عليه وآله وسلم حول مصير الدجال، حيث يبشّرنا قائلاً:

(تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ). (صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة) عن نافع بن عتبة.

يُبشّرنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ الدجّال لابدّ مَدحور ومقهور، ولا شكّ في أنّ المؤمنين سيَهزِمونه بعون الله تعالى ويقضون على أخطاره وفِتَنه بما يزوّدهم الله به من قوّة إيمانية معرفية تجعلهم قادرين على هزيمته بالأسلوب المناسب. وأماّ الدّليل على أنّ هذه البشارة سوف تتحقّق دون ريب فهو شهادة التاريخ في العالمين بأنّ النبوءة الأولى في هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تمّت مصداقًا لما قال، وفَتَح المسلمون جزيرة العرب. ثم تحقّقت النبوءة الثانية، وفتحوا بلاد فارس، وتحققت النبوءة الثالثة كذلك حين فتح المسلمون بلاد الروم، وهذا يؤكّد أنّه لابدّ أن تتحقّق نبوءة النبي الكريم الأخيرة وهي فتحُ الدجّال، أي قهرُه والقضاء على فِتَنه وأخطاره وإنقاذ العالم منه.

وبما أنّ العالم أجمع قد علم من التاريخ الموثّق صِدقَ وتحقّقَ نبوءات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلا مفرّ له، إذن، من أن يؤمن بأنّ النبوءة المتعلّقة بالدجّال وفِتَنه ثم هزيمته والقضاء على شرّه وأخطاره سوف تتحقق دون ريب. وعند ذلك سيثبت من جديد للعالمين، وفي هذا الزمـن -المعاصر- أيضًا صدقُ محمد صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي سيؤدّي إلى التصديق برسالته (الإسلام) والكتاب الذي أنزل عليه من ربّ العالمين (القرآن الكريم).

الفصل الثاني :  البرهان على ورود ذكر الدجّال   في القرآن الكريم

يعتقد البعض خطأً أنه لم يَرِدْ لخروج الدجّال وظهور فِتَنه ذِكرٌ في القرآن الكريم، وأنّه ليس ثمة دليل في كتاب الله على ظهور المسيح الدجّال، حيث نقرأ في الكتاب الشهير (كبرى اليقينيات الكونية) للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي -أحد أشهر علماء الشام- شرحًا هامشيًّا يبيّن فيه – برأيه، السبب الكامن وراء عدم ذكر قصّة الدجّال في القرآن الكريم، فيقول:

“قد يتساءل البعض: لماذا لم يكن لقصّة الدجّال وخبره ذكر في القرآن، وما السرّ في أنّ كل ما جاءنا من أخباره أحاديث عن الرسول فقط.

والجواب: إنّه لا يبعد أن تكون الحكمة من ذلك هي أنّ الدجّال أهون على الله من أن يسجّل اسمه في كتابه وكلامه القديم، يُتلى على ألسنة الناس في كلّ زمان ومكان. وقد درج القرآن في أسلوبه وإخباراته على عدم ذكر الأسماء -اللهم إلاّ الرسل والأنبياء- وبعض الطغاة الذين أرسلوا إليهم. أَفَيَخصّ الدجّال وحده بالذكر والتعيين؟ ” (كبرى اليقينيات الكونية) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ص 321-322

إننا، مع تقديـرنا لأفهام وآراء الدكتور البوطي، مضـطرّون إلى القول بأنّ تفسيره للحكمة الإلهية في عدم إيراد خبر الدجّال في القرآن الكريم غير مقنع، كما أنهّ يشير إمّا إلى عدم اطّلاعه على تفسير سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للآيات الكريمة في القرآن الكريم التي أشارت إلى ورود ذكر الدجّال كما سنرى في هذا الفصل، أو أنّه بالرغم من اطّلاعه على هذا التفسير فإنه لم يأخذه بعين الاعتبار، ولم يهتمّ بِلَفْتِ النظر إليه. ولذلك لا يمكننا أن نوافـق الدكتـور على رأيـه هذا حتى لـو أردنا ذلك، لأسباب نبيّنها فيما يلي وأهمها:

إنّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه قد أكّد لنا في الحديث الصحيح أنّ الله تعالى قد أورد ذِكر الدجّال في القرآن الكريم على أنّه إحدى آيات الله التي ينبغي على المؤمنين ألاّ يكفروا بها حين ظهورها، لأنه سيكون في التصديق بها وإظهارها تصديقٌ لنبّوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار لدين الله العظيم: الإسلام.

فإذا كان زعمُ الدكتور حقًّا بأن الله تعالى لم يذكر الدجّال في القرآن الكريم احتقارًا لشأنه ولكونه أهون على الله من أن يُذكر فيه، فلا بدّ هنا من أن نسأل:

أولاً: ألم يرد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ فِتَنة الدجّال هي أخطر وأشد فِتَنة على الجنس البشري منذ خلق آدم وإلى قيام الساعة؟

ثانيًا: ألم يذكـر القرآن الكريـم الفِتَن الأقلّ شـأنًا وخطـرًا من الدجّال مثل فِتَنة الناس واليهود ودابّة الأرض وغيرها من الفِتَن؟  كيف يمكن إذن تفسير ذِكر القرآن للفِتَن الأقلّ شأنًا في مقابل الزَعْم أنّ الدجّال -وهو الفِتَنة الأخطر شأنًا- لم يذكره الله لأنه أهون عليه من أن يذكره في “كتابـه وكلامـه القديم يُتلى على ألسنة الناس”؟!

وبما أنّ العالم أجمع قد علم من التاريخ الموثّق صِدقَ وتحقّقَ نبوءات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلا مفرّ له، إذن، من أن يؤمن بأنّ النبوءة المتعلّقة بالدجّال وفِتَنه ثم هزيمته والقضاء على شرّه وأخطاره سوف تتحقق دون ريب. وعند ذلك سيثبت من جديد للعالمين، وفي هذا الزمـن -المعاصر- أيضًا صدقُ محمد صلى الله عليه وسلم

ثم أليست نبوءات الرسول الكريم عن الدجّال وغيره هي من كلام الله القديم وعِلْمه بالغيب الذي لا يعلمه إلاّ هو؟ ثمّ أليس صحيحًا أننا كمسلمين ننظـر إلى كلام رسـول الله ونتعامـل معه بالقداسة نفسها التي نتعامل فيها مع كلام الله؟

ثـم أيهمـا أحقـر وأهـون عند الله سـبحانه: الدجّال أم الشيطان؟ فإذا كان الله عز وجل قد ذَكر الشيطان وهو أهون الخلق عنده فكيف يقول الدكتور بأنّ الله تعالى لم يذكر الدجّال لأنه أهون عليه من أن يذكره في كتابه؟!

صحيح أنّ الدجّال لم يُذكر بالاسم الصريح في القرآن الكريم، غير أنّ المفسّرين الأوائل -كما كان يجب أن يعلم الدكتور البوطي- قد أوردوا في تفاسيرهم أنّ الدجّال قد ورد ذكره في آيات معيّنة في القرآن الكريم، وإليكم البيان:

1) جاء في (تفسير البغوي) أنّ الدجّال مذكور في القرآن الكريم في قول الله تعالى:

لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (غافر: 58) -والمراد بالناس، بحسب تفسير البغوي: الدجّال.

2)  وجاء في تفسير (معالم التنزيل ولباب النقول في أسباب النزول) للسيوطي، ما يلي:

“وقال قوم: أكبر وأعظم خلقًا من خلق الدجّال ولكن أكثر الناس لا يعلمون”. – تفسير معالم التنزيل

3) كما ورد أيضًا المعنى نفسـه في تفسـير (فتح القدير) -الجزء الرابع، بسند صحيح- راجع التفسير المذكور

4) وجاء في حديثٍ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يؤكّد هذه التفاسير التي تقول بأنّ المقصود بالناس: الدجّال، حيث نقرأ في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ). (صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة)

وقد جاء في قواميس اللغة العربية أنّ كلمة (الخلق) تعني: الناس.

5) ونجد في ” فتح الباري – الجزء 13 “تفسيرًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يؤكّد فيه أن ذكر الدجّال قد ورد في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى:

يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا (الأنعام: 159)

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ) (صحيح مسلم، كتاب الإيمان)

بمقارنة هذه الآية الكريمة بالحديث الشريف، نجد أنّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بيّن أنّ أوّل هذه (الآيات) الواردة في هذه الآية الكريمة هو الدجّال، وأنّ هذه الآيات هي: الدجّال والدابّة وطلوع الشمس من مغربها.

والآن، أفلا يُبيِّن هذا ويؤكّد أنّ الدجّال مذكور في هذه الآية من القرآن الكريم على أنّه آية من آيات الله تعالى؟ وهل بعد بيان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تفسيره للقرآن بيان أو مجال لترجيح رأيِ شيخٍ من المشايخ أو زاعمٍ من الزاعمين؟

كان على الدكتور أن يشير إلى عدم اطّلاعه على هذه  التفاسير، أو أن يوردها -إن كان يعرفها- للأمانة العلمية!

6) ومن البراهين على أنّ ذِكر الدجّال قد جاء في القرآن الكريم، الحديث الذي جـاء في صحيـح مسلم عن سيدنا المصـطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال:

(مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ) (مسند أحمد، كتاب من مسند القبائل).

إنّ هذا الحديث يُبيّن بكل وضوح أنّ سورة الكهف تحتوي على ذكر الدجّال بحيث يمكن فهم حقيقته من خلال دراستها، لأنّ القرآن الكريم إنما هو كتابُ علمٍ ومعرفة، وليس كتاب سحر وشعوذة يُبعد الشرّ بأساليب السحرة والمشعوذين.

وإننا سنعمل في هذا الكتاب -بعون الله تعالى- على كشف وبيان حقيقة المسيح الدجّال من خلال سورة الكهف تطبيقًا لإرشاد وهَدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرجوع إلى هذه السورة لفهم حقيقة الدجّال والاعتصام من شرّه وفِتَنته التي هي أشدّ الفِتَن على الجنس البشري قاطبة.

 

[1] – أخرجه أبو بكر الإسكاف في “فوائد الأخبار” ورواه أبو القاسم السُّهيلي في “شرح السيرة” له و(الحديث في الروض الآنف) 2-431 وفيه أنَّ أبا بكر الإسكاف رواه مسندًا إلى مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر. وهو أيضًا في مصادر الشيعة في (معجم أحاديث الإمام المهدي) ج2 ص 17مؤسسة المعارف الإسلامية.[2]- لعلّه يكون من المفيد لفت نظر القارئ الكريم إلى أنّه قد يتبيّن بالتحقيق أنّ جميع الأحاديث الواردة في هذا البحث هي أيضًا موجودة في المصادر الشيعية، وأخصّ بالذكر منها (معجم أحاديث الإمام المهدي) نشر مؤسسة المعارف الإسلامية ج2.[3]- نقل (معجم أحاديث الإمام المهدي) – ص 81 الجزء الثاني، حديثًا مُلفتًا عن أسماء، رضي الله عنها، يُبيّن الأثر، المتعلّق بالدجال، الذي أراد الرسول أن يغرسه في أصحابه وأمّته حيث يقول راوي الحديث: (قالت: قلتُ يا رسول الله لقد خَلَعْتَ أفئدتنا بذكر الدّجال) -لاحظ وصف الأثر!

Share via
تابعونا على الفايس بوك