ما معنى أن لا تكون أحمديا؟

ما معنى أن لا تكون أحمديا؟

هاني طاهر

  • أن لا تفهم تفسير القرآن كما فسره
  • مؤسس الجماعة الأحمدية
  • أن  تسيء للأنبياء بتفاسير تستخف بعقلك

__

يبذل كثير من الناس قصارى جهدهم ليردوا الأحمديين عن إسلامهم الحق من خلال تشويه سيرة المسيح الموعود وآيات صدقه. ولطالما اصطدمتُ بهؤلاء..

ولكن، ماذا يعني أن يرتد الأحمدي عن الإيمان بالمسيح الموعود ؟

كل أحمدي يؤمن بأن الله يستجيب دعاء أحبائه، ويلهم أولياءه، فهل سيترك هذا الإيمان ليعود من القانطين باستجابة الدعاء ومن اليائسين من وحيه وإلهامه؟

كل أحمدي يؤمن أن الله منـزه عن مشابهة المخلوقات، ويفسر آيات الاستواء وأمثالها تفسيرا مجازيا، فهل يترك ذلك ليقول إن الله جالس في مكان بعيد على كرسي ضخم؟

كل أحمدي يؤمن أن القرآن الكريم منـزه عن أي نسخ ونقصان، فهل يترك هذا ليقول إن القرآن فيه تناقضات بين أحكامه، وأن فيه أحكاما تلغي أحكاما أخرى؟

كل أحمدي يؤمن أن سيدنا محمد أفضل البشر، وشريعته آخر الشرائع، وأنه أكمل الأنبياء، فهل يترك هذا ليقول إن المسيح سينـزل من السماء لينسخ الحرية الدينية؟

كل أحمدي يؤمن أن الرسول لم يُبِح زواج المتعة ولا رضاع الكبير ولا قتل الأسرى ولا قتل غير المقاتلين، فهل يترك هذا لينسب إلى أكمل البشر وخير الرسل هذه الفظائع؟

كل أحمدي يؤمن أن العدوان محرم، ولا يجوز قتال غير المعتدين وناقضي العهود، فهل يترك هذا ليؤمن بوجوب قتال الناس كافة؟ وهو يؤمن بالحرية الدينية، فهل يترك هذا ليؤمن بأنه يجب قتل المرتد لمجرد ردته مخالفا الآية الكريمة لا إكراه في الدين ؟

كل أحمدي يؤمن أن الأنبياء معصومون عن الخطأ، وأن أيوب لم يُقسم على أن يضرب امرأته مائة جلدة لمجرد أنها نصحته بأن يتوجه إلى الله بالدعاء، وأن داود لم يتزوج تسعا وتسعين امرأة ثم طمع بامرأة قائد عسكري فتآمر على قتله ليتزوجها، وأن سليمان لم يَسْهُ عن الصلاة وهو يتفقد خيوله، فغضب عليها فقتلها، وأن لوطا لم يعرض بناته على الشواذ للزنا ولا للزواج، وأن إبراهيم لم يكذب أي كذبة… فهل يترك هذا كله وينسب لهؤلاء العظماء خطايا كبيرة؟

كل أحمدي يؤمن أن الصحابة حفظوا الأمانة وصانوا وصايا رسول الله ، وأنهم ظلوا على العهد، ونقلوا لنا القرآن بالتواتر كما نزل. فهل يترك هذا ليؤمن بأنهم خانوا وأضاعوا من القرآن ما أضاعوا؟

كل أحمدي يؤمن أن المسيح قد مات بعد أن نجا من الصليب، فهل يترك هذا ليؤمن أنه جالس في السماء عاطلا بلا عمل مخالفًا آيات قرآنية عديدة تصرّح بوفاته، أم يؤمن بأنه مات وسيحييه الله ثانية، أم ينكر أحاديث النـزول المتواترة، أم يستخف بالأحاديث ويقول إنها تتحدث عن فترة انقطاع التوبة وعدم قيمة الإيمان؟

كل أحمدي يؤمن أن  سليمان لم يكن يتحدث مع الحشرات والعصافير، فهل يترك هذا ليؤمن أنه كان يضيع وقته في الحديث مع النملة والنحلة والدبور؟ أم يؤمن أنه كان يسجن الجن الشبحي؟ أم يؤمن أنه أقسم أن ينتف ريش الهدهد إن لم يأته بحجة ساطعة؟

كل أحمدي يؤمن أن الكذب على المسلم وغير المسلم حرام، ومثله الغدر بهما وخيانتهما، فهل يترك هذا ليجيز الكذب على غير المسلم والغدر به؟

لقد قرأ الأحمدي تفسيرا محكما للقرآن، ولديه تصور إجمالي عن كتاب الله، فهل تريدونه أن يترك التفسير المتكامل المترابط المحكم لتفسيرات متناقضة لا تأبه بسياق ولا سباق؟

ماذا تريدون من الأحمدي؟ إنكم تريدون منه أن يكفر بالمسيح الموعود ، ثم تتركونه بلا إجابة على كثير من المسائل التي يؤمن بها بعد أن ثبتت له بأدلة نقلية وعقلية. تتركونه وسط خلافاتكم وفقهكم المتخم وتفاسيركم المتناقضة وكراهيتكم فيما بينكم. وحين يرتد لن يلتقي معكم إلا في الكفر بالمسيح الموعود ، أما ما تبقّى فلا يمكن أن تتفقوا معه بشيء عليها، لأنكم –أيها الخصوم- مختلفون فيها أشد الخلاف.. أي أنكم تطالبونه بالردّة فقط، من دون بديل.. أي أنكم لا تحملون أي رسالة بناء، بل رسالة هدم. وما أسوأ الهدم!

أما نحن فنحمل رسالة بناء متكاملة، فنقول لمن يؤمن بالمسيح الموعود : إن لم تتغير، فلا قيمة لإيمانك.. إن لم تشعر بطعم الصلاة، فراجع نفسك.. إن لم تتطور أخلاقيا وروحانيا، فاستيقظ.

الأحمدي الجديد لا يحمل حقدا على ماضيه، بل شفقة ورحمة ورغبة عارمة في هداية معارفه وأصحابه.. لا يعرف المقت والكراهية والقسوة والشدة.. بل لسان حاله يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

الأحمدي الجديد يعرف أن الطريق صعب طويل، وأن التشويه كبير، وأن إبليس بذل جهودا جبارة، لكنه يعلم أن الإيمان يتفوق على هذا كله، وأن الله يهدي من يشاء.

فيا محترفي التشويه، لن نتردد في البناء مهما هدمتم.. لن تضعف شفقتُنا مهما قسوتم.. لن نتوقف عن الدعاء لهدايتكم مهما كفرتم. والعاقبة للمتقين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك