إني أموت ولا تموت محبتي
  • لقد شغف حب الله عز وجل قلب المسيح عليه السلام حتى أنه نسي العالم من حوله بانشغاله بالدعاء لمحبه

___

يا مَن أحـاط الخـلقَ بالآلاءِ

اُنظُـرْ إليّ برحمـةٍ وعطـوفةٍ

أنت الملاذ وأنت كهفُ نفوسنا

إنّا رأينا في الظـلام مصيـبةً

تعفو عن الذنب العظـيم بتوبةٍ

أنت المراد وأنت مطلب مُهْجتي

أعطيـتَني كأس المحـبة رَيْقَها

إني أمـوت ولا يمـوت محبتي

ما شاهدتْ عيني كمثلك محسِنًا

أنت الذي قد كان مقصدَ مُهْجتي

لما رأيتُ كمال لطفك والندا

إني تركتُ النفس مع جذباتها

متْـنَا بمـوت لا يراه عـدوُّنا

لو لم يكُنْ رحمُ المهيمن كافلي

نتلو ضياءَ الحق عند وضـوحهِ

نفسي نَأَتْ عن كل ما هو مُظلِمٌ

لما رأيتُالنفسَ سَدَّ مَحَـجّتي

إني شربتُ كؤوسَ موتٍ للهُدى

فُقِـدَتْ مراداتي بزمنِ لـذاذةٍ

لولا مِن الرحمن مصباحُ الهدى

إني أرى فضلَ الكريم أحاطني

اللهُ أعطـاني حـدائق علمِـه

وقد اقتضتْ زفراتُ مرضَى مَقْدَمي

اللهُ خَلّاقي ومُهْـجةُ مُهْـجتي

وله التفـرُّدُ في المحـامد كلها

نُثـني عليك وليس حولُ ثناءِ

يا مَلجئي يا كاشفَ الغَـمّاءِ

في هـذه الدنيـا وبعد فناءِ

فارحَـمْ وأَنْزِلْنا بدار ضـياءِ

تُنجي رقابَ الناس مِن أعبـاءِ

وعليك كلُّ توكّلي ورجائي

فشربتُ رَوحاءً على رَوْحـاءِ

يُدْرى بذكرك في التراب ندائي

يا واسِعَ المعـروف ذا النعماءِ

في كلّ رشْحِ القلـم والإملاءِ

ذهَب البلاء فما أُحِسُّ بلائي

لما أتـاني طالبُ الطـلبـاءِ

بعُدتْ جنازتُنا من الأحـياء

كادت تعفِّـيني سيولُ بكائي

لسنا بمبـتاعِ الدُّجـى بِبَراءِ

فأَنَخْتُ عند مُنوِّري وَجْنائي

أسلمتُـها كالمَيْتِ في البَيداءِ

فرأيتُ بعد الموت عين بقائي

فوجـدتُها في فُرقـةٍ وصَلاءِ

كانت زُجاجتـنا بغير صفاءِ

في النشأة الأُخرى وفي الإبداءِ

لولا العـناية كنتُ كالسفهاءِ

فحضرتُ حمّالاً كؤوسَ شفاءِ

حِبٌّ فدَتْه النـفس كلَّ فِداءِ

وله عَـلاءٌ فوق كل عـلاءِ

Share via
تابعونا على الفايس بوك