"جعلوا القرآن عضين"
  • ما منشأ كثير من ذنوب هذا الزمان؟
  • كيف يُضل قساوسة التنصير عوام المسلمين؟

__

فالحاصل أن الذنوب كثرت في هذا الزمان مع ترك الحياء، بل هي أُدخلتْ في العقائد والآراء، وجاهرَ الناسُ بها وصار الزمن كالليلة الليلاء. وعلى ذلك ترى القسوس يُضِلّون الناس بأغلوطات في تحرير وبيان، ويعرِضون على الناس أموالهم وبناتًا من أهل صلبان، ويرغّبونهم في ملّتهم بعَقار وعِقْيان، ويزيّنون حُرّيّتَهم في أعينهم ويسقُونهم من ألطفِ مُدامة، فيرى المرتدّون أن الصوم والصلاة والعفّة كانت عليهم كغرامة… ولذلك اشتدّت الضرورة إلى بعث الحَكَمِ من الرحمن، وكان ذلك وعدٌ من الله المنّان، فإن القوم جعلوا القرآن عِضِينَ، وادّعى بعضهم أنهم من المحدّثين، وشمّروا عن ذِراعَيهم لتخطئة المقلِّدين، وقوم آخرون يقولون إن الإسلام قد بطُل في هذا الزمان شَرْعُه، وتجدّدَ ضَرْعُه، وقالوا ما هو إلا كسَمَرِ البارحة، وليس كمَرْهَمِ القروح بل كالأشياء القارحة. وقد بثّوا تلك الآراء، ونثّوا هذه الأهواء. فانظر كيف تمادَى اعتياصُ المسير، وسرَتْ هذه العقيدة في أكثر الناس من الفقير والأمير، وصارت الشريعة كبئر معطَّلةٍ ومِصرٍ حصيدٍ في أعين الحكام، فلا يُحرَزُ جَنَى عُودِها كما هو حقُّها مِن دُوَل الإسلام… لا يراعون العدل عند المكافاة، ولا يميلون من الـمَصافّ إلى المصافاة. لا يعلمون شرائط أرباب الأمر والسياسة، وما أُعطوا حظًّا من الفراسة. يقولون إنا نحن المسلمون، ويعملون على رغم وصايا الإسلام ولا يخافون. يداومون على السِيَر التي تُبايِنُ الورعَ والتقاة، ولا يبالون الصوم ولا يقربون الصلاة. لا يأخذون سبل العدل عند رؤية عثرات الناس، ولا يحزُمون عند تطلُّب الـمَثالب ويتّكئون على السُّعاة الذين هم كالخنّاس. (لـُجة النور ص 43 و44)

Share via
تابعونا على الفايس بوك