مالكم لا تتقون

كلام الإمام

لسيدنا المسيح الموعود والمهدي المعهود

وأني أرى أن العدا لا ينكرونني إلا علواً وفساداً – وإنهم رأوا آيات ربي فما زادوا إلا عناداً. ألا يرون الحالة الموجودة والبركات المفقودة. أفلا يدعو الزمان بأيديه مصلحاً يصلح حاله ويدفع ما ناله. أما ظهرت البينات وتجلت الآيات. وحان أن يؤتى ما فات؟ بل قلوبهم مظلمة وصدورهم ضيقة. قوم فظاظ غلاظ – خلقهم نار. يسعرني الألفاظ، وكلمهم تتطاير كالشواظ. ما بقي فيهم أثر رقة، وما مس خدودهم غروب مسكنة. يكفرونني وما أدري على ما يكفرونني. وما قلت إلا ما قيل في القرآن. وما قرأت عليهم إلا آيات الرحمن. وما كان حديث يفترى بل واقعة جلالها الله لأوانها، ويعرفها من يعرف رحمة الرب مع شأنها. وكان الله قد وعد في البراهين الذي هو تأليف هذا المسكين أن الناس يأتونني أفواجاً وعليَّ يجمعون. وإليّ الهدايا يرسلون. ولا أترك فرداً بل يسعى إليّ فوج من بعد فوج ويقبلون. وتفتح عليّ خزائن من أيدي الناس ومما لا يعلمون. وأعصم من شر الأعداء وما يمكرون، وأعطى عمراً أكمّل فيه كلما أراد الله، ولو يستنكف العدا ويكرهون. ويوضع لي قبول في الأرض ويُفديني قوم يهتدون. فتم كلما قال ربي كما أنتم تنظرون. أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون. ولو كان هذا الأمر من عند غير الله لما تم هذه الأنباء ولهلكت كما يهلك المفترون. وترون أن جماعتي في كل عام يتزايدون. وما ترك الأعداء دقيقة في إطفاء نور الله فتم نور الله وهم يفزعون. فانسابوا إلى جحورهم، وما تركوا الغل وهم بعلمون. أهذا من عند غير الله؟ مالكم لا تستحيون ولا تتأملون. أتحاربون الله بأسلحة منكسرة وأيدي مغلولة. ويل لكم ولما تفعلون. أهذا فعل مفتر كذاب. أو مثل ذلك أُيد الكاذبون. أهذه الكلم من كذابٍ مالكم لا تتقون.”

(تذكرة الشهادتين ص 86)

Share via
تابعونا على الفايس بوك