"إني مهين من أراد إهانتك"

“إني مهين من أراد إهانتك”

عبد اللطيف محمود

 من إلهامات المسيح الموعود

قضية اتهام إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد

“أيده الله بنصره العزيز” بقتل أسلم قريشي الذي ظهر بعد اختفاء دام عدة سنوات.

تواجه الجماعة الإسلامية الأحمدية منذ قيامها وككل جماعة يقيمها الله تعالى في أي زمن، معارضة شديدة. فقد كان ولا يزال أعدائها الظالمون يلصقون بها من حين لآخر تهماً وافتراءات لا أساس لها من الصحة، تشويهاً لوجهها أمام الذين ليس لهم معرفة كاملة بهذه الجماعة الساعية لإصلاح أحوال الناس في هدوء بالحكمة والموعظة الحسنة بدون أي إخلال بأمن أي بلد. ولكن الله سبحانه وتعالى يبرئها في كل مرة من كل تهمة، ويهين من يريد إهانتها، محققاً وعده بعبده المسيح الموعود :

إني معين من أراد إعانتك وإني مهين من أراد إهانتك

ولقد اشتدت هذه المعارضة والعداء الصارخ مرة أخرى في أيام الآمر الباكستاني ضياء الحق، وبالتحديد في 1983 عندما ألصق فئة معينة من المشائخ الباكستانيين بهذه الجماعة تهمة اختطاف وقتل رجل من محافظة سيالكوت ويدعى “أسلم قريشي”. كان من قبل مواطناً عادياً، وكان حاول محاولة فاشلة لقتل أحمدي كبير المرزا أيم أيم أحمد أحد الوزراء في حكومة الرئيس الباكستاني الراحل يحي خان، بهذه المحاولة نال من المشائخ لقب “مولانا” و”عاشق الرسول” .

لم يكتف المشائخ باتهام الأحمديين باختطافه وقتله فحسب، بل ادعوا أن إمامهم الروحي المرزا طاهر أحمد (أيده الله بنصره العزيز) هو الذي أمر بقتله. فبدأوا يشنون حملة شرسة ضد الأحمديين في خطب الجمعة لإثارة الشعب والحكومة ضدهم. وعقدوا اجتماعات ووجهوا للشعب دعوة للقيام بالاحتجاج والإضراب. وشكلوا لجاناً وجمعوا من الناس تبرعات بالملايين للبحث عن قاتلي شيخهم والانتقام منهم. وخصصوا يوماً للدعاء لفقيدهم والصلاة على روح شهيدهم الغائب أسلم قريشي. كما قرروا قرارات حثوا فيها الحكومة على القبض على قاتليه الأحمديين، فقال أحدهم المولوي زاهد الراشدي: “لن نهدأ أبداً ما لم ننتقم من قاتلي أسلم قريشي وهم المرزا طاهر أحمد وجماعته المرزائية”

(مجلة لولاك- 8/6/84)

وهدد المولوي نور الحق في اجتماع كبير قائلاً:

“إنه إذا فشلت الحكومة في معاقبة الأحمديين الذين قتلوا أسلم قريشي فنحن آلاف المسلمين الحاضرين في هذا الاجتماع نتعهد على يد قائد الملة الإسلامية وأميرنا المركزي حضرة مولانا خان محمد عباسي – دامت بركاتهم – بأخذ الثأر لشهيدنا أسلم قريشي.”

(نفس المجلة)

وتشدد أحد أشد أعداء جماعتنا وهو المولوي منظور أحمد الشنيوتي لدرجة أن قال:

“لقد أعطينا الحكومة أسماء ستة أشخاص بما فيهم المرزا طاهر أحمد، فلو لم يثبت أن أحداً من هؤلاء الستة هو قاتل شهيدنا أسلم قريشي فللحكومة أن تقتلنا بالرصاص على الملأ.”

(جريدة نواء وقت – لاهور – 18 فبراير 1984)

أما السيد ملك منظور إلهي رئيس مجلس حفظ ختم النبوة بسيالكوت فهدد:

“إنه بداية من 30 أكتوبر 87 سوف يقيم في المسجد الجامع بإسلام أباد ويضرب عن الأكل والشرب إلى أن يتم العثور على قاتلي أسلم قريشي.”

(جريدة “جنك” – 28 أكتوبر 87)

وقال ابنه صهيب أسلم:

“إني أطالب الحكومة بشدة بإشراك المرزا طاهر أحمد وغيره من الأحمديين في قضية اختطاف أبي أسلم قريشي، وإذا لم تثبت إدانة أحد منهم بقتل أبي فللحكومة أن تعدمني بالرصاص.” (المجلة الأسبوعية “جنان” 19 نوفمبر 1984)

“وعندما لم يستطع رجال البوليس إثبات أي ضلع للأحمديين في اختطاف الرجل طلب المشائخ الرئيس الباكستاني بمساندتهم، فوقف بجانبهم وعنف المسؤولين وأمرهم بشدة لحل لغز اختطاف أسلم قريشي بكل طريق ممكن.”

(جريدة جنك – لاهور – 22 فبراير 1985)

وأعطى الرئيس الباكستاني للمشائخ كل حرية لإثارة الشغب ضد الأحمديين، كما جعلت وسائل الإعلام أيضاً تثير هذه القضية بشكل مدهش. فبدأت على إثر ذلك سلسلة من الاضطهادات ضد الأحمديين من ضرب وقتل واختطاف ونهب واعتقال من تفوه منهم بالشهادة – لا إله إلا الله محمد رسول الله – ومحو هذه الكلمة من على جباه مساجدهم وهدمها وغير ذلك.

فنصح حضرة المرزا طاهر أحمد- أيده الله بنصره العزيز – هؤلاء الظالمين مراراً وتكراراً بالكف عن هذه المظالم، ولكن المشائخ ومعهم رجال الحكومة وعلى رأسهم الآمر الباكستاني ضياء الحق لم ينتصحوا، بل زادوا ظلماً وزوراً وعداء. فلما رأى حضرته اصرارهم على ظلم الأحمديين الأبرياء وتكفيرهم لجماعته المسلمة المؤمنة بكل عقائد الإسلام من الأعماق، والعاملة بها بكل صدق وحب وإخلاص، وجه إليهم دعوة للمباهلة في 10 يونيو 88 (قد نشرت في العدد السابق للتقوى)، وقال لهم:

لقد طال النقاش والجدال، والآن لا حجة بيننا وبينكم بل الله الذي يفتح بيننا وبينكم. فتعالوا معي نرفع أيدينا إلى الله عز وجل، ونبتهل إليه وندعو على الكاذب منا في دعواه. ولقد خص بالذكر فيما ذكر من التهم والافتراءات التي افتروها علينا – تهمة اختطاف وقتل أسلم قريشي. وقال أنكم تتهمونني وجماعتي باختطافه وقتله، مع أننا لم نقتله. فتعالوا قولوا معي: لعنة الله على الكاذبين. حتى يميز الله بين الصادق والكاذب ولتستبين سبيل المجرمين.

فما أسرع ما استجاب الله دعاءه على هؤلاء الظالمين حيث لم يمض على دعوة المباهلة ثلاثون يوماً فقط إلا وظهر أسلم قريشي بنفسه فجأة على الشاشة في باكستان في 10 يوليو 88، نعم نفس الرجل الذي اتهمنا علماء السوء بقتله بملء أفواههم وبالكلمات الصريحة الصارخة التي كتبناها سلفاً، وأعلن الرجل:

“إنه لم يختطفني أحد.. وإنما هربت من البيت بسبب ضائقة مالية وجو ديني غير ملائم، وذهبت إلى إيران. والتحقت بالجيش الإيراني. ولكن بسبب إصابتي بعدة أمراض وتدهور صحتي تركت خدمة الجيش ورجعت.. لم أرد باختفائي الأضرار بالأقلية القاديانية، وإنني متأسف جداً على كل ما حدث في باكستان بسببي من أضرار بأرواح وأموال المظلومين.

(جريدة نواء وقت 13-7-88) و(مشرق 13-7-88)

وهكذا، وبسبب مباهلة ودعاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية ومن ورائه كل فرد من جماعته أظهر هذا الرجل المختفي، بل قل حيث أحيي هذا الميت من جديد، وكذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون- هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وجه لطمة قوية من خزي وذل وهوان في وجوه علماء السوء الظالمين المشترين بآيات الله ثمناً قليلاً، وكذلك في وجه الآمر الباكستاني ضياء الحق المساند لهم، وبرأ عباده المظلومين المقهورين. فالحمد لله أولاً وآخراً.

اقتباس هام

من خطبة الجمعة لأمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز

1/7/88

أما ما يتعلق بالرئيس الباكستاني فإننا بانتظار ما سيظهره الله عز وجل في هذا الشخص. وكونوا على يقين أن الله تعالى سوف يؤاخذ سواء أقبل باللسان دعوتي للمباهلة أم لم يقبلها! لأنه إمام أئمة المكفرين، وهو المسؤول الأول عن كل ما يُصبُّ على الأحمديين الأبرياء من ظلم واضطهاد. فإنه كان ولا يزال يأمر باضطهادهم ثم يراقب هل وضعت أوامره موضع التنفيذ أم لا. ويجد متعة وأي متعة في تعذيبهم. ومن مثل هذا الشخص لا ينتظر قبول دعوة المباهلة باللسان، وإنما يكون استمراره في الاضطهاد دليلاً على قبوله المباهلة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك