ليس الوقت وقت السيوف والأسنة، بل أوان تزكية النفوس و ثني الأعنة
  • السلاح الحقيقي في هذا الوقت هو سلاح التوبة والعفة.
  • لقد دخل الفساد قلوب المسلمين.

__

وليس هذا الوقت وقت الغَزاةِ وتقلُّدِ الرماح والمرهفات، بل أمرني ربي يا معشر هذه الأمة أن تتقلدوا بسلاح التوبة والعفّة، فإن النصرة كلها في هذه العُدّة. وإن الأرض ملعونة ممقوتة لكثرة الخطيّات، ولتركِ الله والتمايلِ على الخزعبيلات. وليس الوقت وقت السيوف والأَسِنّةِ، بل أوان تزكية النفوس وثَنْيِ الأَعِنّةِ. فإن الفساد كما دخل قلوب أعداء هذه الملة، كذلك دخل قلوب المسلمين من غير التفرقة. فلن يغلِب الأشرارُ أشرارًا آخرين بغَزاة، بل بعفّة وتقاة، فلن ينصر الله ملوك الإسلام مع وهنهم وغفلتهم في الدين، بل يغضب غضبا شديدا ويوثر الكافرين على المسلمين. ذلك بأنهم نسوا حدود الله ولا يبالون أمر ربهم وليسوا من المتقين. يؤمنون ببعض القرآن ويكفرون ببعض، ولا يُشيعون الحق بل يَعيشون كالمنافقين.

هذا بالُ أهل الزمان، ثم ينكرون ويكذبون بعبد بُعِثَ من الرحمن. أَعَجِبوا أن جاءهم منذر منهم في وقت فقَد الناسُ فيه حقيقة الإيمان؟ أم يقولون افتراه وقد رأوا آياتي ثم ألقوها وراء حجب النسيان؟

أيها الناس.. أرأيتم إن كنتُ من عند الله وكفرتم بي.. فأي خُسْرٍ أكبر من هذا الخسران؟ أتريدون أن أضرِب عنكم الذكرَ صفحًا بعد ما أُمرتُ للإنذار؟ وما كان لمرسَل أن يكلّمه الله ويأمره ثم يخفي أمر ربه خوفا من الأشرار. فاتقوا الله، ولا تقدّموا بين يديه ولا تصرّوا على الظن كل الإصرار.

(مقتبس من كتاب مواهب الرحمن)

Share via
تابعونا على الفايس بوك