لا نزيد في الشريعة ولا ننقص منها

وأنتم تعلمون أيها الإخوان أنَّ فتاوي التكفير ما كانت مبنيّة على تحقيق، وما كان فيها رائحة صدق، بل نسجوا كلها بمنسج الكيد والظلم والزور افتراءً من عند أنفسهم وكانوا يعرفوننا ويعرفون إيماننا. ويرون بأعينهم أنّا نحن مسلمون، نؤمن بالله الفرد الصمد الأحد، قائلين: لا إله إلا هو، ونؤمن بكتاب الله القرآن ورسوله سيدنا محمد خاتم النبيين، ونؤمن بالملائكة ويوم البعث والجنة والنار، ونُصلّي ونصوم ونستقبل القبلة، ونحرّم ما حرّم الله ورسوله، ونُحلّ ما أحلَّ الله ورسوله، ولا نزيد في الشريعة ولا ننقص منها مثقال ذرّة. ونقبل كل ما جاء به رسول الله صلّى الله عليه وسلم. وإن فهمنا أو لم نفهم سرّه ولم نُدرك حقيقته. وإنّا بفضل الله من المؤمنين الموحدين المسلمين. وما خالفنا المكفّرين إلا في وفاة عيسى ابن مريم . فاغتاظوا غيظًا شديدًا وملئوا منه كأنهم لا يؤمنون بآية يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ولا يؤمنون بوعد الوفاة الذي قد صرّح فيها. وكأنهّم لا يعرفون آية فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي التي فيها إشارة إلى إنجاز هذا الوعد ووقوع الموت. والآيات بيّنة منكشفة فلعلّهم في شكٍّ من كتابٍ مبين، فنبذوا كتاب الله وراء ظهورهم بعدما كانوا مؤمنين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك