الاحتفال السنوي

ريبورتاج مصور للاحتفال السنوي ال٢٣ للجماعة الإسلامية الأحمدية ببريطانيا

المنعقد في٢٢/ ٢٣/ ٢٤ يوليو ، تموز بإسلام آباد (تلفورد)

وصل سيدنا الخليفة الرابع للمسيح الموعود حضرة أمير المؤمنين مرزا طاهر أحمد أيده الله بنصره العزيز إلى مكان الإجتماع في الساعة الرابعة من بعد ظهر الجمعة الموافق ٢٢ /٧/ ٨٨، وتوجه حضرته أولا إلى المكان الذي كانت ترفرف فيه أعلام ١١٧ دولة، فرفع بيده علم الجماعة الإسلامية الأحمدية، ودخل خيمة الإجتماع حيث كان في استقبال حضرته أيده الله آلاف الحاضرين يهتفون: الله أكبر، يحيا الإسلام.

بدأت الجلسة الأولى للاجتماع بتلاوة من الذكر الحكيم ثم قراءة بعض الأبيات من قصائد للمسيح الموعود . ثم افتتح أمير المؤمنين أيده الله الاجتماع بكلمة جاء فيها أن هذا هو خامس اجتماع سنوي اشترك فيه بفضل الله في بريطانيا، وأنا على علم بأن كثيرا جدا من الأحمديين لم يتمكنوا حضور هذا الإجتماع على الرغم من حبهم وتوقهم لذلك وخاصة أولئك الذين تركتهم في باكستان، فادعوا الله أن يتقبل من الجميع نيتهم، ويجمعنا بهم عن قريب إن شاء الله.

وأضاف حضرته قائلاً: إن هذا الاجتماع ذو أهمية كبرى حيث أنه آخر اجتماع سنوي في القرن الأول على تأسيس الجماعة. وأنه كذلك أول اجتماع سنوي يأتي بعد إعلاني دعوة مكذبي ومكفري الجماعة للمباهلة.

وبعد الكلمة الإفتتاحية التي رحب بها أيده الله بالحاضرين واختتمها بالدعاء الجماعي غادر حضرته مكان الاجتماع.

الجلسة الثانية:

بدأت الجلسة الثانية في اليوم الأول من الاحتفال برئاسة السيد مظفر أحمد ظفر رئيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أول المتحدثين في هذه الجلسة الأستاذ كمال يوسف المبلغ المسؤول في النرويج، وكان حديثه حول تصور الإله في أديان العالم. كما ألقى السيد زكريا كزيتو أمير الجماعة بأوغندا كلمة موجزة قال فيها: إنَّ له شرفًا عظيمَا لكونه أول أحمدي في بلده، وأنَّ الله وفّقه لترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة بلده.

وبعد هذه الكلمة خطب الأستاذ عطاء الله كليم المبلّغ المسؤول في ألمانيا الغربيّة خطابًا موضوعه شفقة المسيح الموعود عليه السلام على خلق الله.

وبعد ذلك ألقى ممثل الجماعة عن جمهورية بنين كلمة بالفرنسية عبّر عن سروره للاشتراك في هذا الاحتفال، وإنّ الجماعة الأحمدية في بلده بفضل الله ثابتة أمام موجات العداء الحالية التي تشهدها الجماعة في بلاده.

وكان الخطاب الأخير في الجلسة الثانية لهذا اليوم للأستاذ المرزا مظفر أحمد المحترم حول مشروع احتفال الشكر على مرور مائة عام على تأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية، أوجز فيه ما أنعم الله به على هذه الجماعة من أفضال وبركات لا تعدّ ولا تحصى.

اليوم الثاني

الجلسة الثالثة

بدأت هذه الجلسة برئاسة أمير الجماعة بأفريقيا الجنوبية في الساعة التاسعة والنصف صباحًا بالتلاوة من الذكر الحكيم وكان أول المتحدثين في هذه الجلسة السيد محمد جباتي أحد المسلمين الأحمديين الجدد في ساحل العاج، وبعده ألقى أمير الجماعة ببريطانيا خطابًا حول موضوع الجماعة الإسلامية الأحمدية ونشر الإسلام، وذكر فيه ما أشاد بع العلماء المسلمون المعاصرون حول كتاب البراهين الأحمدية أحد مؤلفات المسيح الموعود الذي بيّن فيه أفضلية الإسلام على الأديان الأخرى، وقد تحدّث أمير جماعة بريطانيا كذلك عن تحقّق البشارات التي بشّر الله بها عبده المسيح الموعود منها تلك القائلة: “أبلّغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرضين”.

وبعد هذا الخطاب ألقى أحد المسلمين الأحمديين الجدد من الإنجليز خطابًا حول فضائل الإسلام، تلاه إمام مسجد فضل بلندن، حيث ألقى خطابًا شيّقًا حول سيرة النبي . ثم جاءت السيدة فرجينيا بوتوملي عضو البرلمان البريطاني وألقت كلمة أشادت فيها بنشاط الجماعة ونوّهت، بشكل خاص بشعار الجماعة القائل: “الحب للجميع ولا كراهية لأحد”، كما أشادت بقول أمير المؤمنين أيّده الله بنصره العزيز أنَّ للتلفاز آثارًا سلبية جدًا على الصغار.

ثم خطب القاضي مسعود عضو الوفد الأمريكي، وكان خطابه حول الأدلة القاطعة من القرآن والحديث على صدق المسيح الموعود .

والخطاب الأخير في هذه الجلسة كان لأمير المؤمنين أيّده الله بنصره العزيز ألقاه أمام سيدات الجماعة في خيمةٍ أخرى، وأُذيع مباشرة على أسماع الرجال أيضًا. وكان موضوع خطاب حضرته: مكانة المرأة في الإسلام. والجدير بالذكر أنَّ سيدنا أيّده الله قد بدأ الحديث حول هذا الموضوع في الاحتفال السنوي عام 86 ولا يزال الحديث مستمرًا في احتفال عام 88 وقال: إنَّ الإسلام قدَّم للمرأة ما لم يقدمه أي دين أو مذهب آخر على الإطلاق. فبعض الأديان كالبوذية والكنفوشيسية لا تذكر المرأة بتاتًا. ومن الأديان الأخرى من يذكر المرأة بشكلٍ مخجل ينفر الإنسان حتى من الاعتقاد بوجود الله. ولكن الإسلام أعطى المرأة حقها في جميع الأمور، بل ونظر لخلقة المرأة فقد خيّرها في الاشتراك في بعض العبادات التي لم يخيّر فيها الرجل، كفرض الصلاة في المسجد، وقال: إنَّ حجّ المرأة جهاد بالنسبة لها.

وفيما يتعلّق بكون المرأة مربيّة ومعلمة فقد منحها الإسلام حقّ التربية والتعليم، وبالمقابل نرى مثلاً أنَّ الكنيسة لا تسمح للمرأة بتدريس أمور الدين.

لقد كانت أم المؤمنين حضرة عائشة رضي الله عنها تعلّم الرجال أمور الدين حتى في حياة الرسول ، وبعد وفاته أيضًا. قال : “خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء”، وهكذا فعلاً تعلّم الصحابة رضوان الله عليهم نصف الدين.

وفي سياق الخطاب بين أيّده الله بالتفصيل مكانة المرأة في الإسلام، بصفتها ابنة وزوجة وأُمًّا. وقال أنَّ الروايات والأحاديث تبيّن جليًا بأنّ الرسول لم يحرم المرأة من أي حق لها في حياته، ووصّى بذلك جميع المسلمين.

وفي نهاية الخطاب خصَّ بالذكر المكانة السامية للأم التي أعطاها الرسول قائلاً: “الجنة تحت أقدام الأمهّات”. وبيّن أنَّ الإنسان يستطيع معرفة ربّه إذا فكّر في علاقته بأمه ورعاها حقَّ رعايتها. فرحم الأم ورحمانية الرحمان من مصدر واحد “ر. ح. م” إنَّ بداية الإنسان من المرأة مثل بداية الكون من الله. وكما رحم الأم يربّي الإنسان كذلك فإنَّ الرب الرحمان ربّى الكون شيئًا فشيئًا. فكلتا العلاقتين متشابهتان، فمن قطع إحداهما انقطعت الأخرى تلقائيا. ومن قطع صلته مع أمه قطع صلته مع ربه.

وبعد هذا الخطاب انتهت الجلسة الثالثة للاجتماع.

الجلسة الرابعة

بدأت هذه الجلسة بعد أداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا من اليوم الثاني للاحتفال بتاريخ 23/7/88 في الساعة الثالثة والثلث برئاسة حضرة أمير المؤمنين أيّده الله بنصره العزيز، واستُهلّت هذه الجلسة بتلاوةٍ من الذكر الحكيم، ثم قرأ الأستاذ محمد أحمد، من الضيوف العرب، قصيدة عبّر فيها عن شعوره نحو أمير المؤمنين أيّده الله، والجماعة الأحمدية. ثم أنشد ضيفٌ آخر أبياتًا من قصيدة بالأردية للمسيح الموعود.

بعدئذٍ قام أمير المؤمنين أيّده الله وسط هتافات، الله أكبر الله أكبر، يحيى الإسلام، وبدأ خطابه التاريخي والهام في ذكر أفضال الله تعالى على الجماعة جاء فيه:

“عندما بدأت موجة العداء الصارخ تتصاعد ضدنا في باكستان منذ بضع سنوات، قلتُ لأعدائنا وأوضحت لهم أنهم لن يستطيعوا، مهما حاولوا، منع أو إيقاف فضل الله النازل علينا لأنه كما جاء في الكتاب الكريم لاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ .

وها أنتم ترون أننا لا ننفكُّ نشاهد فضل الله النازل علينا كالأمطار الغزيرة في كل أنحاء العالم، وسنستمر بمشاهدته إن شاء الله تعالى”.

ولعدم تمكّننا تقديم حتى خلاصة هذا الخطاب سنكتفي بذكر فقط أهم ما جاء بها (على الراغبين في الحصول على الترجمة العربية لهذا الخطاب بشكل أشرطة صوتية الكتابة إلى رئيس تحرير التقوى).

قال أيّده الله: “من بين هذه الأفضال الربّانية أنَّ الله القدير قد وفّقنا لنشر الدعوة الأحمدية حتى الآن في 117 دولة، وقد وصل عدد الجماعات التي أُقيمت فقط في الثلاث سنوات الماضية إلى 924 جماعة، وهذا العدد بفضل الله يزداد باستمرار رغم كل الصعوبات والعراقيل التي يُحدثها الأعداء.

وقد تم بفضل الله خلال العام الماضي تعمير 107 مساجد جديدة، علاوةً على ذلك فقد وهبنا الله 121 مسجدًا آخر بدخول الكثير من أهالي القرى في الأحمدية بمساجدهم وأئمتهم، فالحمد لله على ذلك.

وحول مشروع الدعوة إلى الله فقد دخل بالجماعة بفضل الله في مقاطعة “مسمرة” بسيراليون خلال أسبوع واحد 5765 شخصًا من 94 قرية، ولهم 80 مسجدًا. (كان رئيس هذه المقاطعة حاضرًا في الاجتماع فدعاه سيدنا أيّده الله ليتعرّف عليه الحاضرون فتوجه الضيف الكريم وسط هتافات، الله أكبر يحيى الإسلام، إلى المنصة والقى بضع كلمات بلغته المحلية عبّر فيها عن سعادته وسعادة أبناء بلده في الانضمام إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية).

وأضاف أمير المؤمنين أيّده الله، أنَّ عدد المبايعين الجدد كان يزداد في السنوات الماضية بمعدل ضعفين كل عام، ولكنه وصل بفضل الله إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه في العام الماضي.

وفيما يتعلق بإنشاء المراكز الجديدة للتبليغ فقد قامت جماعة الولايات المتحدة بسعيٍ مشكور، حيث أنشأت حتى الآن 22 مركزًا جديدًا. كما أنَّ جماعة كندا تقوم بنشاطٍ كبير متزايد. وقد وفّق الله كذلك جماعات القارة الإفريقية لإنشاء 175 مركزًا جديدًا فيها.

وبما يختصُّ بقسم تحضير الأشرطة السمعية والبصرية في المركز فقد قام هذا القسم، من مقرّه الحالي بلندن، بعملٍ عظيم جدًا، فقد تم خلال العام الماضي تسجيل 23 ألف شريط، معظمها لخطب الجمعة، وتوزيعها على مختلف الجماعات في العالم، والتي عن طريقها أنعم الله تعالى علينا مرة أخرى بالمركزية والأخوة الإسلامية، لما تزيد هذه الأشرطة جميع الأحمديين عند سماعها حماسًا وحبًا وإخلاصًا وفداءً لنظام الخلافة. وبالخصوص بعد أن بدأنا ترجمة خطب الجمعة هذه إلى مختلف اللغات، فبفضل الله تُترجم الآن هذه الخطب ترجمة فورية إلى اللغات التالية، العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الهولندية، الإسبانية، وإلى اللغات المحلية في غانا كينيا ونايجيريا. (وقد أثنى حضرته بالخصوص على الترجمة الفورية التي تقوم بها دائرة الشؤون العربية، وأشاد بما تقوم به هذه الدائرة في الجماعة من خدمات جليلة وهامة في تبليغ الدعوة الأحمدية إلى الناطقين بلغة الضاد. وطلب أيّده الله من الأحمديين في كل مكان الدعاء ليحفظ الله ويوفّق هذه الدائرة من أجل ردّ بعض إحسان العرب علينا، حيث أنَّ للعرب إحسانًا عظيمًا على بني نوع الإنسان لما ضحّوا به من أجل نشر الإسلام في العالم، وبالخصوص على أولئك الذين قبلوا الإسلام منهم كأبناء الجماعة الأحمدية).

كما أشاد بدوائر الشؤون الروسية والتركية والصينية التي تقوم بدور كبير في نشر الدعوة الأحمدية بين الناس بتأليف الكتب ونشر المجلات وترجمة الخطب.

وحول طباعة وتوزيع تراجم معاني القرآن الكريم وكتب دينية أخرى فقد تم بفضل الله بيع وتوزيع 26420 كتابًا وترجمة للقرآن الكريم في مختلف بلاد العالم. كما اشتركت الجماعة في العديد من معارض الكتب الدولية.

ومن الجدير بالذكر أننا بدأنا هذا العام بفضل الله بإصدار مجلة عربية شهرية باسم ((التقوى)) نالت استحسانًا كبيرًا من الأحمديين وغيرهم من الذين اطلعوا عليها في مختلف الدول.

أما مشروع “نصرة جهان” الذي يقوم برعاية المؤسسات الطبية والتربوية للجماعة بإفريقيا فقد قدّم هذا العام خدمات طبية في مستشفياته الــ 26 لأكثر من 231000 مريض.

كما أنَّ مدارس الجماعة تخدم أهل إفريقيا خدمةً جليلة بحيث أنَّ الطلاب المسيحيين فيها بدأوا يحبون الإسلام.

ولقد وصل عدد تراجم القرآن الكريم إلى 20 لغة، وإن شاء الله سينمو هذا العدد إلى 50 قبل نهاية هذا العام. مع العلم أنَّ هناك 670 ترجمة للكتاب المقدَّس في العالم.

وهناك اليوم 625 مبلّغًا مركزيًا ومحليًا يقومون بإعلاء كلمة الله ونشر الإسلام في شتّى أنحاء العالم.

هذا وقد وصل عدد المواليد الذين قدَّمهم آباؤهم لخدمة الدين وفق مشروع الوقف الجديد إلى 655 مولودًا.

هذه نظرة عابرة وسريعة جدًا على الخدمات التي تقوم بها الجماعة في مجال نشر الإسلام، أما الخدمات الجليلة التي يقوم بها المشائخ ورجال الحكومة في باكستان فهي كالآتي:

* اعتقال 125 مسلمًا أحمديًا بتهمة الإعلان لكونهم مسلمين.

* اعتقال وسجن 588 مسلمًا أحمديًا بسبب إلصاقهم شارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” أو أي آية قرآنية أخرى، على صدورهم.

* سجن 171 أحمديًا بجريمة توزيع منشورات إسلامية.

* سجن 321 أحمديًا لكتابتهم كلمة الشهادة على مساجدهم أو بيوتهم أو لمحاولتهم الدفاع عن المساجد.

* اعتقال 204 أحمديًا بجريمة رفع الآذان أو أداء الصلاة.

* اعتقال 62 آخرين بسبب قيامهم بشعائر إسلامية أخرى.

* سجن 38 أحمديًا بتهمة إهانة الرسول (والعياذ بالله).

* اعتقال 214 آخرين بتهم متنوعة أخرى.

وهكذا وصل عدد المسلمين الأحمديين المعتقلين والمسجونين خلال الأعوام الأربعة الماضية إلى 1421.

ومن الجدير بالذكر أنَّ اثنان من الأحمديين سُجنا مدة شهرين وأُغرما بغرامة مالية قدرها 1500 روبية لكل واحد لقولهما: السلام عليكم ورحمة الله.

هذا بالإضافة إلى أربعة أحمديين آخرين حُكم عليهم بالإعدام، جريمة اثنين منهم أنّهما دافعا عن أحد مساجد الجماعة حين جاء المشائخ وأتباعهم لهدمه، والاثنان الآخران متهمان بتهمة باطلة بتفجير مسجد لغير الأحمديين في باكستان.

* هذا وقد بلغ عدد المسلمين الأحمديين الذين استُشهدوا في سبيل الله 20 شخصًا. * ووصل عدد محاولات اغتيال الأحمديين إلى 22 محاولة.

* وقد تم محو كلمة الشهادة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” من على جدران 78 مسجدًا أحمديًا.

* إغلاق 9 مساجد أحمدية.

* هدم 6 مساجد.

* محاولة إحراق 13 مسجدًا.

* تم ضبط 208 كتابًا ومجلة أصدرتها الجماعة الإسلامية الأحمدية.

* طرد 32 موظفًا أحمديًا من وظائفهم.

* عدم السماح بانعقاد 40 اجتماعًا في مختلف المناسبات.

* ومن الخدمات الجليلة الأخرى التي قام بها مشائخ الباكستان، نبش قبور 18 مسلمًا أحمديًا، ومنع دفن 16 أحمديًا آخر..”

وفي نهاية الخطاب ذكر أيّده الله بعض الحوادث المتعلقة باستجابة دعاء المسلم الأحمدي، بعدها أنهى حضرته خطابه هذا الذي استمر ثلاث ساعات ونصف.

اليوم الثالث

كان يوم 24/7/88 يوم عيد أضحى، وقد صلّى أمير المؤمنين أيّده الله تعالى بنصره العزيز صلاة العيد بأكثر من خمسة آلاف مسلم أحمدي، ثم خطب فيهم خطبة العيد جاء فيها:

“لقد مُنعنا نحن المسلمين الأحمديين على أيدي السلطات من حج بيت الله الحرام، ولكن على الرغم من ذلك لا يأتي موسم الحج إلا ويشترك فيه بعض الأحمديين. وعندما تصلني أخبارهم بما حصل لهم من فوائد روحانية من الحج أتيقّن لو أنّه قُبِلَ حجّ أحد فهو حجّ الأحمدي. لأنه يذهب للحج رغم كل الأخطار المحدقة به وذلك من فرط حبه لاتّباع أحكام الله وسُنن خير الورى.

وفي منع الحكومات لنا من حج بيت الله الحرام إحياءٌ لسُنّة أعداء الله، فأعداء الرسول منعوه زيارة بيت الله الحرام، وبالظاهر رجع رسول الله وصحابته الكرام البَررة خائبين في صلح الحُديبية، ولكن قد كُتب لهم في ذلك الصلح عزّة كاملة وفتحًا عظيمًا.

فيا عُشّاق محمد المصطفى تأكّدوا، أنّكم لو أصبحتم مصداقًا لمن لم يخشَ إلا الله وامتنعتم من الحج الذي حرمتكم منه السلطات، ابتغاءً لمرضاة الله تعالى، فوالله العظيم سيتقبل الله حجّكم في السماء كما تقبّل حجّ سيدكم المصطفى ، فهنيئًا لكم أيها الحجّاج الذين حُرمتم من الحجّ في الظاهر، وهنيئًا لكم هذا العيد السعيد.

وفي ختام خطبة العيد ذكر حضرته رؤيا رأى فيها السيدة نصرة جيهان رضي الله عنها، حرم المسيح الموعود ، رآها تقول له أيّده الله، طوّفني يا عزيزي ببيت الله الحرام بـ “الهليكوبتر”. فقال لها حسنًا يا أمي سأفعل ذلك غدًا. وعبّر عن ذلك بأنَّ الله تعالى حكم لنا بالنصر من السماء.

الجلسة الخامسة والنهائية.

ترأس هذه الجلسة الاختتامية حضرة أمير المؤمنين أيّده الله بنصره العزيز، واستُهلّت بتلاوةٍ من الذكر الحكيم ثم قراءة أبيات من أشعار المسيح الموعود باللغة العربية في مدح الرسول .

ثم بدأ أمير المؤمنين أيّده الله خطابه الإختتامي حول العدل في الإسلام، ذلك الموضوع الذي ما برح أيّده الله يتحدَّث عنه في موقع الاحتفال السنوي منذ عدة أعوام، جاء فيه: إنَّ الإسلام دين عدل، يعلّمنا أنَّ الكريم عند الله هو التقي، قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ وقال رسول الله ، “لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ ولا لعجميٍّ على عربيٍّ ولا لأحمر على أصفر ولا لأصفر على أحمر إلَّا بالتَّقوَى”. فلو تمسَّك شعوب العالم بمبدأ العدل الذي جاء به الإسلام لقضوا على الحروب. ولكن للأسف أنَّ شعوب العالم ما برحت تنحاز إلى فئة أو شعب دون آخر والعدل حقيقة غير قائم بين الدول، فالتحزبّات والانحيازات التي هدّدت العالم إبّان الحرب العالمية الثانية ما زالت قائمة اليوم وتهدّد البشرية بحربٍ عالمية ثالثة.

وعند انتهاء حضرته من الخطاب، قاد الحاضرين في دعاء جماعي شكراً لله على نجاح هذا الاحتفال التاريخي للجماعة. ثم ودّع حضرته المشتركين بالسلام.

لقد اشترك في احتفال هذا العام زهاء خمسة آلاف رجل وامرأة ممثلون عن 41 دولة، منها، باكستان، وبعض وفود دول عربية، أندونيسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، ألمانيا الغربية، أوغندا، سيراليون، النرويج، السويد، الدنمارك والهند.

Share via
تابعونا على الفايس بوك